12 وساطة ناجحة.. دبلوماسية الإمارات قوة فاعلة لصفقات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
تعكس الوساطة الإماراتية ونجاحها في إطلاق سراح 300 أسير بين روسيا وأوكرانيا، الدور المتنامي للإمارات كوسيط دولي فاعل في القضايا الإنسانية، ويؤكد التزامها بالحلول السلمية ودعم المساعي الرامية إلى تخفيف معاناة المتضررين من النزاعات.
وأكد الدكتور باسل بشير، الباحث في الاجتماع السياسي، أن جهود الوساطة الإماراتية الدؤوبة ونجاحها من جديد في تبادل الأسرى بين روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا بعدد 300 أسير يرسخ موقع الإستراتيجية الدبلوماسية لدولة الإمارات الإنسانية أكثر فأكثر على خارطة العلاقات الدولية.وأشار عبر 24، إلى أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لروسيا العام الماضي، والعلاقات المتينة والمتوازنة التي تربط الإمارات بأوكرانيا، ساهمت في نجاح جهود الإمارات في تنفيذ 12 وساطة في عمليات تبادل الأسرى بين الجانبين، منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024، أسفرت عن إطلاق 2883 أسيراً.
وقال: يعكس نجاح الدبلوماسية الإماراتية التزام الدولة باستراتيجية القوة الناعمة التي تبنتها قيادتها، والتي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية بمختلف القطاعات الإنسانية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والعلمية، كما تسعى هذه الاستراتيجية إلى بناء شبكات دولية قوية تربط الإمارات بالمؤسسات العالمية ومنظمات المجتمع المدني والأفراد، بما يخدم مصالحها الاستراتيجية، ويدعم نشر ثقافة التسامح والمحبة وتعزيز الأمن والسلام على مستوى المنطقة والعالم. نهج متوازن من جانبه، أكد الدكتور منير فياض، خبير سياسي، أن السياسة الدبلوماسية الهادئة التي تنتهجها دولة الإمارات في علاقاتها الخارجية بدأت تؤتي ثمارها الإيجابية من ناحية التأثير في السياسة الدولية، حيث نجحت وساطتها الإنسانية في الإفراج عن 300 أسير حرب موزعين بين جانبي الحرب الروسية - الأوكرانية الدائرة منذ نحو ثلاث سنوات.
وقال: انتهجت دولة الإمارات منذ سنوات سياسة التوازن والاعتدال والحكمة في علاقاتها مع الدول الصديقة والشقيقة، المرتكزة إلى دبلوماسية القوة الناعمة، في معالجة كافة القضايا الدولية الشائكة. حيث كانت الإمارات تدعو دائمًا إلى تغليب لغة الحوار وخفض التصعيد على لغة الحرب وافتعال الأزمات، وقدمت في هذا السياق العديد من المبادرات الإنسانية التي ساهمت في تخفيف التداعيات الإنسانية الناجمة عن تلك الأزمات.
وأشار فياض إلى أن الإمارات اكتسبت قوتها الناعمة من القيادة الإماراتية وعلى رأسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في معالجة القضايا العربية والدولية، ومن جاذبية مؤسساتها وقيمها الإنسانية وحكم القانون، والسياسات التي تتبعها الدولة، وأدائها العالي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية. إنجاز إنساني ولفت غسان العمودي الكاتب والمحلل السياسي، إلى أن نجاح الوساطة الإماراتية في إطلاق سراح 300 أسير من النزاع بين روسيا وأوكرانيا يعد إنجازاً إنسانياً يؤكد مكانة دولة الإمارات وسيطاً دولياً موثوقاً، ودورها الفاعل في تعزيز الأمن والسلم العالميين، مستندة إلى نهجها القائم على الدبلوماسية الهادئة والحوار البناء.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات بین روسیا
إقرأ أيضاً:
روسيا وأمريكا تتبادلان إطلاق سراح «ثان» للسجناء منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض
واشنطن «أ.ف.ب»: أجرت الولايات المتحدة وروسيا اليوم الخميس ثاني عملية تبادل سجناء منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فـي إشارة إضافـية إلى تحسن العلاقات بين القوتين العظميين بمبادرة من واشنطن. وتزامن التبادل مع انعقاد لقاء روسي أمريكي جديد فـي إسطنبول، وهو علامة أخرى على التقارب.
تم فـي أبوظبي تبادل المواطنة الروسية الأمريكية كسينيا كاريلينا التي حُكم عليها بالسجن لمدة 12 عاما بتهمة «الخيانة» فـي روسيا فـي عام 2024، بالمواطن الألماني الروسي آرثر بتروف.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو فـي منشور على منصة إكس: «الأمريكية كسينيا كاريلينا استقلت الطائرة التي تعيدها إلى الولايات المتحدة. لقد سجنتها روسيا ظلما لأكثر من عام ونجح الرئيس (دونالد) ترامب فـي الإفراج عنها»، من دون أن يشير إلى عملية تبادل سجناء.
وأكد محاميها ميخائيل موشايلوف لوكالة فرانس برس الإفراج عنها.
بدوره، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اليوم الخميس تبادل كسينيا ببتروف الذي أوقف فـي 2023 بتهمة تصدير مكونات إلكترونية إلى روسيا فـي شكل غير قانوني. أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف ومسؤولا كبيرا فـي الاستخبارات الروسية قادا المفاوضات بشأن عملية التبادل.
وقالت متحدثة باسم «سي آي إيه» للصحيفة الأمريكية إن «هذا التبادل يظهر أهمية الحفاظ على التواصل مع روسيا، رغم الصعوبات الجمة التي تواجه علاقاتنا الثنائية». وأضافت «ننظر إلى هذا التبادل باعتباره خطوة إيجابية إلى الأمام». عملية تبادل السجناء هذه هي الثانية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فـي يناير، بعد أن قاد تقاربا بين البلدين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
واتفقت القوتان على إصلاح شامل لعلاقاتهما الثنائية المتضررة بشدة بسبب سنوات من التوترات التي بلغت ذروتها منذ عام 2022 وبداية الهجوم الروسي على أوكرانيا المدعومة من واشنطن.
وعقدت عدة اجتماعات ثنائية بالفعل، وبدأت محادثات جديدة بين الروس والأمريكيين بشأن تفعيل البعثات الدبلوماسية للبلدين اليوم الخميس فـي إسطنبول خلف أبواب مغلقة فـي القنصلية الروسية، وفق ما أفاد صحفـي من وكالة فرانس برس خارج المبنى.
وقال مصدر روسي لوكالة أنباء ريا نوفوستي اليوم الخميس «ستكون المناقشات معمقة وستستمر عدة ساعات، ولكن من غير المرجح أن تكون مطولة» مثل تلك التي جرت فـي 27 فبراير.
ولدت كسينيا كاريلينا عام 1991، وحُكم عليها فـي عام 2024 بالسجن لمدة 12 عاما بسبب تبرعها بحوالي خمسين دولارا لمنظمة أوكرانية.
وقالت محكمة روسية إن هذه الأموال «استخدمت لشراء معدات طبية وأسلحة وذخيرة من قبل القوات المسلحة الأوكرانية».
كانت كاريلينا تقيم فـي كاليفورنيا، وأوقفت أثناء زيارة عائلتها فـي روسيا، وقد أنكرت الاتهامات التي وجهها لها القضاء الروسي.
من جانبه، اتهم القضاء الأمريكي آرثر بتروف الحامل للجنسيتين الألمانية والروسية بتصدير مكونات إلكترونية بشكل غير قانوني إلى روسيا للاستخدام العسكري، فـي انتهاك للعقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو بسبب النزاع فـي أوكرانيا.
وبحسب السلطات الأمريكية، كان بتروف يمتلك شركة واجهة فـي قبرص حيث أوقف فـي أغسطس 2023 قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة.
فـي منتصف فبراير، وبعد أول مكالمة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب منذ عودة الملياردير إلى البيت الأبيض، تم إطلاق سراح كالوب واين بايرز، وهو أمريكي يبلغ 28 عاما أوقف فـي مطار موسكو لنقله حلوى تحتوي على القنب. وفـي أوائل فبراير، قامت واشنطن وموسكو بتبادل المدرس الأمريكي مارك فوغل بخبير الحاسوب الروسي ألكسندر فـينيك.
ثم فـي الأول من أغسطس 2024، جرت أكبر عملية تبادل منذ نهاية الحرب الباردة بين القوتين المتنافستين، وأسفرت عن إطلاق سراح صحفـيين، من بينهم مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفـيتش، إضافة إلى معارضين محتجزين فـي روسيا مقابل إطلاق سراح جواسيس روس مفترضين محتجزين فـي الغرب. ولا يزال عدد من الأمريكيين محتجزين فـي السجون الروسية، وتدين واشنطن «احتجاز الرهائن» لتأمين إطلاق سراح روس من بينهم جواسيس مفترضون مسجونون فـي الغرب.