صحف إسرائيلية: هل ترامب صاحب رؤية أم بائع وهم؟
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
انتقدت بعض كبريات الصحف الإسرائيلية خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تتضمن عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه، واعتبرتها غير معقولة، ومناورة منه، بل إن إحداها دعت الإسرائيليين إلى رفضها.
وتعليقا على المقترح، قال أليكس وينستون محرر الأخبار بصحيفة جيروزاليم بوست إن ترامب ألقى قنبلة دبلوماسية في لجة الجدل الدائر في الشرق الأوسط.
وأضاف أن المقترح غير قابل للتنفيذ رغم ما طرحه الرئيس الأميركي من عزم الولايات المتحدة على تطوير غزة واستحداث آلاف فرص العمل وتحويل القطاع الفلسطيني إلى مركز دولي.
وكان ترامب قد أعلن -خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول أمس الثلاثاء- عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.
ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أميركية لدعم إعادة إعمار قطاع غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.
ومع ذلك، فقد أثارت الخطة ردود فعل فورية على نطاق واسع، فالفلسطينيون يعتبرونها -كما ورد في مقال جيروزاليم بوست- محاولة مبطنة لتهجير قسري، فيما بدت إسرائيل حذرة وسرعان ما رفضتها دول عربية، مثل مصر والأردن، منذ الإعلان عنها.
إعلانووفق المقال، فإن الخطة في ظاهر الأمر تبدو غير قابلة للتطبيق، فاحتلال الجيش الأميركي للقطاع -إذا ما حدث- سيشكل كابوسا لوجيستيا وسياسيا. ولفت الكاتب إلى أن الخبرة التي اكتسبتها أميركا من حربيها في العراق وأفغانستان قد علَّمت كبار المسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون) أن الدول العربية لن تقبل علنا أبدا بنزوح جماعي للفلسطينيين إلى أراضيها، وحتى إسرائيل تدرك عواقب مثل هذه الخطوة.
لكن وينستون يعتقد في مقاله أن سجل ترامب الحافل في مجال العقارات والسياسة يوحي بأن هدفه ليس احتلال غزة، بل إجبار الدول العربية المجاورة لإسرائيل على الاضطلاع بدور أكثر فاعلية في حل الأزمة. وقال إن "صدمة" هذا الاقتراح "الثوري" ستدفع مصر والأردن ودول الخليج إلى التحرك بطرق ظلت ترفضها حتى الآن.
وتابع: "لنكن واضحين تماما؛ فإن فرص استيلاء الولايات المتحدة على غزة تناهز الصفر لأن الفكرة دونها كثير من العقبات التي لا يمكن التغلب عليها".
وأولى تلك العقبات تتمثل في أن ترامب أعيد انتخابه بناء على وعده بوضع "أميركا أولا"، ومن ثم فإن تحوله المفاجئ إلى احتلال أراضٍ أجنبية هو تكلفة لن يمررها الكونغرس، وأن الشعب الأميركي لا يريد الغوص في مستنقع الشرق الأوسط مرة أخرى.
ويخلص الكاتب إلى أن مجرد الإيحاء برغبة أميركا في الاستيلاء على قطاع غزة ستحدث هزة في العالم العربي ويجعله يتحرك، معتبرا ذلك هو أسلوب ترامب الكلاسيكي في عقد الصفقات الذي يعتمد على إشاعة الذعر، ثم العودة إلى شيء ما.
أما صحيفة يديعوت أحرونوت فقد نشرت مقالا لمراسلها السياسي إيتمار آيخنر تساءل فيه عما إذا كان ترامب صاحب رؤية أم بائع وهم. وقال إن ذلك سؤال كبير يُثار بعد ما سماها "مناورة" ترامب بشأن غزة.
وبحسب المقال، فإن الخطة التي اقترحها الرئيس الأميركي أخذت الكثيرين على حين غرة، حتى مستشاري نتنياهو أصيبوا بالذهول ووصفوا أداء ترامب في مؤتمره الصحفي يوم الثلاثاء بـ"الجنون".
إعلانوتساءل الكاتب: هل يستطيع ترامب جعل خطته الكاسحة لترحيل غزة تبدو طبيعية؟ ومن سيدعمه في تحويلها إلى واقع، سوى المتطرفين من أمثال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش؟
وقال آيخنر إن هذا الحدث أثار موجة من العناوين الرئيسية، حيث استغلت مختلف الفصائل التصريحات التي تناسبها، فقد احتفى قادة اليمين المتطرف الإسرائيلي ونشطاء المستوطنين، بتصريحات ترامب، حتى إن السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان اقترح، "ساخرا"، أسماء جديدة لغزة بعد إعادة بنائها مثل مار-غزة أو غزة-لاغو، على غرار منتجع مار آ لاغو الذي يمتلكه ترامب.
وأشار الكاتب إلى أن المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب بدا خياليا وغير واقعي، متسائلا ما إذا كان الرئيس الأميركي يطرح وهماً غير قابل للتصديق، أم أنه صاحب رؤية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط كما يظن أنصاره.
وفي افتتاحيتها، دعت صحيفة هآرتس إسرائيل إلى الوقوف في وجه تهجير سكان قطاع غزة، سواء أكان من طرح الاقتراح هو ترامب أو الحاخام المتطرف الراحل مئير كاهانا.
ولو أن الاقتراح لم يأتِ من ترامب، لكان مصيره التجاهل التام، كما تشير هيئة تحرير الصحيفة التي شددت على أنه من المهم أن يعترف الإسرائيليون أولا بأن الخطة المطروحة ليست جدية وتعكس عدم فهم الرئيس الأميركي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وجذوره وتطوره على مر السنين.
ونصحت ترامب بأن يدرك، في هذه المرحلة على الأقل، أنه لا توجد حلول سحرية يمكن أن تحل الصراع ببساطة، فالجرأة في تقديم مثل هذا الطرح يُعد ترديدا لمصطلحات مثل "الترانسفير" و "التطهير العرقي" وجرائم الحرب الأخرى، و "إهانة" للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء.
وأفادت الصحيفة أن المطلوب الآن هو أولا وقبل كل شيء إتمام جميع مراحل الصفقة مع حماس، وإعادة جميع الأسرى إلى الوطن وإنهاء الحرب، وقبول السلطة الفلسطينية بديلا لحركة المقاومة الإسلامية في غزة، وإعادة تأهيل القطاع، واستئناف المسار الدبلوماسي.
إعلان
وفي مقال آخر نشرته هآرتس، استطلعت الصحفية نغم زبيدات آراء عدد من الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة أو من أبنائه في الخارج.
فقد ذكر الأخصائي الاجتماعي معتصم يس (42 عاما) -وهو من سكان مدينة غزة- أن ترامب رجل أعمال تقتصر رؤيته على ما يعرفه في مجال العقارات، ووصفه بأنه ليس عسكريا ولا حتى سياسي.
وبدوره، أعرب أسامة الرنتيسي (25 عاما) -الذي كان طالبا في السنة الثالثة بكلية الحقوق عندما اندلعت الحرب قبل قرابة سنة ونصف السنة تقريبا- عن اعتقاده بأن هناك قوى ”أكبر من ترامب ونتنياهو والمنافقين الآخرين الذين يسعون إلى تهجيرنا". ويقصد بتلك القوى الفلسطينيين قائلا: "نحن شعب حاول العالم محوه لعقود، والآن أصبحت قضيتنا قضية عالمية واختبارا للإنسانية".
ومن جانبه، وصف فهد عبود، وهو فلسطيني من دير البلح يبلغ من العمر 37 عاما ويعيش في تركيا، ترامب بــ"الأحمق العجوز"، معتبرا خطته بأنها محض "وعود فارغة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الرئیس الأمیرکی الشرق الأوسط قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الصيغة الوزارية التي اقترحها الرئيس المكلّف( بالاسماء)
تراجعت الآمال مساء بتأليف سريع للحكومة الجديدة، بعد تفاؤل نهاري أوحت به معلومات عن تذليل الرئيس المكلف نواف سلام عقدة تمثيل حزب «القوات اللبنانية» وطلبه موعداً من رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ما أوحى بإمكانية إعلان التشكيلة الحكومية، لكن الرئيس المكلف خرج من اللقاء مع عون من دون إعلان، مكتفياً بالقول إنه يعمل على تشكيل حكومة إصلاح، مؤكداً أنه «لن يسمح بأن تحمل في داخلها إمكان تعطيل عملها بأيّ شكل من الأشكال»، وذلك وسط مفاوضات شاقة انتهت إلى مسودة حكومية عرضها على الرئيس عون لدى زيارته القصر الرئاسي مساء الأربعاء.
وكتبت" الاخبار": ساعات انتظار عاشتها بيروت في انتظار إعلان ولادة الحكومة أمس بعد ما تردّد عن إنجازِها سياسياً، إثر تمكّن الرئيس المكلّف نواف سلام من حلّ عقدة تمثيل «القوات اللبنانية». وتوالت تسريبات عن إنجاز الاتفاق بعد تنازل رئيس الجمهورية جوزيف عون عن حقيبة الخارجية لـ«القوات»، مقابل موافقتها على تمثيل «صوَري»، عبر تبنّي الاسمين اللذين طرحهما سلام لوزارتي الاتصالات والطاقة، لتلتحق معراب بقطار التسوية الحكومية، بعدما شاركت في تهشيم صورة سلام، إلى جانب بعض من خاضوا معركة تسميته، قبل أن يكيلوا له الاتهامات بـ«الخضوع» للثنائي حزب الله وحركة أمل.
وحفِلت التسريبات بلوائح متعدّدة للتوزيعات الوزارية بين المكوّنات الحزبية، مشيرة إلى أنه لا تزال هناك «رتوش» بسيطة تتصل بتدوير بعض الحقائب والأسماء، وأبرزها اسم الوزير الشيعي الخامس.
وفي المعلومات أن سلام حمل إلى قصر بعبدا صيغة أولية للحكومة، وأن هناك نقاطاً لا تزال عالقة قد تؤخّر ولادتها على عكس الأجواء التفاؤلية التي تبثّها أوساط القصر الجمهوري عن «إعلان الحكومة غداً (اليوم) كحد أقصى». وعلمت «الأخبار» أنه لم يتم الاتفاق بعد بين سلام والثنائي الشيعي على اسم الوزير الشيعي الخامس، بعدما رفض الثنائي طرحه لاسم عليا المبيض، إضافة إلى وجود «إشكالية» حول اسم طرحه الثنائي لحقيبة أخرى. وعلم أن سلام سيرسل اليوم 3 أسماء جديدة للحقيبة الخامسة، كي يختار منها الثنائي.
كذلك أشارت مصادر مطّلعة إلى أن حزب الله وحركة أمل «سمعا من الإعلام أن وزارة الصناعة أصبحت من حصة القوات، بعدما كانَ الاتفاق أن تكون من حصتهما، وهو ما أثار استياءهما لأنهما لم يتبلّغا من رئيس الحكومة المكلّف بالأمر».
ولفتت المصادر إلى أن «الحصة التي حصلت عليها القوات ستخلق مشكلة، إذ سيتوجّب على سلام أن يعيد تدوير الحقائب، ما سيؤخر ولادة الحكومة». ويضاف إلى ذلك، إدخال «القوات» في بازار التفاوض ما هو أبعد من تشكيلة تحصل فيها على حصة تتماشى مع تمثيلها النيابي، وهو ما كشفت عنه على لسان بعض نوابها بالحديث عن «مفاوضات تخوضها مع سلام للوصول إلى تفاهمات حول البيان الوزاري، والحصول على ضمانات من كل فريق يشارك في الحكومة بالتزام عدم التعطيل». كذلك كان لافتاً تصريح النائب القواتي فادي كرم بأن الأسماء التي تُطرح لتمثيل القوات (جو صدي وكمال شحادة) لم تأتِ تسميتها من القوات.
وتقول أوساط سياسية مطّلعة إن «هذه النقاط العالقة تُضاف إلى الخلاف المستمر بين الكتل السنّية وسلام الذي لا يزال مصراً على اختصار الحصة السنّية بشخصه، فضلاً عما يتردّد عن أن الأسماء التي وضعها الرئيس المكلّف هي من هندسة الرئيس فؤاد السنيورة، وهو ما يثير حفيظة هؤلاء». وعبّر النائب في «تكتل الاعتدال» وليد البعريني عن هذا الاستياء أمس بالقول ليل أمس: «ما بقى بدنا شي خلصنا، وسنقف في وجه الرئيس المكلّف علناً من الليلة فصاعداً، ولن نقف على بابه ولا على باب غيره بعد اليوم».
إلى ذلك لم تُحسم بعد مسألة تمثيل التيار الوطني الحر الذي تقول أوساطه إن هناك عقداً عدة لا تزال تعترض ولادة الحكومة، وإن التيار لم يتسلم أي اقتراح بعد من الرئيس المكلّف. وكذلك لا يزال الخلاف على اسم الوزير الأرمني قائماً.
واوردت" الاخبار" الصيغة الوزارية التي اقترحها الرئيس المكلّف
وزير الخارجية: يوسف رجّي، سفير لبنان في الأردن. وزير الطاقة: جو صدي، رجل أعمال ومدير إداري في شركة «بوز أند كومباني» في الشرق الأوسط. وزير التربية: ريما كرامي، أستاذة جامعية متخصصة في الإدارة التعليمية والسياسات التربوية، وتشغل منصب رئيسة قسم في الجامعة الأميركية في بيروت. وزير الثقافة: غسان سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة السوربون، شغل منصب وزير الثقافة بين عامي 2000 و2003، كما ترأّس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بين عامي 2017 و2020. وزيرة الشؤون الاجتماعية: حنين السيد، خبيرة في التنمية البشرية والحماية الاجتماعية في البنك الدولي، قادت عمليات الاستجابة للأزمة الاقتصادية في لبنان. وزيرة البيئة: تمارا الزين، تترأس المجلس الوطني للبحوث العلمية، ورئيسة لجنة العلوم في المؤتمر العام لليونسكو. وزير الأشغال: فايز رسامني، الرئيس التنفيذي لشركة «رسامني يونس للسيارات». وزير الزراعة: نزار هاني، مدير محمية أرز الشوف، حاصل على دكتوراه في العلوم الزراعية. وزير الدفاع: ميشال منسى، ضابط متقاعد، شغل منصب مفتش عام في وزارة الدفاع. وزير الداخلية: أحمد الحجار، عميد متقاعد في الجيش اللبناني. وزير المالية: ياسين جابر، نائب سابق ووزير اقتصاد بين عامي 1996 و1998. وزير الاقتصاد: خبير الأسواق المالية عامر البساط. وزير الصحة: ركان ناصر الدين، جرّاح شرايين في الجامعة الأميركية في بيروت. وزير العمل: محمد حيدر، مدير قسم الطب النووي في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت. وزير الاتصالات: كمال شحادة، رئيس الشؤون القانونية والتنظيمية في مجموعة الإمارات للاتصالات. وزير السياحة: طوني الرامي، رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي. وزير الإعلام: زياد رامز الخازن، محامٍ متخصص في القضايا الإعلامية. وزيرة الشباب والرياضة: كريستينا بابكيان، ناشطة في مجال الشباب والرياضة وابنة النائب الراحل خاتشيك بابكيان.