قبل ترامب.. بيريز أراد تحويل غزة إلى سنغافورة الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
الفكرة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، ورغم أنها تبدو غريبة خصوصا بعد 14 شهرا من القصف المتواصل على القطاع، فإنها ليست جديدة تمامًا، إذ تردد صدى حلم صاغه الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز في أواخر تسعينيات القرن العشرين.
لكن، على النقيض من ترامب، كان بيريز يحلم بتطوير قطاع غزة لتحسين الظروف المعيشية للسكان الفلسطينيين، وفقا لصحيفة لوفيغارو الفرنسية.
يقول الكاتب بالصحيفة سيريل لويس إن بيريز كان يعدّ أحد الشخصيات البارزة في ما كان يسمى آنذاك "معسكر السلام"، مشيرا إلى أنه كان مقتنعا بأن هذه المنطقة الفقيرة والمكتظة بالسكان لديها كل ما يلزم لتصبح في يوم من الأيام "سنغافورة الشرق الأوسط".
وينقل لويس عن نمرود نوفيك، الذي كان أحد أقرب مستشاري بيريز في ذلك الوقت قوله "على عكس دونالد ترامب، رأى شمعون بيريز أن تطوير غزة هو حجر الزاوية في جهوده السلمية مع الفلسطينيين. ولهذا السبب لم يفكر قط في طردهم من الجيب…".
ويضيف لويس أن هذا الشريط الساحلي الإستراتيجي يسيل لعاب المطورين المحيطين بترامب بحكم موقعه وتربته الزراعية، مشيرا إلى أن الإسرائيليين حاولوا بالترغيب والترهيب بسط سيطرتهم عليه وإخلاءه من سكانه لكنهم لم يفلحوا.
إعلانوينسب في هذا الإطار للمؤرخ الإسرائيلي توم سيجيف، مؤلف السيرة الذاتية لمؤسس إسرائيل بن غوريون، قوله عن "رئيس الوزراء الإسرائيلي (من 1963 إلى 1969) ليفي إشكول إنه صمم برنامجا سريا لدفع الأموال للفلسطينيين لإقناعهم بمغادرة القطاع، ولكن هذه الخطة التي كانت مكلفة للغاية وغير فعالة سرعان ما تم التخلي عنها".
أما رؤية بيريز فقد لخصها مستشاره السابق يوروم دوري في مقال له بصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية قائلا "كانت رؤيته تقوم على فكرة مفادها أن غزة يمكنها من خلال الاستثمار والمساعدات الدولية أن تزدهر ومن خلال التجارة والسياحة والتكنولوجيا تمامًا كما حدث لسنغافورة في عصرها، معربا عن اقتناعه بأن تحسين الظروف المعيشية من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لكن لويس أبرز أن الرياح لم تجر بما اشتهته سفينة بيريز إذ عاد الليكود إلى السلطة، وتوقفت عملية السلام تدريجيا، وقضت الانتفاضة الثانية على ما تبقى من تلك الأحلام.
أما "خطة" دونالد ترامب فترتكز على الاستفادة من الأصول التي يمتلكها قطاع غزة نظريا، وهي بذلك تذكر في بعض النواحي بالخطة التي وضعها شمعون بيريز، ولكنها تختلف عنها جوهريا في أن خطة ترامب لا تذكر السكان الفلسطينيين إلا بهدف تصور ترحيلهم إلى دول أخرى.
والواقع أن خطة ترامب أشبه بمسودة مشروع لترحيل سكان غزة كان قد قدمها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مايو/أيار 2024، وكان عنوان تلك الوثيقة هو "غزة 2035..". وتشمل خطة نتنياهو إنشاء منطقة تجارة حرة تربط القطاع الساحلي بمدينة العريش المصرية في شمال سيناء وسديروت في جنوب إسرائيل. وتُظهر إحدى الرسومات، التي أنشئت بواسطة برمجيات الذكاء الاصطناعي، مدينة تشبه تل أبيب بشكل مثير للقلق.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ترامب المظلوم.. وكلوديا الثائرة!
تصريحات متناقضة، وبجاحة سياسية غير مسبوقة، واحتلال أمريكى مغلف بالإنسانية يقوده بلطجى العالم ترامب ملخص الساعات الأخيرة، وأتوقف عند تصريحين يكشفان ما يخطط له هذا «الترامبي»، ويبدو أنه سيغير خريطة الشرق الأوسط بشكل صارخ ودون سابقة إذا لم تكن هناك «استراتيجية مواجهة» وموقف عربي صلب وتشكيل لوبى عالمى مساند للقضايا العربية.
الأول، تشبيه إسرائيل بالدولة الصغيرة جدًا مقارنة بدول الشرق الأوسط، رغم ما تملكه من تقنيات وقوة ذهنية وفكرية وهى تستحق أكبر من مساحتها الحالية مشبها إسرائيل بقلم صغير مقارنة بمكتبه الكبير «الشرق الأوسط» الذى يجلس عليه! فكيف تتسع مساحة إسرائيل دون ضم الضفة الغربية وغزة، خاصة أنه معجب بالأخيرة وموقعها الفريد على المتوسط، وبناء أرض جميلة دون أن يذكر من سيسكن فيها؟!
والثانى، يقول فيه: ليس من الإنسانية الإبقاء على سكان القطاع فى مكان لا يصلح للعيش لمدة 15عامًا.. رغم أن مصر ضامنة لتعمير القطاع فى 3 سنوات فقط دون تهجير السكان من القطاع، والتناقض أن الرجل يتعذب بسبب المكان «غير اللائق» بفعل الآلة والسلاح «الأمريكى الإسرائيلي» ولا يتعذب بطردهم من أراضيهم!
مؤشرات تؤكد قرب التهام إسرائيل للضفة الغربية وغزة، وما شجع ترامب عليها عدم وجود رد فعل قوى بعد اعترافه خلال ولايته الأولى بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها، وقتها أكد أنه تم تحذيره من الإقدام على ذلك، خوفًا من ردود فعل العرب التى سبق أن رفض القيام بها 5 رؤساء أمريكيين.
ترامب يرفع سقف مطالبه المتشددة للحصول على تنازلات تُعد «مكاسب» له ومن يدعمهم ويعتبرها الطرف الآخر مكسبا لخفضه سقف مطالبه! وانطلاقًا من عقيدته المسيحية الصهيونية وفلسفته البرجماتيه كرجل أعمال «اصفع خصمك أولًا.. ثم اعقد الصفقات»!
هو لا يعرف إلّا لغة القوة ولا يعير اهتمامًا بالضعفاء حتى لو خاطبوه بمدح واستعطاف فليست لديهم القوة التى يخشاها أو المال الذى يسيل له لعابه..!
ترامب تراجع أمام وحدة أوروبا، وكندا قاطعت المنتجات الأمريكية ورفض مواطنوها السفر لفلوريدا وأريزونا للسياحة هروبًا من الطقس البارد مفضلين التجمد شتاء عن الإذعان لترامب، والمكسيك هددت بمواقف أكثر تشددًا تؤثر سلبًا على اقتصاد أمريكا، ووجهت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم «الثائرة» رسالة قاسية لترامب وخفف من تهديداته، وقالت له: من السهل بعد الجدار الذى بنيتموه مع دول العالم التوقف عن شراء منتجاتكم من سيارات ووسائل اتصال، والإقبال على منتجات أمريكا اللاتينية وأوروبا التى تتمتع بتقنيات ومحتوى أفضل.
سنستخدم أحذية التنس المكسيكية، وتنحية ديزنى والذهاب إلى منتزهات أمريكا الجنوبية والشرق وأوروبا، وهمبرجر المكسيك أفضل من همبرجر ماكدونالدز، وتساءلت: هل رأى أحد أهرامات فى الولايات المتحدة؟ فى مصر والمكسيك وبيرو وجواتيمالا ودول أخرى، توجد أهرامات ذات ثقافات لا تصدق.
أين توجد عجائب العالم القديم والحديث، لا يوجد أى منها فى الولايات المتحدة.. يا للأسف على ترامب، كان سيشتريها ويبيعها!!
إذا لم يشترِ الـ7 مليارات مستهلك منتجاتكم، سينهار اقتصادكم، وستتوسلون إلينا لهدم الجدار المشئوم.. لم نكن نريد ذلك، لكن أنتم أردتم جدارًا، ستحصلون على جدار!