دعت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، إلى منع روسيا من تحقيق أي انتصار في النزاع المستمر في أوكرانيا، مشيرة إلى أهمية اتخاذ خطوات مدروسة في دعم أوكرانيا دون تصعيد الحرب بشكل غير محسوب، جاء ذلك خلال فعالية إعلامية نظمتها صحيفة Die Zeit في ألمانيا، حيث ناقشت ميركل تطورات الحرب الأوكرانية وآفاق الحلول الممكنة.

 

وفي ردها على سؤال حول قرار المستشار الحالي أولاف شولتس بعدم إرسال صواريخ "تاورس" إلى أوكرانيا، قالت ميركل: "لقد أظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن من خلال قراراته الحذرة بشأن نوع الأسلحة التي يمكن إرسالها إلى أوكرانيا، أهمية التفكير العميق في كيفية دعم أوكرانيا بهدف منع روسيا من الفوز في هذه الحرب"، وأضافت: "من الضروري أن نتخذ خطوات مدروسة بعناية، مع الحرص على عدم تصعيد النزاع بشكل يجرنا إلى الحرب مباشرة".

 

وأعربت ميركل عن دعمها لسياسة شولتس في هذا المجال، مشيرة إلى أن المستشار الألماني يمتلك أسبابًا مقنعة تبرر موقفه في هذا الخصوص، وأكدت أن ألمانيا تحتاج إلى اتخاذ مواقف تحافظ على توازن دقيق بين دعم أوكرانيا واحتواء التصعيد العسكري مع روسيا.

 

وفي وقت سابق، شدد شولتس على أن ألمانيا لن ترسل صواريخ بعيدة المدى من طراز "تاورس" إلى أوكرانيا، ولن توافق على استخدام أسلحتها ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، وهو ما يبرز الفرق في المقاربة بين الحكومة الألمانية السابقة والحالية في التعامل مع هذا الملف.

 

من جهة أخرى، تعتبر روسيا أن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا يعد أمرًا يعرقل جهود البحث عن حل دبلوماسي للصراع، حيث اعتبرت ذلك بمثابة تصعيد مباشر يجر دول الناتو إلى دائرة القتال، وهو ما وصفته بـ "اللعب بالنار"، وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "أي شحنات تحتوي على أسلحة موجهة إلى أوكرانيا ستصبح هدفًا مشروعًا للقوات الروسية".

 

وكانت ميركل قد تحدثت في مذكراتها الأخيرة، وفي تصريحات سابقة، عن نيتها "خداع" الجانب الروسي فيما يتعلق بتطبيق اتفاقيات مينسك، مشيرة إلى أن هذه الاتفاقيات كانت تهدف إلى ضمان استقرار المنطقة، لكنها اعترفت بوجود صعوبات كبيرة في تنفيذها على الأرض بسبب تعنت روسيا في الالتزام بها.

 

وتعكس هذه التصريحات التوترات المستمرة في السياسة الدولية بشأن النزاع الأوكراني، حيث تتباين الآراء حول كيفية دعم أوكرانيا دون التصعيد المباشر مع روسيا، وهو ما يبقى محورًا حساسًا في العلاقات بين الدول الغربية وروسيا.

 

"أطباء بلا حدود" تحذر من تدهور النظام الصحي في الضفة الغربية جراء الهجمات الإسرائيلية

 

قالت منظمة "أطباء بلا حدود" في تقرير نشر اليوم الخميس إن نظام الرعاية الصحية في الضفة الغربية المحتلة يعاني من "حالة طوارئ دائمة" منذ ال 7 من أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن إسرائيل تنفذ هجمات ممنهجة على القطاع الصحي في المنطقة.

 

وأوضحت المنظمة أن التصعيد العسكري الإسرائيلي، الذي تضمن توغلات عسكرية لفترات طويلة وفرض قيود أكثر صرامة على حركة الفلسطينيين، قد أعاق بشكل كبير الوصول إلى الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الرعاية الصحية، ونتيجة لذلك، تفاقمت الظروف المعيشية للفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل كبير.

 

وأكدت المنظمة في تقريرها أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، سجلت منظمة الصحة العالمية 694 هجومًا على المنشآت الصحية في الضفة الغربية، بما في ذلك المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية، التي كانت غالبًا ما تقع تحت حصار القوات العسكرية الإسرائيلية، واعتبرت المنظمة أن هذه الهجمات تشكل جزءًا من "نمط منهجي" من التدخلات التي تهدف إلى تعطيل تقديم الرعاية الصحية الطارئة.

 

وفي هذا السياق، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الهجمات الإسرائيلية وعنف المستوطنين قد أسفرت عن استشهاد 884 فلسطينيًا على الأقل في الضفة الغربية منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر 2023.

 

وأشار التقرير إلى أن منع الفلسطينيين من الوصول إلى الرعاية الصحية يعتبر جزءًا من "نظام أوسع للعقاب الجماعي" تفرضه إسرائيل تحت ذريعة محاربة المسلحين الفلسطينيين، وأكدت "أطباء بلا حدود" أن النظام الصحي الفلسطيني في الضفة الغربية، الذي كان يعاني أصلاً من نقص حاد في الموارد، أصبح أكثر ضعفًا منذ بداية الحرب، في ظل القيود الكبيرة على الميزانية ونفاد نصف الأدوية الأساسية من المخازن.

 

وأضاف التقرير أن العيادات والمستشفيات تعمل "بمستويات منخفضة" بسبب نقص الموارد وغياب رواتب العاملين الصحيين منذ عام، كما أشار إلى أن حركة سيارات الإسعاف تمثل تحديًا كبيرًا بسبب نظام واسع من نقاط التفتيش وحواجز الطرق، مما يعرقل الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة.

 

كما أفاد التقرير بتكرار الهجمات على العاملين والمرافق الطبية من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وغالبًا ما كانت المستشفيات والمرافق الصحية محاصرة من قبل القوات العسكرية، مما يزيد من المخاطر على المرضى والعاملين في المجال الصحي.

 

ودعت "أطباء بلا حدود" إسرائيل إلى "وقف استخدام القوة غير المتناسب" ضد المرافق الطبية والعاملين الصحيين في الضفة الغربية، وطالبت بإجراء تحقيقات مستقلة في الهجمات السابقة على المنشآت الصحية، كما شددت على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الطبية إلى المحتاجين، والسماح لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمواصلة عملها في المنطقة.

 

ختامًا، أكدت المنظمة أن الوضع في الضفة الغربية يزداد تعقيدًا بشكل يومي، محذرة من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر ويعرقل أي آفاق لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل منع روسيا تحقيق أي انتصار النزاع المستمر أوكرانيا دعم أوكرانيا تصعيد الحرب ألمانيا فی الضفة الغربیة الرعایة الصحیة أطباء بلا حدود إلى أوکرانیا دعم أوکرانیا مشیرة إلى فی هذا إلى أن

إقرأ أيضاً:

«الرعاية الصحية»: التأمين الصحي الشامل يغطي كل الخدمات الطبية الضرورية

أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية برئاسة الدكتور أحمد السبكي رئيس مجلس إدارة الهيئة والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، إطلاق الفيديو الثاني من حملة (دكتور/ شامل)، والذي يتناول الإجابة على أبرز الأسئلة التي تدور في أذهان المواطنين حول منظومة التأمين الصحي الشامل، وذلك في إطار جهود الهيئة المستمرة لتعزيز الوعي الصحي وتحقيق التواصل الفعّال مع المجتمع.

التأمين الصحي الشامل

وأكّد السبكي، أنَّ الفيديو يسلط الضوء على المفهوم الأساسي لنظام التأمين الصحي الشامل، باعتباره نظامًا تكافليًا اجتماعيًا يهدف إلى توفير خدمات طبية عالية الجودة لكافة فئات المجتمع دون تمييز، حيث تتحمل الدولة أعباء الاشتراك عن غير القادرين لضمان تحقيق العدالة الصحية وخفض معدلات المرض بين المواطنين.

وأشار إلى أن الفيديو يستعرض بالتفصيل الخدمات الطبية التي يشملها التأمين الصحي الشامل، والتي تغطي جميع احتياجات المواطنين الصحية بدءًا من الكشف الطبي المبدئي، مرورًا بالتحاليل والأشعة، ووصولًا إلى العمليات الجراحية الكبرى، بما في ذلك علاج الأورام والطوارئ.

وأضاف أنَّ النظام يوفر باقة متكاملة من الخدمات الصحية، تشمل الفحوصات التشخيصية، الأدوية، علاج الأسنان، وخدمات الرعاية الحرجة، لضمان حصول المواطنين على رعاية صحية متكاملة وفق أعلى معايير الجودة.

تحقيق التغطية الصحية الشاملة

وأوضح الدكتور أحمد السبكي، أنَّ الفيديو الجديد يتناول أيضًا مدى إلزامية نظام التأمين الصحي الشامل، إذ يُلزم القانون جميع المواطنين داخل جمهورية مصر العربية بالاشتراك في المنظومة لضمان تحقيق التغطية الصحية الشاملة، فيما يكون الاشتراك اختياريًا للمصريين العاملين بالخارج والمقيمين مع أسرهم خارج البلاد، وأكد أن النظام يهدف إلى تحقيق الاستدامة المالية والعدالة الصحية، بحيث يستفيد منه جميع المواطنين وفق نظام تكافلي مستدام، مما يعزز مفهوم الحماية الصحية للجميع ويوفر خدمات طبية بمعايير عالمية.

وأكّد أنَّ الهيئة العامة للرعاية الصحية ستواصل نشر المزيد من الفيديوهات التوعوية ضمن حملة (دكتور/ شامل)، لتوضيح مختلف الجوانب المتعلقة بالتأمين الصحي الشامل، وذلك عبر منصاتها الرسمية، بهدف زيادة وعي المواطنين وتمكينهم من الاستفادة المثلى من الخدمات المقدمة ضمن المنظومة.

مقالات مشابهة

  • منظمة أطباء بلا حدود تدين عرقلة الاحتلال الرعاية الصحية بالضفة الغربية
  • أطباء بلا حدود تدين عرقلة الاحتلال الرعاية الصحية بالضفة
  • "أطباء بلا حدود" تحذر من تدهور النظام الصحي في الضفة الغربية جراء الهجمات الإسرائيلية
  • «الرعاية الصحية»: التأمين الصحي الشامل يغطي كل الخدمات الطبية الضرورية
  • منظمة الصحة العالمية تعبر عن قلقها إزاء الهجمات على المرافق الصحية بالسودان
  • خبير استراتيجي: مصر والسعودية والأردن ترفض التطبيع وتؤكد دعمها الثابت للقضية الفلسطينية|فيديو
  • فرنسا تهنئ “تيتيه” لتعيينها مبعوثة أممية بليبيا وتؤكد دعمها لإنجاز مهمتها
  • 63 مركزاً بـ«الإمارات الصحية» توفر خدمات الرعاية المجتمعية
  • وزير خارجية روسيا: إسرائيل تخطط للسيطرة الكاملة على الضفة الغربية