كابوس تكرار كارثة تشرنوبل يقض مضاجع الأوكرانيين
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
منذ بداية الحرب الروسية على بلادهم، يتخوف الأوكرانيون ومعهم الروس من إمكانية تكرار كارثة "تشرنوبل" النووية التي وقعت في 26 أبريل/نيسان 1986، وخلفت مأساة إنسانية كبيرة ما تزال آثارها قائمة حتى اليوم.
والجدير بالذكر أن انفجار مفاعل "تشرنوبل" النووي تسبب بانتشار واسع لإشعاعات اليورانيوم والغرافيت وأدى إلى مقتل حوالي 50 شخصا بشكل مباشر، لكن إحصاءً للأمم المتحدة، كشف عن مقتل قرابة 4 آلاف شخص على مدى الأعوام الموالية، نتيجة تعرضهم للإشعاعات وإصابتهم بأمراض سرطانية.
ومع تكرار القصف المتبادل على أراضي مدينة "زاباروجيا" الأوكرانية، في سياق الحرب التي تشنها موسكو على كييف منذ نحو عام ونصف، توالت التحذيرات بشأن خطورة الوضع في محطة "زاباروجيا" النووية التي تقع تحت السيطرة الروسية، حيث صدرت بيانات عسكرية واتهامات متبادلة بين موسكو وكييف بشأن المسؤولية عن تعريض المحطة للقصف..
وكانت منظمة "رابطة الأطباء لمنع الحرب النووية" قد حذرت، في مؤتمر صحفي عقدته مؤخرا، من العواقب الوخيمة لانتشار التلوث الإشعاعي، في حال استهداف المحطة النووية، ودعت الى ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية المحطة من أي هجمات محتملة.
وفي محاولة للتعامل مع أي طارئ يجري الأوكرانيون تدريبات واسعة لتوعية الناس بكيفية الاستجابة بسرعة في حال وقوع حادث بمحطة "زاباروجيا" النووية، وفي يونيو/حزيران الماضي قام رجال إطفاء يرتدون ملابس واقية من المواد الخطرة في ضواحي مدينة زاباروجيا بمحاكاة لعملية إجلاء أثناء كوارث الإشعاعات النووية.
وتقع محطة زاباروجيا جنوب شرق أوكرانيا، وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وتحتوي على 6 مفاعلات نووية، و قد وقعت تحت سيطرة القوات الروسية في مارس/آذار 2022.
"السياحة السوداء"تجدر الإشارة إلى أن كارثة ""تشرنوبل"" وقعت عام 1986 في أوكرانيا عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي، حيث تسبب خطأ في التشغيل بانفجار في المفاعل النووي الرابع في المحطة، بعد ارتفاع الضغط داخله أثناء اختبار أمني.
وعلى الفور لقي العشرات حتفهم، لكن الأخطر من الانفجار كان انتشار الإشعاعات النووية على نطاق واسع، تلك التي أدت منذ وقوعها إلى إصابة الآلاف بأمراض وخصوصا مرض السرطان، وفي مقدمتهم سكان المناطق القريبة من المحطة والبلدان المجاورة.
وخلال وقوع الحادثة، حاولت سلطات الاتحاد السوفياتي السابق التكتم على ما جرى، ولم تصدر تقارير عن حالة المحطة إلّا بعد مرور 3 أيام على الانفجار، وكانت السويد أول من كشف للعالم الحادثة، بعد أن لاحظت ازديادا لمستويات الإشعاع في أوروبا.
وعلى الرغم من الكارثة الإنسانية التي خلفها انفجار مفاعل محطة ""تشرنوبل""، فإن موقع الكارثة تحول في السنوات الأخيرة إلى وجهة تستقطب السياح والزوار، في ما بات يسمى "السياحة السوداء"، كما تحولت قصة مباني ""تشرنوبل"" المهجورة إلى مادة دسمة للإنتاج الدرامي والوثائقي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي: هجوم روسي بطائرة مسيرة يستهدف محطة تشيرنوبيل النووية
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة عن تعرض مأوى الإشعاع في محطة تشيرنوبيل النووية لهجوم بطائرة مسيرة روسية، مما أسفر عن أضرار كبيرة. وقع الهجوم أثناء الليل على الموقع الذي شهد أسوأ كارثة نووية في التاريخ عام 1986 عندما انفجر أحد مفاعلات المحطة.
وأوضح زيلينسكي أن الطائرة المسيرة ضربت مأوى وحدة الطاقة المدمرة، مما أسفر عن اندلاع حريق تم إخماده في وقت لاحق. وأكد أنه لم يتم تسجيل زيادة في مستويات الإشعاع حتى الآن، وأن السلطات تواصل مراقبتها المستمرة للموقع لضمان سلامة المنطقة.
من جهتها، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن الهجوم وقع في الساعة 1:50 صباحًا بالتوقيت المحلي (23:50 بتوقيت غرينيتش)، مشيرة إلى أنه لا يوجد أي دليل على اختراق القشرة الداخلية للمفاعل.
هذه القشرة، التي تم بناؤها في عام 2016، تعد غطاءً واقيًا للمفاعل الرابع، والذي انفجر عام 1986، وتُستخدم للحد من تسرب الإشعاع المتبقي إلى الغلاف الجوي.
وفي هذا السياق، حذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل روسي، من أن الهجوم على محطة تشيرنوبيل والزيادة في الأنشطة العسكرية بالقرب من محطة زاباروجيا يؤكد المخاطر المستمرة على السلامة النووية، مشيرًا إلى أن الوكالة تظل في حالة تأهب قصوى.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إستونيا: الصين تساعد روسيا في إنتاج الطائرات المسيّرة العسكرية عبر تهريب مكونات غربية تصعيد متبادل: مسيرات أوكرانية تستهدف مصفاة ساراتوف وروسيا تضرب شبكة الكهرباء بعد احتجازهم في روسيا.. أوكرانيا تستعيد 12 طفلاً وموسكو تقول إنها عملية إجلاء إنساني منشأة طاقة نوويةفولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينقصفروسياكييف