هل تنجح مساعي آير بودز برو 2 في التحول إلى أجهزة مساعدة صوتية؟
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
خرجت علينا "آبل" بمؤتمرها السنوي في سبتمبر/أيلول الماضي مع ميزة جديدة تصل إلى سماعات "آير بودز برو 2″، تسعى الميزة الجديدة لتحويل السماعات اللاسلكية إلى أجهزة مساعدة صوتية يمكن استخدامها بسهولة مع "آيفون" وفي الحياة اليومية.
تتسق هذه الميزة مع أحد الأهداف الخفية للشركة في العديد من منتجاتها المختلفة، إذ تسعى "آبل" منذ طرحها للساعات الذكية "آبل ووتش" لإظهار منتجاتها بشكل يركز على صحة المستخدمين، لتصبح بذلك في قلب آليات مراقبة وتحسين الصحة لكل من يسعى لذلك.
وبينما استطاعت "آبل ووتش" أن تعزز من مكانتها كواحدة من أهم منتجات مراقبة الصحة الذكية عبر كوكبة من المستشعرات المختلفة، فإن الأمر قد يختلف قليلا مع "آير بودز برو 2" لأسباب عديدة، في مقدمتها، خصوصية أجهزة المساعدة الصوتية في كونها أجهزة تعمل طوال الوقت ولا يمكن التخلي عنها، فضلا عن التحديات التقنية لمثل هذا الأمر، فهل تنجح الشركة في تحويل "آير بودز برو 2" لأجهزة مساعدة صوتية ناجحة؟
أجهزة مساعدة صوتية لا تحتاج إلى طبيبفي السنوات الماضية، ظهرت صيحة جديدة في عالم أجهزة المساعدة الصوتية، وهي أجهزة يمكن اقتناؤها واستخدامها دون الحاجة إلى زيارة الشركات المخصصة لذلك وبالتبعية وُجد طبيب أو فني مختص بها، وهو عكس ما كان يحدث في الماضي، إذ كان يجب أن يتجه المصاب إلى الشركات أو الأطباء من أجل الحصول على جهاز مخصص لحالته أو حتى اقتناء جهاز معتاد للمساعدة الصوتية فضلا عن صيانة الأجهزة والمحافظة عليها.
إعلانوقد ظهرت أجهزة السمع المتاحة دون وصفات طبية لتذليل عقبات الوصول إلى أجهزة السمع بشكل عام وتيسير استخدامها في المناطق التي قد لا تضم شركات وأطباء مختصين بالعمل في هذا المجال، ورغم أن "آبل" قررت الدخول في هذا القطاع منذ عدة أشهر، فإن العديد من الشركات سبقتها إليها، ومن ضمنها "جابرا" (Jabra) المعروفة بصناعة مكبرات صوت وسماعات رأس ذات جودة مرتفعة، فضلا عن "إتش بي" (HP) و"سينهايزر" (Sennheiser) و"سوني" وغيرهم من الشركات المختصة في هذا القطاع.
يأتي هذا النوع من أجهزة المساعدة الصوتية والسمع في العديد من الأشكال والتصميمات المختلفة التي تلائم جميع الاحتياجات، بدءا من الأجهزة التي يتم تثبيتها خارج الأذن وحتى الأجهزة التي تبدو مثل السماعات اللاسلكية المعتادة، لذا بدأت شعبية هذه الأجهزة بالنمو في السنوات الماضية، وأصبحت الآن الخيار الأول الذي يتجه له العديد من المصابين دون الحاجة للذهاب إلى الطبيب.
وبينما تعمل هذه الأجهزة بكفاءة مع الحالات المتوسطة ومنخفضة الحدة، فإن الحالات التي تعاني من إصابات سمعية شديدة تحتاج إلى أجهزة متخصصة ولن يمكن علاجها مع أجهزة السمع المتاحة دون وصفة طبية.
تتعارض فلسفة "آبل" في تطوير وبيع المنتجات مع خصوصية المنتجات الطبية والمساعدة لذوي التحديات، وهذا لأن "آبل" في العادة تضع حاجزا مرتفعا أمام أجهزتها وتحجب بعض المزايا عن المستخدمين خارج نظامها المتكامل، وهذا يجب ألا يحدث مع الأجهزة الطبية مهما كانت حدتها.
ولأن "آير بودز برو 2" هي جزء من منظومة "آبل" المتكاملة، فإن مزايا أجهزة السمع لن تكون متاحة للمستخدمين الذين لا يملكون هواتف "آيفون" أو يملكون "آير بودز" من الأجيال السابقة، مما يجعل الوصول إلى هذه التجربة واستخدامها بشكل عملي كجهاز سمع أمرا غير ممكن للعديدين، رغم أن سعر "آير بودز برو 2" وهاتف "آيفون 16" معا لا يقترب من سعر العديد من أجهزة السمع التي لا تحتاج إلى وصفات طبية.
إعلانوتواجه "آير بودز برو 2" تحديا آخر في هذا القطاع يتمثل في مدة تشغيل السماعة والحاجة إلى شحنها باستمرار، فبينما تعمل غالبية أجهزة مساعدة السمع لفترات طويلة قد تصل إلى سنوات دون الحاجة إلى شحن البطارية الخاصة بها، فإن "آير بودز برو 2" تفتقر إلى هذه الميزة، إذ تنفد البطارية بسرعة بعد عدة ساعات من الاستخدام، وهو ما يجعلها خيارا غير عملي للاستخدام اليوم.
مزايا أكثر عمليةربما تفشل "آير بودز برو 2" في أن تكون جهاز سمع يستخدمه المصاب دوما وطوال اليوم، ولكنها تنجح بجدارة في جوانب أخرى، فبينما يواجه المصابون بصعوبات السمع تحديات متنوعة عند محاولة مشاهدة الأفلام السينمائية أو الاستماع للموسيقى، فإن "آير بودز برو 2" تستطيع وبجدارة حل هذه المشكلة.
إذ تعمل المزايا الخاصة بها بكفاءة مع وضع تحسين السمع، لذا يمكن للمصاب الاستماع بالموسيقى والأفلام بشكل مباشر ودون إزعاج من يجلس إلى جواره أو من يمر إلى جواره، وهو أمر مهم للغاية ومؤثر في الحالة النفسية للكثيرين.
ومن ضمن المزايا الفريدة التي تقدمها هذه السماعة، فإن اختبار السمع المباشر هو الأبرز، إذ يمكن عبر إجراء اختبار السماع المباشر من داخل السماعة متابعة حالة الأذن والتدهور الناتج بها بدلا من الذهاب للأطباء وإجراء الاختبار بشكل مستمر، ورغم دقة الاختبار، فإنه ليس مقياسا بمفرده لتشخيص الحالة المرضية ويجب إجراء اختبار مخصص وأكثر احترافية.
إضافة إلى ذلك، تزيل سماعات "آير بودز برو 2" وصمة الخجل التي يشعر بها بعض المصابين، وذلك لأنها في النهاية سماعات رأس معتادة، ومع كون استخدام السماعات محظورا في العديد من المناسبات، فإن توضيحا قد يكون أكثر من كافٍ من أجل التخلص من هذا الحظر واستخدامها بسهولة ويسر في أي مكان وأي مناسبة.
كيف يمكن تحسين تجربة "آير بودز برو 2" كأجهزة مساعدة صوتية؟هناك العديد من الخطوات التي تحتاج "آبل" لاتخاذها قبل أن يصبح الاعتماد على هذه السماعات كبديل لأجهزة السمع المعتادة أمرا سهلا، وفي مقدمة هذه الخطوات هو إتاحة الميزة في جميع إصدارات الشركة، فضلا عن إتاحتها للمستخدمين الذين لا يملكون أجهزة "آيفون".
كما يجب على "آبل" تقديم سماعات "آير بودز برو" مع بطارية أكبر من أجل إتاحة استخدام السماعة لفترة أطول دون الخوف من نفاد البطارية في منتصف اليوم.
إعلانوفي النهاية، فإن تقديم "آبل" لهذه الميزة هو خطوة على الطريق الصحيح من أجل إزاحة وصمة الخجل المحيطة بأجهزة مساعدة السمع والأجهزة الصوتية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أجهزة السمع إلى أجهزة العدید من فضلا عن من أجل فی هذا
إقرأ أيضاً:
13,4 % نسبة العاملين من ذوي الإعاقة.. وتقترب من مستهدف 2030
كشف التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 الصادر لعام 2024 عن تحقيق تقدم ملموس في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة القادرين على العمل في سوق العمل، حيث سجل مؤشر نسبة العاملين منهم نمواً سنوياً لافتاً تجاوز المستهدف المحدد لتلك السنة.
وأظهر التقرير أن النسبة الفعلية للعاملين من ذوي الإعاقة بلغت 13,4%، متخطية بذلك الهدف السنوي الذي كان محدداً عند 12,8%، وهو ما يمثل اقتراباً واعداً من تحقيق مستهدف الرؤية الطموح لعام 2030، المحدد بنسبة 15%.
أخبار متعلقة وزير الاقتصاد: العمل الإحصائي في السعودية يشهد مرحلة استثنائيةولي العهد يوجه بإطلاق اسم الدكتور مطلب النفيسة على أحد شوارع الرياضويأتي هذا الإنجاز ثمرة لتنفيذ المملكة حزمة من المبادرات النوعية التي استهدفت تطوير مهارات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكين اندماجهم الفعّال مع أقرانهم في بيئات عمل تضمن سهولة الوصول، بالإضافة إلى تعزيز فرص توظيفهم وتيسير مشاركتهم في الحياة المهنية، وقد عزز هذا التوجه تجديد اللائحة التنظيمية للبرامج الاجتماعية والمهنية للأشخاص ذوي الإعاقة في عام 2024.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 13,4 % نسبة العاملين من ذوي الإعاقة.. وتقترب من مستهدف 2030تكامل مجتمعيوفي هذا السياق، أوضح سعيد الباحص، المتحدث الإعلامي ومدير إدارة الإعلام والاتصال بجمعية الصم وضعاف السمع وذويهم، أن تقرير رؤية السعودية 2030 في مرحلته الثانية أظهر تميزاً واضحاً في تطبيق منهجيات التخطيط الاستراتيجي طويل المدى.
وبين أن النضج بدا جلياً في آليات التخطيط المتبعة وأدوات التنفيذ المستخدمة، إلى جانب التطور الملحوظ في القدرات الفنية المتخصصة والخبرة التراكمية التي اكتسبتها المنظومة الحكومية المسؤولة عن تنفيذ برامج ومبادرات الرؤية الطموحة.
وألمح الباحص، إلى أن جمعية الصم وضعاف السمع وذويهم تعد إحدى الجهات الفاعلة في القطاع غير الربحي التي تعمل بجد لتعزيز مفهوم الشراكة والتكامل المجتمعي مع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.
وأوضح أن الجمعية تركز على تقديم مبادرات نوعية ومتميزة تستهدف الأشخاص ذوي الإعاقة من فئة الصم وضعاف السمع، وتتضمن الخطة التشغيلية للجمعية محاور رئيسية تشمل تعزيز التعريف بهوية وثقافة الصم، والعمل على دمجهم بشكل كامل في المجتمع، والمساهمة الفعالة في تدريبهم وتمكينهم لتأهيلهم لدخول سوق العمل.
وأكد على أهمية تسليط الضوء على لغة الإشارة ونشرها على نطاق واسع في المجتمع، وذلك من خلال تنظيم دورات متنوعة تهدف إلى زيادة الوعي والمعرفة بهذه اللغة الحيوية في مختلف الأوساط المجتمعية.سعيد الباحص، المتحدث الإعلامي ومدير إدارة الإعلام والاتصال بجمعية الصم وضعاف السمع وذويهممبادرات وبرامج مبتكرةوكشف الباحص عن قيام الجمعية ببناء خارطة عمل طموحة تضم العديد من المبادرات والبرامج المبتكرة، من ضمنها برامج تهدف إلى تنمية الثقافة الرقمية وإثراء المحتوى التقني لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في مجالات حيوية كالتحول الرقمي، وحوكمة البيانات، ونظم المعلومات، والذكاء الاصطناعي.
ويتم تنفيذ ذلك، كما أوضح، بالشراكة الفاعلة مع الجهات ذات الصلة، من خلال إقامة دورات تدريبية وورش عمل متخصصة تركز على تنمية المهارات التقنية والرقمية لهذه الفئة.
وأضاف الباحص أن من ضمن البرامج المقترحة التي تسعى الجمعية لتنفيذها، تفعيل جانب الشراكة والتكامل مع المؤسسات الأكاديمية كالجامعات والمعاهد والكليات.
وتهدف هذه الشراكات إلى العمل على استحداث وفتح عدد من التخصصات الأكاديمية المناسبة، كبرامج الدبلوم والبكالوريوس، بهدف رفع المستوى التعليمي للصم وضعاف السمع.
كما تشمل الخطط إقامة ملتقيات توظيف متخصصة، بالتعاون مع شركات ومؤسسات القطاع الخاص، لتسهيل توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، بالإضافة إلى استثمار فعال للأيام العالمية ذات الصلة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وخلق فرص وظيفية لائقة ومناسبة لهذه الشريحة الهامة من المجتمع.
وألمح الباحص أيضاً إلى أن الجمعية تعمل على برامج حيوية أخرى، مثل برنامج التدخل المبكر والتوعية بأهمية الكشف عن المشاكل السمعية لدى الأطفال، وتقديم الإرشاد والدعم اللازم لذويهم، وذلك بالتعاون مع المراكز الطبية المتخصصة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 13,4 % نسبة العاملين من ذوي الإعاقة.. وتقترب من مستهدف 2030تحسين جودة الحياةكما تقوم الجمعية بتنظيم زيارات ميدانية للأشخاص الصم لتقييم احتياجاتهم، وتعمل على تطوير منظومة متكاملة لخدمات المستفيدين في مجال التوعية والإرشاد، تستهدف ذوي الإعاقة السمعية وأسرهم، وذلك بالشراكة مع الجهات المعنية ببرامج الإرشاد الأسري والاجتماعي والنفسي والصحي.
ومن المشاريع الهامة أيضاً، إنشاء وحدة بحثية متخصصة تُعنى بدراسة وتصميم الاحتياجات التعليمية الملائمة للأطفال الصم وضعاف السمع.
وأبان الباحص، في ختام حديثه أن حزمة البرامج والمبادرات التي أطلقتها الجمعية قد تم تصميمها وبناؤها وفق منهجية علمية تعتمد على تحليل دقيق للمجالات التنموية، وتستند إلى الاحتياجات الفعلية للفئة المستهدفة.
وأكد على الحرص على تبني أفضل الممارسات العالمية في مجال التخطيط التشغيلي والإدارة المؤسسية.
كما شدد على تركيز الجمعية على تقديم برامج تتماشى وتتوافق مع مستهدفات الرؤية الوطنية الطموحة 2030، لا سيما في مجالات الرياضة، وتنمية القدرات البشرية، وتحسين جودة الحياة، والصحة، والبيئة.
ويتم كل ذلك مع تعزيز القيم الأساسية التي ترتكز عليها الجمعية، والمتمثلة في بناء الثقة، والتمكين، والانتماء، والمسؤولية، والتكامل، بهدف تقديم خدمات تأهيلية وتطويرية متميزة للصم وضعاف السمع وتعزيز اندماجهم الكامل في نسيج المجتمع.