استطلاع جي بي مورجان : الأسواق قد تشهد تقلبات أخرى في 2025
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
قد يكون التذبذب الذي شهدته الأسواق المالية العالمية هذا الأسبوع بسبب سلسلة من الإعلانات عن الرسوم الجمركية الأميركية، مجرد بداية لعام متقلب، وفقاً لاستطلاع إلكتروني أجراه بنك "جي بي مورجان".
سيكون للتضخم والرسوم الجمركية أكبر تأثير على الأسواق في عام 2025، ثم التوترات الجيوسياسية، وفقاً للاستطلاع السنوي، حيث أشار 41% من المشاركين إلى أن التذبذب سيكون أكبر تحدي تداول يومي متوقع لهم، مقارنة بنسبة 28% في العام الماضي.
قال إيدي وين، رئيس الأسواق الرقمية العالمية في "جي بي مورجان"، في مقابلة: "ما يميز هذا العام هو التوقيت غير المتوقع للتذبذب". وأضاف: "الأسواق تتفاعل مع عناوين الأخبار بطرق مفاجئة، وأتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المناخ الحالي".
يعيش المتداولون حالة من التوتر في ظل عدم وضوح تأثير الرسوم الجمركية على فئات الأصول المختلفة.
وتم إجراء الاستطلاع السنوي لأكثر من 4200 متداول مؤسسي الشهر الماضي، قبل أن يربك الرئيس دونالد ترمب الأسواق العالمية بمجموعة من الرسوم التجارية والقرارات المفاجئة.
ومن المتوقع أن تعزز هذه المخاوف من تداول العملات مثل الدولار الكندي، والبيزو المكسيكي، واليوان الصيني في الأسواق الخارجية، وفقاً لما قاله تشي نزيلو، رئيس تداول العملات الأجنبية والسلع في "جي بي مورغان".
يوم الإثنين، تراجع البيزو المكسيكي بنحو 3% قبل أن يعاود الارتفاع، ليغلق الجلسة مرتفعاً بنسبة 1.5%. كما انخفض الدولار الكندي بنسبة 1.7%، قبل أن يتراجع عن خسائره ليغلق مرتفعاً بنسبة 0.8%.
قال نزيلو: "هذه تحركات كبيرة جداً للعملات الرئيسية التي شهدت الكثير من عمليات التداول، بداية من صناديق التحوط إلى سوق التجزئة". وأضاف: "سنرى كيف سيستمر هذا العام، لكن مع بدايته، نرى بالفعل بعض من أكثر أيامنا ازدحاماً".
بينما كانت صناديق التحوط هي الأكثر نشاطاً في سوق العملات الأجنبية، أكد نزيلو أن حجم التداول المرتفع حول أخبار الرسوم الجمركية، لا يقتصر على هذا القطاع فقط.
ظل الخطر المتمثل في إمكانية عودة التضخم بفعل الأسعار المرتفعة للواردات قائماً، منذ أن تم انتخاب ترمب رئيساً في نوفمبر، مما أجهض أي توقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بتخفيض أسعار الفائدة بشكل أكبر هذا العام.
وكان ترمب أمر بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السلع من كندا والمكسيك لتدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، لكنه أوقفها بعد أن تعهد زعماء البلدين بمزيد من الجهود للحد من تدفق الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات. في حين أن الرسوم الجمركية العامة بنسبة 10% على الواردات من الصين قد دخلت حيز التنفيذ، إلا أن البيت الأبيض لم يستبعد تعليقها.
قال جميع المشاركين في الاستطلاع إنهم يتوقعون زيادة نشاطهم في التداول الإلكتروني، وهو ما يتماشى مع الاتجاه المستمر على مدار سنوات عبر فئات الأصول، حتى للأوراق المالية الأقل سيولة.
قال تشي نزيلو: "التداول الإلكتروني أمر حاسم لأن إعلانات الرسوم الجمركية قد تحدث في عطلة نهاية الأسبوع، مما يدفع العملاء إلى البحث عن السيولة لإعادة توازن محافظهم عند بداية الجلسة". وأضاف: "خلال هذه الساعات الحاسمة، يهدفون إلى الوصول إلى قنوات ومنصات وبنوك متعددة".
بالنسبة للمنصات، انقسم المتداولون بين منصات تداول مع تاجر واحد (28%) ومنصات متعددة التجار (38%)، بينما يستخدم 34% النوعين. وجاء "تقليل تكاليف التنفيذ، والوساطة" كأولوية لأولئك الذين يختارون منصات التاجر الواحد، في حين أن تقليل تسرب المعلومات يعد أمراً بالغ الأهمية خاصة بالنسبة للمتداولين في العملات المشفرة والأسهم النقدية.
في الوقت نفسه، قال حوالي 71% من المشاركين إنهم لا يخططون لتداول العملات المشفرة، حتى مع وصول "بتكوين" والعملات المشفرة الأخرى إلى مستويات قياسية بعد فوز ترمب في الانتخابات.
قال "قيصر العملات المشفرة" في البيت الأبيض، ديفيد ساكس، إن الإدارة تدرس جدوى إنشاء "احتياطي بتكوين"، بينما يبدو أن بعض الحواجز أمام البنوك لتقديم خدمات الأصول المشفرة في طريقها إلى الزوال.
قال إيدي وين: "العناوين الأخيرة تشير إلى أن الإدارة الجديدة تدعم السوق، وأن التغييرات الأخيرة خفضت الحواجز أمام أعضاء المجتمع المصرفي التقليدي لدخول هذا المجال".
وأضاف: "التفاصيل لا تزال غامضة في الوقت الحالي، لكننا نراقب عن كثب كيف سيتطور هذا الأمر".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدولار الرسوم الجمركية جي بي مورجان الأسواق المالية العالمية التوترات الجيوسياسية المزيد الرسوم الجمرکیة العملات المشفرة
إقرأ أيضاً:
أسعار الذهب تواصل الانخفاض مع تقييم الأسواق لمخاطر رسوم ترامب
واصل الذهب انخفاضه عند افتتاح الأسبوع، مع تقييم المستثمرين لمخاطر الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة.
وانخفض سعر السبائك للتسليم الفوري بنسبة 1.3% ليصل إلى 3.000.37 دولار للأونصة، بعد أن تراجع بأكثر من 2% يوم الجمعة.
وتأثرت الأسواق المالية، من الأسهم إلى السلع، بموجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بالإضافة إلى الإجراءات الانتقامية من دول مثل الصين.
في حين أن المعدن النفيس يستفيد عادةً من فترات الاضطراب، إلا أنه يمكن بيعه خلال فترات الاضطراب الشديد في السوق، حيث يسعى المستثمرون إلى تغطية خسائرهم في أسواق أخرى. ولا يزال سعر السبائك مرتفعاً بنحو 15% هذا العام، بعد أن حقق سلسلة من الأرقام القياسية.
وقلل وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في مقابلة أخرى مع شبكة "إن.بي.سي نيوز" من أهمية تراجع سوق الأسهم منذ إعلان ترامب الرسوم الجمركية، وقال إنه "لا يوجد سبب" لتوقع حدوث ركود استنادا إلى الرسوم الجمركية.
وأدى إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية، الأربعاء، إلى ارتباك أسواق الأسهم العالمية بشدة، حيث خسرت شركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ما قيمته 5 تريليونات دولار من قيمتها السوقية عند إغلاق يوم الجمعة، وهو انخفاض قياسي على مدى يومين. وتراجعت أسعار النفط والسلع، بينما لجأ المستثمرون إلى السندات الحكومية كملاذ آمن.
ومن بين الدول التي طُلب منها أولا دفع رسوم جمركية بنسبة 10 بالمئة أستراليا وبريطانيا وكولومبيا والأرجنتين ومصر والسعودية.