قتال ضار للسيطرة على جسر إستراتيجي في الخرطوم
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قتالا ضاريا للسيطرة على جسر سوبا الإستراتيجي الذي يربط غرب مدينة الخرطوم بشرقها.
وقال مصدر مطلع في الجيش السوداني للجزيرة إن الجيش شن أمس الأربعاء غارات على قوات الدعم السريع في المدخل الشرقي لجسر سوبا.
وأكد المصدر أن الجيش والقوات المساندة له يتمركزان حاليا في منطقة الشيخ مصطفى الفادني التي تبعد نحو 20 كيلومترا شرق الجسر.
من جهته، قال مصدر مطلع في قوات درع السودان المساندة للجيش إن قواتهم تخوض معارك على مقربة من جسر سوبا من الناحية الجنوبية.
وأضاف المصدر أن 3 من منتسبي قوات درع السودان قتلوا خلال المعارك.
وكان مراسل الجزيرة نقل أول أمس الثلاثاء عن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن الجيش اقترب من بسط السيطرة على جسر سوبا.
ويعدّ الجسر إستراتيجيا بالنسبة لقوات الدعم السريع إذ يربطها من شرق النيل بالخرطوم، ويمكّنها من الحركة والمناورة في هذه المنطقة، وتعني سيطرة الجيش على الجسر إحكام الطوق بشكل كبير على قوات الدعم السريع داخل الخرطوم.
وتأتي هذه المعارك بهذا المحور بعد سلسلة من الانتصارات حققها الجيش في الخرطوم الكبرى وولاية الجزيرة.
مشاهد من تقدم قوات منطقة الشجرة العسكرية " سلاح المدرعات" وتطهيرها لمناطق الرميلة والمنطقة الصناعية الخرطوم ودار سك العملة، من فلول مرتزقة الدعم السريع#السودان #السودان_ينتصر pic.twitter.com/zxc6mcGQDL
— Sudan News (@Sudan_tweet) February 5, 2025
إعلان معركة الخرطومفي غضون ذلك، أعلن الجيش السوداني أمس الأربعاء أنه أحرز تقدما كبيرا في الخرطوم وسيطر على حي الرميلة ومقر الإمدادات الطبية ودار صك العملة غربي المدينة.
وقالت مصادر ميدانية إن قوات سلاح المدرعات التابعة للقوات المسلحة أصبحت بذلك على مقربة من شارع الغابة المؤدي إلى وسط الخرطوم، حيث تتمركز قوات الدعم السريع.
في المقابل، قال عمران سليمان مستشار قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إن قواتهم مستعدة لما سماها معركة الخرطوم.
وأضاف سليمان أن "مدينة الخرطوم ستكون مقبرة للغزاة والمأجورين"، معتبرا أن الحرب في السودان شارفت على نهايتها.
وقبل نحو أسبوعين، تمكن الجيش من فك الحصار الذي كانت تفرضه قوات الدعم السريع على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة ومعسكر سلاح الإشارة بعد معارك وسط الخرطوم بحري.
وأقرّ قائد الدعم السريع الأسبوع الماضي بتعرض قواته لانتكاسات في الخرطوم، واعتبر أنها قادرة على طرد الجيش من العاصمة مرة أخرى.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان صراعا مسلحا أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 14 مليونا، حسب بيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن عدد الضحايا أكبر بكثير مما أُعلن عنه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع فی الخرطوم
إقرأ أيضاً:
قواتالدعم السريع تستهدف القصر الجمهوري في الخرطوم بالمدفعية بعيدة المدى
عواصم "أ ف ب" "العمانية": استهدفت قوات الدعم السريع اليوم القصر الجمهوري في وسط العاصمة السودانية الخرطوم بـ"قصف مدفعي بعيد المدى"، بحسب مصدر عسكري.
وقال المصدر العسكري لوكالة فرانس برس إن القصف انطلق من منطقة الصالحة جنوب أم درمان بالخرطوم الكبرى، وطال كذلك مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية في العاصمة.
ولم ترد تقارير بحدوث إصابات جراء القصف.
وكانت قوات الدعم السريع قصفت السبت مقر القيادة العامة للجيش السوداني بقذائف مدفعية بعيدة المدى.
وأتى استهداف مواقع تابعة للجيش بعد أسابيع من إعلان الأخير إخراج قوات الدعم السريع من الخرطوم.
وأطلق الجيش السوداني في مارس عملية واسعة من وسط البلاد أفضت إلى استعادة السيطرة على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومواقع حيوية أخرى انتهت بإعلان قائد الجيش "الخرطوم حرة".
وما زالت قوات الدعم السريع تحتفظ بمعاقلها في جنوب وغرب أم درمان التي تنطلق منها هجماتها الأخيرة على الجيش السوداني.
وتستمر الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 متسببة في مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص ما أدى لأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
حصيلة الأسابيع الماضية
قُتل 542 مدنيا على الأقلّ في ولاية شمال دارفور السودانية في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لكن "يُرجّح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير"، بحسب ما جاء الخميس في بيان لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.
وأشار فولكر تورك في تعليقه حول الوضع في السودان حيث تتواجه قوات الدعم السريع مع الجيش السوداني في حرب مستمرّة منذ سنتين إلى أن "المأساة المتفاقمة في السودان لا تعرف أي حدود".
أصبحت ولاية شمال دارفور ساحة معركة رئيسية في الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت السودان البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.
في الأسابيع الأخيرة كثّف مقاتلو قوات الدعم السريع هجماتهم على الفاشر التي تعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها.
وأشار تورك إلى هجوم شنته قوات الدعم السريع قبل ثلاثة أيام على الفاشر ومخيم أبو شوك أسفر عن مقتل 40 مدنيا على الأقل.
وقال "بهذا، يرتفع العدد المؤكد للضحايا المدنيين في شمال دارفور إلى ما لا يقل عن 542 خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة فقط، فيما يُرجّح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير".
كذلك، أشار إلى "التحذير القاتم الذي أطلقته قوات الدعم السريع من -سفك الدماء- قبل معارك وشيكة مع القوات المسلحة السودانية والحركات المسلحة المرتبطة بها".
وقال "ينبغي بذل كل جهد لحماية المدنيين المحاصرين وسط ظروف مأسوية في الفاشر ومحيطها".
وسلط الضوء على "تقارير عن إعدامات ميدانية في ولاية الخرطوم" معتبرا أنها "مقلقة جدا".
وقال إن "مقاطع فيديو مروعة مُتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر 30 رجلا على الأقل بملابس مدنية يُعتقلون ويُعدمون على يد مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع في الصالحة جنوب أم درمان"، مضيفا أنه في مقطع فيديو لاحق، "أقر قائد ميداني من قوات الدعم السريع بعمليات القتل".
وأضاف تورك أن هذه التسجيلات جاءت بعد "تقارير صادمة في الأسابيع الأخيرة عن إعدام ميداني لعشرات الأشخاص المتهمين بالتعاون مع قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، يعتقد أن لواء البراء هو من ارتكبها"، وهو مجموعة تابعة للقوات المسلحة السودانية.
وشدد على أن "القتل المتعمد لمدني أو أي شخص لم يعد يشارك بشكل مباشر في الأعمال الحربية يُعد جريمة حرب".
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان إنه "نبه شخصيا قادة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية إلى العواقب الكارثية لهذه الحرب على حقوق الإنسان".
وأضاف أن "هذه العواقب الوخيمة واقع يومي يعيشه ملايين السودانيين. لقد آن الأوان بل تأخر كثيرا، لوقف هذا النزاع".
الأغذية العالمي يحذر
حذر برنامج الأغذية العالمي من أن 638 ألف سوداني يواجهون جوعًا كارثيًّا، وهو المعدل الأعلى في العالم، جراء الحرب المشتعلة في السودان منذ عامين، مؤكدًا أن 24.6 مليون شخص يعانون جوعًا حادًّا. وقال منسق الطوارئ الإقليمي للبرنامج العالمي بالسودان إنهم "في سباق مع الزمن" مؤكدًا الحاجة الملحة إلى زيادة مخزونه الغذائي قبل أن تغمر المياه الطرق وتصبح غير سالكة، مشيرًا إلى أن حالات الجوع وتفشي الأمراض قابلة للزيادة الكبيرة خلال موسم الأمطار العام الماضي. وأضاف "نغطي حاليًّا 4 ملايين شخص، لكننا بحاجة إلى زيادة هذا العدد ليصل إلى 7 ملايين على الأقل في الأشهر المقبلة". وبيّن أن البرنامج الأممي يحتاج إلى مزيد من التمويل، وإلا سيضطر إلى تقليص الدعم في الوقت الذي يحتاج فيه البرنامج إلى زيادة حجم المساعدات. وأكد أن 10 مواقع في السودان تعاني من المجاعة، من بينها 8 مواقع شمال دارفور، بما في ذلك مخيم زمزم، وموقعان في جبال النوبة الغربية. وذكر أن هناك 17 منطقة أخرى معرضة لخطر المجاعة، بما في ذلك الخرطوم، مبينًا أن المناطق الأكثر تضررًا، يعاني فيها واحد من كل 3 أطفال من سوء التغذية الحاد متجاوزًا بذلك عتبة المجاعة وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي.