صولة جمال مضيفة حسناء بلا رقيب
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
فجأة رفع معظم الرجال رؤوسهم وصوبوا سهام نظراتهم باتجاه مضيفة حسناء، للتو خرجت إليهم من خلف ستارة في مقدمة الطائرة، فشرعت مباشرة في شرح إجراءات وسائل السلامة، فيا ترى كل هذا التركيز على هذه الفقرة هل هو شغفاً باتباع إجراءات السلامة، أو انبهار بمفاتن المضيفة الباذخة الجمال؟!.
من طبيعة الذكور الفطرية ما أن يسدل الستار عن مفاتن أنثى ساحرة حينها تشخص الأبصار، وتحبس الأنفاس.
ربط احزمة المقاعد في الطائرات أمر إلزامي سواءً آمنتَ به أم لم تؤمن، بالنسبة لي وربما هناك مَن قناعاته جزء من قناعاتي التي لا تشوبها شائبة عندما تسحب أقدار الله الأمان من تحت جناحي الطائرة، وتهوي إلى الأرض بسرعة طائر الشاهين وربما أكثر فما الراكب وحزامه إلا كخميرة فورية نثرت فوق طحين وخلط حتى تجانس وأصبح اللون موحداً.
فلم أذكر يوماً ما أنني تحمست لهذه الفقرة لإيماني المطلق عند حدوث الكارثة لا قدّر الله فليس بوسعي إلا أن أتشهد، وإن ألهمني الله إياها فأنا حظيظ، وأتأمل هذه اللحظات العصيبة، واستعيد شريط ذكريات الحياة بسرعة تفوق سرعة الصوت، وحالة هلع تجتاح الجسم، وأفكار تتضارب، وتأمل هول دقة ساعة الصفر، كيف ستكون وما تؤول إليه؟!
إن كنت بجانب نافذة يدفعني فضولي للإطلالة على الأفق الواسع، وإذا كانت هناك سحب فللإطلالة شغف ومتعة، وتأمل عظمة هذا الكون العظيم، يبحر خيالي شاقاً ركام السحب المعلّقة بين السماء والأرض، يا لها من مناظر، وعلى ذمة مُحبي ركوب الطائرات يرون أنها لحظات تسمو بالنفس، وتجدد الطاقة، ويرون هناك قوةً وجمالاً وكسر للقيود لمن لا يخشى الارتفاعات الشاهقة.
رؤية ركام المزن البيضاء الناصعة من تحتي تعيدني للأيام الخوالي، سنون كلها رخاء ووفرة أمطار، وكثافة للنباتات البرية الخضراء الزاهية، بهجة تطرب لها نفس ابن آدم قبل دواب الأرض، حنين يتجدد ويتوهج كلما اشتد بياض المزون.
إن لم تكن هناك سحباً تحول بيني وبين رؤية الأرض البعيدة فالاستمتاع في هذه اللحظات مشوشاً وفيه ريبة، أخشى غدر الهواء وتركنا فريسة لجاذبية الأرض تشفطنا من مسافات بعيدة بلا رحمة، وحينها سنكون مادة دسمة لنشرات الأخبار المحلية والعربية والعالمية.. وقى الله محبي الرحلات الجوية من كل الأخطار.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
“طريق”… معرض فني يولد من ركام بناء معلّق
دمشق-سانا
في بناء قيد الإنشاء يطل على نهر بردى بمدينة دمشق، توقف العمل فيه قبل سنوات وترك عارياً، قرر فنانون شباب أن يسكبوا إبداعهم فيه، ليجعلوا من الإسمنت البارد معرضاً ينبض بالحياة والأمل حمل اسم “طريق.”
في هذا المكان الصامت والرمادي، علت أصوات اللون والضوء والحكايات. مع مبادرة فنية واجه الفنانون الشباب خلالها ظروفاً صعبة، لكنهم أصروا على خلق شيء، ناطق، وحر.
“طريق” اسم المعرض الذي أقامته مؤسسة “مدد” لم يكن مجرد عرض لأعمال فنية، بل كان إعلاناً جريئاً بأن إعادة الإعمار لا تبدأ من الحجر، بل من الإنسان والفن والأحلام، التي ما زالت قادرة على النهوض رغم كل شيء.
مروان طيارة: نحاول أن نقرّب الفن من الناس المعرض جاء تتويجاً لعمل جماعي امتد لأشهر، كما يقول الفنان مروان طيارة، أحد مؤسسي “مدد” وأضاف: “نحن ندعم الفنانين السوريين الشباب تحت سن الثلاثين، ونساعدهم على تقديم أفكارهم، وكتابة نصوصهم، والتعاون فيما بينهم، والمشاركة مع الجمهور مباشرة”.
وذكر طيارة أن المعرض الذي بدأ التحضير له منذ ال 25 من كانون الأول الماضي تركزت فكرته حول قيمة الإنسان وكيف يمكن للفنان أن يعبّر عن ذلك ويجعله ظاهراً بعمله للناس.
وحول نوعية الأعمال المشاركة بين طيارة أن عددها 29 عملاً فنياً، تنوعت بين الفيديو آرت، والفنون التفاعلية، وأعمال التركيب في الفراغ، والمزج بين اللوحة والصوت والصورة، لافتاً إلى وجود جرأة واضحة لدى الفنانين المشاركين لتجريب أساليب غير تقليدية مثل “الإنستليشن” أو “التجهيز في الفراغ”، رغم أن هذه النوعية من الأعمال ما تزال جديدة نسبياً في سوريا.
حلا نهار.. صورة الأمل تنعكس على المتلقي
الفنانة حلا نهار، خريجة كلية الفنون الجميلة قسم التصميم الجرافيكي والملتيميديا عام 2024، قدّمت عملاً بعنوان “ولادة جديدة”، عبارة عن فيديو إنستليشن يُعرض على جدار، وتُثبت أمامه مرآة تعكس صورة المتلقي أثناء مشاهدته، ما يجعله جزءاً من الصورة، وليشعر أنه هو أيضاً جزء من هذه الولادة الجديدة.
وقالت حلا: “العمل يتحدث عن ولادة مشاعر جديدة بداخلي وبداخل كل شخص من بلدي، مشاعر لم أكن قادرة على الإحساس بها من قبل، لكنني الآن أراها وأشعر بها من حولي، حيث شعرت أنني جزء من المعتقلين الذين التقوا أسرهم بعد سنوات من الغياب القسري والظلم .