في ختام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، التقى عدد من النقاد والأدباء والصحفيين في أمسية أدبية، لمناقشة رواية "آشا.. الجعران والقمر" للكاتبة المصرية سمر نور، وذلك في قاعة فكر وإبداع بلازا 1.

أحداث الرواية وأساطير النوبة

بدأت الندوة بقراءة سمر نور جزءاً من الرواية، وهو الاستهلال الخاص بالأسطورة النوبية التي تعد جزءاً أساسياً من نسيج الرواية.

ثم تناول الناقدان الأبعاد السردية التي ربطت بين التاريخ والخيال، وما تنطوي عليه الرواية من رموز وأساطير نوبية قديمة.


مداخلات الناقدين حول الرواية

أبدت الناقدة لنا عبد الرحمن إعجابها بالتوجه السردي المختلف الذي اتبعته سمر في رواية "آشا.. الجعران والقمر"، وقالت: "سمر مشغولة وقلِقة بفعل الكتابة، وآشا مختلفة تماماً في السرد عن باقي أعمالها، حيث كان الواقع يتداخل مع الفانتازيا، بينما نجد في آشا عودة سمر إلى الجذور النوبية، حيث جمعت بين الرمز والأسطورة والتاريخ بشكل مميز".

وأضافت أن الرواية تتبع الأسطورة بدءًا من صفحاتها الأولى، وتمثل صراعاً بين الماضي والمستقبل. "هل نحن محكومون بما كُتب علينا أم أن بإمكاننا كسر اللعنة؟" كان هذا أحد الأسئلة التي طرحتها في الرواية، والتي تعكس الصراع الإنساني والبحث عن الخلاص.


الخيال والنوبة: من أين أتى الدافع؟

أما سمر نور، فقد تحدثت عن الدافع وراء كتابة الرواية، قائلة: "عوامل عدة دفعتني للكتابة عن هذه الرواية. أولها كان عاملاً شخصياً، حيث كنت أسمع حكايات من جدتي عندما كنت صغيرة، وحين سافرت إلى القرية النوبية بحثت عن قصة عائلتي، لكنني لم أجد الكثير عن جدتي. الجدّة عائشة كانت قد تركت لنا إرثاً من الحكايات. واضطررت للسفر إلى الإسكندرية لمقابلة أحد الجدود ليطلعني على الحكاية."
وأضافت نور: "رغم أنني لا أجيد اللغة النوبية، إلا أنني كنت حريصة على نقل الروح النوبية والموروث الشفاهي في الرواية من خلال السياق، بحيث يستطيع القارئ فهم الكلمات النوبية التي استخدمتها من خلال السياق".


نقد الرواية: العودة إلى الجذور وكسر الأبوية

أما سيد ضيف الله، فقد سلط الضوء على الطابع النسوي للرواية، مؤكداً أن سمر نور قد وجدت نفسها في هذا النوع من السرد. وقال: "إذا كان هناك دماء جديدة يمكن أن تضخ في الرواية العربية، فإن سمر قامت بذلك من خلال تقديم رواية نسوية بوجهة نظر إنسانية، حيث تظهر العدالة الجندرية بين الرجل والمرأة."

وأضاف: "رواية "آشا.. الجعران والقمر تمثل خروجاً عن المألوف، فهي تتيح للقارئ إعادة قراءة التاريخ النوبي من خلال المرأة. سمر تعيد تفسير التاريخ باستخدام الأساطير لتنتقد الذكورية الأبوية".

وأشاد ضيف الله بتقديم سمر لنمط السرد النسوي النوبي، مؤكداً أن الرواية تحتوي على أول صوت نسائي نوبي حقيقي. "المتعة في الرواية تكمن في القابلية للتأويل، حيث تندمج الأسطورة مع الواقع بطريقة تنفتح على معاني متعددة".

 


الأساطير والواقع النوبي

تحدث الحضور عن ارتباط الواقع النوبي بالأسطورة، مشيرين إلى أن الناس في تلك المنطقة مصدقون للأساطير وكائناتها الخيالية.

وعلقت سيدة من الحضور قائلة "سمر تنسج من حكاية عائلتها، وقد بذلت مجهوداً كبيراً في القراءة والبحث لتستطيع تقديم صورة واقعية للأسطورة النوبية التي لا تزال حية في ذاكرة الناس. وسوف أهدي الرواية لبنات عائلتي حتى يتعلمن عن جذورهن كما قرأت أنا لحجاج أدول وأنا صغيرة."
وأضافت سمر نور في حديثها عن اختيارها لزمن الرواية: "القرن التاسع عشر كان لحظة مفصلية في تاريخ النوبة، مع دخول الأسلحة الحديثة وهزيمة القوى التقليدية، ما جعل الناس يتمسكون أكثر بجذورهم. ربط الأحداث الخيالية بالأحداث التاريخية كان ضرورياً لخلق توازن بين الخيال والتاريخ في الرواية".


ختام الندوة وآفاق المستقبل

في ختام الندوة، أكدت سمر نور أنها تعمل حالياً على الجزء الثاني من الرواية، الذي سيأخذنا إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث تتكشف حكايات أخرى عن الشخصيات النوبية وعلاقتها بالعالم من حولها.
كما أشارت إلى أنها تفكر في كيفية تطوير الرواية لتشمل جوانب جديدة من الأسطورة والخيال، مع إبقاء روح النوبة في كل تفاصيل العمل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ثقافة وفنون فی الروایة من خلال

إقرأ أيضاً:

باحثان مغربيان يتوجان بجائزة الشيخ زايد للكتاب

فاز الباحثان المغربيان، سعيد العوادي ولطيفة لبصير، بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها التاسعة عشرة ، بحسب ما أعلن القائمون على الجائزة اليوم الثلاثاء.

وتوج سعيد العوادي بهذه الجائزة المرموقة في فرع « الفنون والدراسات النقدية »، عن كتابه « الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي » ، فيما فازت لطيفة لبصير بالجائزة في فرع « أداب الطفل » عن كتابها « طيف سبيبة ».

وعادت جائزة فرع « الآداب » للكاتبة اللبنانية الفرنسية هدى بركات، عن روايتها « هند أو أجمل امرأة في العالم »، في حين فاز بجائزة فرع « الترجمة « المترجم الإيطالي ماركو دي برانكو عن كتاب « هروشيوش » لبولس هروشيوش، والذي نقله من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية.

وفي فرع « التنمية وبناء الدولة »، فاز بالجائزة الكاتب الإماراتي محمد بشاري عن مؤلفه « حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة ».

وفاز بجائزة فرع « الثقافة العربية في اللغات الأخرى »، الباحث البريطاني أندرو بيكوك عن كتابه « الثقافة الأدبية العربية في جنوب شرق آسيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر » ، فيما عادت الجائزة في فرع تحقيق المخطوطات للباحث العراقي البريطاني رشيد الخيون، عن تحقيقه كتاب « أخبار النساء ».

وتوج الأديب الياباني العالمي هاروكي موراكامي بجائزة شخصية العام الثقافية، تقديرا لمسيرته الإبداعية ومدى تأثره وتأثيره الأدبي العابر للحدود على الثقافة العربية والعالمية.

ومن المقرر تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في 28 أبريل الجاري ، خلال حفل ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، بالتزامن مع فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب الـ 34 .

وذكر القائمون على الجائزة أن عدد المشاركات في هذه الدورة ، فاقت اربعة الاف ترشيح من 75 دولة، توزعت بين 20 دولة عربية و55 دولة أجنبية.

وتكرم جائزة الشيخ زايد للكتاب ،المبدعين والمثقفين والناشرين على إنجازاتهم في مجالات التأليف، والبحث، والكتابة، والترجمة.

كلمات دلالية أبحاث المغرب باحثون جائزة

مقالات مشابهة

  • بأكثر من 36 ألف زائر.. ختام معرض "في محبة خالد الفيصل" بجدة
  • حكماء المسلمين يشارك في معرض أربيل الدولي للكتاب 2025
  • بمشاركة 22 دولة .. انطلاق فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب (صور)
  • ما وراء زيارة ماكرون للقاهرة وطريقة احتفاء السيسي به؟ (شاهد)
  • رئيسان مأزومان.. ما وراء زيارة ماكرون للقاهرة وطريقة احتفاء السيسي به؟
  • باحثان مغربيان يتوجان بجائزة الشيخ زايد للكتاب
  • احتفاء العليمي بالذكرى الثالثة لتشكيل المجلس الرئاسي يُثير السخرية والتندر.. الذي اختشوا ماتوا
  • بيان أردني مصري فرنسي مشترك في ختام القمة الثلاثية في القاهرة
  • صورة جماعية للرئيس الفرنسي في ختام ملتقي فاعليات الجامعات المصرية الفرنسية
  • بيان مشترك مصري أردني فرنسي في ختام القمة الثلاثية في القاهرة