لماذا يريد ترامب إنشاء صندوق سيادي؟ وما مخاطره؟
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًّا في 3 فبراير/شباط الحالي يدعو إلى إنشاء صندوق ثروة سيادي للولايات المتحدة خلال 12 شهرًا، مشيرًا إلى أنه سيكون "واحدًا من أكبر الصناديق في العالم".
ولكن الخبراء والمحللين يطرحون تساؤلات عن أهداف هذا الصندوق، وكيف سيتم تمويله وإدارته، وهل سيحقق الفوائد المرجوة، وفق ما نشر تقرير لوكالة بلومبيرغ؟
ما صندوق الثروة السيادي؟صناديق الثروة السيادية هي أدوات استثمارية تديرها الحكومات، وتُقدر قيمتها العالمية بأكثر من 13 تريليون دولار، وفقًا لمؤسسة "غلوبال إس دبليو إف" المتخصصة في تتبع هذه الصناديق.
حتى الآن، لم يتضح الهدف الحقيقي من الصندوق الأميركي الجديد، لكن تصريحات ترامب ووزير الخزانة سكوت بيسنت تشير إلى احتمالات مختلفة:
استخدامه كاحتياطي مالي لمواجهة الأزمات، كما فعلت دول عديدة خلال جائحة كورونا. بيع أو رهن الأصول الفدرالية لإعادة استثمار العائدات في قطاعات جديدة، وهو ما وصفه بيسنت بأنه "تسييل الجانب الأصولي من ميزانية الولايات المتحدة لمصلحة الشعب الأميركي". تمويل عمليات استثمار محددة، مثل شراء منصة تيك توك من شركتها الصينية الأم، وهو ما أثار مخاوف من أن يكون الصندوق مجرد وسيلة للالتفاف على قوانين الملكية والاستحواذ. إعلان كيف يمكن تمويل الصندوق؟خلال خطابه في نادي نيويورك الاقتصادي في سبتمبر/أيلول الماضي، أشار ترامب إلى أنه ينوي تمويل الصندوق من عائدات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته على الصين والمكسيك وكندا.
ومع ذلك، يرى المحللون أن هذه الفكرة غير قابلة للتنفيذ بسهولة، فالعائدات الجمركية غالبًا ما تُستخدم في تمويل الميزانية العامة، وليس لتأسيس صناديق استثمارية طويلة الأمد.
المخاطر المحتملةتاريخ صناديق الثروة السيادية مملوء بالفضائح المالية، مثل فضيحة الصندوق السيادي الماليزي "وان ماليزيا ديفيلوبمنت برهارد" (1MDB) التي وصفتها وزارة العدل الأميركية بأنها "أكبر قضية فساد مالي في التاريخ".
ومن بين المخاطر التي أشار إليها تقرير بلومبيرغ:
الفساد وسوء الإدارة، فقد يؤدي غياب الشفافية إلى استغلال الصندوق في مصالح شخصية أو سياسية. قرارات استثمارية غير مدروسة، خاصة إذا تم توجيه الأموال لشراء أصول غير ملائمة مثل تيك توك. تسييس الصندوق، حيث يمكن استخدامه لتحقيق أهداف سياسية قصيرة الأجل، وذلك قد يضر بسمعته المالية. ردود فعل وتوقعاتوفقًا للبروفيسور بول روز من جامعة كيس وسترن ريزيرف، فإن نجاح أي صندوق سيادي يعتمد على أهدافه واستقلاليته، وقال روز "إذا كان الغرض من الصندوق هو التنمية الاقتصادية فقد يكون مفيدًا، لكن إذا كان إنشاؤه لأسباب سياسية فمن المرجح أن يفشل".
كذلك عبر دييغو لوبيز، المدير التنفيذي في غلوبال إس دبليو إف، عن تشككه في قدرة الصندوق الأميركي على جمع الأموال بسرعة كافية للاستحواذ على تيك توك، قائلًا "إذا نظرنا إلى الأصول الفدرالية المتاحة، فسنجد أن هناك القليل منها يمكن استخدامه لتمويل عملية شراء بمليارات الدولارات".
هل يمكن أن ينجح الصندوق؟يعتمد نجاح الصندوق السيادي الأميركي على كيفية إنشائه وإدارته، وتشير التجارب الدولية إلى أن الصناديق الناجحة مثل الصندوق السيادي الأسترالي والنيوزيلندي تتمتع بـاستقلالية تامة عن التدخل السياسي، مما يعزز مصداقيتها وقدرتها على تحقيق أرباح مستدامة.
إعلانلكن في ظل إدارة ترامب، ومع عدم وضوح تفاصيل الصندوق، تبقى الأسئلة مفتوحة عما إذا كان سيصبح أداة مالية قوية أم مجرد مشروع سياسي قصير الأجل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الصندوق السیادی
إقرأ أيضاً:
ترامب: بوتين يريد إنهاء الحرب مع أوكرانيا
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفهمه لنهج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحالي في حرب أوكرانيا، في الوقت الذي اتهم فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا، يوم الجمعة، بعدم الاهتمام بالسلام.
وقال ترامب "في الواقع، أعتقد أنه يفعل ما قد يفعله أي شخص آخر"، وذلك ردا على سؤال بشأن ما إذا كان بوتين يستغل تعليق المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا حاليا.
وأضاف الرئيس الأميركي: "من المحتمل أن أي شخص في هذا الموقف كان ليفعل الشيء ذاته الآن".
وأكد ترامب مجددا على "علاقته الجيدة" مع بوتين، قائلا أن الرئيس الروسي يريد "إنهاء الحرب"، مضيفا: "أعتقد أنه سيكون أكثر كرما مما يلزمه الأمر".
وردا على سؤال عن سبب توقف إدارته عن تقديم التمويل الدفاعي لأوكرانيا وما الذي سيحدث عند نفاد تلك الأموال، أجاب ترامب: "لأنني بحاجة إلى التأكد من أنهم يريدون التوصل إلى تسوية. ولا أعلم إن كانوا يريدون ذلك. وإذا لم يكونوا راغبين في التسوية، فسننسحب من الأمر، لأننا نريدهم أن يتوصلوا إلى تسوية. وأنا أفعل ذلك لوقف القتل".
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بعدم الاهتمام بالسلام على خلفية قيامها بشن هجوم جوي ضخم آخر.
وأفاد زيلينسكي في خطابه اليومي مساء الجمعة: "اليوم، كان هذا الهجوم الروسي على نظام الطاقة الخاص بنا ومنشآتنا المدنية أمرا روتينيا بالنسبة لروسيا أكثر من أي وقت مضى".
ومن ناحية أخرى أكد زيلينسكي أن أوكرانيا مهتمة بتحقيق سلام سريع: "في كل يوم، تثبت الضربات الروسية الجديدة والواقع نفسه أنه يجب إجبار روسيا على السلام".
وأفاد سلاح الجو الأوكراني في وقت سابق من يوم الجمعة، بأن روسيا استخدمت 194 طائرة مسيرة و67 صاروخا من أنواع مختلفة في هجوم مشترك وأنها أسقطت ما يزيد قليلا عن نصفها، فيما فشل ثلث آخر في الوصول إلى أهدافه ولم يتسبب في أي أضرار.
ووفقا للتصريحات الروسية، استهدف الهجوم البنية التحتية للغاز في أوكرانيا.
وأبلغت شركة نفتوغاز الأوكرانية المملوكة للدولة عن أضرار لحقت بمنشآت إنتاج الغاز.