(في ذيول غزة)
قال الشيخ محمد فضل الله أننا لم نعلم عن اسرائيل كثير شيء على أننا لم نعرف سواها لنصف قرن من الزمان. فقد أعمانا حقنا الصريح في فلسطين عن الإحاطة الدقيقة بهذا العدو اللئيم. فالحق عندنا يعلو ولا يعلي عليه وما ضاع حق وراؤه مطالب. ولكن سيبقي السؤال إن كنا قد تصفحنا أوراق حقنا هذا لا كعقيدة وطنية وقومية ودينية مجردة، بل كثقافة نسربها الي العالم فيصبح حقنا جزءاً من وعي العالم بذاته ومن احترامه لآدميته وغضبته للحق.
من المعلوم أن فلسطين شاغل عربي محرج وقديم. ولكني لا اعرف إن كنا جعلنا فلسطين محوراً للتعليم المدرسي أو العام عندنا. وهو تعليم يتجاوز إلحاحنا على حقنا فيها لمعرفة أدق بالعالم الذي تمخض عن إسرائيل فولد مصيبة. اقتحمتني هذه الأفكار المراجعة وأنا اقرأ كتاب المرحوم إدوارد سعيد "مسألة فلسطين" بعد وفاته في العام الماضي (2003) لأول مرة. وتحسرت على تباطؤي في قراءته. فقد قرأت له "الاستشراق" والإمبريالية والثقافة" وغيرها من الكتب النظرية في وقتها. وقدرت أني استبعدت كتبه عن فلسطين لأنني ربما اكتفيت بالمعلوم بالضرورة عن حقنا المغتصب فيها.
وعلمت من الكتاب بعد قراءته لا عن هذا الحق المغتصب فحسب، بل عن منطقه الغلاب الذي إن بلغ العالم بالحكمة والموعظة الحسنة لهدي العالم الي التي هي أقوم. فمن رأي سعيد أن إسرائيل هي من عمل العالم والغرب بالطبع. فهي بالنسبة للغرب استثمار مزدوج. فمن جهة هي استثمار في الماضي أي في تلك الأرض المقدسة التي لم يهدأ للغرب بال وهي في يد العرب أو المسلمين. وهي من الجهة الأخرى، استثمار في المستقبل. فالغرب أراد ان يجعلها وطناً لليهود ممن أخذوا بثقافته ومناهجه حتى تكون منارة غربية ديمقراطية في صحراء العرب المسكونة بالاستبداد الشرقي. وهنا ينبه سعيد بذكاء إلى "تحالف" عجيب بين الماضي والمستقبل لقتل الحاضر. ففي فلسطين، في قول سعيد، شحنة خيالية وعقائدية غربية ثقيلة حولت فلسطين من حقيقة إلى شبح، ومن حضور إلى غياب. فإسرائيل عند الغرب هي تأويل للماضي ورجم بالمستقبل ولم يحفل مهندسوها بالحاضر الفلسطيني. فهي في نظر سعيد التأويل الذي غطى على النص الذي هو الفلسطينيون. وقول سعيد هذا في عمومه معروف لدي معظمنا، ولكن بربك أنظر كيف أحكم سعيد تأطيره بحيث يسوغ لكل ذي نظر وفؤاد.
أعجبني أيضاً قول سعيد أن إسرائيل مستعمرة من نوع جديد. فالمعلوم عن الاستعمار بالضرورة أن الأهالي المستعمَرين هم جزء من مشروعه الحضاري المزعوم. فهو يريد أن يأخذ بيدهم في مراقي التحديث والتمدين. خذ مثلاً مشروع الجزيرة. فمان قام لخدمة مصلحة إنجليزية معلومة ولكن كان السودانيون مادة مهمة فيه. أما إسرائيل فهي مستعمرة لم تضع الأهالي (الفلسطينيون) في حسبانها. فليس في مشروعها إدخالهم في أي خطوة تمدينية. فهي وطن لليهود. وقد حال ذلك دونها ودون الاستثمار في مستقبل الأهالي الذين استولت على ديارهم. فقد كان الأوربيون قساة على الأهالي الذين ينكصون عن السير إلى المستقبل المرسوم لهم متذرعين بالتراث ومتمسكين بالماضي. أما إسرائيل فتقسو على الفلسطينيين الذين ينقدون مشروعها الذي لا سند له سوي الماضي والحجة الإنجيلية. فهي في الاستعمار بنت وحدها.
إن فقد سعيد لفقد والله. فقد خلق الله قلمه الذكي لمنعطف الهرج والخنا والتبذل العربي الراهن. وهو منعطف أصبح فيه التهافت على إسرائيل عادة علنية. وأصبح الاصطلاح معها حق شرعي. فأنت تسمع أليس من حقي أن اصطلح إذا اصطلح فلان. ومن يقرأ سعيد يعلم أن خصومة إسرائيل التي تاجها الظفر، باسم الله، لم تبدأ بعد.
ibrahima@missouri.edu
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مي حلمي وإدوارد يغنيان على ألحان «فوقنا خلاص من الخيبة»
شاركت الإعلامية مي حلمي جمهورها ومتابعيها مقطع فيديو، من كواليس حلقة الفنان إدواراد خلال مشاركتهم في برنامجهم القاهرة اليوم.
وظهرت مي حلمي، خلال الفيديو الذي نشرته عبر حسابها بموقع الصور والفيديوهات «إنستجرام» وهي تؤدي على أنغام أغنية «فوقنا خلاص من الخيبة» رفقة الفنان إدوارد، وعلقت قائلة: «لغينا الطيبة يا بوشكاش»
View this post on InstagramA post shared by Mai Helmy -مي حلمي (@maihelmy.official)
وتعد أغنية فوقنا خلاص، هي الأغنية الدعائية لـ مسلسل إش إش الذي عرض في رمضان الماضي، وحققت الأغنية نجاحا جماهيريا كبيرا.
وشارك في تقديم أغنية فوقنا خلاص كل من عبد الباسط حمودة ومحمود الليثي وعمر كمال، وحسن شاكوش وأحمد شيبة، وتقول كلماتها التالي:
«فوقنا خلاص من الخيبة
عالجنا العيبة
لاغينا الطيبة
رمينا الناس الكسر
قليلة الأصل
عديمة الهيبة
ليه نفتح بابنا لناقص
طب ما بناقص ناس خاينين
لو واحد جنبنا سالك أحسن من 100 بوشين
حط القلب قانونه
يا إما تصونه يا تاخدوا الوش
بطلنا عيون بصاصة تشوفنا بنعلى يقولوا إش إش
ماعدش بيبان متسابة لناس قلابة وناس متعابة».
أبطال وصناع مسلسل إش إششارك في بطولة مسلسل إش إش، بجانب مي عمر، نخبة من نجوم الفن أبرزهم: ماجد المصري، هالة صدقي، انتصار، إيهاب فهمي، إدوارد، علاء مرسي، شيماء سيف، طارق النهري، عصام السقا، دينا. والمسلسل من تأليف وإخراج محمد سامي.
دور مي عمر بمسلسل إش إش
وجاء دور مي عمر، خلال أحداث مسلسل إش إش، مختلفا عن الأدوار التي سبق وأن قدمتها، حيث تجسد خلال المسلسل دور راقصة درجة ثالثة من محافظة الإسكندرية.
أحداث مسلسل إش إشدارت أحداث مسلسل إش إش في إطار شعبي درامي، حول إش إش «مي عمر» التي أجبرتها الحياة على العمل كراقصة شعبية رغمًا عنها، حيث إن عملها يعد مصدر الدخل الوحيد لعائلتها، ولكنها دومًا تتمرد على حياتها وتحاول النجاة منها من خلال إصرارها الشديد على تعلم اللغة الإنجليزية من اجل العمل ككول سنتر.
اقرأ أيضاً«صلاح عبد الله»: الجمهور استثناني من الدعاء بالشر على أبطال مسلسل وتقابل حبيب
«استخرج مني قدرات لم أكن أعرف أنها بداخلي».. إدوارد يشيد بالتعاون مع محمد سامي