الإسلاميون وصناعة الأصنام .. عندما تلد الأمة ربتها، فانتظر الساعة
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
قالى تعالى :
( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ
قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) سورة الأعراف
يستمر الإسلاميون، كما هو معتاد، في تشويش الوعي وإخفاء الحقائق، حيث قاموا بتعبئة الجماهير وحشدها لتحقيق أهدافهم، مستفيدين من الظروف بغض النظر عن كونها انتصارات أو هزائم، في سلوك براغماتي يميل إلى الأنانية.
و بعد أن وجهوا انتقادات لاذعة وشتمًا لقائد الجيش في السابق ، للدرجة التي اتهموه فيها بخيانة العهد وافتقار الدين. ها هم الآن يرفعون من شأنه ويصنعون منه بطلاً لمعركة الكرامة، ويعتبرونه داحر الجنحويد، في حملة دعائية متفق عليها عبر جميع المنصات و وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تشكيل صورة معينة للزعيم القادم وترسيخها في أذهان الجماهير. إن قصة صناعة الزعيم الجديد لا تختلف كثيرًا عن قصة سابقة عاشها الشعب السوداني قبل 35 عامًا. ومن المفارقات أن كلا الزعيمين خرجا من صفوف القوات المسلحة، مما يسهل التنبؤ بمسار ومصير الزعيم القادم.
إن استخدام تسميات مثل "الكاهن الكبير" و"ملك التقفيل" و"الزعيم" للإشارة إلى البرهان، وإضفاء هالة من القدسية عليه، يؤدي إلى فصل شخصيته كقائد للجيش عن دوره كفرد يؤدي مهامه الوظيفية ضمن إطار المسؤوليات الموكلة إليه. هذا التحول يجعله يبدو كصنم جديد يتم تشكيله ببطء، حتى أن بعض الصحف تكتب مقالات تتغنى فيها بحذاء أو بوت القائد العام الجديد.
ينبغي للإسلاميين أن يتجنبوا تكرار تجربة البشير وأن يتعظوا من استبداده بهم، حتى وصل الأمر إلى أن ابتلع حركتهم وحزبهم وجماعتهم، مختزلاً كل شيء في شخصه، حيث لم ير لهم سوى ما يراه هو، ولم يهديهم إلا إلى سبل ضلاله.
كما يجب على البرهان أن يدرك أن هناك مقولة معروفة في التاريخ تقول إن صانع الأصنام لا يعبدها، لأنه يعرف كيف صنعها ولا تعتبر لديها أي نوع من القداسة عنده ، مما يجعله قادراً على التآمر عليها وهدمها في أي وقت حسب ما تقتضي مصلحته .
لذا لنتجنب جميعًا أخطاء الماضي ونتبنى مسارًا جديدًا يقودنا من ظلمات الماضي إلى إشراقات المستقبل، من خلال تبني صيغة لتحقيق شعار العسكر للثكنات والجنجويد ينحل .
yousufeissa79@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
هل يتلاعب الإسلاميون بالشارع… بعد مسيرة “جماعة ياسين”…بنكيران يدعو لمسيرة إنتخابية بإسم البيجيدي بالرباط مغلفة بدعم غزة
زنقة 20. الرباط
بعد أسبوع من مسيرة دعت إليها جماعة “العدل والإحسان” المحضورة، لدعم الشعب الفلسطيني، بالعاصمة الرباط، فضل حزب “العدالة والتنمية” الدعوة بإسم أمينه العام عبد الاله بنكيران، لمسيرة أخرى خاصة به، الأحد المقبل.
ويرى متتبعون أن الدعوات العشوائية والفوضوية لمسيرات بعاصمة المملكة، تتطلب حزم السلطات خاصة وأن المغاربة خرجوا بشكل عفوي للتضامن في المسيرة السابقة رغم الإستغلال السياسي والديني للداعين إليها.
وإستغرب هؤلاء كيف دعا بنكيران الذي يحلم بالعودة إلى السلطة، كيف يدعو ذات الشخص لمسيرة في الأسبوع الموالي للمسيرة التي لم يمر عليها سوى يومين، معتبرين أن الأمر لا يمكن أن يوصف سوى بالعبث، في إستغلال سياسي فاضح، حيث يصادف مؤتمر الحزب الإسلامي، في محاولة لإستغلال عواطف المغاربة والركوب على محنة الشعب الفلسطيني، بينما تشكل المسيرات والتظاهرات المتكررة والفوضوية في إستنفار دبلوماسي للبعثات الدبلوماسية بالمملكة.