بعد منعها من "يوروفيجن".. موسكو تُعيد إحياء المسابقة الغنائية "إنترفيجن" بأوامر من بوتين
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
تستعد موسكو لاستضافة النسخة الجديدة من مسابقة "إنترفيجن" الغنائية، في خطوة تُفسَّر على أنها تحدٍّ مباشر لمسابقة "يوروفيجن"، مع سعي روسيا إلى ترسيخ ما تصفه بـ"القيم التقليدية".
بعد أن مُنعت روسيا من المشاركة في "يوروفيجن" عام 2022 إثر الحرب الأوكرانية الروسية، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإحياء مسابقة "إنترفيجن"، التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، ولم تُنظَّم منذ أكثر من 40 عامًا.
وفي 3 شباط/ فبراير، وقّع بوتين مرسومًا رسميًا يقضي بتنظيم المسابقة في موسكو هذا العام، بهدف "تعزيز التعاون الثقافي والإنساني الدولي".
تتميز "يوروفيجن" بتنوعها الثقافي وقبولها الواسع لفئات متعددة، بما في ذلك مجتمع المثليين والمتحولين جنسيًا، حيث شهدت نسختها الأخيرة فوز المتسابق السويسري نيمو، الذي يُعرّف نفسه كأول فائز غير ثنائي الجنس في تاريخ المسابقة.
في المقابل، تهدف "إنترفيجن" الروسية إلى تقديم رؤية مختلفة كليًا، فلا مكان في هذه المسابقة للأزياء الغريبة، أو أعلام الفخر. إذ تؤكد الخطط التنظيمية على الالتزام بـ"القيم العالمية والروحية والعائلية التقليدية"، مما يجعلها في جوهرها نقيضًا أيديولوجيًا لـ"يوروفيجن".
وفي هذا السياق، صرّحت عضو مجلس الشيوخ الروسي، ليليا غوميروفا، لوسائل الإعلام الحكومية بأن "إنترفيجن" ستروّج لما وصفته بـ"الموسيقى الحقيقية"، رافضةً ما أسمته "القيم المزيفة الغريبة عن أي شخص عادي".
تاريخ إنترفيجن.. من السوفيتية إلى العالميةأُطلقت "إنترفيجن" في عهد الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف، حيث نُظّمت في تشيكوسلوفاكيا بين عامي 1965 و1968، قبل أن تنتقل إلى مدينة سوبوت في بولندا بين 1977 و1980، لتحلّ محل "مهرجان سوبوت الدولي للأغنية".
وكانت المسابقة تُقام على نمط "يوروفيجن"، حيث تشارك الدول المتصلة بشبكة "إنترفيجن" التلفزيونية، وتُحسم النتيجة من خلال لجنة تحكيم. وعلى الرغم من ارتباطها بالكتلة الشرقية، فقد استقبلت المسابقة مشاركات من دول غربية مثل هولندا وإسبانيا. كما شهدت نسختها الأخيرة عام 1980 فوز فنلندا، الدولة المحايدة في الحرب الباردة.
تتذكر ماريون رانج، المغنية الفنلندية التي فازت بتلك النسخة، الأجواء قائلةً: "كان العرض يُبَثّ مباشرةً من مسرح رائع في الهواء الطلق، وسط جمهور ضخم يتجاوز 15,000 شخص. لقد كان أشبه بـ"يوروفيجن" مع أوركسترا مذهلة".
لكن المسابقة توقفت عام 1981 بسبب تصاعد الاضطرابات السياسية، وخاصةً مع صعود حركة "التضامن" المناهضة للحكومة الشيوعية في بولندا، والاحتجاجات المتزايدة في دول حلف وارسو.
عودة إنترفيجن.. من سيشارك؟يؤكد الكرملين أن نحو 20 دولة أبدت استعدادها للمشاركة في النسخة الجديدة من "إنترفيجن"، وتشمل هذه الدول أعضاء من تكتلي "بريكس" و"رابطة الدول المستقلة"، بما في ذلك الصين والهند والبرازيل، وهي دول لم تشارك في العقوبات الغربية ضد روسيا.
أما كوريا الشمالية، التي أرسلت جنودًا لدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، فتبقى مشاركتها غير مؤكدة، إذ تمتلك بالفعل مسابقة غنائية آسيوية خاصة بها.
Relatedروسيا تتهم الولايات المتحدة بالسعي لتحويل الفضاء إلى ساحة مواجهة عسكريةتبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا بشأن قصف مدرسة في كورسكروسيا تعلّق الطيران في عدة مطارات عقب هجوم أوكراني بالطائرات المسيرةوهذه ليست المرة الأولى التي يسعى فيها بوتين إلى إعادة "إنترفيجن". ففي عام 2014، انتقد المسؤولون الروس فوز المتسابقة النمساوية كونشيتا وورست في "يوروفيجن"، معتبرين الأمر دليلاً على "الانحطاط الأخلاقي" للمسابقة الأوروبية. حينها، أعلنت موسكو خططًا لإطلاق نسخة جديدة من "إنترفيجن" في مدينة سوتشي، لكن المشروع لم يرَ النور.
أما اليوم، وبعد أكثر من أربعة عقود على توقفها، تستعد موسكو لاستضافة المسابقة هذا الخريف، في ظل سياق سياسي وثقافي مختلف.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد احتجازهم في روسيا.. أوكرانيا تستعيد 12 طفلاً وموسكو تقول إنها عملية إجلاء إنساني البابا فرنسيس يخاطب شباب أوكرانيا: تمسكوا بوطنكم وانبذوا الحرب وسامحوا من سيفوز بجوائز غرامي في 2025؟ توقعات الفائزين وأكبر المفاجآت المنتظرة مسابقةمثليون ومتحولون ومزدوجون جنسيامسابقة يوروفيجن للأغانيالاتحاد السوفييتيفلاديمير بوتينروسياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب بنيامين نتنياهو غزة إسرائيل أوروبا سوريا دونالد ترامب بنيامين نتنياهو غزة إسرائيل أوروبا سوريا مسابقة الاتحاد السوفييتي فلاديمير بوتين روسيا دونالد ترامب بنيامين نتنياهو غزة إسرائيل أوروبا سوريا إيطاليا البيت الأبيض الشرق الأوسط فلاديمير بوتين ضحايا بشار الأسد یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
بوتين يرفض إمكانية التخلي عن أراضي محتلة في أوكرانيا
مارس 8, 2025آخر تحديث: مارس 8, 2025
المستقلة/- رفضت روسيا إمكانية تقديم أي تنازلات في محادثات السلام المستقبلية بشأن الحرب في أوكرانيا. وصرح الكرملين بأنه لن يقدم أي تنازلات، ونفى إمكانية نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا ورفض احتمال التوصل إلى وقف إطلاق النار من خلال المحادثات.
أثناء زيارة لفرع موسكو لمؤسسة المدافعين عن الوطن في السادس من مارس/آذار، أكد فلاديمير بوتين أن روسيا لن “تستسلم لأحد” وتعتزم تحقيق ظروف السلام التي ستوفر لها ضمانات طويلة الأجل.
كما أعلن بوتين عام 2025 “عام المدافع عن الوطن” – مشددًا على جهود لإعطاء الأولوية لعسكرة المجتمع الروسي وحشد الدعم وراء جهود الحرب الروسية في أوكرانيا في عام 2025.
صرح بوتين بأن روسيا “لن تتخلى” عن أراضيها “الخاصة” في مفاوضات السلام المستقبلية – في إشارة على الأرجح إلى الأراضي التي تم غزوها في أوكرانيا.
صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي أن موسكو لن تنظر في أي مبادرات لنشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا. وبحسب لافروف، فإن مثل هذه الإجراءات ستكون بمثابة نشر قوات الناتو وبالتالي فإن روسيا ستعتبر هذه الخطوة بمثابة مشاركة مباشرة للحلف في الحرب.
كما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن أي مقترحات قد تمنح أوكرانيا “فترة راحة” في ساحة المعركة غير مقبولة لدى الكرملين.
وعلاوة على ذلك، أكد لافروف أن روسيا ستصر على مراعاة ما يسمى “الأسباب الجذرية” للحرب، والتي تشمل، كما يدعي، وقف توسع الناتو وضمانات الأمن لروسيا. وزعم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفهم هذه المطالب، في حين تتجاهلها الدول الأوروبية.