أعلنت المنظمة الدولية للهجرة تزايد أعداد النازحين في بلدان القرن الإفريقي بشكل غير مسبوق، خلال الفترة الأخيرة، في وقت تشتد فيه المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتعرف منطقة القرن الأفريقي التي تضم 8 دول، اضطرابات وأزمات متعددة تغذيها عوامل داخلية وخارجية وتقاطع المصالح بين القوى الدولية وتداخل الأجندات الإقليمية، وذلك نظرا لأهمية هذه المنطقة الأمنية والاستراتيجية.



وعانت منطقة القرن الأفريقي لعقود من حروب أهلية وصراعات داخلية وإقليمية، ما جعلها من بين المناطق الأقل استقرارا في العالم.

وتدقع الأزمات والصراعات بالقرن الأفريقي ملايين الأشخاص إلى النزوح بشكل مستمر، وسط نقص شديد في الغذاء والدواء.


20 مليون نازح معرضون للجوع
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير صدر قبل يومين، إن عدد النازحين في منطقة القرن الإفريقي بلغ 20.75 مليون شخص في نهاية عام 2024، وهو ما قالت إنه يمثل ارتفاعا بنسبة 1.6% مقارنة بعدد النازحين إلى غاية اكتوبر الماضي.

وأشارت المنظمة إلى أن أزيد من 68800 أسرة اضطرت للنزوح، بسبب الأزمة السودانية خلال الفترة من 20 أكتوبر إلى 13 نوفمبر 2024، وأن 15129 نازحا تعرضوا للنزوح مجددا.

وأضح التقرير أن الصومال تضم 3.5 مليون نازح، وإثيوبيا 3,2 مليون نازح، وجنوب السودان مليوني نازح.
وديسمبر الماضي قال السفير السوداني لدى تونس أحمد عبد الواحد أحمد، إن هناك نحو 13 مليون سوداني نزحوا داخليا وخارجيا نتيجة ما وصفها بـ"اعتداءات" قوات الدعم السريع في البلاد.

وأوضح الدبلوماسي السوداني -في مؤتمر صحفي - أن "هناك 10 ملايين نزحوا داخل السودان من الأقاليم ونحو 2.5 مليون أو 3 ملايين نزحوا إلى الخارج.

ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت إحصائيات أخرى عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية ومجاعة.

وترجع المنظمة الدولية للهجرة التزايد في أعداد النازحين في القرن الإفريقي إلى استمرار الاقتتال الدائر في السودان، إضافة إلى تداعيات التغير المناخي.

وتقول منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" إن حوالي 67.4 مليون شخص معرضين لانعدام الأمن الغذائي في المنطقة بينهم 38 مليون شخص ينحدرون من الدول الأعضاء في "إيغاد" وهي جيبوتي، وكينيا، والصومال، وجنوب السودان، والسودان، وأوغندا.

وتؤكد المنظمة أن النزاعات والأوبئة ونقص الغذاء والماء الصالح للشرب ما زالت تؤثر بشكل خطير على الأمن الغذائي في منطقة القرن الأفريقي.


عوامل الأزمة
ويرى الباحث المختص في الشؤون الأفريقية، محفوظ ولد السالك، أن ثلاث عوامل رئيسية وراء موجة النزوح الحالية بشرق أفريقيا.

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن العامل الأول هو "عدم الاستقرار الأمني بسبب الهجمات المسلحة، وهذا يخص الصومال بالدرجة الأولى، حيث تعاني من هجمات جماعة الشباب المسلحة منذ أزيد من عقد ونصف، وفي الفترة الأخيرة أضحى في البلاد نشاط لتنظيم "داعش"، وهذا النشاط المسلح يعد سببا رئيسيا في موجات النزوح في البلاد".

وأوضح أن العامل الثاني يجمع بين عدم الاستقرار السياسي والوضع الأمني "وهو ما تعاني منه السودان التي تشهد منذ ابريل 2023 حربا ضارية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وهو ما سبب بالإضافة للخسائر الكبيرة في الأرواح، موجة نزوح كبيرة فاقت 10 ملايين نازح داخلي".

أما العامل الثالث – يضيف ولد السالك – فهو التغير المناخي "سواء فيما يتعلق بموجات الجفاف التي ضربت كامل منطقة القرن الإفريقي خلال السنوات المتتالية الأخيرة، أو الفيضانات التي تأثر بها أزيد من مليون و400 ألف شخص في جنوب السودان خلال العام 2024، وتسبب في نزوح كبير في البلاد".

تداعيات متوقعة
ويؤكد الباحث المختص في الشأن الأفريقي، محفوظ ولد السالك، أن موجة النزوح هذه ستكون لها تداعيات كبيرة ومباشرة على بلدان الشرق الأفريقي.

وأضاف: "ستكون هناك تداعيات كبيرة فأكثر من 20 مليون نازح يعانون أوضاعا صعبة اقتصاديا، واجتماعيا، وصحيا، وتعليميا، وهذا يفاقم أزمات الدول".

ولفت إلى تحديات تأمين مناطق النزوح الجديدة، والتي في الغالب هي عبارة عن مناطق نائية وقاحلة، وتفتقر للخدمات الإنسانية.

ونبه إلى أنه "لا يوجد حضور أمني في مناطق النزوح، وغالبا ما تتركها السلطات دون تأمين وهذا يجعلها محل استهداف من طرف الجماعات المسلحة، من خلال عمليات الاختطاف مقابل الفديات المالية، أو بالقتل، وهو ما يخلق أزمات جديدة في هذه الدول".


الوجود العسكري الأجنبي
ولفت ولد السالك إلى أن الوجود العسكري الأجنبي "لا يثير إشكالات سياسية وشعبية في منطقة القرن الإفريقي، عكس منطقة الساحل الافريقي".

وقال إنه توجد في الصومال قوات عسكرية أمريكية "مرحب بها شعبيا ورسميا، تماما كما وجود قوات عسكرية إفريقية، والأمر يعتبر داخلا في إطار التصدي لنشاط جماعة الشباب".

وأضاف أنه في جيبوتي أيضا "تستغل موقعها الاستراتيجي باعتبارها تطل على الجانب الغربي لمضيق باب المندب، الذي يشكل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، من أجل كسب استفادة اقتصادية أكبر، وذلك من خلال استضافة 6 قواعد عسكرية أجنبية لكل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، والولايات المتحدة واليابان والصين".

وأكد أن حساسية الوجود العسكري الأجنبي لا تثار بشكل كبير في منطقة القرن الإفريقي.

ماهي منطقة القرن الأفريقي؟
هي الجزء الواقع غرب البحر الأحمر وخليج عدن، وتشمل بمفهومها الواسع  8 دول في شرق أفريقيا، هي: الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، وكينيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا.

وتعد بلدان القرن الأفريقي من أكثر المناطق نزاعا على النفوذ بين القوى الدولية والإقليمية، فموقع القرن الأفريقي يعتبر استراتيجيا وبالغ الأهمية بالنسبة للقوى الدولية، حيث تعج بلدان المنطقة بالموانئ وتعبر من خلالها حاملات النفط والغاز والسفن المحملة بالبضائع والأسلحة.

وتسعى العديد من بلدان العالم لتعزيز حضورها في هذه المنطقة، خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك قواعد عسكرية هناك، وكذلك الصين والهند وتركيا التي افتتحت عام 2017 أكبر قاعدة عسكرية لها خارج حدودها في مقديشو.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية السوداني أفريقيا السودان أفريقيا كينيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منطقة القرن الإفریقی منطقة القرن الأفریقی فی منطقة القرن الدعم السریع ملیون نازح فی البلاد إلى أن وهو ما

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: عودة نحو مليون نازح سوري إلى منازلهم منذ بداية العام

قالت متحدثة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، سيلين شميت، “إن قرابة مليون شخص من النازحين في شمال غرب سوريا، يعتزمون العودة إلى منازلهم خلال العام “2025.

وأوضحت سيلين شميت، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، شاركت فيه بيانات تتعلق باستطلاع عن النازحين في شمال غرب سوريا، أن “قرابة مليون شخص يعيشون في مخيمات ومناطق يقيم فيها النازحون شمال غرب سوريا يخططون للعودة إلى منازلهم خلال العام الجاري”.

وأشارت المسؤولة الأممية إلى “أن 600 ألف من هؤلاء النازحين السوريين سيعودون إلى مناطقهم في غضون الأشهر الستة القادمة”.

من جانب آخر، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة “أن 750 ألف نازح داخل سوريا عادوا إلى منازلهم منذ نوفمبر 2024”.

وذكر تقرير للمنظمة عن، عودة النازحين السوريين إلى مناطقهم، الصادر الجمعة، أن “نحو 7 ملايين سوري لا يزالون نازحين داخل البلاد”.

وأشار التقرير إلى أن “حالات النزوح الداخلي شهدت تراجعا ملحوظا منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر “2024.

ولفت أيضا إلى “تزايد وتيرة عودة السوريين إلى بلدهم بعد سقوط الأسد”.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الإفريقي يعرب عن قلقه إزاء التوترات في جنوب السودان .. في بيان لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد
  • الأمم المتحدة: مليون نازح سوري سيعودون لمنازلهم هذا العام
  • الأمم المتحدة: عودة نحو مليون نازح سوري إلى منازلهم منذ بداية العام
  • «الدقير» يدعو قادة جنوب السودان للحوار ويحذر من تداعيات تجدد النزاع
  • حياة مليون نازح بمخيم زمزم بدارفور على المحك
  • لو السودان سقط في الحرب، لا قدّر الله، ح تسقط وراه كلّ الدول العربيّة، الأفريقيّة، والمسلمة
  • مقاعد مجلس "فيفا" تشعل الصراع وسط انتخابات رئاسية هادئة في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم
  • الهجرة الدولية تعلن نزوح 365 أسرة يمنية منذ مطلع العام الجاري
  • المنظمة الدولية للهجرة تكشف عن عودة ما يقرب من 750 ألف نازح سوري إلى مناطقهم الأصلية
  • سودانيون يحذرون من تداعيات التوتر بدولة جنوب السودان على بلدهم