نزار العقيلي: (إستيك .. إبرة وخيط)
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
زمان لامن كنا بنلعب حفايا في الشوارع و تقوم تدخل ليك شوكة في بطن رجلك كان الاسلوب الوحيد لاستخراج الشوكة هو ( الحفر بالإبرة ) ، و كانت عملية الحفِر بتتطلب طولة بال و صبر و دِقة كبيرة و في النهاية بتطلع الشوكة بطريقة تدهشك .
اسلوب الحفر بالإبرة الإتكلم عنو البرهان قبل بداية المعركة ما كان إسلوب عسكري قتالي بقدر ما كان إسلوب إستخباراتي في المقام الأول ، كل الناس افتكرت إنو عملية الحفر بالإبرة هي عملية او خطة عسكرية قتالية نفذها الجيش السوداني لكن في الحقيقة هي عملية او إستراتيجية استخباراتية تم تنفيذها بإحترافية و إتقان ادهش كل العالم .
إستراتيجية النفس الطويل النفذتها الإستخبارات العسكرية السودانية اعتمدت على الصبر و طولة البال و التخطيط بعيد المدى و التغلغل العميق جدا لتحقيق الاهداف الاستخباراتية و العسكرية على مدى زمني طويل ، و الإستراتيجية دي بيتم استخدامها في حروب الإستنزاف و عمليات التجسس و هي استراتيجية معروفة و قديمة لكن الإستخبارات السودانية نفذتها بي اسلوب و طرق جعلت العالم يصمت قليلا امام روعة التنفيذ في موسم حصاد اهداف الخطة الإعتمدت بشكل اساسي على عدة عمليات كلها كانت وفق استراتيجية النفس الطويل و على سبيل المثال نذكر عمليات الإختراق العميق و التجنيد ببطء و دي عملت على تجنيد عملاء و زراعتهم داخل المليشيا في مواقع حساسة لفترات طويلة لحدي ما يجي وقتهم المناسب و مثال لذلك ( عملية الرُخ ) و هي عملية زراعة ( كيكل ) داخل جسم المليشيا .
و كذلك بتجي ضمن الاستراتيجية عمليات بناء النفوذ و التأثير غير المباشر و دي تمت عبر دعم مجموعات عسكرية داخل المليشيا و النفوذ بيتم دعمه بي بطء شديد جدا عشان ما يلفت الانتباه و عشان المليشيا تصبح معتمدة جزئياً او كلياً على المجموعة المدعومة من استخبارات الجيش و مثال لذلك ( عملية بيت العنكبوت ) و دي عملية ( جلحة ) القامت المليشيا بتصفيته بعد اكتشافها لانو المليشيا كانت معتمدة عليه كلياً في قطاع بحري ، و للعلم اسماء العمليات دي من ( عندينا ) يعني من راسي .
و من اهم محاور استراتيجية الحفر بالإبرة هو محور الحرب النفسية و المعلوماتية و المحور ده برعت فيهو قوة الإستيك بشكل مدهش و اضعفت المليشيا نفسياً و معنوياً و زرعت الشكوك داخل صفوفها و نجحت في خلق الانقسامات بين قياداتها و دي اساليب مافي داعي لشرحها .
من المهم جدا الناس تعرف إنو في المقابل المليشيا كان عندها عملاء و خونة داخل المجتمع المدني و العسكري و ديل كان ليهم القدح المعلى في اي انتهاكات و جرائم قامت بيها المليشيا و ممكن تكونوا شفتو ناس منهم حاليا استقبلوا الجيوش بالاحضان و التهليل و التكبير و افتكرتو انو الإستيك ما عارفهم ، لا والله معروفين كلهم ، لكن استراتيجية الحفر بالإبرة ما بتنتهي بدخول الجيش للمنطقة ، لا لا ، دي استراتيجية بتستهدف حتى عملاء و اعوان المليشيا ، لكن بي بطء شديد ، و كلوووو بي وقتووو .
الحفر بالإبرة إستراتيجية منحت الإستيك ميزة حاسمة في المعركة لانها استراتيجية بتتجاوز المواجهة المباشرة لتغيير مسار المعركة بي بطء و بتتحكم في قرارات العدو بدون ما يعرف ، لامن العدو هدد باقتحام الفاشر و منحهم تلاته ايام ، دي اكبر مثال لعملية التحكم في قرارات المليشيا لانو بعد التلاتة ايام كان في بل ما طبيعي من كل المحاور ضد المليشيا ، الحفر بالإبرة لعبة بتاعت صبر و الأيام اثبتت إنو الجيش السوداني و استخباراته اسسو علوم عسكرية جديدة ستدرس لاحقاً .
نزار العقيلي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحفر بالإبرة
إقرأ أيضاً: