رسائل حركة حماس خلال عمليات تسليم الأسرى!
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
أثبتت "حماس" وعيها لأهمية وخطورة الإعلام، واستيعابها لما عجزت عن استيعابه بعض من تصدروا الحكم في المنطقة العربية! وأكدت الرسائل التي سطرتها الحركة خلال عمليات التسليم المتتالية فهمها لدور الإعلام في توجيه دفة الرأي العام الفلسطيني في المقام الأول والعربي والدولي من خلفه، واستفادت "المقاومة" من تتابع عمليات التسليم للأسرى في دفعات متتالية وليس في دفعة واحدة، مما سمح لها بتسطير بعض الرسائل التي لم تكن لتستطيع بثها لو تم التسليم في دفعة واحدة ورُب ضارة نافعة!
وأظهرت التجهيزات التي صاحبت محطات التسليم للقدرات الفنية والتقنية التي حازتها الحركة من أجل عملية الإخراج الفني والسياسي للمشاهد المصاحبة للتسليم من عمليات التنظيم التي اتسمت بالدقة العالية، بالإضافة لتجهيزات المنصات والكاميرات والمصورين واللافتات التي صيغت باحترافية شديدة، وهذا ما شهدت به القناة 12 الإسرائيلية قائلة: لقد برهنت "حماس" على نجاح إرادتها في إرسال الرسائل من خلال تنوع أماكن التسليم في عدة مواضع بالقطاع بميناء غزة وخان يونس وأمام منزل زعيمها "يحيى السنوار" وميدان فلسطين.
وثمّة مجموعة من الرسائل الذكية التي استطاعت المقاومة بثها عبر عمليات التسليم المختلفة أكدت قدرتها على إدارة القطاع منذ اليوم الأول لدخول الهدنة حيز التنفيذ، وظهور رجالها بكامل عتادهم وزيهم الرسمي المُبهج بجانب رجال الشرطة الفلسطينية ممن عادوا إلى إدارة عملهم في حفظ الأمن بالقطاع، ولذلك الظهور رسائله المعروفة والواضحة والتي أرادت الحركة إيصالها لعدة أطراف منها:
1- التأكيد على فشل العدو الصهيوني في تحقيق أهم أهدافه -إزاحة حماس عن الحكم- والتي حملته على خوض غمار تلك المعركة الطويلة لمدة 15 شهرا، وتَحمّله الخسائر الأكبر في تاريخ دولة الإحتلال من حيث جنوده وعتاده واقتصاده، ليخرج بعدها هائما على وجهه لا يلوي على شيء! لولا استماتة المتطرفين في حكومة اليمين ومطالبتهم باستمرار الحرب، على الرغم من دعمهم لعدم تجنيد الحريديم -المتدينين اليهود- ممن يمثلون القاعدة الانتخابية لأمثالهم من المتطرفين.
2- صفعة للمجتمع الدولي الذي يكيل بمكالين دوما وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية التي وقفت بكامل قدراتها ومواردها خلف الاحتلال، من أجل قمع الشعب الفلسطيني التواق لحريته منذ ما يزيد على 75 عاما، والحيلولة دون الهزيمة المُدوية للصهيونية التي تنضوي تحتها غالبية الأنظمة الغربية بل وبعض الأنظمة العربية في منطقة الشرق الأوسط! بالإضافة للحماية المباشرة للمصالح الأمريكية متمثلة في الوكيل الحصري لها دولة الاحتلال.
3- صفعة على وجه كل من راهن على هزيمة المقاومة والممانعة من الشعوب من رعاة التطبيع في الغرب والشرق سواء كانوا حكومات أو مؤسسات أو حتى أفراد، والصفعة كذلك على وجه المراهنين على ما يعرف بصفقة القرن التي باتت في العراء منذ انطلاق الطوفان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
4- لطمة ساخنة على وجه السلطة الفلسطينية وزعيمها الذي راهن على هزيمة المقاومة وانحسار المد البطولي للشعب الفلسطيني وإعلانه الاستعداد لإدارة القطاع بعد القضاء على المقاومة داخل غزة، أو فيما يعرف في اليوم التالي للحرب على القطاع بعد القضاء على حماس! والآن قد توارى ذكره إلا ما تفرضه علينا بعض الشاشات العربية التي لا تستحي من إقحامه دون أدنى حد من الخجل، لا سيما وجحافل العدو الصهيوني تصول وتجول في أحياء الضفة الغربية بل وفي مدينة البيرة، مقر إدارة "عباس"، دون أن تنبس السلطة ببنت شفة!
5- تكريم الشهداء بحمل صورهم على اللافتات والبنرات والملصقات لتتناولها كاميرات المصورين، وليعلم العالم كله مدى امتنان المقاومة لرجالها في وسط حالة من الحميمية التي يبديها الشعب الفلسطيني الذي يحيط بأعضاء المقاومة، بل ويسعى لالتقاط الصور معهم وتقبيل رؤوسهم وكأنها شهادة يردون بها على طوفان الأكاذيب التي حاولت دق الأسافين خلال التغطيات الإعلامية المغرضة في بعض المحطات الفضائية.
ختاما..
لا شك أن المقاومة تحمّلت ومعها حاضنتها الشعبية ما لا يتخيله عقل، وكان لها من الفضل الكبير ببركة الصمود الأسطوري للأبطال من الرجال والنساء بل والأطفال من أبناء غزة في إفشال مخططات الصهيونية العالمية مدعومة بجيوش وأجهزة استخبارات دولية، من أجل ترسيخ التبعية والدونية في نفوس الشعوب التي شاءت إرادة الله أن تسكن في هذه البقعة من العالم، حتى تحملها على الانصياع لرغبة السيد الأوروبي في استنزاف ثرواتها وفي نهب خيراتها وفي التخلي عن ثوابتها، وفي الرضى بمن يوليهم أمور بلادنا من الدمى التي يفرضها قسرا لتتولى أمر بعض أقطارنا، وجاء طوفان الأقصى برسائله الذكية ليصيب تلك القوى بالإحباط وليعيد البوصلة إلى مسارها الصحيح.. "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" صدق الله العظيم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس المقاومة غزة اسرى حماس مقاومة غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أبو عبيدة يؤكد جهوزية المقاومة لكل الاحتمالات
يمن مونيتور/ وكالات
دعا الناطق العسكري باسم كتائب القسّام أبو عبيدة، الأمة الإسلامية لنصرة غزة وشعبها الذي يتعرض للإبادة والتجويع ومحاولات التهجير والتصفية، مشيرًا إلى أن تهديد الاحتلال بالعودة للحرب والقتال لن يدفع المقاومة سوى للاستعداد لكسر ما تبقى من هيبة مزعومة للجيش الإسرائيلي.
وأكّد أبو عبيدة في كلمة متلفزة، أن المقاومة الفلسطينية “التزمت أمام العالم وأمام الوسطاء منذ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، ببنود وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة ابتداء من الجدول الزمني للتبادل، ومرورًا بقرار الإفراج عن الأعداد المتفق عليها من الأسرى الإسرائيليين، وصولًا إلى تسليمهم بشكل آمن ومناسب ومنظّم”.
وأضاف أبو عبيدة: “رغم كل محاولات العدو المراوغة والكذب والتحايل، آثرنا ولا نزال نؤثر الالتزام بالاتفاق حقنًا لدماء شعبنا ورغبة في سحب الذرائع التي يحاول العدو جاهدًا اختلاقها واحترامًا لتعهدات الأخوة الوسطاء”.
كما أشار المتحدث باسم كتائب القسّام إلى أن إسرائيل “تنصلت من الكثير من التزاماتها التي هي حقوق أساسية للشعب الفلسطيني، بالإغاثة والإيواء وحرية الحركة والتنقل وتدفق المساعدات والبضائع”.
وأردف أن الاحتلال “مارس البلطجة والتسويف، ولا تزال عقدة الإجرام والسادية تعشعش في عقل المحتل في غزة وفي الضفة الغربية وفي لبنان وفي سوريا وفي كل المنطقة”.
واعتبر أن قيادة الاحتلال لا تزال تحاول التنصل من مراحل الاتفاق، التي تعد جزءًا لا يتجزأ منه في مسعى من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزرائه لتغليب المصلحة الحزبية والسياسية على حياة أسراهم من جهة، وسعيًا للحصول على غطاء أميركي من جهة أخرى لممارسة كل أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده.
وأكّد أبو عبيدة أن ما لم يأخذه الاحتلال بالحرب والإبادة لن يأخذه بالتهديدات والحيل. وشدد على أن “أقصر الطرق للاستقرار في هذه المنطقة هو لجم إسرائيل وإلزامها بما وقّعت عليه”.
وقال أبو عبيدة: “إن أبرز أسلحة هذه الحكومة هي الحرب على الأبرياء ومعاقبة المدنيين بكل السبل، وهي أكبر فضيحة وخزي للعدو ومن يقف وراءه”.
واعتبر أن التهديدات الإسرائيلية بالحصار “لن تحقق سوى الخيبة لإسرائيل ولن تؤدي إلى تحرير الأسرى، بل سيعيشون المعاناة نفسها التي يعيشها الشعب الفلسطيني”، محذرًا من أن أي تصعيد سيهدد حياة الأسرى.
كما أشار أبو عبيدة إلى أن المقاومة “تمتلك رصيدًا من الإرادة ولديها في كل مواجهة إن حدثت ما يؤلم العدو ويكبده خسائر فادحة”.
وقال: “إن التهديد بالعودة للحرب والقتال لن يدفع المقاومة سوى للاستعداد لكسر ما تبقى من هيبة مزعومة للجيش الإسرائيلي”، مؤكدًا أن المقاومة ترفع الجهوزية لمواجهة جميع الاحتمالات.
وأبو عبيدة طمأن الشعب الفلسطيني بأن تهديدات الاحتلال هي علامة ضعف وانكسار، ودليل على قوة الفلسطينيين وأن تمسكهم بأرضهم أفقد الاحتلال صوابه، مثمنًا قرار جماعة الحوثي في اليمن التي أعلنت الاستمرار في إسناد غزة في حالة عودة العدوان.
كما لفت أبو عبيدة في كلمته إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي، وعلى مرأى من العالم، نكّل وما يزال ينكّل بالأسرى الفلسطينيين الذي يروون شهادات فظيعة عن المعاملة الإجرامية من قبل الاحتلال”.