يظل القائد المصباح هو أحد أيقونات هذه الحرب وأبطالها. لم يعرف الناس في البداية من هو و هل ينتمي للمؤسسة العسكرية أم هو مواطن مستنفر أم كما يقول أعداؤه أنه قائد كتائب الإسلاميين. الصفة الرسمية له أنه ينتمي للكتيبة الرابعة المساندة للجيش من كتائب المقاومة الشعبية الإثني عشر كما قال الفريق العطا. و قال العطا إنه لا يبحث في إنتماء السودانيين الذين يريدون القتال مع الجيش و لا يستطيع منعهم من ذلك بناءً على هذا الإنتماء.

و قد جلس معهم في بداية الحرب و سألهم إذا ما كانوا ينتظرون مقابلاً سياسياً فأجابوا بالنفي . سألته مراسلة الحدث لينا يعقوب : إن كان بإمكان الجيش متابعة السلاح الذي بأيديهم فأجاب أنه سحب السلاح من كل هذه الكتائب بعد عمليات امدرمان الأولى و لم يتخلف أحد. و ذكر العطا بأن البعض يسمّي نفسه ب
“البراؤون” و غيرهم ب”الغاضبون” و هذا من حقهم.

ظهر المصباح مرة و على كتفيه رتبة الرائد ، لكن يبدو أنه لا يحمل رتبة رسمية للجيش السوداني “بعد”. لكنه ظهر في كل مناطق الإلتحام و شدة المعارك في بداية الحرب . التحق بالجيش في الأيام الأولى ، إن لم تكن الساعات الأولى . و قاتل مع الجيش حول وادي سيدنا و سركاب. ثم قاتل في عمليات أمدرمان الضارية حتى نجح الجيشان في الإلتقاء. أظهر مقدراته في إدارة معركة المسيرات التي قصمت ظهر المليشيا في تحرير الإذاعة و تواجد في منطقة محلية أمدرمان وقت المذبحة الكبرى التى لحقت بقوات المليشيا الهاربة من الإذاعة. كان يتحرك في كل الجبهات التي يتواجد فيها البراؤون. رأيناه في سنار و مدني و المصفى و عمليات تحرير بحري و دخل القيادة العامة يوم إلتقاء الجيوش .

الشاب كتلة من النشاط و لا شيء من مهاراته و قدراته تفوق إقدامه و شجاعته. كما يبدو محبوباً لدى زملائه و مطاعا بين شباب البرّاء مع إشاعته لجو من المرح الطفولي لكسر حدة كآبة الحرب و أحزانها ربما.

من غير الواضح إن كان الجيش يتعمد إظهار إنجازات البراء أكثر من غيرها أم لدى الكتيبة جهازا إعلامياً قوياً ، لكن من المؤكد أن الجيش يحظر على كثير من متحركاته التصوير و نشر الفيديوهات بما يقلل من الإنتشار الإعلامي لإنجازات الجيش نفسه.

هناك بعض الإسلاميين المعروفين و الأكثر شهرة لا يتبعون لكتائب البراء كما نعرف عشرات الشباب الذي يقاتلون تحت رايته دون أي إنتماء إسلامي سابق. لم يبذل المصباح جهدا كبيراً في الرد على خصومه و بيان إن كان يدين بالولاء للنظام السابق أو الحركة الإسلامية من عدمه. كما لم يبذل أي جهد لتفسير الرباط الدائم على يده بما يريح المتسائلين. ردد في أوقات التشكيك و الدعاية المضادة بأنه يثق بقيادة الجيش و يقاتل بأوامرها. كما صرّح مؤخراً بأنه سيضع السلاح و يعود لعمله المدني مع زملائه عند إنتهاء الحرب.

المصباح مثال جيد لشاب سوداني لم يتردد في المشاركة في القتال إلى جانب الجيش منذ اليوم الأول و لم ينشغل بمساجلات الميديا عن واجبه المقدس. و لربما تفخر عطبرة المدينة بتقديمها هذا النموذج من الشباب الذي فطن لطبيعة الحرب و واجب المواطنين مبكراً بينما كان شباب البلد يتبادلون السؤال : من أطلق الطلقة الأولى ؟

عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مصدر أمني إسرائيلي: الجيش يستعد لهجوم واسع على غزة

#سواليف

ذكرت وسائل إعلام عبرية أن أجهزة الأمن الإسرائيلية ناقشت إمكانية توسيع #العملية_البرية في إطار #الحرب على قطاع غزة إلى جانب الاستعداد لاحتمال تنفيذ #حملة_تجنيد_واسعة لقوات الاحتياط.

جاء ذلك بحسب ما أوردت القناة 12 الإسرائيلية مساء الاثنين، في أعقاب الإعلان الإسرائيلي الذي صدر عن “مصدر سياسي رفيع”، عن رفضها لمقترح حركة حماس بالتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وبحسب المصدر، فقد طالب كبار الوزراء في الحكومة الإسرائيلية بتقديم خطط فورية إلى الحكومة للموافقة على توسيع العمليات العسكرية، إلا أن تنفيذ القرار تأخر بسبب رغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس في إعطاء فرصة إضافية للمفاوضات، على خلفية وجود احتمال لإبرام صفقة أسرى قريبة.

مقالات ذات صلة الثلاثاء .. طقس معتدل 2025/04/29

وأضاف المصدر أن الجيش الإسرائيلي يستعد لخطوات تصعيدية تشمل تعبئة واسعة لقوات #الاحتياط، تحسبا لأي تطورات ميدانية أو فشل في مسار التفاوض.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن تعبئة واسعة في قوات الاحتياط “من المتوقع أن تترتب على انعكاسان أساسيان: زيادة الضغط على جنود الاحتياط الذين يعانون أصلًا من إرهاق كبير، وإمكانية تدهور أوضاع الأسرى الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة”.

وعلى صلة، جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن منسق ملف الأسرى والمفقودين، غال هيرش، قدم اليوم إحاطة للسفراء وممثلي الدول التي يحمل بعض المحتجزين جنسياتها، إلى جانب كونهم مواطنين إسرائيليين.

وأفاد البيان بأن اللقاء تخلله “عرض للوضع القائم، واستعراض الجهود المبذولة في إطار المفاوضات، بالإضافة إلى بحث المسائل التي تتطلب التنسيق والتعاون الدولي لدعم جهود استعادة جميع الأسرى”.

وفي وقت سابق اليوم، قال “مصدر سياسي رفيع” إنه “تتدحرج أفكار من جانب قسم من الدول العربية، مثل وقف الحرب لخمس سنوات. ولا يوجد احتمال أن نوافق على هدنة مع حماس ستسمح لها فقط بالتسلح والانتعاش، ومواصلة حربها ضد دولة إسرائيل بشكل أشد”.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، في الأيام الماضية، إلى أن إسرائيل رفضت خلال الأيام الأخيرة عدة صيغ مقترحة عرضها الوسطاء. ونقلت عن مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات قولها إن “الأيام الحالية شديدة الحساسية”.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في خطاب ألقاه أمس، الأحد، إن إسرائيل ستسيطر عسكريا على قطاع غزة ولن تسمح للسلطة الفلسطينية بأن تستبدل حماس في الحكم في نهاية الحرب، في ظل التقارير عن توسيع إسرائيلي وشيك لحربها في غزة.

وأضاف خلال مؤتمر تعقده رابطة الأخبار اليهودية “جويش نيوز سينديكيت” في القدس، أنه “لن نرضخ لأي ضغوط تقول لنا أن ننفذ ذلك”، وأن “السبب الوحيد أننا لا نقضي على حماس هو المخطوفون”، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الإثنين.

واعتبر نتنياهو أنه “يتعين علينا إنهاء الحرب في غزة، وإعادة المخطوفين وإبادة حماس”، ورحب بخطة تهجير الغزيين التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقال “صدقوني، الكثير منهم يريدون المغادرة”.

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني إسرائيلي: الجيش يستعد لهجوم واسع على غزة
  • قبل ثلاث سنوات من اندلاع الحرب، أخبر “دقلو” ناشطاً قبلياً بنيّتهم الانقضاض على الجيش
  • بوتين يهنئ الجيش على تحقيق إنجاز في كورسك
  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟
  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟
  • تفاصيل كمين حي الشجاعية برواية الجيش الإسرائيلي.. ما الذي حصل؟
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: المصباح يثير جدلًا !
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
  • بالفيديو .. كتائب البراء بقيادة المصباح تستعرض قوات الطوفان الكاسح