عربي21:
2025-03-09@22:05:28 GMT

التهجير بعيون مصرية

تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT

حرب الإبادة الوحشية في غزة على مدار 15 شهرا بلا هوادة تحمل دليلا مع مدى كفر الصهاينة بالآخر وعدم إيمانهم بمفهوم التعايش أو حتى الاعتراف بإنسانية باقي الأمم؛ ما داموا يمتلكون القوة فلا سبيل إلا القتل والتوحش لغيرهم!

وهذا وصف لمشروع الصهيونية الدينية والسياسية، فالصهيونية فكرة ظلامية تتعارض مع قيم الإنسانية والتعايش، فطالما امتلك الصهيوني القوة فلا إنسانية إلا لأتباعها ولا حقوق إلا لمريديها، ولا سبيل للتعايش معهم إلا بتجريدها من مصادر القوة.



توقفت حرب الإبادة على غير رغبة منهم بعد أن هزمتهم المقاومة الفلسطينية بعتاد وعدة لا يضاهي قوتهم واصطفاف الغرب خلفهم، في ظل حصار وخسة وخذلان يندى له جبين أي إنسان من أمة يعتقد أنها ماتت وأجساد أهلها متحركة! ولكن مساعي تهجير أهل غزة التي دمرتها العصابات الحيوانية لا زالت مستمرة ليتحقق بالسياسة ما كانوا قد عجزوا عن تحقيقه بالخراب والدمار وتحويل غزة إلى جزر خربة، تماما كما وعد مجرم الحرب نتنياهو في 8 نيسان/ أكتوبر 2023.

لقد ظنوا أن سكان شمال غزة لن يعودوا إلى ديارهم المنكوبة بعد أن مُحيت معالم المنطقة ودمرت كل مقومات ومعالم الحياة هناك، لدرجة أنهم يتعرفون على منازلهم من خلال ملابسهم المبعثرة تحت أكوام الدمار، فصعق الصهاينة بالجموع الهادرة في مسيرات عودة مهيبة لمئات الآلاف بين حطام المنازل غطت بعظمتها صور الخراب والدمار حولهم! لِمَ لا والإنسان هو أصل العمران ومكتشف كل معاني الجمال، ليعود من جديد الشيطان بكل همة وخبث إلى سعيه نحو تهجير من لا حل لهم مهما كانت القسوة ودرجة التوحش في مواجهتهم.

غادر مجرم الحرب والمطلوب دوليا نتنياهو الأراضي الفلسطينية المحتلة متجها إلى أمريكا لمقابلة البلطجي الأول في العالم ترامب رئيس أكبر دولة إرهابية عرفها التاريخ الحديث وصاحبة الدعم المطلق للكيان الصهيوني وشريكته في جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة (صاحبة السجل الإجرامي الوافر في الإبادة الجماعية في العراق وأفغانستان وفيتنام واليابان وغيرهم) لبحث تصورات شيطانية لشرق أوسط جديد يهجّر فيه سكان غزة إلى سيناء والضفة إلى الأردن.

هذا التهجير دعا له ترامب بتصريحات متعاقبة في يومين وبصورة متعجرفة أقرب إلى التهديد وإعطاء الأوامر المباشرة لمصر والأردن "سيفعلان ذلك.. سيفعلان ذلك.. نحن قدمنا لهم الكثير".. قالها بتبجح ووقاحة للملك عبد الله والسيسي، فمهما كانت درجة خضوعهما أمامه والانصياع لأوامره إلا أنها تصريحات جارحة لكرامتهما الشخصية بوضوح أمام نفسيهما وأمام شعوبهما.

لم تتأخر الردود الرسمية لكل من مصر والأردن على تصريحات ترامب بأن تهجير الفلسطينيين مرفوض وظلم لن نشارك فيه، فإذا كانت أمريكا عازمة على التهجير والسيسي فعلا رافض سواء برغبة منه وبإجماع مع كل قيادات الجيش أو رغما عنه ونزولا على إجماع القيادة ضد التهجير وخشية المواجهة التي ستكون حتمية مع الشعب الذي لا يمكن خداعه أو قبوله أي مبرر للتهجير، فإن السيسي يواجه تهديدات جدية بإنهاء حكمه ومواجهة مصير بشار.

فالسيسي محاصر إما بإنهاء حكمه واقفا في معركة واجه فيها مخطط التهجير ودفع ثمن هذا الموقف، وإما إسقاط نظامه بيد المؤسسات والشعب ثمنا لمشاركته في التهجير وتعريض أمن مصر القومي للخطر وتسليم سيناء للصهاينة بشكل رسمي وتصفية القضية الفلسطينية.

إنها الفكرة التي يصر حكام العرب على عدم استيعابها فيعادون شعوبهم ويقبلون بأن يكونوا طغاة بدرجة أداة في يد الغرب صاحب الشرعية الزائفة، مطمئنين بالحماية والحصانة من عدم ملاحقتهم على أي جريمة يرتكبونها بحق شعوبهم، ما داموا تحت سيطرت وينفذون ما يطلب منهم وتتحقق بهم مصالح قوى الشر مهما كانت تحمل من أضرار وتمثل خطرا محدقا على شعوبهم وأوطانهم. إن هذه الحالة تجعل من الحاكم لقمة سائغة لا يجد الغرب في التخلص منها صعوبة، بل ربما تحسب لهم بالتدليس حسنة وتسوّق لهم أبواقهم بأنهم نصروا الشعب، فهو طاغية هم صانعوه في الأساس.

مصير لا يقتصر فقط على انحراف حاكم عن المسار المرسوم له. فمن الممكن أن يتخلصوا منه وهو في أوج العطاء لهم والخيانة لوطنه، ولكنه أصبح كارتا محروقا أو أن عطاءه لا يكفي لتحقيق مصالحهم فيجدوها مع غيره لتنتهي قصته! قصة الخيانة والعطاء لسجين قصر كان للأعداء خير عون وعلى شعبه بلاء!

في هذه اللحظة التي تكشفت فيها الحقائق جلية من أن ما حدث على مدار 10 سنوات (بناء سد النهضة وتهديد أمن مصر المائي وتعطيشها في سابقة لم تحدث على مدار أكثر من 7 الاف سنة، تيران وصنافير ورأس الحكمة وبيع الأصول والديون وغيرها من الكوارث) ليس إلا مزيدا من إضعاف مصر وإغراقها في الديون ومحاصرتها وصولا إلى التركيع التام أمام مثل هذه السيناريوهات وتنفيذ أحقر المخططات!

بالتأكيد هناك من يتحمل مسؤولية ترك الأمور حتى وصلت إلى هذا الحد سواء خدع أو كان على علم تام بمآلات الأمور، ولم ير فيها حرجا ما دام سيصل إلى سدة الحكم ويستمر على العرش، ولكن في هذه الظروف خاصة مع إعلان السلطة رفض التهجير وتوافقها مع إرادة الشعب ليس من الصواب طرح ما يضر التوافق ويفرق الجمع في مواجهة المخاطر، وربما يعاد طرح هذه الأسئلة والمطالبة بالمسائلة بعد زوال الخطر.

على الرغم من ذلك هناك بعض المنغصات التي تضر بالوحدة الوطنية في هذا الموقف الحساس من تاريخ مصر، وألسنة يجب قطعها لا تتوقف عن صناعة الفتن ونشر العفن في النفوس والعقول. فبينما يجاهد أصحاب القضية والمعارك الوطنية أنفسهم للوقوف صفا واحدا مع من أشاعوا الظلم ونكلوا بكل وطني لخطورة الموقف والتهديد المحدق لأمن مصر القومي والقضية الفلسطينية من اجل التصدي لسيناريو التهجير، لم تتوقف الأدوات الإعلامية الرخيصة عن التشويه وتكريس الفرقة والتدليس والكذب، رفقة ذباب وغوازي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة إكس.

هذا الموقف لا يعني أن من يدير هذه الأدوات يفتقر لكفاءة يتطلبها موقعه فقط، بل إنه لا يعرف عن الوطنية شيء، وهذا ما يزيد الطين بلة!

لا يعرف أن البلد لا تدخل معارك بتلك الأدوات الرخيصة التي لا تُجيد إلا ادعاء البطولة حتى تشعر بالخطر فتتوارى عن الأنظار، تمتهن إشاعة الفتنة وإشعال الحروب وعند وقوعها لا يُرى منها إلا الفرار.

هذه المعركة -إذا وقعت- وإن كان هدف السلطة منها الحفاظ على حكمها فإنها معركة الشعب لحماية وطنه وأم قضايا أمته، ولا يملك أحد منعه من القيام بدوره مهما كانت وقاحة تلك الأدوات التي تظن أنها تحتكر والوطنية بزيف ووقاحة تجعلهم أبعد ما يكون عن الوطنية في جوهرها بل وشكلها.

من يوقف هذا العبث ويُخرس هذه الألسنة العفنة من الاستمرار في الفرقة وتكريس الفتنة في مرحلة حساسة جدا من تاريخ مصر والقضية الفلسطينية؟ أم أن ما يحدث يروق لصناع القرار وهناك ما يتم طبخه في الخفاء بما يُضر مصر والقضية الفلسطينية وجارٍ صياغة سيناريو مختلف في شكله لتكتمل الطبخة؟

هل هناك أمل في حالة جديدة في مصر تُنهي صفحة الظلم والعبث الممتد لعشر سنوات وتكون بمثابة إعلان عن مرحلة لُحمة حقيقية وعودة الثقة من أجل موقف يكون هدف الجميع فيه الوطن حاكم ومحكوم حماية أوطان وفقط؟

حالة لا يجد فيها أي مصري صراع في نفسه كما هو الحال الآن بين حمية على وطن واستعداد للتضحية من أجله، وضيق ما أشد هباته على النفس نابع من رفضه الاصطفاف خلف من تسبب في كل الكوارث هدفه الاستمرار في حكمه وظلم من سيبقى بعد الملاحم، حاكم لم يقم حتى بالحد الأدنى من خطوات يفهم منها أن هناك شيئا مختلفا عن ذي قبل وإشارات بأن القادم غير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات غزة الصهيونية تهجير ترامب مصر مصر الاردن غزة تهجير صهيوني مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من مصر

إقرأ أيضاً:

المركز الثقافي الروسي يحتفل بعيد المرأة بعرض نماذج مصرية وروسية بارزة

احتفل المركز الثقافي الروسي بالقاهرة بعيد المرأة بحضور ارسيني ماتيوشينكو القائم بأعمال مدير المراكز الثقافية الروسية في مصر، شارك في الاحتفالية اعضاء نادي الشباب بالبيت الروسي بالقاهرة وهم من الدارسين للغة الروسية بالجامعات المصرية.

ضمت الاحتفالية معرضا للصور الفوتوجرافية لرموز المرأة الروسية والمصرية على مدار التاريخ القديم والمعاصر، ودور المرأة في التنمية وفي الحروب وفي البناء.

افتتح الاحتفالية ارسيني ماتيوشينكو بكلمة عن اهمية دور المرأة في المجتمع في كافة المجالات ودور المرأة فى التنمية وفي الحروب وفي البناء.

اكد ماتيوشينكو ان المرأة السوفيتية كان لها دور فعال في الحرب العالمية الثانية سواء علي صعيد الجبهة الداخلية او في الخطوط الامامية في مواجهة العدو، كما شاركت المرأة السوفيتية ثم المرأة الروسية بعد ذلك في مشوار التنمية في الوطن في كافة قطاعات الانتاج، كما تقلدت العديد من المناصب التي من خلالها ساهمت بقوة في تطور الحياة في روسيا.

واشار ماتيوشينكو الى الاحتفال بعيد المرأة هو فرصة لتوجية الشكر لكل امرأة تساهم بفعالية وايجابية في تطوير جميع الانشطة بالمجتمع.

ثم شارك اعضاء نادي الشباب بعروض تقديمية عن تاريخ المراة الروسية والمصرية من خلال تقديم بعض النماذج المؤثرة في تاريخ البلدين.

ومن الجانب الروسي تم تقديم عرض عن فالنتينا تيريشكوفا اول رائدة فضاء امراة في التاريخ والتي دخلت التاريخ منذ يوم 16 يونيو 1963عندما خرجت الي الفضاء الخارجي على المركب الفضائية فوستوك 6 لتكتب في التاريخ ان المراة اقتحمت الفضاء لاول مرة، وعادت الرحلة الى الارض بنجاح، وجاءت فالنتينا تيريشكوفا في زيارة الى مصر وقلدها الرئيس المصري جمال عبد الناصر قلادة النيل.

وجاء النموذج الثاني للمراة الروسية من خلال المقاتلة زويا اناطوليفنا كوسموديميانسكايا والتى حاربت في الحرب العالمية الثانية ضد الاعتداء الالمانى على الاراضي السوفيتية و اعتقلها الالمان وتم تعذيبها ولم يفلح الالمان في الحصول على اي معلومات منها وفي النهاية تم اعدامها في مكان عام ومنحها الاتحاد السوفيتي بعد ذلك لقب بطل الاتحاد السوفيتي.

وكان ايضا هناك نموذج اخر في مجال الثقافة وهو الباليرينا مايا بليسيتسكايا الباليرينا الروسية والسوفيتية ومصممة الرقصات بمسرح البولشوي والتى ظلت لمدة 40 سنة ترقص بمسرح البولشوي لتمنح الخلود لاسمها كواحدة من اشهر الراقصات في تاريخ البالية، وطافت مايا بليسيتسكايا اغلب دول العالم لتقديم عروض مسرح البولشوي والبطلة الاولي لفرقة مسرح البولشوي، وشاركت في تصميم العديد من الباليهات، كما رقصت اشهر الباليهات الكلاسيكية منها بالية بحيرة البجع، ودون كيشوت وكارمن وغيرها، وسبق لها ان زارت مصر ورقصت هنا على المسارح المصرية اثناء زيارة مسرح البولشوي الى مصر.

وعن الجانب المصري قدم اعضاء اتحاد الشباب بالبيت الروسي بالقاهرة نماذج متميزة من تاريخ المرأة المصرية بداية من ميرت بتاح التى كانت اول امراة طبيبة في التاريخ وكان ذلك عام 2700 قبل الميلاد.

كما قدم اعضاء نادى اتحاد الشباب نماذج اخرى مثل المطربة الاشهر في تاريخ مصر والامة العربية ام كلثوم والتى رغم رحيلها من سنوات طويلة الا ان الملايين يعتبرون ام كلثوم مطربة القرن العشرين والتي تميزت بصوت قوى وشعبية جارفة في مصر والامة العربية ودول العالم، وسبق لام كلثوم ان زارت موسكو عام 1970.

كما قدم الشباب ايضا نموذج اخر وهو هدى شعراوي الشخصية الاجتماعية البارزة والتى كافحت من اجل حرية المرأة والتى كانت مؤسسة لاتحاد المرأة المصرية.

وقدموا ايضا نموذج فريد في مجال العلم وهو العالمة الكبيرة د.سميرة موسي اول مصرية تتخصص في مجال الفيزياء النووية، وكانت اول امراة تقوم بالتدريس بجامعة القاهرة، وتم اغتيالها بيد المخابرات الاسرائيلية اثناء زيارتها الى الولايات المتحدة الامريكية للمشاركة فى احدى المؤتمرات.

وفي ختام الاحتفالية قدم ارسيني ماتيوشينكو الشكر لاعضاء اتحاد الشباب على الجهد الكبير فى تحضير المعلومات وتقديمها في الاحتفالية عن رموز المرأة في كل من روسيا ومصر في اطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.

مقالات مشابهة

  • خط الرورو.. تصدير 723 طن بضائع مصرية إلى 6 دول أوروبية
  • المركز الثقافي الروسي يحتفل بعيد المرأة بعرض نماذج مصرية وروسية بارزة
  • والدة فنانة مصرية تتهم خادمتها بالسرقة
  • صابرين: أنا مصرية وسورية.. وقلبي موجوع على ما يحدث
  • شيخ الأزهر: التاريخ سيقف طويلًا وهو يحني الرأس للمرأة الفلسطينية التي تشبثت بوطنها
  • إعلامية مصرية تشن هجوماً شرساً على مسلسلات رمضان
  • منع التهجير وإعادة التعمير في القمّة العربية
  • مباحثات مصرية أمريكية لتعزيز الشراكة في مجال الطاقة
  • صاعقة برق تقتل مصرية وتصيب أخرى
  • مباحثات تركية – مصرية بشأن التطورات الإقليمية والدولية