الجزيرة:
2025-04-08@22:43:23 GMT

هكذا يمكن مواجهة تهجير الفلسطينيين من غزة

تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT

هكذا يمكن مواجهة تهجير الفلسطينيين من غزة

سيتذكر القرّاء المتابعون لهذه الزاوية أنني، منذ اندلاع الحرب على غزة، أنني كنت أصرخ محذرًا من أن الاحتلال والعدوان الإسرائيلي لن يقتصرا على غزة وحدها، بل إن جميع دول المنطقة مهددة بالخطر.

وكما توقعت، فقد وسّع الاحتلال الإسرائيلي عدوانه ليشمل جزءًا من لبنان وسوريا بعد غزة، ولم يكتفِ بذلك، بل شنّ غارات جوية في اليمن، والعراق، وإيران.

واليوم، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، ورغم رفض هذه الدول هذا المخطط، فإنه يصرّ قائلًا: "سوف يأخذون الفلسطينيين، سيأخذونهم"، وكأنما يفرض عليهم الأمر فرضًا. وهذه الجملة ليست مجرد تصريح، بل هي تهديد واضح.

الحل ليس في التفاهم بل في الاتحاد

هل يُعقل أن يتم تهجير قرابة مليوني فلسطيني إلى الأردن ومصر، ثم يتم ضم غزة إلى إسرائيل؟ يجب أن يُفهم أن هذا المخطط لا يقتصر على غزة فقط، بل يشمل أيضًا الفلسطينيين في الضفة الغربية.

إذا كانت حسابات مصر والأردن تفترض أن بإمكانهما تفادي هذا المخطط عبر التفاوض مع الولايات المتحدة وإسرائيل، على أمل منع تدفق مليوني لاجئ إلى أراضيهما، فستكون تلك الحسابات مغرقة في الخطأ. لكن لبنان نفسه سبق أن دخل في مفاوضات مع فرنسا والولايات المتحدة، ولم يمنع ذلك احتلال أراضيه وتدميرها.

إعلان

علينا أن ندرك حقيقة ثابتة: إسرائيل لا تتخلى عن أهدافها، بل تؤجل تنفيذها فقط وتعيد توزيعها على مراحل. إن مشروع "أرض الميعاد"، الذي يشكل جوهر الأيديولوجيا التوراتية، لم يعد مجرد حلم ديني، بل تحول إلى هدف جيوسياسي تتبناه النخب الإنجيلية في الولايات المتحدة والصهاينة من اليهود.

وهذا يعني أن التوسع الإسرائيلي لم يعد مجرد طموح، بل هو مشروع عسكري قائم ترسم على أساسه الإستراتيجيات طويلة الأمد في البنتاغون وتل أبيب والبيت الأبيض.

وبالتالي، فإن الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل والولايات المتحدة لن يحول دون الاحتلال والدمار، بل إن الحل الوحيد يكمن في بناء تحالفات إقليمية واسعة وقوية. لا شيء يمكنه إيقاف التوسع الإسرائيلي/ الأميركي سوى كيان إقليمي موحد يجمع القوى المتضررة من هذه السياسات.

من التالي؟

تعي مصر والأردن أنهما إن استقبلتا الفلسطينيين المُهجّرين، فسترتكبان أكبر خطأ في تاريخهما. فالأمر لا يتعلق فقط بالأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي ستنشأ داخليًا، بل إن تفريغ الأرض الفلسطينية سيفتح الباب أمام إسرائيل للتوسع، وسيجعل هذين البلدين في موقف لا يُغتفر في نظر العالم الإسلامي.

إن استقبال هؤلاء اللاجئين سيخلق حالة من الفوضى والاضطراب الداخلي في كلا البلدين، وسيفاقم من أزماتهما السياسية والاقتصادية، وسينعكس سلبًا على علاقاتهما وتحالفاتهما الإقليمية. وفي نهاية المطاف، سينزلق البلدان نحو حالة من عدم الاستقرار، وهو ما يصبّ في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين ستجدان حينها مبررًا للتدخل "لأسباب أمنية" وربما احتلال أجزاء من أراضيهما.

لكن هذا المخطط لن يتوقف هنا. لاحقًا، ستتعرض دول النفط في الخليج العربي لضغوط هائلة لإجبارها على تزويد إسرائيل بالطاقة، وإذا رفضت، فستواجه تهديدات مباشرة بتجميد أصولها، وفرض عقوبات اقتصادية، ورفع الحماية العسكرية الأميركية عنها.

إعلان

أما سوريا، فستتعرض لابتزاز سياسي لإجبارها على التخلي عن الجولان، وكذلك عن منطقة حرمون، الغنية بالمياه، لصالح إسرائيل. وإن لم تستجب، فسيتم توسيع الاحتلال العسكري، وعرقلة أي اعتراف دولي بالحكومة الجديدة، وفرض عقوبات خانقة عليها.

وفي لبنان، فإن أي نظام سياسي جديد سيجد نفسه أمام مخطط لانتزاع الجنوب تحت ذرائع أمنية وإنشاء "مناطق آمنة".

وفي شرق البحر المتوسط، ستتزايد الضغوط لنشر قواعد عسكرية أميركية جديدة في قبرص، بحجة تعزيز أمن إسرائيل، وسيُمارس الضغط على تركيا لإعادة ترتيب علاقاتها مع إسرائيل، تحت التهديد بزعزعة اقتصادها.

بعبارة أخرى، كما لم يتوقفوا عند غزة ولبنان، فلن يتوقفوا عند مصر والأردن.

تأملوا المشهد: ترامب يريد شراء غرينلاند، ويسعى إلى جعل كندا ولاية أميركية، ويسيطر على قناة بنما، ويتدخل في السياسات الداخلية لألمانيا وبريطانيا. فهل من المنطقي أن نتوقع منه التوقف عند هذا الحد في الشرق الأوسط؟

لماذا لا يكون هناك تحالف شرق أوسطي؟

على دول المنطقة أن تستوعب حجم التهديد الذي يحدق بها. والخروج من هذا المأزق لا يكون إلا عبر تشكيل تحالفات قوية في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد والتنمية.

لقد سبق أن أشرتُ إلى "نظرية الدوائر المتداخلة" في مقالات سابقة، وهي رؤية يجب أن تُطرح بجدية على أجندة الدول المعنية. هناك اليوم حديث عن تحالف ثلاثي يضم تركيا والعراق وسوريا تحت اسم "تحالف دجلة- الفرات"، ولكن لا بد من توسيعه ليشمل دولًا أخرى.

لمَ لا يكون هناك "تحالف شرق البحر المتوسط"؟
لمَ لا تتحد دول مثل مصر، لبنان، الأردن، تركيا، سوريا، قبرص، تونس، ليبيا، المغرب، والجزائر؟

بل إن هذا التحالف يمكن أن يمتد ليشمل الدول الأوروبية التي تضررت علاقاتها مع الولايات المتحدة، مثل إسبانيا، إيطاليا، مالطا، اليونان، بل وحتى فرنسا.

إن دول الحضارة المتوسطية، التي تشترك في إرث ثقافي وتاريخي عريق، يمكنها أن توظّف هذه القواسم المشتركة لمواجهة الطموحات التوسعية للولايات المتحدة وإسرائيل.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مصر والأردن هذا المخطط

إقرأ أيضاً:

أمين عام مستقبل وطن: احتشاد المصريين بالعريش رسالة رفض لمخطط تهجير الفلسطينيين

أكد النائب أحمد عبدالجواد، نائب رئيس حزب مستقبل وطن والأمين العام، أن احتشاد المصريين في مدينة العريش يؤكد الموقف الشعبي المصري الرافض لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهالي غزة من أراضيهم، وذلك في ظل ممارسات غير إنسانية ومجازر وحشية يرتكبها قوات الاحتلال بحق الأبرياء من المدنيين، وهى المجازر التى لم ترتكب من قبل في تاريخ الإنسانية، مضيفًا أن الممارسات اللاإنسانية التي يتعرض لها أهلنا في فلسطين لم تؤثر في عزمهم بثبات وصمود وقدمت شعبا ضرب مثالًا بالتمسك بأرضه وحرصه على استعادة حقوقة المشروعة.

الممارسات الهمجية الإسرائيلية في قطاع غزة وصمة عار 

وأضاف «عبدالجواد»، أن الممارسات الهمجية الإسرائيلية في قطاع غزة وصمة عار في تاريخ البشرية عنوانها انعدام الإنسانية وغياب العدالة، وصورتها الواضحة أمام العالم أطفال ونساء فقدوا ذويهم وقتل منهم عشرات الآلاف وسط صمت دولي وتجاهل لكافة المواثيق والاتفاقيات الإنسانية وإجبارهم على النزوح أو الموت.

احتشاد المصريين في مدينة العريش

وأشار نائب رئيس حزب مستقبل وطن، إلى أن احتشاد المصريين اليوم في مدينة العريش، يأتي تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ورفض الجميع لمخطط التهجير القسري، وأيضًا تفويض الرئيس السيسي في اتخاذ كل ما يراه لحماية الأمن القومي المصري ودعم كافة قراراته بشأن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الشعب المصري يتصدر دائما طليعة الدفاع عن الأشقاء في غزة بدافع وواجب وطني وقومي لن تحيد عنه مصر قيادةً وشعبًا.

الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي يصلان مستشفى العريش للاطمئنان على الفلسطينيينمواطنون مصريون يخرجون في العريش دعمًا للقضية الفلسطينية ورفضًا للتهجير

ووجه النائب أحمد عبدالجواد نائب رئيس حزب مستقبل وطن، رسالة شكر وتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، ولجميع مؤسسات الدولة المصرية، قائلًا: «تحية إجلال وتقدير لرئيس مصر الذي يقف في وجه الظلم والعدوان ولا يبالي أحدًا، سنظل فخورين بقيادتنا السياسية التي تمثل نقطة النور والقوة وسط الضعف والظلام العابث بالمنطقة».

ولفت «عبد الجواد»، إلى أن مصر ستظل داعمة للقضية الفلسطينية، ولابد من العمل على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للقرارات الدولية، وليس عبر التهجير القسري، مؤكدًا أن الموقف الشعبي الكبير يعد تفويض للقيادة السياسية المصرية لاتخاذ كل ما يلزم لحماية الأمن القومي المصري والحفاظ على مصالح الوطن.

مقالات مشابهة

  • من رفح | أحمد موسى: آلاف المصريين يعلنون رفضهم تهجير الفلسطينيين
  • وزير الخارجية المصري يجدد رفض بلاده تهجير الفلسطينيين من غزة
  • من مدينة العريش.. السيسي وماكرون يشددان على رفضهما تهجير الفلسطينيين
  • السيسي وماكرون يصلان العريش.. والآلاف يحتشدون لرفض تهجير الفلسطينيين
  • أمين عام مستقبل وطن: احتشاد المصريين بالعريش رسالة رفض لمخطط تهجير الفلسطينيين
  • آلاف المصريين يتظاهرون في العريش ضد تهجير الفلسطينيين
  • مصر تؤكد لأميركا رفضها تهجير الفلسطينيين من أرضهم
  • آلاف المصريين يحتشدون في العريش لرفض تهجير الفلسطينيين من غزة
  • تصريحات جديدة من ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة.. ماذا قال؟
  • عاجل | مراسل الجزيرة: طرد سفير إسرائيل بإثيوبيا من مقر الاتحاد الأفريقي