دراسة جديدة تحذر: تعاطي الحشيش يسبب حالات الفصام
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
تعاطي الحشيش .. أظهرت دراسة جديدة صادرة في مجلة JAMA Network Open أن هناك ارتباطًا متزايدًا بين استخدام الحشيش عالي الفعالية وارتفاع حالات الإصابة بـالفصام في كندا، مما يدفع العلماء إلى إعادة النظر في التأثيرات طويلة المدى لهذه المادة.
وفقًا للبحث، تضاعف معدل الإصابة بالفصام المرتبط بـاضطراب تعاطي الحشيش (CUD) في أونتاريو بعد تقنين المخدرات، حيث ارتفع من 4% إلى 10% منذ تقنين القنب الطبي في 2015 ثم تقنين القنب غير الطبي في 2018.
تعتبر الفصام حالة نفسية خطيرة تؤثر على إدراك الشخص للواقع، حيث يعاني المرضى من الهلوسة والأوهام وتفكير مضطرب.
وقد أظهرت الدراسات السابقة أن تعاطي القنب قد يفاقم تأثير الذهان، وهو حالة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالفصام، خصوصًا في الأشخاص الذين يعانون من استعداد جيني لهذه الاضطرابات.
الدراسة وأهميتهاأشار دانييل ميران، الباحث في مستشفى أوتاوا، إلى أن الدراسة تبرز العلاقة المقلقة بين الاستخدام المفرط لـ الحشيش وزيادة حالات الفصام: "لقد لاحظنا زيادة كبيرة في نسبة الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالفصام بعد تلقي رعاية لاضطراب تعاطي القنب، ما يشير إلى أن الاستخدام المنتظم للقنب قد يساهم في زيادة هذه الحالات".
وقد شملت الدراسة تحليل البيانات الصحية لأكثر من 13.5 مليون شخص في أونتاريو، تتراوح أعمارهم بين 14 و 65 عامًا، عبر ثلاث مراحل سياسية بين عامي 2006 و 2022. في هذه الفترة، وجدت الدراسة أن 118,650 فردًا زاروا قسم الطوارئ أو تم إدخالهم للمستشفى بسبب اضطراب الشخصية الحدية، بينما أُصيب 10% من هؤلاء الأفراد بالفصام مقارنة بـ0.6% من الأفراد الذين لا يعانون من اضطراب الشخصية الحدية.
ارتفاع مخاطر الإصابة بالفصامأظهرت نتائج الدراسة أن هناك زيادة ملحوظة في عدد الأشخاص الذين يعانون من الفصام بسبب الإفراط في استخدام الحشيش عالي الفعالية، خاصة بين الشباب. وأشار الباحثون إلى أن الإفراط في تعاطي القنب قد يكون له تأثير مضاعف، حيث لا يسبب الفصام بشكل مباشر، ولكن قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الفصام لدى أولئك الذين يعانون من هذه الحالة.
قال الدكتور ميران: "الإفراط في استخدام الحشيش يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في حالات الذهان، ما يسلط الضوء على الحاجة الماسة لاستراتيجيات وقائية تستهدف الفئات الأكثر عرضة للخطر، وخاصة الشباب الذين يتعرضون لضغوط اجتماعية واقتصادية يمكن أن تسهم في هذه الزيادة".
التحديات الصحية العامةتعتبر الدراسة بمثابة تحذير للصحة العامة، حيث تشير إلى التحدي المتزايد الذي تفرضه الزيادة في استخدام القنب عالي الفعالية والاستخدام المنتظم للقنب في المجتمعات الحديثة. ويشدد الباحثون على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية، وخاصة للأطفال والمراهقين الذين قد يكونون الأكثر عرضة لتأثيرات هذه المادة.
إن الزيادة في حالات الفصام المرتبطة بـتعاطي القنب تشكل تحديًا كبيرًا للنظام الصحي في كندا، مما يستدعي مراجعة سياسات التقنين والإضاءة على المخاطر النفسية لهذه المادة التي أصبحت أكثر قوة وفعالية مقارنة بالسنوات السابقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحشيش تعاطي الحشيش اضطراب الشخصية الحدية المخدرات الأوهام القنب تعاطی القنب یعانون من
إقرأ أيضاً:
دراسة لـ«تريندز» سياسات ترامب الجمركية تنعكس على الاستقرار التجاري العالمي
أبوظبي (الاتحاد)
أكدت دراسة اقتصادية حديثة أصدرها مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، أن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمركية، التي دخلت حيّز التنفيذ في 2 أبريل الجاري، قد تؤدي إلى تصاعد الحمائية التجارية، وزيادة التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين، وتنعكس على الاستقرار التجاري والاستثماري العالمي.
وأشارت الدراسة إلى أن الاقتصاد العالمي يواجه بالفعل تحديات ضخمة، مثل أزمة الديون السيادية العالمية، والضغوط التضخمية المستمرة، والاضطرابات في سلاسل التوريد الدولية، مبينة أن التعريفات الجمركية الجديدة، التي فرضتها إدارة ترامب على الصين والاتحاد الأوروبي ودول عديدة أخرى، قد تؤدي إلى اضطرابات إضافية في التجارة العالمية، مع احتمال حدوث ردود فعل انتقامية من الدول المتضررة.
وذكرت الدراسة أن الأسواق المالية العالمية استجابت لهذه القرارات بتراجعات حادة، حيث انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بنسبة 4%، وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، في حين شهدت أسعار الذهب والين الياباني ارتفاعاً بسبب تزايد القلق بين المستثمرين.
وأكدت الدراسة أن سياسات ترامب تهدف إلى تقليص العجز التجاري الأميركي، وتحفيز الصناعة المحلية، لكنها قد تؤثر سلباً على الشركات الأميركية والمستهلكين، من خلال ارتفاع تكاليف الاستيراد والمنتجات، كما حذرت من تأثير هذه السياسات في العلاقات التجارية، وإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي في السنوات المقبلة.
وفي ظل التباين في ردود الفعل الدولية، خلصت الدراسة إلى أن المرحلة المقبلة، قد تشهد تصعيداً في الحرب التجارية العالمية، لكن تظل هناك فرصة للجوء إلى مفاوضات تجارية جديدة، أو حتى فرض تعريفات إضافية من الطرفين، مما يضع الاقتصاد العالمي أمام مفترق طرق.