الثورة نت:
2025-04-11@02:42:29 GMT

فلسطين أرض الرباط والصمود والبطولات..

تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT

 

ثمة مقولة تقول: إن لكل إنسان في هذا العالم وطنا يعيش فيه الا الفلسطيني وطنه يعيش فيه _ قيل عن فلسطين قديما إنها ( أرض بلا شعب وبالتالي فلنمنحها لشعب بلا أرض) من قرر هذا؟ قوى الشر والاستعمار التي تواصل اليوم رعايتها للصهاينة الذين زرعتهم في تلك البقعة الطاهرة من الوطن العربي لا لتكون وطنا لشعب بلا أرض، بل لتكون (قاعدة استعمارية تحمي مصالح المستعمرين) فـ( الصهاينة) ليس شعبا بلا أرض، بل جنود لقوى الاستعمار مهمتهم حراسة مصالح قوى الهيمنة والغطرسة، التي وقبل أن تزرع كيانها اللقيط في قلب الجغرافية العربية لتفصل جغرافية المشرق العربي عن المغرب العربي وتقطع أوصال الجغرافية العربية، تعمدت قبل ذلك إيجاد أنظمة وكيانات وظيفية ربطت مصيرها وديمومتها بمصير وديمومة هذا الكيان اللقيط الذي هو بمثابة قاعدة عسكرية متقدمة لقوى الاستعمار مثله مثل حاملات الطائرات ومثل أي قاعدة استعمارية تعمدت قوى الاستعمار  إقامتها في بعض كيانات المنطقة التي تعيش تحت حماية قوى الاستعمار ومنها تستمد شرعيتها في الحكم والتحكم بمصير شعوبها.

.!

ولكي ينجح هذا المخطط الاستعماري كان على قوى الاستعمار أن تعمل بكل قوة على (شيطنة) كل القيم التي تعزز وحدة الأمة ووحدة مصيرها، ورسخت ثقافة التفرقة والتمزق، وزرعت الخوف والأحقاد والكراهية بين أبناء الأمة الواحدة التي قسمها المستعمرون جغرافيا وسياسيا وفكريا وثقافيا، بحيث فشلت عملية توحيد الأمة أو تكاملها لا جغرافية ولا تاريخيا ولا دينيا ولا لغويا، فجعلت قوى الاستعمار أو حرصت عند تقسيم الجغرافية العربية أن تجعل الغالبية العربية وذات الكثافة البشرية تعيش في دائرة الفقر والحاجة، فيما جعلت الأقليات الكانتونية التي أنشأتها لتؤدي أدواراً وظيفية في خدمتها وخدمة كيانها اللقيط لتكون متحكمة في منابع النفط ومن ثم ترسيخ أفكار الكراهية والانعزالية  في وعي ووجدان عرب النفط بأن فكرة الوحدة والتكامل بين العرب هدفها مشاركة الفقراء في الأمة ثروات الأغنياء، وجندت لبث هذه السموم منابر وماكينات  إعلامية ومراكز أبحاث ونخباً عملت على (شيطنة) فكرة الوحدة العربية والتكامل العربي، وجعلت الأنظمة المترفة توطد علاقتها مع محاور الاستعمار وأعداء الوجود العربي ضد بقية أبناء الأمة العربية، وصولا إلى إقدام بعض العرب على إقامة تحالفات مع كيان العدو وتطبيع العلاقة معه على حساب أشقائهم العرب وعلى حساب القضية الفلسطينية التي تعرضت لمؤامرات من قبل بعض العرب تفوق ما تعرضت له من قبل أعداء الأمة أنفسهم..!

ورغم ذلك ها هي تداعيات الأحداث تفرض نفسها وتؤكد سلامة الرؤية القومية والهوية الوحدوية للأمة، وكانت معركة الطوفان نموذجاً للإرادة العربية وحقيقة الوجود القومي العربي وأن من خلال التفاعل الشعبي بمعزل عن تلك الأبواق التي صدحت من بعض أنظمة النفط التي حاولت خلال المعركة التغطية على حقيقة خيانتها للأمة ولقضاياها من خلال تسويق ترهات عبر منصات إعلامية ليأتي الصمود الأسطوري للمقاومة مذهلا لهؤلاء قبل العدو الصهيوني الذي يدرك أن بقاءه ما كان ليستمر طيلة عقود الاحتلال لولاء الدور الخياني والتآمري لأنظمة العهر العربية..!

بيد أن مواقف الرئيس الأمريكي التي صدرت مؤخرا والقاضية بتهجير الشعب العربي من فلسطين إلى مصر والأردن كفيلة ليس بكشف مخططات قوى الاستعمار التي نعلمها ويعلمها الشعب العربي في فلسطين وتعلمها المقاومة الباسلة التي قهرت ليس العدو بل قهرت قبل العدو كل رعاته وحلفائه عربا كانوا أو غيرهم، بل هي تفضح مواقف ( أنظمة العهر العربية) التي توهمت إنها سوف تبقى في معزل عن تداعيات القضية وبعيدة عن فاتورتها التي تلوح بالأفق، والتي سيدفع ثمنها كل من تخاذل عن نصرة فلسطين، ومثال على ذلك الـ ( ستمائة مليار، التي رفضها ترامب وطالب برفعها إلى تريليون) مع أن ( مائة مليار) كانت كفيلة لتحرير فلسطين، فيما ( ترليون دولار) تكفى لتعمير الوطن العربي، وهذا المبلغ ليس كل ما يطلبه ترامب بل هناك أنظمة أخرى عليها أن تدفع له ثمن الحماية وثمن بقائهم في عروشهم يحكمون شعوبهم..!

ذات يوم قال (كيسنجر للملك فيصل حين هدد الملك الوزير بإحراق أبار النفط والعودة لحياة البادية، رد عليه الوزير الأمريكي هذا النفط ليس ملككم بل ملكنا ونحن من أجلسكم على هذه البراميل)..!

فلسطين سوف تنتصر وسوف تتحرر، وسوف تسقط مع تحريرها كل الأنظمة الوظيفية التي زوالها مرهون بزوال الاحتلال والعكس صحيح..!

نعم تحرير فلسطين مرهون بزوال الأنظمة الوظيفية التي وجدت لتكون حارسة لهذا الكيان اللقيط، فيما الفلسطيني المقاوم سيظل كشجرة الزيتون يقاوم التطلع بالتجذر، ويقاوم الغطرسة الاستعمارية بالتشبث بأرضه وان كان مجرد بقايا أطلال وأعتقد أن مشاهد تبادل الأسرى حملت أكثر من رسالة ليس للعدو ورعاته بل لكل العالم بما فيهم أولئك الذين راهنوا على قوة العدو وخسروا رهانهم..

نعم كانت التضحيات جسيمة وكبيرة، لكن حرية الشعوب والأوطان لن تأتي ولن تنتزع بدون هذه التضحيات وفلسطين مهرها غالٍ وغالٍ جدا، يكفي أنها أرض الرباط وأولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الحبيب المصطفى الذي انتقل منها وليس من أي بقعة أخرى نحو سدرة المنتهي، لم ينطلق صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله لا من مكة ولا من المدينة ولا من غار حراء ولا من غار ثور بل انطلق من بيت المقدس ومن المسجد الأقصئ وفي هذا الانطلاق والاختيار دليل لمن لا يفقه على عظمة هذه الأرض _فلسطين _الذي بارك الله حولها، وبارك برجالها، فأوجد فيهم أبطالاً لا يهابون الردى ولا يخشون العدو بل اثبتوا جبن ونذالة العدو وضعفه وهوانه على رعاته الذين لولا اصطفافهم إلى جواره سرا وعلانية لكانت المقاومة وصلت عقر دار العدو في بضعة أشهر.. إن العالم مطالب بقليل من الخجل، ومطالب بأن يحني هامته للمقاومة التي ذلت كيانه اللقيط، وذلت وأهانت داعميه وحراسه.. وهذا سلوك يتحلى به الفرسان الحقيقيون وليس الذين تصنعهم القوة فيما قلوبهم ترتجف خوفا وهلعا من ( مقاتل ملثم) تهتز الأرض تحت أقدامه المعفرة بتراب مبارك به تعفرت أقدام الأنبياء والمرسلين..

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وتبقى الأمنيات

يمانيون ـ  إيناس عبدالوهاب الشهاري*

طرقت يومًا في صغري باب الأمنيات، ووضعت بداخل صندوقه كل ما أحسست به يغلف روحي ويداعب وجداني ويحاكي آمالي،
لأختم على أوراقه المقفلة بدموعي الحارة ومشاعري الحزينة..
وتبقى الأمنيات تعلوها أتربة وغبار السنوات، حتى أتت الرياح لتنثر كل ما حاولت أن أنساه أو أتجاهله، ووضعته أمامي من جديد، فأمنياتي التي لم تتحقق يومًا تعود لتذكرني بأني في كل مرة أعيد رسم الملامح الجميلة لوطني وشعبي العربي الكبير.
أتنقل بين مُدنه دون استئذان يذلني، ولا تذكرة للعبور تقسم ظهري، ولا فيزة للسماح بالدخول عبر الحدود الوهمية تلوي ذراعي .

فهم لم يعرفوا أنّي منذ طفولتي قد فرغّت له زاوية في مخيلتي، لأعيش العزة في وحدة المبدأ، وأتنفس الحرية في امتلاك القرار، وأحتضن الكرامة في الإحساس بالإنسانية، وأتمتع بالمحبة على أرضه الموحدة .

فقد تعلمت في طفولتي عن القيّم الإنسانية وقيمة الأمة العربية، ليتكرر سؤالي المتجدد عن الأمة !

فما هي الأمة ان لم تتوحد في أعرافها وثقافاتها ودينها، فما هي الأمة إن لم تفتح ذراعيها لأبنائها!
فما هي الأمة أن لم تتداعى لأوجاع بعضها وتتألم وتسهر لأنين جزء منها.. فما هي الأمة أن لم تحارب من أجل بقائها حرة أبية !

وأعود لطيّ أوراقي المتناثرة لأضعها من جديد في صندوق الأمنيات كما كل مرة، على أمل أن تتحقق يومًا..

وبينما أقوم بطيّ الأوراق المتناثرة لأضعها من جديد في صندوق الأمنيات،
فإذا بالصندوق لم يعد كما عهدته، فقد تلطخ بالدماء، ورائحة الموت تفوح منه ، وصور لأشلاء ممزقة وبيوت مدمرة تفيض من داخله، وصراخ لأطفال وأناس يبكون بألم تتعالى من كل جوانبه، والأشباح المخيفة تدور حوله، فيصيبني الفزع وتعلو ملامح وجهي الحزن والحسرة الشديدة، فتعود تساؤلاتي من جديد !
أيبقى لأمنياتي مكان ؟
إلى أن سقط ضوء من السماء فاحتضنته الأرض المليئة بالأحزان، والمطعونة من ابنها الذي تنكر وتحوّل إلى شيطان، الموجوعة من خذلان الإنسان لأخيه الإنسان، انه ضوء إمام الزمان،
ليتعالى صوته المتحدي لمن تحول إلى غول بشكل إنسان،
فيطرق مسامع من بقي في قلبه الإيمان وعرف معنى معاني القرآن،
انه صوت السيد القائد وعباراته المجلجلة وإيمانه وثقته بالله المتوسلة لبارئها أن يمده بالعون هو ومن يعتلون مركبه،
ليجذفوا هم وقائدهم في بحر الأمنيات بالعمل والمثابرة فيصنعوا المستحيل، ويحققوا ما لم يستطيع أحد أن يحققه إلى الآن،
أجل إنه اليمني هو الوحيد من يعرف ماذا تعني له الأمة ليكون هو من يمثل أمة بأكملها، مستعد أن يواجه أعتى الجبابرة والمتكبرين وألعن الشياطين المتلبسين في هيئة آدميين، وعنده كامل الجهوزية للدفاع عن
المظلومين ونصرة المستضعفين،
ليرفع راية الله نصب عينيه فيسقيها بدمه ويغذيها من روحه،
وكأنه يقول لي فلترفعي من سقف مطالبكِ الحقّة فتحقيقها أصبح بالإمكان.

• المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي يدعو لموقف دولي حازم ضد جرائم الاحتلال في فلسطين
  • السلطة المحلية بأمانة العاصمة تدين استمرار المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الأمريكي بحق المدنيين
  • صنعاء.. اجتماع يناقش سبل تطوير الأداء الإعلامي ومواجهة الشائعات التي يبثها العدو
  • السفير العراقي بالقاهرة يستقبل مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية
  • المراكز الصيفية.. حيث تصاغ الأمـة التي كسرت هيبة أمريكا
  • مظاهرة حاشدة في تونس تنديدًا بحرب الإبادة في فلسطين
  •  مسيرة حاشدة في العاصمة التونسية تنديدا بحرب الإبادة في فلسطين
  • وتبقى الأمنيات
  • إزالة الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة التي وضعها النظام البائد أمام “فرع فلسطين” بدمشق وتسهيل حركة الآليات والمركبات أمام السائقين
  • من (وعي وقيم ومشروع) كلمة السيد القائد بمناسبة يوم القدس العالمي 1446هـ ..