عيد عبدالحليم: حين أكتب الشعر فأنا أكتب نفسي.. وأهدي الجائزة لجيل التسعينيات
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
ثلاثون عاما من الإبحار بين أمواج الشعر العاتية، موجة تحمل فرحا وأخرى تحمله إلى حزن مقيم، لكنه أبدا لم يشعر سوى بالأمل، ذلك الأمل الذي تمنحه الكتابة، حيث دنيا أخرى لا تغادر أحلامه.. وجنة لا يبغي الرحيل عنها.. وكيف يفعل وهو الشاعر الذي اختمر بتجربته حتى صار اسما لامعا بين جيله في دنيا الشعر... إنه الشاعر والنقد والكاتب الصحفي عيد عبدالحليم، الفائز بجائزة أفضل ديوان شعر بمعرض الكتاب هذا العام.
ففي ختام فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أُعلن عن أسماء الفائزين بجوائز معرض الكتاب لهذا العام، حيث فاز بجائزة أفضل ديوان شعر هذا العام الشاعر والكاتب الصحفي عيد عبدالحليم، وذلك عن ديوانه "مزرعة السلاحف"، والصادر عن دار عناوين بوكس باليمن.
وعيد عبدالحليم، شاعر وناقد، رئيس تحرير مجلة أدب ونقد، منسق عام منتدى الشعر المصري، صدر له خمسة وثلاثون كتابا منها ١٢ ديوانا شعريا، منها: ظل العائلة، وتحريك الأيدي وكونشيرتو ميدان التحرير وشجر الأربعين، وحبر أبيض، وبيد واحدة أتصفح بريد الحرب، ومزرعة السلاحف الفائز بجائزة أفضل ديوان شعري بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
بالإضافة إلى أربع مسرحيات شعرية هي: الجرافة، ونهار ميت، ومملكة النمل الأبي، وجنة الشعراء.
وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة أفضل ديوان شعري من وزارة الثقافة عام ٢٠٠٨، وجائزة توفيق الحكيم في المسرح عام ٢٠١٤، وشارك في عدد من المهرجانات الشعرية العالمية في فرنسا والعراق واليمن والمغرب والإمارات.
وله العديد من الكتب النقدية في النقد المسرحي والنقد الأدبي، منها: مسرح الشارع في العالم العربي، والمسرح البديل في العالم العربي، والمسرح النسائي فيمصر.
وترجمت أعماله إلى عدة لغات، وتدرس أشعاره في جامعات تونس وطهران وبغداد وتركيا.
عن فوزه اليوم بجائزة أفضل ديوان شعر بمعرض الكتاب، وعن ذاك الديوان، كان حواري القصير مع الشاعر عيد عبدالحليم، حيث سألته بداية عما تمثل له تلك الجائزة، فأجاب قائلا:
تمثل الكثير، أولا أن تأتي جائزة من معرض القاهرة الدولي للكتاب فهذه إضافة لأي كاتب، فهي حصاد تجربة عمرها بالنسبة لي ثلاثون عاما من الشعر والمعاناة، ذلك الشعر الذي تمنيته يوما وأحببته حبا كثيرا وكان بمثابة حالة الخلاص لي منذ طفولتي وحتى الآن، كان ونيسي وجليسي، فرحت به كثيرا وأحزنني كثيرا ومن أجله تركت أشياء كثيرة.
وأضاف عيد: فرحتي بهذه الجائزة أنها جاءت بعد وفاة والدتي، فأنا أهديها هذه الجائزة، تلك المرأة التي فرحت لأول قصيدة أكتبها في حياتي، وشجعتني طوال الوقت وكانت سندا لي رغم أنها لم تكن تقرأ أو تكتب، إلا أن فرحتها بشعري كانت لا تعادلها فرحة، أفتقدها الآن، الآن فرحي ناقص لهذا السبب، ومع ذلك أنا سعيد لأنها جاءت في ديواني الثاني عشر، وهو ديوان "مزرعة السلاحف"، كما أن فرحتي به لفرحة أصدقائي الغامرة على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما زاد من فرحي كثيرا.
وعن الإطار الذي يجمع قصائد الديوان يقول عيد:
الديوان هو حالة فلسفية، فكل ديوان كتبته في السنوات الأخيرة كان يمثل حالة بذاته، فديوان "بيد واحدة أتصفح بريد الحرب"، الصادر عن دار أكوان، وهو الذي يسبق ذلك الديوان الفائز، كان يتكلم عن حالة الحرب وتأثيرها في النفس البشرية.
أما ديواني الفائز "مزرعة السلاحف"، فقد أردت أن ألبس العالم في ظل التحولات الكبرى صورة السلحفاة، فهي رمز الطمأنينة، التي إن شعرت بالطمأنينة مدت رأسها لفضاء أرحب، أما إذا لم تشعر بها تقوقعت داخل قوقعتها الحجرية.
هذا هو العنصر الفلسفي والرؤية الفلسفية للديوان.
وعن رأيه في فوز الديوان رغم حالة الجدل التي تشهدها قصيدة النثر بمصر، وذلك رغم ما وصلت إليه من مكانة وما أفسحته من مكان لها، يقول عيد: أنا سعيد أن لجنة التحكيم أعطت الديوان درجات مرتفعة بالإجماع، رغم أن بعضهم ذائقته غير ذائقتي، وهو ما يدل على نزاهة الحكم وحياديته، وتميز الديوان.
ويستكمل عيد قائلا: كما أن ما أفرحني أكثر أني أول أبناء جيلي، جيل التسعينيات الذي يحصل على تلك الجائزة، فمن قبلي حصل عليها أجيال الستينيات والسبعينيات، ومن هنا أهدي هذا الفوز لأبناء جيلي، الذين حفروا في متن قصيدة النثر تحديدا حتى يصبح لها مكان على خارطة الشعر العربي.
وعما يراه في كتابة الشعر ولا يراه في غيره من فنون الإبداع، يقول عيد: سعادتي بالشعر سعادة لا توصف، كتبت في مجالات كثيرة كالنقد وغيره، لكن يبقى فرح الشعر فرحا خاصا، لأن الشعر حين أكتبه فأنا أكتب نفسي من داخلها، وقديما قالوا وهذه المقولة أرددها لنفسي وهي "إن أفضل ما تكتب هو أن تكتب عما تعرف"، وأنا أعرف الشعر جيدا وأعرف مداخله، وأعرف كيف ينبع من ذات معذبة وذات محبة أيضا، فيخرج على الورق معبرا عنها.
ويختتم الشاعر عيد عبدالحليم حواره معي، بعبارته: تحية للشعر وتحية لكل محبي الشعر وتحية للفضاء الأرحب الذي ترسمه الكلمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عيد عبدالحليم معرض الكتاب جوائز معرض الكتاب شاعر عید عبدالحلیم
إقرأ أيضاً:
فوز سابرينا وبيونسي وغناء بيلي إيليش.. أبرز لحظات Grammy 2025| صور
شهد حفل توزيع جوائز الجرامي الـ67 لحظات مميزة وتألقًا لنجوم الموسيقى العالميين، حيث حصدت النجمة الكولومبية شاكيرا جائزة أفضل ألبوم بوب لاتيني عن ألبومها الأخير.
وأثناء تسلمها الجائزة، وجهت رسالة دعم للمهاجرين حول العالم، مؤكدة على أهمية تمثيلهم في الموسيقى والفن.
وفي مفاجأة كبيرة، دخلت النجمة بيونسيه تاريخ موسيقى الكاونتري بفوزها بجائزة أفضل ألبوم كاونتري عن ألبومها "Cowboy Carter"، حيث شكرت في كلمتها المؤثرة فناني الكاونتري وجمهورها، مؤكدة أن هذا الفوز يمثل لحظة تاريخية في مسيرتها الفنية.
كما شهد الحفل فوز مغنية الراب دوتشي بجائزة أفضل ألبوم راب، لتصبح واحدة من أربع نساء فقط حصدن هذه الجائزة عبر تاريخها، فيما نالت سابريتا كاربنتر جائزة أفضل ألبوم بوب صوتي، ما يعد إنجازًا جديدًا في مشوارها الفني.
وعلى السجادة الحمراء، لفتت الأنظار إطلالات مميزة للنجمات، حيث تألقت تايلور سويفت، ليدي جاجا، وبيلي إيليش بأزياء جذابة خطفت الأضواء، بينما ظهر العديد من النجوم وهم يرتدون شارات زرقاء على شكل قلب، في إشارة إلى دعمهم لمتضرري حرائق الغابات التي اجتاحت لوس أنجلوس مؤخرًا.
أهدى مغني الراب العالمي كيندريك لامار فوزه بجائزة "تسجيل العام" إلى مدينة لوس أنجلوس، متحدثًا عن تأثير المدينة على نشأته ومسيرته الفنية.
وفاز لامار بالجائزة عن أغنيته الشهيرة "Not Like Us"، التي كانت بمثابة الذروة في خلافه الموسيقي مع دريك العام الماضي، وأوضحت الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم أن الجائزة تُمنح تقديرًا لفريق العمل القائم على إنتاج الأغنية، بما في ذلك الفنانين، والمنتجين، والمهندسين.
وفي كلمته خلال تسلم الجائزة، قال لامار:
"هذه هي الأماكن التي احتضنتني منذ كنت طفلًا صغيرًا، لا أستطيع أن أقدم الشكر الكافي لهذه الشوارع التي جُبتها منذ أيام المدرسة الثانوية."
كما وجه رسالة دعم إلى العائلات المتضررة من حرائق الغابات التي اجتاحت لوس أنجلوس، مؤكدًا أن المدينة قادرة على استعادة عافيتها مجددًا.
حققت سابريتا كاربنتر فوزًا مميزًا في حفل جوائز الجرامي، حيث حصدت جائزة أفضل ألبوم بوب صوتي عن ألبومها "Short n’ Sweet"، مما يعد إنجازًا جديدًا في مسيرتها الفنية.
وكانت هذه الليلة استثنائية بالنسبة لها، إذ حصلت أيضًا على جائزة أفضل أداء بوب منفرد، والتي أُعلنت خلال الحفل المسبق، إلى جانب ترشحها في عدة فئات كبرى أخرى.
وفي خطابها المؤثر خلال تسلم الجائزة، عبرت كاربنتر عن سعادتها قائلة:
"هذه الجائزة تعني لي الكثير، و’Short ‘n Sweet‘ يحمل مكانة خاصة في قلبي."
وكانت النجمة قد قدمت أداءً حيًا خلال الحفل لأغنيتها الشهيرة "Espresso"، والتي حققت أكثر من 1.6 مليار استماع عالميًا عبر منصة Spotify خلال عام 2024، ما جعلها واحدة من أكثر الأغاني شعبية على الإطلاق.
واصلت النجمة بيلي إيليش تألقها في حفلات جوائز الجرامي، حيث قدمت أحد أول العروض الموسيقية خلال الحفل برفقة شقيقها وشريكها الموسيقي الدائم فينيس أوكونيل، حيث أدّيا أغنيتهما الناجحة "Birds of a Feather".
الأغنية التي اكتسحت منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تيك توك، العام الماضي، لاقت تفاعلًا كبيرًا خلال العرض، حيث ظهرت تايلور سويفت، سينثيا إريفو، وعدد من النجوم وهم يرقصون على أنغامها في مقاعد الحضور.
واختتمت إيليش عرضها بعرض صور طفولية لها ولشقيقها، قبل أن تعلن حبها العميق لمدينة لوس أنجلوس.
ويأتي هذا الأداء ليؤكد مكانتها كواحدة من أكثر الفنانات تأثيرًا في الجيل الحالي، خاصة بعد نجاحها الكبير في الأعوام الماضية وحصدها العديد من الجوائز المرموقة.
يُذكر أن حفل الجرامي هذا العام شهد تغييرًا تاريخيًا في البث التلفزيوني، حيث حصلت شبكة ديزني على حقوق بثه لمدة 10 سنوات، بعد أن كان يُعرض على شبكة CBS لأكثر من خمسة عقود.
يأتي هذا الحفل وسط أجواء حزينة بسبب حرائق الغابات التي اندلعت في كاليفورنيا على مدار الأسابيع الماضية، وأسفرت عن مصرع 29 شخصًا ونزوح الآلاف، ما دفع العديد من الفنانين لدعم حملات التبرع لصالح المتضررين.
يُشار إلى أن جوائز الجرامي تعد واحدة من أعرق الجوائز الموسيقية في العالم، حيث انطلقت عام 1959 لتكريم المبدعين في مختلف الفئات الموسيقية، وما زالت تحتفظ بمكانتها كأحد أهم الفعاليات الموسيقية العالمية.