خبراء: تصريحات ترامب عن تهجير سكان غزة تكشف النية الحقيقية للمشروع الصهيوني
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
أجمع خبراء على أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة تمثل تحولا خطيرا في السياسة الأميركية وتكشف عن النية الحقيقية للمشروع الصهيوني، محذرين من تداعيات خطيرة على المنطقة برمتها.
ووفقا لرأي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، فإن ردود الفعل العربية والدولية الرافضة لتصريحات ترامب تعكس عمق المأزق الذي وضع البيت الأبيض نفسه فيه.
غير أن البرغوثي شدد على أن البيانات والإدانات وحدها لا تكفي، داعيا إلى إجراءات أكثر وضوحا وحزما تشمل "دعوة لمؤتمر كامل لكل الدول العربية والإسلامية الـ56 لتعلن معا موقفا موحدا رافضا".
واتفق مع البرغوثي في رأيه توماس أوريك، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، مؤكدا أن "شعب غزة لن يذهب إلى أي مكان"، مشددا على ضرورة أن يتحدث القادة العرب مع ترامب "بشكل مباشر وواضح وصريح وليس بطريقة مهذبة بالضرورة".
ردود أفعال
وخلّفت تصريحات ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة موجة واسعة على المستوى العربي والدولي، إذ أعلنت السعودية أن موقفها من قيام الدولة الفلسطينية "راسخ وثابت وليس محل تفاوض أو مزايدات".
ودعا الأردن إلى "ضرورة وقف إجراءات الاستيطان ورفض أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين".
إعلانوفي تحليله للموقف الإسرائيلي، وصف الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى المشهد في إسرائيل اليوم بأنه غير مسبوق، حيث تسود حالة من "الزهو لا مثيل سابقا لها".
ويلفت إلى أن حتى الذين كانوا يعارضون فكرة التهجير سابقا، مثل زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس إلى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، أيدوا خطة ترامب، مما يؤكد الطبيعة الاستعمارية للمشروع الصهيوني.
كما استبعد البرغوثي أن تكون تصريحات ترامب مجرد بالون اختبار حسبما يرى البعض، محذرا من المخاطر والتداعيات، مؤكدا وجود نية حقيقية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب لترحيل سكان قطاع غزة.
وربط ذلك بوجود "فريق في إدارة ترامب كله من الإنجيليين الصهاينة المتطرفين المسيحيين الذين يسعون إلى تطبيق تعاليم تلمودية".
حلول مقترحة
وبحثا عن حلول مقترحة، يؤكد البرغوثي ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية فورا حسب اتفاق بكين، معتبرا أن هذه الخطوة ستسحب البساط من تحت أقدام ترامب والأطراف الأخرى، في حين يرى أوريك أن الحل يكمن في "مناقشات بناءة بخصوص مستقبل غزة".
وأكد البرغوثي قناعته بأن الشعب الفلسطيني سيحبط هذا المخطط، مشددا على أن "لا ترامب ولا نتنياهو سينجحان في التهجير"، موضحا أن ذلك يتطلب جهدا وتصديا من الجميع.
وفي سياق ردود الفعل الدولية المتواصلة على تصريحات ترامب بشأن غزة، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده تعارض أي مبادرة يتم فيها إقصاء أهالي قطاع غزة سواء كان ذلك في إدارة القطاع أو مستقبله، بينما أكد الكرملين أن موسكو ترى أن التسوية في الشرق الأوسط لا يمكن أن تتم إلا على أساس حل الدولتين.
ومن ناحيتها، دانت الفصائل الفلسطينية تصريحات ترامب، إذ وصفتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها غير مسؤولة، داعية لاجتماع عربي وإسلامي عاجل.
إعلانوأكدت حركة الجهاد الإسلامي فشل القصف الأميركي في التهجير، في حين اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تصريحات ترامب إعلان حرب لن يمر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تصریحات ترامب
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يعتقل 50 موظفاً في وكالة الأونروا منذ بدء العدوان على غزة
يمانيون../ اعتقلت قوات العدوّ الصهيوني أكثر من 50 موظفاً من طواقم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة، بينهم معلمون وأطباء.
وقال المفوض العام لـ “أونروا”، فيليب لازاريني، اليوم الثلاثاء، إن المعتقلين تعرضوا لانتهاكات “مروّعة وغير إنسانية”، شملت الضرب وسوء المعاملة.
وأكّد لازاريني، إلى أن الاحتلال استخدم بعض موظفي “أونروا” المعتقلين كدروع بشرية، موضحاً أن عدداً منهم أُجبر على الإدلاء باعترافات تحت الضغط.
وطالب المفوض العام بإجراء تحقيق دولي مستقل ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، التي وصفها بأنها تمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وفي سياق متصل، أشار لازاريني إلى أن آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية جاهزة للدخول إلى غزة، لكن استمرار إغلاق المعابر من قبل “إسرائيل” يمنع إدخالها، ما أدى إلى تلف الإمدادات الحيوية وسط تصاعد أزمة الجوع في القطاع.
وتنتظر نحو 3,000 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية الموافقة على دخولها، في وقت دعا فيه لازاريني إلى رفع الحصار فوراً لضمان إيصال الإغاثة إلى أكثر من مليوني فلسطيني يعتمدون كلياً على المساعدات.
وحذرت “أونروا”، قبل أيام من أن قطاع غزة يمر بأسوأ كارثة إنسانية منذ أكتوبر 2023؛ نتيجة إغلاق كامل للمعابر استمر لأكثر من سبعة أسابيع، وهو أطول حظر للمساعدات منذ بدء العدوان.
وفي الثاني من مارس الماضي، أغلقت سلطات العدوّ معابر غزة الثلاثة بشكل كامل، ما أدى إلى تفاقم معاناة السكان، وسط استمرار عمليات القصف والإبادة، التي خلّفت كارثة إنسانية شاملة، وفق بيانات البنك الدولي.
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في أكتوبر 2023، يواجه الفلسطينيون في القطاع ظروفاً إنسانية كارثية في ظل الحصار الكامل، وتدمير البنية التحتية، وحرمان المدنيين من المساعدات الأساسية، ما دفع منظمات دولية إلى التحذير من مجاعة واسعة النطاق وانهيار المنظومة الصحية والخدمية.