أجمع خبراء على أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة تمثل تحولا خطيرا في السياسة الأميركية وتكشف عن النية الحقيقية للمشروع الصهيوني، محذرين من تداعيات خطيرة على المنطقة برمتها.

ووفقا لرأي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، فإن ردود الفعل العربية والدولية الرافضة لتصريحات ترامب تعكس عمق المأزق الذي وضع البيت الأبيض نفسه فيه.

غير أن البرغوثي شدد على أن البيانات والإدانات وحدها لا تكفي، داعيا إلى إجراءات أكثر وضوحا وحزما تشمل "دعوة لمؤتمر كامل لكل الدول العربية والإسلامية الـ56 لتعلن معا موقفا موحدا رافضا".

واتفق مع البرغوثي في رأيه توماس أوريك، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، مؤكدا أن "شعب غزة لن يذهب إلى أي مكان"، مشددا على ضرورة أن يتحدث القادة العرب مع ترامب "بشكل مباشر وواضح وصريح وليس بطريقة مهذبة بالضرورة".

ردود أفعال

وخلّفت تصريحات ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة موجة واسعة على المستوى العربي والدولي، إذ أعلنت السعودية أن موقفها من قيام الدولة الفلسطينية "راسخ وثابت وليس محل تفاوض أو مزايدات".

ودعا الأردن إلى "ضرورة وقف إجراءات الاستيطان ورفض أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين".

إعلان

وفي تحليله للموقف الإسرائيلي، وصف الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى المشهد في إسرائيل اليوم بأنه غير مسبوق، حيث تسود حالة من "الزهو لا مثيل سابقا لها".

ويلفت إلى أن حتى الذين كانوا يعارضون فكرة التهجير سابقا، مثل زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس إلى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، أيدوا خطة ترامب، مما يؤكد الطبيعة الاستعمارية للمشروع الصهيوني.

كما استبعد البرغوثي أن تكون تصريحات ترامب مجرد بالون اختبار حسبما يرى البعض، محذرا من المخاطر والتداعيات، مؤكدا وجود نية حقيقية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب لترحيل سكان قطاع غزة.

وربط ذلك بوجود "فريق في إدارة ترامب كله من الإنجيليين الصهاينة المتطرفين المسيحيين الذين يسعون إلى تطبيق تعاليم تلمودية".

حلول مقترحة

وبحثا عن حلول مقترحة، يؤكد البرغوثي ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية فورا حسب اتفاق بكين، معتبرا أن هذه الخطوة ستسحب البساط من تحت أقدام ترامب والأطراف الأخرى، في حين يرى أوريك أن الحل يكمن في "مناقشات بناءة بخصوص مستقبل غزة".

وأكد البرغوثي قناعته بأن الشعب الفلسطيني سيحبط هذا المخطط، مشددا على أن "لا ترامب ولا نتنياهو سينجحان في التهجير"، موضحا أن ذلك يتطلب جهدا وتصديا من الجميع.

وفي سياق ردود الفعل الدولية المتواصلة على تصريحات ترامب بشأن غزة، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده تعارض أي مبادرة يتم فيها إقصاء أهالي قطاع غزة سواء كان ذلك في إدارة القطاع أو مستقبله، بينما أكد الكرملين أن موسكو ترى أن التسوية في الشرق الأوسط لا يمكن أن تتم إلا على أساس حل الدولتين.

ومن ناحيتها، دانت الفصائل الفلسطينية تصريحات ترامب، إذ وصفتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها غير مسؤولة، داعية لاجتماع عربي وإسلامي عاجل.

إعلان

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي فشل القصف الأميركي في التهجير، في حين اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تصريحات ترامب إعلان حرب لن يمر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تصریحات ترامب

إقرأ أيضاً:

بعد ترامب..مسؤولون أمريكيون يدعون إلى تهجير سكان غزة

دافع مسؤولون أمريكيون عن اقتراح الرئيس دونالد ترامب نقل الفلسطينيين من قطاع غزة الذي دمرته الحرب إلى دول مجاورة، مؤكدين أنه يحاول النظر إلى المشكلة بواقعية دون فرض حل بعينه.

وفي نظرة مسبقة للمحادثات في البيت الأبيض في وقت لاحق اليوم بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، سعى هؤلاء المسؤولين الكبار إلى تبسيط ما اعتبر على نطاق واسع دعوة من ترامب لتهجير جماعي لسكان غزة من القطاع، والتي رفضتها بشدة دول عربية ومسؤولون فلسطينيون.
وأكد المسؤولون الأمريكيون، الذين تحدثوا شريطة حجب هوياتهم، أن الولايات المتحدة تريد العمل مع شركائها العرب وإسرائيل للتوصل إلى حلول مبتكرة للمشكلة. رغم تدمير القطاع..سكان غزة يرفضون خطة ترامب لتهجيرهم - موقع 24شدد فلسطينيون من سكّان غزة، الثلاثاء، على رفضهم لفكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهجيرهم من القطاع، مشدّدين على أنّهم باقون في أرضهم حتى لو تأخّرت عملية إعادة إعمار القطاع المدمر. ويعكس الاقتراح الذي أطلقه ترامب في الشهر الماضي رغبات اليمين المتطرف في إسرائيل، لكنه يتناقض مع تعهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن برفض التهجير الجماعي للفلسطينيين.
ولم يصل المسؤولون إلى حد تكرار دعوة ترامب بشكل صريح للأردن ومصر لاستقبال سكان غزة، لكنهم أيضاً لم يتراجعوا عن الاقتراح.
وقال أحد المسؤولين الكبار للصحافيين: "ينظر الرئيس ترامب إلى قطاع غزة ويعتبره موقعاً هُدم، ويرى أنه ليس ممكناً من الناحية العملية إعادة بنائه في غضون ثلاث إلى خمس سنوات، إذ يعتقد أن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن 10 إلى 15 عاماً، ويعتقد أن ليس من الإنسانية إجبار الناس على العيش في أرض غير صالحة للسكن بين ذخائر غير منفجرة وأنقاض".
وأضاف أن ترامب "يبحث عن حلول لمساعدة سكان غزة على عيش حياة طبيعية أثناء إعادة إعمار قطاع غزة، ويحاول النظر إلى الأمر بطريقة واقعية".
وبعث خمسة وزراء خارجية عرب ومسؤول فلسطيني كبير رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمس الإثنين، عارضوا فيها خطط تهجير الفلسطينيين من غزة، وحملت الرسالة توقيعات وزراء خارجية السعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والأردن بالإضافة إلى حسين الشيخ مستشار رئيس السلطة الفلسطينية.
وطرح ترامب لأول مرة اقتراح استقبال الأردن ومصر للفلسطينيين من غزة بعد فترة وجيزة من تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني). ورداً على سؤال هل كان يقترح ذلك باعتباره حل طويل الأمد أم قصير الأمد، قال الرئيس الأمريكي: "قد يكون أياً منهما".
وأججت تصريحات ترامب المخاوف التي تساور الفلسطينيين منذ فترة طويلة من إجبارهم على الرحيل من ديارهم بشكل دائم.

مقالات مشابهة

  • تصريحات ترامب حول تهجير سكان غزة تثير موجة غضب عالمية
  • الإمارات ترفض محاولة تهجير سكان غزة
  • تصريحات “ترامب” حول تهجير سكان غزة تثير موجة غضب عالمية
  • لأول مرة.. اللواء تامر الشهاوي يكشف سرا خطيرا وراء تصريحات ترامب عن تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن
  • المجلس الوطني الفلسطيني: تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة مرفوضة
  • مجدي مرشد: تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة دعوة لمواصلة التطهير العرقي
  • بن غفير يعلق على تصريحات ترامب حول تهجير سكان غزة
  • ترامب يصر على تهجير سكان قطاع غزة
  • بعد ترامب..مسؤولون أمريكيون يدعون إلى تهجير سكان غزة