رمضان في لبنان.. روحانية عميقة وعادات متوارثة
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
رمضان في لبنان.. يحل شهر رمضان المبارك على لبنان حاملًا معه أجواءً من الإيمان والتآخي، حيث تتزين المدن بالمصابيح والفوانيس، وتمتلئ المساجد بالمصلين، فيما تجتمع العائلات حول موائد الإفطار في أجواء دافئة ومميزة.
وعلى الرغم من التنوع الثقافي والديني في لبنان، فإن لهذا الشهر خصوصية كبيرة، إذ ينعكس في التقاليد الاجتماعية، والأطباق الرمضانية، والاحتفالات التي تضفي عليه طابعًا فريدًا.
تبدأ مظاهر الاحتفال برمضان قبل حلوله، حيث تُنار الشوارع بالفوانيس والزينات، وتعلو مآذن المساجد بالأذان والدعاء، كما تنتشر الأسواق الشعبية لبيع التمور والمكسرات والعصائر الرمضانية، فيما تحرص العائلات على شراء المستلزمات الغذائية لتحضير أشهى المأكولات التقليدية.
مع أذان المغرب، تجتمع العائلات على موائد الإفطار التي تضم تشكيلة متنوعة من الأطباق اللبنانية الشهية. وبعد الإفطار، يتوجه العديد من اللبنانيين إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، حيث تكتظ المساجد بالمصلين، خاصة في بيروت وطرابلس وصيدا.
أما في الأسواق الشعبية، فتزدهر حركة التسوق، ويزداد الإقبال على الحلوى والمشروبات التقليدية، بينما يجتمع الشباب في المقاهي والخيم الرمضانية، حيث تمتد السهرات حتى ساعات السحور.
أشهر الأكلات الرمضانية اللبنانيةيتميز المطبخ اللبناني بأطباقه الغنية والمتنوعة، التي تحتل مكانة خاصة خلال شهر رمضان. ومن أبرز الأكلات الرمضانية في لبنان:
الأطباق الرئيسيةرمضان في لبنان.. روحانية عميقة وعادات متوارثة - الفتوش: طبق أساسي على مائدة الإفطار، يتكون من الخضروات الطازجة مع الخبز المحمص والصلصة الخاصة.
- الشوربة: تتنوع الشوربات الرمضانية بين العدس، والخضار، والدجاج، حيث تعتبر وجبة خفيفة وصحية بعد يوم الصيام.
- الكبة: تُحضر بأشكال متعددة، مثل الكبة المقلية أو المشوية، وهي مكونة من البرغل واللحم المفروم.
- ورق العنب المحشي: طبق شهي يُحشى بالأرز واللحم، ويقدم إلى جانب اللبن الزبادي.
- المجدرة: طبق تقليدي مكون من العدس والأرز، ويُعتبر من الأطباق المغذية التي يُفضل تناولها في رمضان.
- السمبوسك: فطائر محشوة باللحم أو الجبن، وهي من المقبلات الرمضانية الشهيرة.
- القطايف: من أشهر الحلويات الرمضانية، وهي فطائر محشوة بالجوز أو القشطة، تُقلى وتُغمر بالقطر.
- المفروكة: حلوى لبنانية مصنوعة من السميد والفستق، وتُقدم عادة بعد الإفطار.
- المغلي: يُقدَّم بمناسبة قدوم رمضان، وهو عبارة عن حلوى مصنوعة من الأرز المطحون والتوابل، ويُزين بالمكسرات.
- الكنافة: من الحلويات الأساسية في رمضان، تُحضر بالقشطة أو الجبن، وتُقدم ساخنة مع القطر.
- الجلاب: مشروب رمضاني مصنوع من دبس العنب مع ماء الورد والصنوبر.
- التمر الهندي: شراب منعش يساعد على الترطيب بعد الصيام.
- قمر الدين: مشروب مصنوع من عصير المشمش المجفف، وهو غني بالفيتامينات.
يتميز الزي اللبناني الرمضاني بطابع تراثي وأنيق، خاصة في المناطق الريفية والمناسبات الدينية. يرتدي الرجال الجلابية أو القمباز التقليدي مع الطربوش، بينما تختار النساء العباءات المطرزة أو الثياب ذات الطابع التراثي خلال الأمسيات الرمضانية.
وفي المدن الكبرى، يفضل الناس الملابس العصرية مع الاحتفاظ بلمسات شرقية، مثل الكوفية اللبنانية التي تُرتدى في بعض المناطق خلال المناسبات الدينية.
رمضان في لبنان.. روحانية عميقة وعادات متوارثة الاحتفالات والفعاليات الرمضانية في لبنانيحفل شهر رمضان في لبنان بالعديد من الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والثقافية، التي تضفي عليه أجواء مميزة، ومن أبرزها:
1- مدفع الإفطار
يُعتبر مدفع الإفطار من التقاليد الرمضانية القديمة في لبنان، حيث يُسمع دوي المدفع في المدن والمناطق المختلفة، إيذانًا بوقت الإفطار.
2- الخيم الرمضانية
تنتشر الخيم الرمضانية في مختلف المدن اللبنانية، حيث تُقدم فيها وجبات الإفطار والسحور، وتُقام فيها الفعاليات الثقافية والدينية، بالإضافة إلى العروض الفنية والمسابقات.
3- المسحراتي
لا يزال بعض المناطق تحافظ على تقليد المسحراتي، حيث يجوب الرجال الشوارع في ساعات الفجر حاملين الطبول، ومنادين الناس للاستيقاظ وتناول السحور.
4- الأسواق الليلية
تشهد الأسواق اللبنانية حركة نشطة خلال ليالي رمضان، حيث تُعرض المنتجات التقليدية، والمأكولات الشعبية، والحلويات الشرقية، وتُعد أسواق بيروت وطرابلس من أكثر الأماكن ازدحامًا في ليالي رمضان.
5- الاحتفال بليلة القدر
تُقام الاحتفالات الدينية في ليلة القدر في المساجد، حيث يجتمع المصلون لإحياء هذه الليلة بالدعاء وقراءة القرآن، وسط أجواء من التقوى والخشوع.
6- عيد الفطر المبارك
يُختتم شهر رمضان بـ عيد الفطر المبارك، حيث يخرج اللبنانيون إلى المصليات لأداء صلاة العيد، وتعم مظاهر الفرح والتواصل الاجتماعي، فيما تُوزع العيديات على الأطفال، وتُقام الولائم احتفالًا بهذه المناسبة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رمضان في لبنان رمضان 2025 الأجواء الرمضانية شهر رمضان المبارك شهر رمضان في لبنان موقع الفجر بوابة الفجر رمضان فی لبنان الرمضانیة فی شهر رمضان التی ت
إقرأ أيضاً:
قرار ترامب خربان بيوت: آلاف الأسر اللبنانية بلا رواتب والمنح الجامعية مهدّدة
تأثّر لبنان بشكل سلبي بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق كلّ المساعدات الخارجيّة، مدّة 90 يومًا "للتقييم". وشمل القرار كلّ المساعدات الأميركيّة المقدّمة لتمويل مشاريع تعليميّة وتنمويّة في عدد من دول العالم. تدير هذه المساعدات جهات أميركيّة عدّة، أبرزها الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (USAID). وعلى الفور، أبلغت الوكالة كلّ الجهات التي تتعامل معها في لبنان أنّها أوقفت التمويل إلى حين مراجعة كلّ مشروع، واتخاذ القرار النهائي بشأنه من قبل الإدارة الأميركية، بما يتماشى مع أجندة الرئيس الأميركي، الذي استثنى من قراره المفاجىء المساعدات العسكريّة لكلّ من اسرائيل ومصر. مصير المنح الجامعية أحدث القرار الرئاسي الأميركي صدمة لدى آلاف اللبنانيين العاملين في هذه البرامج، ولدى الطلاب الحاصلين على منح جامعية من قبل (USAID) وMEPI)) وغيرها من الوكالات الأميركيّة، بعدما استوفوا الشروط الصارمة للمنح لاسيما المتعلّقة بالوضع المادي لذويهم، وباشروا استكمال دراساتهم الجامعيّة على أساسها، ليتفاجأوا قبل أيام بتجميد التمويل، بما يهدّد دراستهم، فيما لو قرّرت الإدارة الأميركية بنهاية مدّة المراجعة إلغاء المنح. وقد علم "لبنان 24" أنّ عددًا من هؤلاء الطلاب، وفور سماعهم بالقرار، تركوا صفوفهم في الجامعة الأميركية في بيروت على وقع الصدمة، وغادروا إلى منازلهم،وبعد ذلك تواصلوا مع إدارة الجامعة التي أوضحت لهم أنّ التمويل مغطّى لهذا العام الدراسي، ولكن مصير المنح غير معروف بالنسبة للأعوام المقبلة. الحال نفسه لدى الموظّفين اللبنانيين العاملين في مشاريع مموّلة أميركيًا. وفق الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، ليس هناك من إحصاء دقيق لعدد هذه المشاريع وعدد العاملين فيها "ولكن هناك عشرات الجمعيات في لبنان لديها مشاريع مموّلة من الوكالة الأميركيّة للتنمية ومن جهات أميركيّة أخرى، ويبلغ متوسط العاملين فيها 3000 لبناني" وفق ما أفادنا به. الجمعيات بين صرف العاملين أو تجميد الرواتب حاولنا التواصل مع عدد من العاملين في المشاريع المموّلة أميركيًّا، ولكنّهم رفضوا التعليق، حيث أُبلغوا من إدارات البرامج بعدم الإدلاء بأيّ معلومات حيال القرار. ووفق ما توافر من معطيات، تمّ إبلاغ كلّ العاملين في البرامج الأميركيّة بتعليق العمل، ولكن اختلف التعامل بين مشروع وآخر، بحيث يعود لكل مؤسسة يطالها القرار كيفية التصرّف مع الموظفين بحسب نظامها الداخلي وقدراتها المادية. هناك جمعيات بادرت إلى إنهاء العمل فور صدور القرار، وأبلغت العاملين بعدم قدرتها على الاستمرار، وأنهت عقودهم وأوقفت كل شيء. وهناك جمعيات أخرى أبقت على العاملين لديها، بانتظار صدور التقييم، لكن من دون صرف رواتب. تبعات خطرة: آلاف الأسر اللبنانية بلا مدخول والوظائف البديلة غير متوفرة في الشق الاجتماعي والاقتصادي، سيخلق إيقاف هذه المشاريع أزمة متعدّدة الأبعاد في لبنان، وفق الباحث الاقتصادي والسياسي الدكتور بلال علامة في اتصال مع "لبنان 24" لافتًا إلى أنّ هناك عددًا لا يستهان به من اللبنانيين يعتمدون في معيشتهم على هذه البرامج، سواء العاملين مباشرة مع الجمعيات ويتراوح عددهم بين 2700 و3500 لبناني، وجميعهم يعملون بموجب عقد سنوي يُجدّد سنويًّا حسب الحاجة لذلك، أو لجهة المواطنين المستفيدين من هذه المشاريع التنموية، وبعضهم تشكّل مصدر رزقه الوحيد، خصوصا الآف الأسر الريفية المستفيدة من مشاريع زراعيّة وتربية النحل. المشاريع الممولة من الوكالة الأميركية في لبنان هي تربوية تنموية اجتماعية وصحية، وهناك مساعدات للجيش "وفي حال تمّ إيقاف كل هذه المشاريع بعد انتهاء فترة التقييم، سيتسبّب ذلك في فقدان آلاف اللبنانيين لوظائهم. علمًا أنّ هؤلاء يتقاضون رواتب عالية بالعملة الأجنبيّة، وكانوا قد برمجوا حياتهم وفق مداخيلهم المرتفعة، ولديهم التزامات ماليّة تجاه مدارس وجامعات أولادهم، ومن شأن فقدانهم لوظائفهم أن يعرّضهم إلى نكسة اجتماعيّة، سيكون لها تأثير على الواقع الاجتماعي في البلد بظلّ عدم إيجاد فرص عمل بديلة، مع ارتفاع معدّل البطالة إلى أرقام كبيرة ناهزت 43% العام الماضي، كما أنّ معدلات التضخّم السنوي بلغت حوالي 45% العام الماضي وفق إدارة الإحصاء المركزي. من هنا وجب معالجة الموضوع مع الإدارة الأميركيّة في الفترة الفاصلة عن نتائج التقييم، من قبل لجنة الصداقة الأميركيّة اللبنانيّة أو لجان أخرى على تواصل مع دوائر القرار، خصوصًا أنّ المبالغ التي تُدفع ضمن هذه البرامج تعتبر زهيدة جدًا بالنسبة لميزانية الولايات المتحدة" يقول علامة. الخلفيّات السياسية لقرار ترامب إضافة إلى الشقّ الاجتماعي، يرى علامة في قرار ترامب خلفيّات سياسيّة، تندرج في إطار التغطية على وقف تمويل الأونروا، من باب اتهام عاملين لديها بالعمل لصالح حركة حماس،معتبرًا أنّ ترامب سيستأنف لاحقًا تمويل بعض المشاريع بحسب سياسته تجاه كلّ دولة من الدول المشمولة بهذه البرامج. تبعات القرار الأميركي ستطال مخيمات النزوح في لبنان التي تستفيد من دعم الوكالة "من شأن بقاء النازحين دون تمويل أن يخلق أزمة أمنيّة واجتماعيّة، لجهة رفع مستويات السرقةوالقتل، واحتمال حصول احتكاكات مع أهالي القرى المحيطة، ما يشكّل قنبلة موقوتة". "كتابي" أكبر المشاريع التربوية تخصّص الوكالة الأميركيّة حصّة كبيرة للشقّ التربوي، بحيث تموّل مشاريع تربوية بالتعاون مع وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء، وتقدّم مساعدات تقنية وتدريب وبناء وتجهيز المدارس الرسمية، وتعمل مع المدارس الخاصة لاسيما المجانية وغير المقتدرة. أبرز هذه المشاريع مشروع "كتابي 3 QITABI" بتمويل يبلغ 97 مليون دولار، تنفّذه مؤسسة RTI الدوليّة وهي مؤسسة أميركية غير ربحيّة للأبحاث والتنمية الدولية. يهدف المشروع إلى تحسين تعلّم الطلاب للغات من الروضة 3 الى الصف 12 في المدارس الرسميّة عبر حقيبة "فرانتاستيك"، التي تقدّم نهجًا عمليًّا لتعلّم اللغة من خلال دمج الأنشطة الممتعة مع الدروس، وتحوّل الصف الدراسي إلى مساحة ديناميكية وتفاعلية. وقد سبق "كتابي 3" "كتابي 1" و"كتابي 2" وكلّ مشروع نُفّذ على مدى خمس سنوات، الجزء الأول منه انطلق عام 2014 وعمل على دعم مخرجات اللغة العربية من الصف الأول لغاية الصف الرابع. تطوّر المشروع في نسخته الثانية عام 2019 ليشمل تعلّم اللغتين الإنكليزية والفرنسية إلى جانب العربية ومادة رياضيات، يضاف لذلك التعلّم العاطفي الانفعالي، لبناء القدرات النفسيّة للطلاب وتخطي العقبات.ومؤخرًا انطلق مشروع "كتابي 3" الذي توسّع ليشمل الصفوف من الحضانة إلى الثانوي، وإشراك الأهل ودعم بناء قدرات مدراء المدارس والكادر التعليمي. وهناك مشاريع تربوية أخرى ومنح جامعية، ورغم أنّ الأموال مرصودة سابقًا لهذه المشاريع لا يمكن التصرّف بها بعد قرار ترامب، خصوصًا أنّ التمويل يأتي مرحليًّا. المصدر: خاص "لبنان 24"