بعض من مفارقات الإرهاب الأمريكي
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
طاهر محمد الجنيد
في الانتخابات الأمريكية يكسب الرهان دائماً إما المال أو النفوذ، اما اذا اجتمعا معا فالفوز مؤكد لاشك فيه، وهو ما تمارسه منظمة (ايباك) الصهيونية التي جمعت شتات اليهود والنصارى في حلف آزال العداوات التاريخية والدينية وجعلهم كتلة واحدة وبذلك اجتمع حقد اليهود ولؤمهم وفُجر النصارى ومكرهم في (منظمة ايباك) التي سيطرت على المال واشترت به رجال السياسة والإعلام والاقتصاد، وسيطرت على كل المؤسسات الرسمية والشعبية، فأصبحت تمثل أمريكا وأمريكا تمثلها لا فرق بينهما البتة، وحتى تفاخر نتن ياهو بذلك علنا فقال :أمريكا لا تستطيع ان تجبرنا على شيء نحن نستطيع إجبار أمريكا لأننا نملك غالبية أعضاء الكونجرس.
فاز ترامب في ولايته الأولى بفضلها وبمالها وكان ا تخاذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس تحديا سافرا لقرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بسبب الأموال التي حصل عليها من احد بارونات اليهود مقابل نقل السفارة، وفعلا وعد ووفى وترك تحديد تأريخ القرار للحلف الصليبي الصهيوني .
في الانتخابات الأخيرة حصل على دعم صهيوني آخر هو الملياردير- ايلون ماسك- مقابل الغاء (المثلية) التي يتبناها الحزب الديمقراطي وتعمل عليها المخابرات الأمريكية كتوجهات سياسية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الحليفة والصديقة والمعادية وخاصة الدول العربية والإسلامية التي تُركز عليها السياسات الغربية لتدمير بنيانها الأسري والمجتمعي والديني، لأنه يشكل العقبة الأهم في مقاومة المشاريع الاستعمارية والسياسات الاخضاعية واستكمال السيطرة والنفوذ والاستفراد بنهب مقدرات وثروات الشعوب العربية والإسلامية وغيرها .
ماسك- دفع الأموال لترامب ليس حبا في المجتمع الأمريكي والقيم الفاضلة لكنه مغتاض من الحركة المثلية التي حولت ابنه إلى “مثلي” بعد ان كان رجلا يستند اليه وأيضا لأن ترامب يستطيع ان يتحدث بلغة الكرباج الغليظ لإرغام الخانعين والخاضعين للسياسات الأمريكية خاصة (البقر الحلوب) حسب التعبير السياسي لها وأبرزها (السعودية والإمارات) وغيرها من الدول التي لا تستطيع حماية نفسها ولا مواجهة شعوبها لمدة أسبوع اذا لم تتدخل أمريكا وحلفاؤها في تأمين البقاء والاستمرار للعروش والكروش من السقوط (حسب تصريحه).
السعودية أبدت استجابة فورية، وبدلاً من تأمين 450مليار دولار وعدت بستمائة مليار تحت ذريعة شراء المنتجات الأمريكية، وهي عبارة عن صفقات وهمية لصالح شركات تصنيع السلاح لن يصل منها سوى أرقام، أما الأسلحة فمخازنها ممتلئة من أوروبا وأمريكا، ومثال ذلك قاعدة الظهران التي تحتوي على أسلحة من صفقات سابقة لم يستخدم منها سوى القليل في تدمير العراق واليمن والاستعراضات العسكرية وقمع معارضة البحرين والسعودية بعد أن اتضحت حقيقة العلاقات السعودية –الصهيونية، وانها لن تحرر المسجد الأقصى، ولن تجاهد ضد المد الشيوعي في أفغانستان .
إغاثة المسلمين والدفاع عن الإسلام لم تعد موجودة في سياسات وتوجهات المملكة بعد ظهور علاقاتها ومشاريعها مع اليهود، وبعد ان تدثرت زمنا بتلك الشعارات الخادعة للإسلام والمسلمين، وظهرت إلى العلن تحالفات قرن الشيطان والشيطان الأكبر والسرطان الجاثم على مسرى النبي الأعظم (ص) أولى القبلتين وثالث الحرمين .
ترامب بدا منتشيا بتلك الاستجابة من السعودية التي دفعت الجزية دون تأخير، مما جعله يغير مسار رحلته الأولى اليها دونا عن سيدة البحار (بريطانيا) التي غابت عنها العظمة وافلت عنها الشمس بسبب قوتها البحرية، والآن الإمبراطورية الأمريكية تحاول الاستمرار في نفس المنهج وذات العنوان وتكافح في كل الاتجاهات حتى لا يحدث لها نفس المصير.
لم تترك بلدا في أمريكا الجنوبية الا وتدخلت فيه، نصّبت الرؤساء وقمعت المعارضة بالتدخلات العسكرية المباشرة، لكن حركات النضال حطمت الأسطورة الأمريكية في اكثر من دولة واحتفظت باستقلالها وهناك دول ابتلتعها القوة الأمريكية .
لم تكتف بالتوسع جنوبا بل وصلت إلى شرق آسيا دمرت اليابان بالقنابل الذرية وفيتنام بالقنابل الكيماوية والغازات السامة، ولم تترك بلدا الا وسامته الهوان والويل.
هُزمت واندحرت من فيتنام وأفغانستان وغيرها بوسائل بدائية بسيطة لأنها لا تمتلك الحق بل تملك القوة وهم يملكون الحق لكن بغير قوة.
ترامب لم تستطع إمبراطورتيه ان تتصدى لاعصار بسيط قضى على أكبر مدنها الراقية التي توصف بأنها معقل الإلحاد؛ ولم يتعلم من دروس القدرة والعزة والجلال غير لغة واحدة التهديد والوعيد، استصغر مساحة الاحتلال والاستعمار اليهودي على أرض فلسطين ووعد بتوسيعها على حساب باقي الأراضي العربية واستغل الفرصة بإعلان الهدنة ليطلق خارطة التهجير للصامدين في ارض غزة وفلسطين إلى الأردن ومصر ظنا منه أنه يستطيع ان يملي أرادته على الأحرار والمجاهدين كما يمليها على العملاء والخونة والمطبعين.
السعودية استجابت علنا وغيرها ستجيب سرا وعلنا، ومصر جهزت وأعدت مدينة الأشباح التي زارتها لجنة تقصي الحقائق الإيطالية (رأينا مدينة الأشباح –مدينة كاملة بُنيت من لا شيء وسط صحراء سيناء معدّة ومجهزة لتطبيق خطة ترحيل الفلسطينيين من غزة – من استطاع منهم البقاء على قيد الحياة ونجا من الموت جوعا أو عطشا- أو الموت بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليا أو نجا من الموت بالأمراض والأوبئة) وهي ذاتها صفقة القرن التي أعدت لتهجير سكان غزة وغيرها وبناء الشرق الأوسط الجديد الذي يعتمد على الكيان ويدار من خلال أدواته ووكلائه وعملائه في المنطقة.
ترامب كافأ السعودية على استجابتها لطلباته فاختارها أولى محطات زياراته الخارجية، وتمهيدا لذلك اصدر قرار تصنيف انصار الله ضمن قائمة الإرهاب، وهو امر ليس مستغربا ولا جديدا فقد سبقه قرارين وهذا الثالث ضد انصار الله وليس غريبا على أمريكا التي تستخدم إمكانياتها وقدراتها لتحويل المعتدى عليه إلى مجرم وتقضي عليه وتجعل القاتل والمجرم حمامة سلام، فسياستها معلومة لدى العالم اجمع بذلك، وابرز مثال دعمها غير المحدود لجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الإجرام الصهيوني، ووصل بها الحال أنها رفضت قرار محكمة الجنايات الدولية وهددت بفرض العقوبات على قضاتها ان تم المساس بالمجرمين بعد ان أرغمتهم على تخفيف العقوبات عليهم ولولا انها تخشى الرأي العام العالمي لقضت عليهم واتهمتهم بالإرهاب .
اليمن يمثل عقبة أمام الطموحات الصهيونية والأمريكية ووكلاءها في المنطقة، مما جعلها تشكل تحالف حارس الازدهار لحماية سفن الامداد الصهيوني التي ضربتها الصواريخ اليمنية التي وصلت إلى عمق الأراضي المحتلة دعما لمظلومية الأشقاء وإسنادا لمحور المقاومة .
المفكر العربي عبدالله النفيسي –قال: اذا رأيت الغرب وخاصة أمريكا وإسرائيل وثعالب أوروبا يتهمون إنسانا بالإرهاب فأعلم انه من انزه وافضل الناس الذين لم يستطيعوا التأثير أو السيطرة عليه .
وفي تفسير وتقييم الشهيد المجاهد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي رحمه الله إن اليهود والنصارى إذا رضوا عنك لابد ان تنظر ما الذي أعجبهم منك، لابد انهم أشادوا بصفة منك تشبههم، فراجع نفسك وابحث ما الذي جعلهم يرضون عنك لأنك اذا أرضيتهم فقد عصيت رب العالمين قال تعالى ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) .
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مجزرة حي مقبل بالحديدة .. شاهد على بشاعة الإرهاب الأمريكي
الجريمة الأمريكية البشعة التي أدمت القلوب، لم تراع أي من أبسط القيم الإنسانية أو القوانين الدولية، حيث استهدفت الغارات العدوانية المنازل السكنية، التي كانت تمثل ملاذًا لأسر بريئة، ليتم تحويلها إلى أنقاض تحت وابل من الصواريخ التي سقطت بلا رحمة، في لحظات قاسية، كان الأهالي يحاولون النجاة، إلا أن الصواريخ الأمريكية كانت أسرع إليهم. ضحايا المجزرة الأمريكية ما يزال في ارتفاع، وبلغت حتى اللحظة 26 شهيدا وجريحا، بينهم 12 شهيدًا، وعشرات الجرحى، منهم ست نساء وأربعة أطفال، فيما تواصل فرق الدفاع المدني أعمالها في البحث عن جثث وسط الأنقاض.
ما تم إنتشاله من ضحايا ليس مجرد أرقام أو إحصائيات، وإنما صور مؤلمة لأرواح سقطت، لتحيل ما كان يومًا يعج بالحياة إلى مكان للدمار والحزن، فالأطفال الذين كانوا يركضون في شوارع الحي، باتوا اليوم ضحايا الإرهاب الأمريكي، والنساء اللواتي كن في أمان، تحولت ذكراهن إلى ألم مستمر.
العدوان الأمريكي، لم يكتف بتدمير المنازل على رؤوس المدنيين فحسب، بل استهدف حياة الإنسان في أبشع صورها، فكل ضحية من الإجرام والتوحش الأمريكي، تمثل مأساة إنسانية عميقة، تأبى القوانين الإنسانية أن تصمت عنها.
يستمر العدوان الأمريكي في ارتكاب الجرائم الممنهجة بحق الشعب اليمني، مستهدفا كل ما يمت بصلة للحياة الإنسانية، مقترفًا أفظع المجازر، إذ تُعد مجزرة حي أمين مقبل، جزء من سلسلة جرائم مستمرة، هدفها التدمير الممنهج للبنية التحتية وكسر إرادة اليمنيين وإخضاع المجتمع اليمني بأسره.
ما حدث في مدينة الحديدة من جريمة غير مبررة، لا يُعدّ هجومًا عسكريًا فحسب، بل عدوان ممنهج تمارسه أمريكا ضد كل ما هو إنساني في هذا البلد الصامد، فالعدوان الأمريكي تجاوز كل الحدود، واستهدف حياة الإنسان بشكل مقصود، محاولًا سحق الروح اليمنية، التي لا يمكن قهرها مهما كان الثمن.
العدوان الأمريكي الذي تسانده قوى محلية خائنة لا تكتفي بتدمير المنشآت، وإنما تسعى لقتل الروح الإنسانية لليمنيين، حتى يظل الشعب اليمني يعيش في أتون المعاناة، لكن ذلك لن يؤثر على ثبات موقف اليمنيين مع الشعب الفلسطيني وقضيته وإسناد المقاومة في غزة وكل قضايا الأمة، ولن يتوقف هذا الموقف اليمني العظيم والمشرف رغم تكالب الأعداء ومؤامراتهم. الصمت الدولي إزاء الجرائم الأمريكية المستمرة، يكشف عن خيانة لحقوق الإنسان، وتقاعس في أداء المسؤولية الإنسانية، إذ يقف المجتمع الدولي اليوم موقف المتفرج أمام المجازر الأمريكية والصهيونية الصادمة، ومع الأسف لم يتحمل مسؤوليته يومًا ما لمناصرة أي مظلومية أو قضية، ما يتطلب التحرك العاجل لوقف المجازر المتواصلة.
ومع كل ما يجري، فإن دماء المدنيين في الحديدة، والمحافظات اليمنية ستكون منارة تضيء طريق العدالة، وتزيد من إصرار الشعب اليمني على مقاومة العدوان الأمريكي، الصهيوني، حتى النصر.
مجزرة حي أمين مقبل السكني، ليست النهاية، وإنما تشكل دافعًا أكبر للشعب اليمني للتمسك بمواقفه الثابتة وبحقه في العيش بكرامة، ولن تكون هذه الجريمة سوى نقطة قوة في معركة الحق ضد الباطل والوقوف أمام إرهاب منظّم يهدف لإبادة الإنسانية، فإرادة الشعب اليمني أقوى من أي محاولة بائسة تسعى لكسرها.
والدماء التي أُريقت في الحديدة وغيرها من المحافظات اليمنية، ستكون وقودًا لنضال الشعب اليمني المتواصل ضد قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، وكلما ارتكب العدوان جريمة جديدة، زادت عزيمة اليمنيين ومعنوياتهم وشكلت حافزًا للمضي في مسار المقاومة، ولن تنكسر إرادة اليمنييين، وستظل المعركة مستمرة حتى النصر المؤزر.
استهداف العدوان الأمريكي للمدنيين بكل همجية، لن يستمر والشعب اليمني الذي صمد في وجه التحالف الأمريكي، السعودي والإماراتي عقد من الزمن، سيبقى صامدًا في وجه الإرهاب الأمريكي بكل ما أُوتي من عزيمة وقوة وإرادة، ولن يثنيه عن ذلك أراجيف الخونة والمنافقين ولا عدوان الظالمين والمتغطرسين.
إن دماء المدنيين في مدينة الحديدة وكل المحافظات ستظل شاهدًا حيًا على بشاعة الإرهاب الأمريكي، والشعب اليمني وهو في خضم هذه المحنة، يخوض المعركة مع فرعون العصر بكل بسالة، متوكلًا على الله ومعتمدًا عليه وعلى سواعد الرجال الأوفياء الذين أعدوا العدة لمواجهة الإجرام والطغيان الأمريكي مهما بلغ صلفه وغطرسته