المخطوطة الرومانية .. في خطوة تاريخية تُعد إنجازًا هائلًا في مجال التكنولوجيا والآثار، نجح الباحثون في فتح مخطوطة رومانية محترقة بشدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد مرور 2000 عام على احتراقها بسبب ثوران بركان فيزوف في عام 79 ميلاديًا

وبحسب صحيفة اندبيدنت البريطانية، بدت المخطوطة، التي كانت في البداية عبارة عن كتلة متفحمة من الفحم، كأنها مستحيلة القراءة بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بها، ما جعل فك شيفرتها أمرًا بعيد المنال لعدة قرون لكن، بتقنيات التصوير الحديثة والذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن أخيرًا استخراج النصوص المدفونة داخل هذه المخطوطة العتيقة.

المخطوطة الرومانية 

أكد ستيفن بارسونز، قائد فريق "تحدي فيزوف"، أن فريقه واثق تمامًا من قدرتهم على فك شيفرة المخطوطة بالكامل، مؤكدًا أنها المرة الأولى التي يستطيع فيها العلماء القول بهذه الثقة. وأوضح: "نحن الآن واثقون من أننا سنتمكن من قراءة المخطوطة بأكملها، وهذا إنجاز لم يكن بالإمكان تصوره من قبل."

اكتشف العلماء المخطوطة في مدينة هيركولانيوم التي دمرها بركان فيزوف، وهي مدينة تقع شمال بومبي، وكانت تحتوي على العديد من المخطوطات المحترقة. يعتقد الباحثون أن هذه المخطوطات كانت تحتوي على الفلسفة الإبيقورية، وهي الفلسفة اليونانية التي تشدد على ضرورة البحث عن الرضا من خلال التمتع بالأشياء اليومية.

استخدم الباحثون الأشعة السينية في منشأة Diamond Light Source في أوكسفوردشاير لفحص المخطوطة دون التسبب في مزيد من الضرر لها. أشار أدريان مانكوسو، مدير العلوم الفيزيائية في المنشأة، إلى أن الأشعة السينية التي تم استخدامها يمكنها الكشف عن التفاصيل الدقيقة على مقياس يصل إلى بضعة آلاف من الملليمتر، مما سمح لهم بفحص المخطوطات بشكل دقيق.

عمل الباحثون على مسح المخطوطة رقمياً باستخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الحبر المتبقي على الورق، ثم تم تحليل النصوص المكتشفة بشكل رقمي. وشرح مانكوسو: "استخدام الأشعة السينية بهذه الطريقة فتح أمامنا أبوابًا جديدة لفحص المخطوطات القديمة دون أي أضرار."

في مكتبة بودليان التابعة لجامعة أوكسفورد، كانت المخطوطات منذ عقود تُعتبر غير قابلة للقراءة. قالت نيكول جيلروي، المشرفة على المخطوطات في المكتبة: "إن هذا الاكتشاف يعزز الرابط الإنساني مع من جمع هذه المخطوطات وكتبها، وهو شيء ثمين جدًا". وأضافت: "هناك جانب إنساني عميق في فهم الطريقة التي تم بها حفظ هذه الوثائق عبر القرون."

يشير هذا الاكتشاف إلى إمكانية الكشف عن مزيد من المخطوطات المفقودة وتحقيق تقدم كبير في فهم الفلسفات والتوجهات الثقافية للعصر الروماني القديم، وهو ما يفتح أفقًا جديدًا للباحثين والمفكرين في مجال التاريخ والفلسفة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المخطوطة الفلسفة اليونانية الذكاء الاصطناعي استخدام الذكاء الاصطناعي ثوران بركان ثوران بركان فيزوف

إقرأ أيضاً:

ولادة أول طفل بتقنية التخصيب الآلي بالكامل بالذكاء الاصطناعي

الولايات المتحدة – أعلن علماء عن ولادة أول طفل باستخدام نظام آلي متكامل لإجراء الحقن المجهري (ICSI)، في تطور يعد بإحداث ثورة في مجال التلقيح الصناعي (IVF).

ويمثل هذا الإنجاز الأول من نوعه في التاريخ الطبي قفزة كبيرة في أساليب الإنجاب المساعد، حيث تمكن العلماء من أتمتة العملية برمتها باستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات المتطورة.

وفي المراحل الأولى لتقنية الحقن المجهري (التي طورت في تسعينيات القرن الماضي وأصبحت الآن إجراء روتينيا)، كان أخصائي الأجنة المدرب يستخدم إبرة لحقن حيوان منوي واحد في بويضة ناضجة.

لكن النظام الجديد الذي طوره فريق بحثي مشترك من شركة Conceivable Life Sciences، التي تعمل في نيويورك وغوادالاخارا بالمكسيك، أخرج هذه العملية من أيدي البشر. ويعمل النظام المدعوم بالذكاء الاصطناعي على أتمتة جميع مراحل الحقن المجهري البالغة 23 خطوة بدقة واتساق غير مسبوقين، دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر.

ويدمج نظام الحقن المجهري الجديد بين الروبوتات الحديثة وتقنية الذكاء الاصطناعي لأداء أكثر المهام حساسية في الحقن المجهري. وبفضل خوارزمياته المتطورة، لا يتحكم الذكاء الاصطناعي في عملية الحقن فحسب، بل يستخدم أيضا أشعة الليزر لتثبيت الحيوانات المنوية المختارة بدقة، ويوجهها إلى البويضة بمستوى يتجاوز بكثير القدرات البشرية.

ويوضح الدكتور جاك كوهين أن أتمتة عملية الحقن المجهري “تمثل حلا تحويليا يعد بتحسين الدقة، وزيادة الكفاءة، وضمان نتائج متسقة” من خلال تقليل التباين والإجهاد البشري المرتبط بالعمل.

وجاءت هذه التجربة الناجحة بعد مشاركة سيدة في الأربعينيات من عمرها سبق أن فشلت لديها محاولة سابقة للتلقيح الصناعي. وفي هذه التجربة، تم تخصيب خمس بويضات باستخدام النظام الآلي الجديد، بينما تم تخصيب ثلاث بويضات أخرى بالطريقة اليدوية التقليدية لأغراض المقارنة. واللافت أن العملية الآلية التي تم التحكم فيها عن بعد من مدينتي نيويورك وغوادالاخارا، رغم البعد الجغرافي الكبير بينهما، لم تستغرق سوى عشر دقائق تقريبا لكل بويضة.

وأسفرت التجربة عن نتائج مبهرة، حيث تطورت أربع من البويضات الخمس التي خضعت للتخصيب الآلي بشكل طبيعي. وتم اختيار إحدى الأجنة الناتجة والتي تم تكوينها عبر الحقن الآلي من مسافة تصل إلى 3700 كيلومتر، حيث جمدت بنجاح ثم نقلت لاحقا إلى رحم الأم.

ومر الحمل بسلام دون أي مضاعفات، لتتوج الجهود بولادة طفل سليم ومعافى.

ويصف العلماء العمليات التفاعلية الأسرع بأنها ما تزال في مراحل تجريبية، لكنهم يتوقعون أن التحسينات القادمة ستزيد السرعة.

ويؤكد الخبراء أن هذا الإنجاز يمثل نقطة تحول كبرى في مجال الطب التناسلي. فمن ناحية، يقلل النظام الجديد من الاعتماد على العامل البشري وما قد يصاحبه من تباين في النتائج، ومن ناحية أخرى يضمن مستويات غير مسبوقة من الدقة والاتساق في عمليات التلقيح الصناعي. كما يفتح الباب أمام إمكانية إجراء هذه العمليات عن بعد وبكفاءة عالية، وهو ما قد يسهم في زيادة فرص الوصول إلى هذه الخدمات الطبية المتخصصة.

المصدر: Interesting Engineering

مقالات مشابهة

  • ولادة أول طفل في العالم بتقنية «الذكاء الاصطناعي»
  • «هتجيلي».. محمد رمضان يطرح أحدث أعماله باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • ولادة أول طفل بتقنية التخصيب الآلي بالكامل بالذكاء الاصطناعي
  • وزير الدفاع الأمريكي: إيران هي التي تقرر إن كانت القاذفات B-2 رسالة موجهة لها
  • في الأردن.. الأشعة السينية تُنطق شظايا زجاجية بأسرار الحضارات القديمة
  • جيل زد يقود تحول تجربة التسوق عبر وسائل التواصل بدعم من الذكاء الاصطناعي
  • روبوت DOGE الخاص بـ إيلون ماسك يتجسس على موظفين فيدراليين باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • إدارة السير تبدأ باستخدام الذكاء الاصطناعي لمخالفات الهاتف النقال
  • توظيف الذكاء الاصطناعي لتحويل الإشارات الدماغية إلى "كلام طبيعي"
  • مايكروسوفت تكشف عن نسخة تجريبية من لعبة Quake II باستخدام الذكاء الاصطناعي