قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب خلال المؤتمر الصحفي مع نتنياهو كانت بمثابة قنبلة نووية، قائلاً: "ما أعلنه ترامب قد أدهش نتنياهو نفسه، حيث بدت على وجهه مشاعر الإعجاب والدهشة، وكأنه يعيش في حلم وهو يتحدث عن طرد الفلسطينيين من غزة بالكامل، وأن أمريكا ستسيطر على غزة".

وأضاف أن ترامب تناول خطته بشأن غزة، مشيراً إلى أنه لا يمانع من وجود قوات أمريكية هناك، وكأن غزة أصبحت ولاية أمريكية قيد الإنشاء، مؤكدا أن الجميع، بما في ذلك نتنياهو، شعروا بالذهول، مشيراً إلى أن هذه التصريحات لا تتجاوز أحلام اليمين الإسرائيلي.

بن غفير: سأعود إلى الحكومة إذا تم تنفيذ خطة ترامب في غزة ترامب يعمل كنادل لنتنياهو.. لقطة سرية داخل البيت الأبيض تثير الجدل (شاهد)

وتابع: "الموقف خطير جداً ولا يمكن التقليل من أهميته، وما صدر عن ترامب يمثل أزمة حقيقية"، مشيرا إلى أنه يجب على الدول العربية إعلان حركة حماس منظمة إرهابية، مشدداً على أنه لم يعد هناك وقت لسياسة التوازن.

كما أكد إبراهيم عيسى أن ترامب هو شخص يتحدث بوضوح ويعبر عن نواياه بشكل صريح، قائلاً: "الفكرة التي طرحها خارج الصندوق والمنطق، لكنها تعكس تفكير ترامب وسياسته".

وخلال تقديمه برنامج "حديث القاهرة" على قناة القاهرة والناس، أضاف عيسى أن ردود الفعل من الدول العربية على تصريحات ترامب، التي ترفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، كانت حازمة، لكنها لا تتناسب مع ما يحدث. وأوضح أن الرد على مقترح ترامب للتهجير هو مجرد إعادة إنتاج لأفكار قديمة، في حين أن الوضع يتطلب استجابة جديدة.

واختتم بالقول: "نستمر في تقديم نفس أفكار الرفض والشجب، والدعوة للمظاهرات، وهي أدوات قديمة لمواجهة حدث جديد، ولا يمكن للدول العربية معالجة القضية بهذه الطريقة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ترامب وجود قوات أمريكية اليمين الإسرائيلي نتنياهو الرئيس الأمريكي ترامب أمريكا غزة

إقرأ أيضاً:

صفقة ترامب – إيران: فرصة أم فخ؟

#صفقة #ترامب – #إيران: #فرصة أم #فخ؟
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

في لحظة دولية شديدة الحساسية، ومع تصاعد التوترات في المنطقة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح مثير للانتباه، معلناً عن وجود محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي. هذه التصريحات، التي جاءت وسط تطورات إقليمية معقدة، تفتح الباب واسعاً أمام جملة من الأسئلة العميقة حول طبيعة هذه المحادثات، وحدودها، وأهدافها، والأطراف التي قد تدفع ثمنها.

ما يثير القلق في هذا المشهد ليس فقط العودة المحتملة إلى طاولة التفاوض، بل السياق الذي تجري فيه هذه المحادثات. إذ تأتي في وقت باتت فيه إيران أقل رسوخاً في نفوذها الإقليمي، وأقل جرأة في سياساتها التوسعية، مدفوعة بخطاب ديني وشعارات ثورية، لكنها في الجوهر تُحركها عقلية براجماتية انتهازية تضع مصالحها القومية فوق كل اعتبار. لا تتردد إيران في تغيير خطابها وتبديل تحالفاتها إن اقتضت الضرورة، طالما أن النتيجة النهائية تصب في تعزيز نفوذها وتثبيت هيمنتها على مفاصل القرار في عواصم عربية عدة.

إن تجربة العرب مع إيران منذ الغزو الامريكي _البريطاني للعراق عام ٢٠٠٣ وحتى اليوم لم تكن سوى سلسلة من التدخلات والانقلابات والتمددات الطائفية، بدءاً من العراق الذي بات مسرحاً للميليشيات الموالية لها، مروراً بسوريا حيث دعمت نظاماً قمعياً ضد شعبه، ووصولاً إلى اليمن ولبنان، حيث تلعب طهران دوراً مباشراً في تفكيك مؤسسات الدولة لصالح أذرعها المسلحة.

مقالات ذات صلة الاحتلال يصدر أوامر بإغلاق مدارس الأونروا بمخيم شعفاط / فيديو 2025/04/08

في ضوء هذه التجربة المريرة، فإن أي صفقة قد تبرم بين واشنطن وطهران يجب أن تُقرأ بحذر شديد. لا يمكن الوثوق بأن طهران، في لحظة ما، ستتخلى عن مشروعها الإقليمي مقابل رفع بعض العقوبات أو الإفراج عن أموال مجمدة. فالتجربة أثبتت أن إيران تعرف كيف تشتري الوقت، وتُراوغ، وتُوقع ثم تُخالف، دون أن تدفع ثمناً حقيقياً.

ومن هنا، فإن التخوف المشروع لدى الدول العربية، والخليجية خصوصاً، هو أن تكون هذه الصفقة الجديدة – إن تمت – مجرد “تفاهم نووي” ضيق يُغفل عن قصد الأبعاد الأوسع للنفوذ الإيراني. وهو ما يعني إعطاء طهران مساحة إضافية للتحرك، وتخفيف الضغط عنها في لحظة مفصلية، وربما إعادة إنتاج السيناريو الكارثي الذي أفرزته اتفاقية 2015 المعروفة بخطة العمل الشاملة المشتركة.

ومع إدراكنا لطبيعة شخصية دونالد ترامب، الذي يدير السياسة الدولية بمنطق “الصفقة” و”الربح والخسارة”، فإن علينا أن نتوقع أن تكون أي تسوية مقبلة مع طهران محكومة بهذا المنطق، وليس بمنظور طويل الأمد يأخذ في الحسبان الأمن القومي العربي أو الاستقرار الإقليمي. وقد يذهب ترامب – كما فعل من قبل – إلى عقد اتفاق لا يأخذ في الحسبان إلا المصالح الأمريكية الآنية، تاركاً المنطقة من جديد عرضة للاشتعال والانقسام.

لكن وفي المقابل، يمكن لهذه اللحظة أن تتحول إلى فرصة، إن أحسن العرب قراءتها والتعامل معها. فقد تكون بداية أفول الهيمنة الإيرانية إذا ما نجحت القوى العربية في فرض حضورها على طاولة التفاوض – ولو بشكل غير مباشر – عبر أدوات الضغط الدبلوماسي والتحالفات الاستراتيجية، ومخاطبة الرأي العام العالمي بملف الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب باسم النفوذ الإيراني.

إن صمت العرب في لحظات الحسم التاريخية كلفهم كثيراً. واليوم، نحن بحاجة إلى موقف عربي موحد، لا يُعوّل فقط على مواقف واشنطن أو غيرها، بل يبني قراره على رؤية استراتيجية، واضحة، وشجاعة، تحمي المصالح العربية وتتصدى للمشاريع العابرة للحدود.

في نهاية المطاف، لسنا ضد أي تسوية تعزز الاستقرار وتقلل من التوترات، لكننا نرفض أن تكون هذه التسوية على حساب العرب، سيادتهم، وأمنهم. فصفقة جديدة مع إيران يجب أن تعني – أولاً – كبح تمددها، لا تمكينه. ويجب أن تكون مدخلاً لتفكيك أدواتها التخريبية، لا تعزيزها.

فهل ستكون صفقة ترامب – إن تمت – فرصة لتصحيح المسار؟ أم فخاً جديداً في نفق إقليمي مظلم؟
الجواب، كما العادة، رهن بالموقف العربي.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: لا نسعى للحرب أو امتلاك قنبلة نووية
  • يتحدث عن اتصالات القاهرة وواشنطن حول غزة.. مصطفى بكري في ضيافة «العربية الحدث» اليوم
  • إيران رداً على إعلان ترامب عن محادثات نووية: الاتفاق ممكن وهدفنا الأساسي رفع العقوبات
  • نتنياهو: اتفقت مع ترامب على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية
  • بعد تصريحات ترامب.. وزير خارجية مصر يبحث الخطة العربية بشأن غزة مع مسؤولين أمريكيين
  • صفقة ترامب – إيران: فرصة أم فخ؟
  • كيف بنى الاتحاد السوفياتي أقوى قنبلة نووية في التاريخ؟
  • أول رد من إيران على تصريحات ترامب
  • إبراهيم شعبان يكتب.. الرسوم الجمركية.. ترامب يلقي قنبلة نووية على الاقتصاد العالمي
  • المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو غير صالح لقيادة تل أبيب فى الحرب ولا يمكن الوثوق به