الذكاء الاصطناعي يقضي على حقوق الطبع والنشر في الفن
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
اتفق قاضٍ فيدرالي مع مسؤولي الحكومة الأمريكية على أن قطعة فنية تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي ليست مؤهلة لحماية حقوق الطبع والنشر في البلاد نظرًا لعدم وجود أي تأليف بشري. كتب القاضي بيريل هاول من المحكمة الجزئية الأمريكية لمنطقة كولومبيا في الحكم الذي حصلت عليه "هوليوود ريبورتر". "التأليف البشري شرط أساسي لحقوق الطبع والنشر.
رفع الدكتور ستيفن ثالر دعوى قضائية ضد مكتب حقوق الطبع والنشر بالولايات المتحدة بعد أن رفضت الوكالة محاولته الثانية لحقوق الطبع والنشر لعمل فني بعنوان A Recent Entrance to Paradise (في الصورة أعلاه) في عام 2022. وافقت USCO على أن العمل تم إنشاؤه بواسطة نموذج AI الذي يسميه ثالر الإبداع آلة. قدم عالم الكمبيوتر حق المؤلف للعمل بنفسه ، واصفًا القطعة بأنها "عمل مقابل أجر لمالك آلة الإبداع". وادعى أن شرط "التأليف البشري" الخاص بـ USCO غير دستوري.
استشهد هاول بأحكام في حالات أخرى تم فيها رفض حماية حقوق الطبع والنشر للأعمال الفنية التي تفتقر إلى المشاركة البشرية ، مثل الحالة الشهيرة لقرد تمكن من التقاط بعض صور السيلفي. كتب القاضي: "رفضت المحاكم بشكل موحد الاعتراف بحق المؤلف في المصنفات التي تم إنشاؤها في غياب أي مشاركة بشرية".
أشار القاضي إلى أن التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي التوليدي سيؤدي إلى "أسئلة صعبة" حول مستوى المدخلات البشرية المطلوبة لتلبية معايير حماية حقوق الطبع والنشر ، وكذلك كيف يمكن أن يكون العمل الفني الأصلي الذي تم إنشاؤه بواسطة أنظمة مدربة على القطع المحمية بحقوق الطبع والنشر ( قضية موضوع العديد من المعارك القانونية الأخرى).
ومع ذلك ، أشار هاول إلى أن حالة ثالر لم تكن معقدة بشكل خاص ، لأنه اعترف بأنه لم يشارك في إنشاء مدخل حديث إلى الجنة. "في حالة عدم وجود أي مشاركة بشرية في إنشاء العمل ، فإن الإجابة الواضحة والمباشرة هي الإجابة التي قدمها السجل [الفيدرالي]: لا ،" ، حكم هاول. يعتزم ثالر استئناف القرار.
وفقًا لـ Bloomberg ، هذا هو أول حكم في الولايات المتحدة بشأن حماية حقوق الطبع والنشر للفن الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي ، على الرغم من أنها مشكلة كانت USCO تتعامل معها لبعض الوقت. في مارس ، أصدرت الوكالة إرشادات حول حقوق الطبع والنشر للصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والتي تستند إلى مطالبات نصية - بشكل عام ، ليست مؤهلة لحماية حقوق الطبع والنشر. قدمت الوكالة بعض الأمل في توليد المتحمسين للذكاء الاصطناعي. وقالت USCO: "ستعتمد الإجابة على الظروف ، لا سيما كيفية عمل أداة الذكاء الاصطناعي وكيف تم استخدامها لإنشاء العمل النهائي". "هذا هو بالضرورة استفسار كل حالة على حدة".
منحت الوكالة أيضًا حماية محدودة لحقوق الطبع والنشر لرواية مصورة تحتوي على عناصر تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي. وقالت في فبراير / شباط إنه في حين أن الصور التي أنشأها ميدجورني في Zarya of the Dawn لكريس كاشتانوفا لم تكن مؤهلة للحصول على حقوق الطبع والنشر ، فإن نص العمل وتخطيطه كانا كذلك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بواسطة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي
د. سعيد الدرمكي
الذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الأنظمة الحاسوبية على محاكاة الذكاء البشري، مثل التعلم واتخاذ القرار، ويُستخدم في مجالات عدة كالصحة، والصناعة، والتكنولوجيا، مما يعزز الكفاءة والإنتاجية. في المقابل، يشير الذكاء العاطفي (EI) إلى القدرة على فهم وإدارة العواطف، مما يسهم في تحسين التواصل، والقيادة، واتخاذ القرارات الفاعلة. ورغم اختلاف مجاليهما، فإن تكاملهما أصبح ضروريًا لتعزيز الفاعلية في مختلف المجالات.
كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي على أنهما كيانان منفصلان، إذ ارتبط الذكاء الاصطناعي بالقدرات الحسابية والمنطقية، حيث يركز على تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الخوارزميات، دون أي بُعد عاطفي. في المقابل، اعتُبر الذكاء العاطفي مهارة بشرية بحتة، تتمحور حول إدارة المشاعر والتفاعل الاجتماعي، مما جعله وثيق الصلة بالقيادة والتواصل. الفرق الأساسي أن الذكاء الاصطناعي يُعامل كأداة تقنية، بينما يُنظر إلى الذكاء العاطفي كجزء من الذكاء البشري يصعب محاكاته بالتقنيات.
يُعد كل من الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي مكملًا للآخر، حيث يواجه كل منهما تحديات دون الآخر؛ فالذكاء الاصطناعي، دون الذكاء العاطفي، يعاني من ضعف في فهم المشاعر البشرية واتخاذ قرارات تتسم بالتعاطف، مما قد يؤثر على جودة التفاعل مع البشر. في المقابل، يواجه الذكاء العاطفي صعوبات في تحليل البيانات الضخمة، والتنبؤ بالاتجاهات، وتحسين الإنتاجية، واتخاذ القرارات المعقدة دون الاستعانة بقدرات الذكاء الاصطناعي. لذلك، أصبح التكامل بينهما ضروريًا لتعزيز الكفاءة البشرية والتقنية معًا.
ويمكن تحقيق هذا التكامل من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل المشاعر عبر النصوص، والصوت، وتعبيرات الوجه، مما يتيح فهمًا أعمق للتفاعل البشري. في المقابل، يسهم الذكاء العاطفي في تحسين الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير برمجيات تجعله أكثر استجابة للمشاعر البشرية، مما يساعد في إنشاء واجهات مستخدم أكثر إنسانية وتفاعلية، تعزز تجربة المستخدم وتجعل التقنيات الذكية أكثر توافقًا مع الاحتياجات الاجتماعية.
ويسهم تكامل الذكاءين في تحسين العديد من المجالات. ففي قطاع الأعمال، يُستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي لتعزيز تجربة العملاء من خلال تحليل مشاعرهم والاستجابة لها بذكاء. وفي مجال الطب، تُوظَّف الروبوتات لدعم المرضى نفسيًا وعاطفيًا، مما يسهم في تحسين رفاهيتهم. أما في الموارد البشرية، فتعتمد الشركات على أدوات متطورة لتحليل رضا الموظفين وتعزيز تفاعلهم، مما يساعد في خلق بيئات عمل أكثر استجابة ومرونة.
ورغم الفوائد الكبيرة لهذا التكامل، فإنه يواجه تحديات تتعلق بالخصوصية والانحياز الخوارزمي وتأثيره على التفاعل البشري. فالذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيًا حقيقيًا، بل يعتمد على تحليل الأنماط والاستجابات المبرمجة، مما يجعله غير قادر على الإحساس الحقيقي. كما إن هناك مخاوف بشأن جمع البيانات الشخصية دون إذن، والانحياز في تحليل المشاعر، ومخاطر التلاعب النفسي بالمستخدمين. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والعنصر البشري، بحيث لا يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء العاطفي، بل يكمله لتعزيز الفاعلية دون المساس بجوهر التفاعل الإنساني.
أما فيما يتعلق بدور الأبحاث والتكنولوجيا في تحقيق التكامل، فيجب تطوير أنظمة قادرة على فهم المشاعر البشرية باستخدام تقنيات التعلم العميق وتحليل اللغة الطبيعية. كما ينبغي تعزيز الذكاء العاطفي الاصطناعي ليكون أداة داعمة للتجارب البشرية، بحيث يساعد في تحسين التفاعل والتواصل دون أن يحل محل المشاعر الإنسانية.
المستقبل يعتمد على التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي، مما يؤدي إلى ثورة في مجالات العمل والتعليم والتفاعل الاجتماعي، مع ضرورة وضع ضوابط أخلاقية تضمن التوازن البشري. يسهم هذا التكامل في تحسين بيئات العمل من خلال تحليل مشاعر الموظفين وتعزيز الإنتاجية، كما يتيح التعليم التكيفي الذي يستجيب لعواطف الدارسين، مما يعزز تجربة التعلم. وفيما يتعلق بالعلاقات البشرية، فإنه يدعم التواصل الفاعل، لكنه قد يؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية إذا أُسيء استخدامه، مما يستدعي توجيه هذا التطور بما يحقق أقصى فائدة دون الإضرار بالجوانب الإنسانية.
من هنا، يمكن الاستنتاج أن التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي ضروري لتحقيق توازن فاعل بين الكفاءة التقنية والبعد الإنساني. فالذكاء الاصطناعي يُسهم في تعزيز الإنتاجية والدقة، بينما يضمن الذكاء العاطفي اتخاذ قرارات تتماشى مع القيم الإنسانية. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا لا تستطيع محاكاة المشاعر البشرية بشكل كامل، إلا أنها قادرة على دعم الفهم العاطفي وتعزيز التفاعل البشري.
لذا.. فإنَّ تحقيق أقصى استفادة من هذا التكامل يتطلب توجيه التطور التكنولوجي نحو تعزيز القيم الإنسانية، وضمان الاستخدام الأخلاقي للابتكارات التقنية، بما يسهم في رفاهية المجتمعات واستدامة التطور ودعم مستقبل أكثر ذكاءً وإنسانيةً.