بوابة الوفد:
2025-04-09@06:33:51 GMT

تناقضات الإدارة الأمريكية

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

ملحمة ومشهد عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، كان أبلغ رد على دعوات التهجير التى أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أنها تعنى ببساطة تمسك هذا الشعب بأرضه، ولا شىء آخر غير الأرض والوطن، بعد أن فقد كل مقومات الحياة، وكل ما يملك من مسكن أو أثاث أو مرافق أو خدمات، وأبسط مقومات المعيشة، بسبب الحرب البربرية التى استمرت لأكثر من عام، وكان هدف الاحتلال الإسرائيلى من شنها القضاء تمامًا على مدينة غزة، وتحويلها إلى ركام يستحيل العيش فيها، واجبار الفلسطينيين على هجرها.

. ومع كل هذا جاء هذا المشهد الذى شكل واحدًا من ملامح الصمود الفلسطينى على اعتبار أن جميع العائدين على يقين بأنهم عائدون إلى ركام وحياة شبه مستحيلة وأيام صعبة، إلا أنهم قطعوا عشرات الأميال على أقدامهم فى فرحة وتهليل وتكبير للعودة إلى موطنهم، حتى وإن كان العيش فيه مضنيًا، وهو أمر بالتأكيد كان له مردود إيجابى على كل الدول التى تدافع عن الحق الفلسطينى، وتقف فى مواجهة مخطط التهجير، وتصفية القضية الفلسطينية، وعلى رأس هذه الدول مصر والأردن، نظرًا لتأثير عمليات التهجير على أمنهما القومى.

الحقيقة أن مصر قالت كلمتها بوضوح فى مخطط التهجير الفلسطينى، وسجلت موقفها التاريخى والراسخ عندما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مصر لن تشارك فى ظلم الفلسطينيين وترفض عملية التهجير، وهو موقف نابع من خبرات مصر المتراكمة فى هذا الملف، على اعتبار أن عملية التهجير ليست حلاً للقضية التى دامت سبعين عامًا، ولن يكون سببًا فى تأمين إسرائيل والعيش بسلام فى المنطقة.. بل إن عملية التهجير ستكون سببًا فى تفجير الأوضاع وزيادة الصراع ونقله إلى مناطق أخرى، بعد أن أكدت التجربة نفسها سابقًا أن عمليات التهجير التى حدثت فى عام 1948 وما بعدها كانت سببًا فى عدة حروب بين إسرائيل والعرب، واستمرار الصراع فى الداخل الفلسطينى الإسرائيلى، حتى جاءت الخطوة الشجاعة من الرئيس الراحل أنور السادات بعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل كان أساسها الأرض مقابل السلام، وهى التجربة التى أكدت نجاحها بعد مرور أكثر من نصف قرن عليها، وهى أيضًا نفس التجربة التى فحت الباب لطرح مبادرة السلام التى أطلقها العاهل السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى قمة بيروت عام 2002 على أساس حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، وإقامة علاقات معها مع كل الدول العربية، إلا أن الرفض الإسرائيلى والاستمرار فى استخدام القوة وضم المزيد من الأراضى كان سببًا فى استمرار هذا الصراع.

للأسف الموقف الأمريكى بات يشكل أهم معوقات حل القضية الفلسطينية، بسبب الانحياز الأعمى للجانب الإسرائيلى والدعم غير المحدود عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، ولم تكن دعوة الرئيس الأمريكى ترامب لتهجير الفلسطينيين إلا استمرارًا لهذا النهج المعكوس الذى يتسبب فى مزيد من تعقيد هذه القضية التى تشكل قنبلة موقوتة لمنطقة الشرق الأوسط، ولها مردود سلبى على الولايات المتحدة الأمريكية بسبب سياستها المتناقضة مع كل قواعد وقرارات القانون الدولى والشرعية الدولية وحقوق الإنسان، وأيضًا مع موقف الولايات المتحدة نفسها فى تعاملها مع قضية المهاجرين إليها وإعلان حالة الطوارئ للقبض على المهاجرين وإعادتهم على طائرات عسكرية إلى أوطانهم سواء فى المكسيك أو كولومبيا وغيرهما من الدول، ورفض إقامتهم على الأراضى الأمريكية.. وفى ذات الوقت يدعو الرئيس ترامب إلى تهجير شعب بأكمله من أرضه ووطنه إلى دول مجاورة، ومطالبة هذه الدول بقبول المهجرين من أجل تأمين دولة تحتل وتغتصب أرض هذا الشعب! وهو تناقض غريب وتحد سافر لكل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ويجب على الإدارة الأمريكية أن تعود إلى الخبرات المصرية والقاعدة التى رسختها مصر - الأرض مقابل السلام - إذا أرادت أن تحل هذا النزاع وتحقق الأمن والاستقرار لإسرائيل وكل منطقة الشرق الأوسط.

حفظ الله مصر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ تناقضات الإدارة الأمريكية سبب ا فى

إقرأ أيضاً:

خلال لقائها الرئيس اللبناني.. المبعوثة الأمريكية أورتاغوس ترتدي قلادة بنجمة داوود (صور)

لبنان – التقت المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس، صباح امس السبت، خلال الزيارة التي تؤديها إلى لبنان بالرئيس جوزيف عون.

وخلال لقائها مع عون لوحظ أن مورغان أورتاغوس ترتدي قلادة تحمل نجمة داوود، الرمز اليهودي التقليدي.

وهذه المرة الثانية التي تثير فيها أورتاغوس الجدل بهذا الشعار الديني، بعد أن ارتدت سابقا خاتما يحمل نفس الرمز خلال زيارتها بعبدا.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس غادرت قصر بعبدا عفب انتهاء اللقاء مع الرئيس عون دون الإدلاء بتصريح.

المصدر: وسائل إعلام لبنانية

مقالات مشابهة

  • النائب أحمد عبدالجواد: الرئيس السيسي يتصدى بشجاعة لمخطط التهجير
  • الوطني الفلسطيني: زيارة ماكرون للعريش رسالة برفض المخططات الأمريكية وخطة التهجير
  • الجبهة الوطنية: نرفض التهجير ونثمن دعم الرئيس الفرنسي لغزة
  • الإدارة العامة لتأمين المرافق والمنشآت تنشر قواتها لتأمين مقار رئاسة هيئة السكة حديد والقسم الرئيس بالخرطوم والخرطوم بحري
  • حلوة يا بلدى.. معلومات عن أغنية داليدا التى نشرها الرئيس الفرنسي
  • أخبار التوك شو| الرئيس السيسي يصطحب ماكرون في جولة بشوارع القاهرة.. موسى: مصر منعت خطة التهجير
  • بين فضيحة سيغنال وصمود اليمن.. التحقيقات الأمريكية لن تؤثر على إرادة اليمنيين
  • أحمد موسى: مصر منعت خطة التهجير.. ولابد من الوقوف بجانب الرئيس والجيش
  • كم دولة في العالم تتواصل مع الإدارة الأمريكية بشأن رسوم ترامب الجمركية؟.. البيت الأبيض يجيب
  • خلال لقائها الرئيس اللبناني.. المبعوثة الأمريكية أورتاغوس ترتدي قلادة بنجمة داوود (صور)