بوابة الوفد:
2025-03-09@13:43:42 GMT

جرأة مجموعة لاهاي

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

منذ أن نجح فى الانتخابات وحتى قبل أن يجلس على عرش أمريكا رسميًا للمرة الثانية اعتاد ترامب الإدلاء بتصريحات غير مسئولة أثارت جدلًا واسعًا فى كل دول العالم واعتبره كثيرون مجنونًا قد يجر العالم لحرب عالمية ثالثة.

وفاجأ ترامب العالم بتصريحات غريبة عقب لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وكأن كل تصريح خرج من شخص مختلف أحدهما همجى والثانى استعمارى إمبريالى والثالث إنسان والرابع نرجسى والخامس ممثل، ربما ما جاء عل لسانه حول استيلاء أمريكا على غزة ونقل عدد من الجنسيات للعيش فيها أى تدويلها بمثابة صدمة أعادت للأذهان تلك الاتفاقيات والوعود الاستعمارية التى قسمت دولًا وشردت شعوبًا، وكأن العالم خلق من أجلهم يظلمون ويتجبرون دون وازع من ضمير ودون مراعاة للقوانين والأعراف الدولية التى وضعوها وطبقوها بطريقتهم وحسب مصالحهم.

فى يقينى الضعفاء لن يسكتوا، قد يتحدون لمواجهة هذا التسلط وهذا الفكر الاستعمارى الهمجى، وربما كانت كندا وبنما وكولومبيا والبرازيل والمكسيك هى البداية وسينضم اليهم آخرون بدعم قوى أخرى من مصلحتها إضعاف الولايات المتحدة بل وتفكيكها.

أتوقف هنا عند حدث دولى أعتبره من أهم الأحداث على الساحة العالمية خلال الأيام الماضية، ففى سابقة هى الأولى فى التاريخ، أعلنت 9 دول عن تدشين أول تجمع دولى أطلق عليه «مجموعة لاهاى» بهدف ملاحقة العدو الصهيونى فى المحاكم الدولية والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية المحتلة عقب 1967، والدول هى جنوب أفريقيا وماليزيا وكولومبيا وبوليفيا وكوبا وهندوراس وناميبيا والسنغال وجزر بليز.

هذه الدول قررت ألا تكتفى بملاحقة إسرائيل قضائيًا فقط، بل وسياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا من خلال عدة إجراءات: منها تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة من الجنائية الدولية بحق «نتنياهو» و«غالانت» فى حال وصول أى واحد منهما إلى أراضى أى دولة من الدول التسع، ومنع تصدير أو توفير أو نقل الأسلحة إليها، ومنع رسو أى سفن تنقل أسلحة أو وقودًا لإسرائيل فى موانئ هذه الدول.

ربما يقلل البعض من هذا الحدث معللًا أن هذه الدول صغيرة–عدا ماليزيا بالطبع–وتأثيرها ليس كبيرًا، ولكنى أقول إن مجرد إعلان هذه المجموعة عن اتخاذ إجراءات ضد الكيان الصهيونى المدعوم بالشيطان الأمريكى الأعظم هو جرأة تنذر بانضمام المزيد إلى هذا التحالف، أو تكوين تحالفات أخرى ضد أمريكا نفسها، فالضغط والظلم غالبًا ما يولدان الانفجار.

وأشير هنا أيضًا إلى الانقسامات السياسية العميقة فى الولايات المتحدة الأمريكية والاعتراضات المتتالية على الإجراءات التى اتخذها ترامب فى الأيام الأولى من ولايته الثانية والتى أسفرت عن عريضة جمعت أكثر من 100 ألف توقيع تطالب الكونجرس بعزل هذا الرئيس الذى قد يتسبب بسياساته فى زيادة العداء ضد أمريكا على مستوى العالم، وانهيار الاقتصاد الأمريكى.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هوامش خالد إدريس الانتخابات تصريحات غير

إقرأ أيضاً:

قادة الصين لن يغيروا مسارهم مهما تغير العالم من حولهم.. ثوابت بكين مستمرة رغم التحولات العالمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

على الرغم من مواجهة تحديات اقتصادية كبيرة وتغيرات سياسية عالمية، تظل القيادة الصينية فى عهد الرئيس شى جين بينج ثابتة على مسارها الثابت. لم تفعل الصراعات السياسية والاقتصادية الأخيرة - مثل البطالة القياسية بين الشباب، والضغوط الانكماشية، وانهيار سوق الأوراق المالية، وانهيار فقاعة الإسكان - الكثير لتغيير مسار الحزب الشيوعى الصيني. بدلًا من ذلك، يبدو أن القيادة السياسية فى الصين تنظر إلى هذه العقبات باعتبارها تحديات ضرورية فى رؤيتها طويلة الأجل للاعتماد على الذات والأمن القومي.

رؤية "النضال" والاعتماد على الذات

فى الأول من يناير ٢٠٢٥، نشرت المجلة الإيديولوجية للحزب الشيوعى الصيني، Quishi، خطابًا للرئيس شي، ألقاه فى الأصل فى فبراير ٢٠٢٣. فى هذا الخطاب، كرر شى الدعوة إلى "نضال طويل الأمد" لحماية الأمن السياسى للصين، مؤكدًا على تفوق "التحديث على الطريقة الصينية".

فى خطابه، قال شي: "لقد أثبت التاريخ مرارًا وتكرارًا أن السعى إلى الأمن من خلال النضال يجلب الأمن الحقيقي". وقد أكدت هذه الرسالة على موقف القيادة الثابت، حتى فى مواجهة الصعوبات الاقتصادية التى تفاقمت بسبب العوامل الداخلية والضغوط الخارجية، مثل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.

على الرغم من التباطؤ الاقتصادى الحالى فى الصين، فإن التزام شى بهذا المسار لا يزال دون تغيير. وكما لاحظ جاكوب غونتر، المحلل الاقتصادى الرئيسى فى معهد ميركاتور لدراسات الصين، فإن نشر هذا الخطاب فى بداية عام ٢٠٢٥ يشير إلى أن قيادة بكين لا تتأثر بالاضطرابات التى شهدتها العامين الماضيين. إن الالتزام بالصين المعتمدة على الذات والآمنة والخالية من التأثيرات الخارجية راسخ بقوة فى استراتيجية الحزب الشيوعى الصيني.

لا يتوقع حدوث تحولات كبيرة فى السياسات

انعقد المؤتمر الوطنى لنواب الشعب الصينى السنوي، الهيئة التشريعية الاحتفالية فى الصين، فى أوائل مارس/آذار ٢٠٢٥ وسط هذه التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المستمرة.

وحدد التقرير الافتتاحى لرئيس مجلس الدولة لى تشيانغ هدف نمو متواضع "حوالى ٥٪" لعام ٢٠٢٥ وسلط الضوء على زيادة بنسبة ٧.٢٪ فى الإنفاق العسكري.

ومع ذلك، تظل الوظيفة الرئيسية للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى هى التصديق على السياسات التى قررها بالفعل قادة الحزب الشيوعى الصيني، مما يترك مجالًا ضئيلًا للتحولات السياسية المهمة.

وكان التركيز، كما يتضح فى خطاب رئيس مجلس الدولة لي، على تحقيق أهداف النمو هذه من خلال الجهود المستمرة، مما يؤكد على نهج بكين الثابت فى الحكم.

يعكس هذا الاتساق فى أولويات السياسة الأهداف طويلة الأجل التى حددتها الدورة الثالثة للحزب الشيوعى الصينى فى يوليو/تموز ٢٠٢٤: تعزيز رأسمالية الدولة الحزبية، ومواجهة جهود الولايات المتحدة فى الاحتواء، وتعزيز الابتكار، وتعميق الولاء لقيادة شي.

وعلى الرغم من التباطؤ الاقتصادي، فإن التزام الحزب الشيوعى الصينى بهذه الأهداف لم يتزعزع، مما يوضح أن التعديلات السياسية الكبيرة غير مرجحة فى هذا الوقت.

إدارة الصراعات الاقتصادية من خلال التعديلات التدريجية

فى قلب الاستراتيجية الاقتصادية الحالية للصين يكمن هدف تعزيز الاستهلاك المحلى واستقرار القطاعات الرئيسية، وخاصة سوق العقارات، التى واجهت انتكاسات كبيرة. كما أعطت بكين الأولوية لجذب الاستثمار الأجنبى وتعزيز الاكتفاء الذاتى لسلسلة التوريد.

ومع ذلك، يشكك الخبراء فى ما إذا كانت التدابير الموضحة فى تقرير عمل لي، مثل التحفيز المالى الكبير والاستثمارات فى البنية الأساسية، ستعالج بشكل فعال القضايا الاقتصادية الأساسية فى الصين.

وفقًا لمايكل بيتيس، زميل بارز فى كارنيجى تشاينا، فإن ضعف ثقة المستهلك لا يزال عقبة كبيرة أمام تعافى الصين. وفى حين تُبذل الجهود لتحفيز الاستهلاك، فإن الكثير من الوعكة الاقتصادية فى الصين قد تكون هيكلية. إن عدم اليقين المستمر المحيط بقيم العقارات، والتى تشكل جزءًا كبيرًا من ثروة الأسر، يؤدى إلى تفاقم القلق العام بشأن الاستقرار المالى فى المستقبل.

الحرب التجارية والسعى إلى الاعتماد على الذات

مع استمرار الولايات المتحدة فى فرض الرسوم الجمركية على السلع الصينية، تبنت الصين نهجًا عمليًا، حيث ردت بفرض رسوم جمركية متبادلة ولكنها تجنبت المواجهات الكبرى. ومن المرجح أن يكون هذا الرد المدروس مدفوعًا برغبة فى تجنب تفاقم الوضع، وخاصة فى ضوء التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى التى هدد فيها بفرض المزيد من القيود التجارية.

ويشير خبراء مثل تشونج جا إيان، الأستاذ فى الجامعة الوطنية فى سنغافورة، إلى أن استراتيجية "العين بالعين" التى تنتهجها الصين تعكس رغبة فى تجنب تصعيد التوترات، مع الحفاظ على موقف حازم بشأن سيادتها الاقتصادية.

ويتماشى هذا النهج مع أجندة شى الأوسع نطاقًا لتحقيق الاعتماد على الذات، وخاصة فى القطاع التكنولوجي. فى فبراير ٢٠٢٥، التقى شى بقادة التكنولوجيا الكبار فى عرض رفيع المستوى لدعم قطاع التكنولوجيا فى الصين، وحثهم على المساهمة فى النمو الاقتصادى للبلاد.

يمثل هذا التحول تراجعًا عن حملة بكين التنظيمية السابقة، مما يشير إلى الاعتراف بالتباطؤ فى النمو والحاجة إلى دعم صناعة التكنولوجيا للحفاظ على القدرة التنافسية على الساحة العالمية.

تعزيز الابتكار فى ظل التحديات الخارجية

ساهمت التطورات الأخيرة فى قطاع التكنولوجيا فى الصين، مثل الاختراقات فى تكنولوجيا أشباه الموصلات من قبل هواوى وظهور منصة الذكاء الاصطناعى التوليدية DeepSeek، فى انتعاش نشاط سوق الأوراق المالية، مما أضاف قيمة كبيرة إلى أسواق الصين.

وتعكس هذه التطورات، التى ترجع جزئيا إلى جهود الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتى التكنولوجي، رؤية شى بأن تصبح الصين رائدة عالمية فى مجال الابتكار، حتى فى حين تواجه تحديات خارجية من الولايات المتحدة.

ومع ذلك، لا يزال الطريق إلى الأمام صعبا. وكما يشير ستيف تسانج، مدير معهد SOAS الصيني، فإن الاعتراف العام بالصعوبات الاقتصادية التى تواجهها الصين فى اجتماع شى مع قادة التكنولوجيا يعكس وعيا متزايدا داخل الحزب الشيوعى الصينى بالحاجة إلى تعديلات اقتصادية عاجلة.

ومع ذلك، لا يزال اتجاه السياسة متجذرا بقوة فى الاعتماد على الذات، مع استمرار بكين فى إعطاء الأولوية للأمن القومى والاستقلال التكنولوجى كركائز لاستراتيجيتها.

Quishi

مقالات مشابهة

  • "عمران" تختتم المشاركة في "معرض بورصة برلين الدولية للسياحة" بتوقيع اتفاقيات مع شركات عالمية
  • خامنئي يعلن موقف إيران من إجراء محادثات نووية مع أمريكا
  • أستاذ علوم سياسية: مجموعة من الدول سارعت لتأييد القضية الفلسطينية لإعادة إعمار غزة
  • مجموعة العمل الدولية: المحاسبة عن الجرائم ضرورية للعدالة والسلام بليبيا
  • المغرب مقرا لأول مكتب إقليمي لمؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص في إفريقيا
  • تحذير عاجل: ترامب يعلن قائمة سوداء جديدة لحظر دخول هذه الدول إلى أمريكا!
  • ترامب يضع قائمة سوداء.. بيان تحذيري من حظر دخول مواطني بعض الدول إلى أمريكا
  • المنظمة الدولية لقادة السلام تختار المهندس حسن علي مصطفى الوهداني سفيراً للسلام العالمي
  • «صوت أمريكا»: هل تستطيع أوروبا تسليح أوكرانيا بعد أن أوقفت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية؟
  • قادة الصين لن يغيروا مسارهم مهما تغير العالم من حولهم.. ثوابت بكين مستمرة رغم التحولات العالمية