استعادة وسيطرة.. الجيش السودانى ينجح فى دخول «الخرطوم».. والدعم السريع ينسحب من العاصمة والجزيرة
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا تزال المعارك بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع تجرى وقائعها بين الجانبين لبسط السيطرة، إلا أن الجيش السودانى نجح فى السيطرة على عدة مناطق فى العاصمة السودانية الخرطوم، بجانب سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، ما دعا كثيرا من النازحين السودانيين فى عدة ولايات إلى العودة مرة أخرى إلى ولاية الجزيرة والخرطوم بعد تأمينها من قبل قوات الجيش السوداني.
ورصدت وسائل إعلام سودانية مغادرة حافلات تقل مدنيين سودانيين نازحين من مدينة بورتسودان على البحر الأحمر متوجهة إلى ولاية الجزيرة على بعد 700 كيلومتر جنوب غرب البلاد، حيث يعزز جيش البلاد مكاسبه الإقليمية الأخيرة فى المنطقة الغنية بالزراعة.
وكانت ولاية الجزيرة، جنوب الخرطوم، مسرحا لمعارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد أن سيطرت المجموعة شبه العسكرية على عاصمتها ود مدنى قبل أكثر من عام.
وفى الأسابيع الأخيرة، نجح الجيش والقبائل السودانية المتحالفة معه فى طرد قوات الدعم السريع من مدن مهمة فى الجزيرة، بما فى ذلك ود مدنى والحصاحيصا.
وقد هددت استعادة مناطق واسعة من الولاية خطوط إمداد قوات الدعم السريع الحيوية ووضعت الجيش والقبائل المتحالفة معه على الطريق المتجه شمالاً إلى الأطراف الجنوبية للعاصمة.
وأعلن وزير الدولة السودانى بولاية البحر الأحمر أن ٢٠ حافلة أسبوعيا ستنقل النازحين المدنيين إلى الجزيرة بعد استعادة الجيش السيطرة على مناطق واسعة، بإجمالى ١٠٠ حافلة ستستخدم فى العملية، وتضم الدفعة الأولى من النازحين المدنيين القادمين من مراكز الإيواء فى بورتسودان.
وأكدت المصادر أن الحافلات غادرت بورتسودان متوجهة إلى الجزيرة، ولم يعرف عدد النازحين من الولاية، لكن من المعتقد أنهم بمئات الآلاف، ويعتقد أن مئات الآلاف من السودانيين نزحوا من الجزيرة.
يأتى ذلك فيما كانت تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم، والتى استولت عليها فى الأيام الأولى من الصراع، بما فى ذلك المطار والقصر الرئاسي، وانسحبت الحكومة المدعومة من الجيش وكبار القادة العسكريين إلى بورتسودان، التى أصبحت القاعدة الرئيسية لعمليات الجيش حيث حشد القوات والإمدادات للهجمات المضادة.
ويبدو أن العملية فى العاصمة بدأت تتشكل، مع ظهور إشارات تفيد بأن الجيش يستعد لشن هجوم كبير لاستعادة السيطرة على العاصمة بالكامل. وبالإضافة إلى مكاسبه فى الجزيرة، كان الجيش يتقدم ببطء إلى الخرطوم من الشمال والشرق ويدفع قوات الدعم السريع خارج مواقع حيوية هناك.
ويقول متابعون ميدانيون إن السيطرة على الجزيرة أمر بالغ الأهمية بالنسبة للجيش حتى يتمكن من الاستعداد لشن هجوم على الخرطوم. لكن معركة العاصمة من المرجح أن تكون دامية ومدمرة، حيث كان لدى قوات الدعم السريع أشهر لتحصين مواقعها.
وقد نجح الجيش والقبائل المتحالفة معه بالفعل فى طرد قوات الدعم السريع من معظم أنحاء بحري، التى تشكل مع الخرطوم وأم درمان المنطقة الكبرى للعاصمة، كما استعادت المجموعة بعض المناطق فى أم درمان، بما فى ذلك المنطقة التاريخية للمدينة، وأسست موطئ قدم مفيدا فى الخرطوم عندما استعادت مقر القوات المسلحة الشهر الماضي.
وأكدت وسائل إعلام سودانية مقتل قائد قوات الدعم السريع فى ولاية الجزيرة خلال معارك جرت شرق النيل بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني.
وإزاء ذلك واصل الجيش السودانى تقدمه باتجاه مدينة الكاملين التى تبعد مسافة كيلومترات قليلة عن العاصمة السودانية الخرطوم، بعدما نجحت قوات الجيش فى السيطرة على عدة قرى بمحليتى الحصاحيصا والكاملين.
جدير بالذكر أن الحرب الأهلية فى السودان، التى نشأت عن صراع على السلطة بين رئيس الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد دقلو، دمرت السودان، حيث قُتل عشرات الآلاف فى القتال. وقد أثبتت الجهود الرامية إلى تأمين وقف إطلاق نار دائم والتفاوض على إنهاء الصراع حتى الآن أنها غير مثمرة.
وكانت قوات الجيش السودانى قد نجحت فى وقت سابق فى استعادة سيطرتها على مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة فى العاصمة الخرطوم، كما نجحت قوات الجيش فى فك الحصار الذى فرضته قوات الدعم السريع على مصفاة الجيلى النفطية فى شمال الخرطوم.
وكانت الحرب السودانية بين قوات الجيش والدعم السريع قد تفجرت فى شهر أبريل من عام ٢٠٢٣، بعدما سيطرت قوات الدعم السريع على مناطق متعددة فى العاصمة الخرطوم، وكذا ولاية الجزيرة.
وتسببت الحرب السودانية فى أزمة إنسانية للشعب السوداني، حيث نزع أكثر من ١٢ مليون مواطن فى السودان إلى ولايات الجنوب، فيما لجأ ملايين السودانيين إلى الهروب خارج البلاد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجيش السوداني قوات الدعم السريع قوات الدعم السریع الجیش السودانى ولایة الجزیرة السیطرة على فى العاصمة قوات الجیش
إقرأ أيضاً:
هزائم متلاحقة للدعم السريع.. الجيش السوداني يستعيد مدينة "الحصاحيصا" ويتقدم نحو جنوب الخرطوم
أعلن الجيش السوداني، الأحد، استعادة مدينة الحصاحيصا؛ ثاني أكبر مدن ولاية الجزيرة وسط البلاد، بالإضافة إلى بلدات رفاعة، وتمبول، والهلالية، في حين أكدت تقارير استرداد بلدة الكاملين؛ آخِر خطوط الدفاع عن جنوب العاصمة الخرطوم.
وقال الناطق باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، على الصفحة الرسمية بمنصة "فيسبوك"، إن قواته "طهَّرت مدينة الحصاحيصا تماماً من العدو". كما تناقلت منصات مُوالية للجيش أنه استردَّ بلدة الكاملين التي تبعد عن جسر خزان الأولياء، المَخرج الرئيسي لقوات الدعم السريع في الخرطوم، بنحو 130 كيلومتراً.
وأضافت المنصات نفسها أن قوات الجيش تتجه نحو الخرطوم من جهة الجنوب. وكان العميد عبد الله قد أعلن، في وقت متأخر من مساء السبت، أن قواته استردَّت بلدات في شرق ولاية الجزيرة، بعد أن شنت حملة تطهير بالمنطقة.
وباسترداد مدينتي الحصاحيصا والكاملين، يكون الجيش قد استكمل سيطرته على الطريق البري الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، والذي يمر غرب نهر النيل الأزرق.
كما أن باسترداده بلدات رفاعة، والهلالية، وتمبول، يكون أيضاً قد استعاد السيطرة على الطريق الذي يربط بين ود مدني والخرطوم، من الجهة الشرقية للنهر.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت تنسيقية لجان مقاومة كرري في السودان، اليوم (الأحد)، أن قوات "درع السودان"، المتحالفة مع الجيش، دخلت ولاية الخرطوم، بعد السيطرة على شرق ولاية الجزيرة، التي باتت بالكامل تحت سيطرة الجيش.
إلى ذلك نقلت قناة الجزيرة عن مصادر محلية باندلاع اشتباكات صباح اليوم في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بين الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.
وتركزت المواجهات في المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي للمدينة، حيث سُمعت أصوات القصف المدفعي وسط الفاشر.
وقالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، في بيان عسكري، إن قوات الدعم السريع صعّدت هجومها على الفاشر بعد يوم واحد فقط من قرار مجلس الأمن الدولي الذي طالبها بوقف الهجوم وفك الحصار عن المدينة.
وبحسب البيان، شنت قوات الدعم السريع فجر اليوم هجوما على المدينة من 3 محاور: الجنوبي والجنوبي الغربي والجنوبي الشرقي، مستهدفة مناطق سكنية ومعسكرات نازحين. لكن القوة المشتركة، بالتعاون مع القوات المسلحة السودانية وقوات أخرى، تصدّت للهجوم وألحقت بالمهاجمين خسائر فادحة.
وأشار البيان إلى أن قوات الدعم السريع حاولت تنفيذ عملية اختراق من المحور الجنوبي الغربي لكنها فشلت، وتم القضاء على القوة المهاجمة بالكامل.
ووفقا للحصيلة الأولية، فقد قُتل أكثر من 140 عنصرا من قوات الدعم السريع، وتم تدمير 43 آلية عسكرية والاستيلاء على 12 أخرى بحالة جيدة.
وأضاف البيان أن الهجوم شهد مشاركة مقاتلين يسيرون على الأقدام، وآخرين يستخدمون الحمير والخيل، بينما بدت على بعضهم علامات التأثر بالمخدرات، وذلك ما أثار تساؤلات عن مدى تراجع الإمدادات العسكرية لقوات الدعم السريع.
واختتم البيان بتوجيه التهنئة للشعب السوداني على ما وصفه "بالانتصارات العظيمة"، مؤكدا أن قواتهم ستواصل القتال حتى تحرير كل السودان من قوات الدعم السريع.