لا يزال حتى الآن (سور الصين العظيم) الرمز العريق لتوحيد دولة الصين، وهو شهادة فريدة على التاريخ العظيم وعلى قوة الإمبراطورية الصينية والبراعة فى مجال التشييد والإعمار، وبالمثل نرى براعة الصينيين فى مجالات متنوعة ومن بينها (تعليم الصين العظيم)، وفى البداية ووفقًا لبيان حديث صادر من لجنة الأمن القومى للذكاء الاصطناعى الأمريكية، حيث أكد أن الصين قد تأخذ مكانة الولايات المتحدة لكى تمثل القوة العظمى للذكاء الاصطناعى فى العالم، كما أن تطبيقات الذكاء الاصطناعى سيتم استغلالها وصولًا للسلطة فى أى دولة، وبشأن دولة الصين، فيمكننا بشكل ملموس إيجاد التأثيرات الإيجابية للعلم على التنمية، هناك منذ قيام دولة الصين على يد الزعيم ماو تسى تونغ عام 1949م وحتى الآن إلى أن أصبحت الصين من أقوى الاقتصاديات فى العالم، على الجانب الآخر فإن مصر مثل الصين فى إقليمها إقليم الشرق الأوسط، وهى الأكثر كثافة سكانية والأكثر عمقًا فى الحضارة والتاريخ مما منحها مكانة عظيمة حتى عندما كانت خاضعة لإمبراطوريات عظمى، وعلى نقيض دولة الصين فإن مصر هى التى بدأت الحداثة فى إقليمها المحيط، بينما نجد دولة اليابان هى من حملت الراية فى الشرق الأقصى، وهنا يوجد تساؤل يفرض نفسه لماذا لم يحدث ذلك التطور السريع فى مصر كما حدث فى الصين فى مجالات عدة، وإن كانت مصر شهدت عدة تطورات بطيئة بمختلف المجالات وفقًا للثورات الاجتماعية.
ومن المقدمة السابقة أنتقل إلى التفاصيل، حيث استقبلت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى الآونة الأخيرة وفدًا من جامعة تشاتشينج الصينية Zhejiang وهى إحدى الجامعات الحكومية المرموقة فى الصين التى تشهد تقدمًا ملموسًا فى الأنظمة المستقبلية الحديثة، ولا سيما أنظمة الذكاء الاصطناعى وأيضًا حققت مراتب متميزة داخل التصنيفات العالمية، وهذه الزيارة تشير إلى عمق العلاقات التى تربط بين مصر والصين لا سيما فى مجالات التعليم العالى والبحث العلمى والتكنولوجيا، مما ينعكس بشكل إيجابى على الاستفادة من التجارب الدولية المتميزة فى تطوير منظومة التعليم العالى استنادًا لرؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
وتأتى هذه الشراكة بين جامعة تشاتشينج الصينية Zhejiang ووزارة التعليم العالى المصرية تزامنًا مع تنفيذ خطة الدولة للتحول الرقمى ودعم مسار التعليم الفنى والجامعات التكنولوجية فى مجالات علوم الحاسب والذكاء الاصطناعى وهندسة البرمجيات والأمن السيبرانى والشبكات وأمن المعلومات بهدف إعداد كودار فنية متخصصة مؤهلة لسد احتياجات سوق العمل، وأيضًا عقد شراكات أخرى متميزة مع قطاع الصناعة، وفى ختام مقالى هذا أؤكد معنى وأهمية وجود الشريك الاستراتيجي، فهو شريك غير منافس؛ لأن المنافس لن يتعاون مع الطرف الآخر، ولكن هو شريك لديه، ولدى الطرف الآخر فرصة أكبر للنجاح عند حدوث التعاون المشترك على أرض الواقع، وينعكس ذلك فى صالح المؤسسات والأفراد وبالتالى الدول والشعوب. وللحديث بقية إن شاء الله.
دكتور جامعى وكاتب مصرى
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامعات التكنولوجية التعليم الفني التعلیم العالى دولة الصین فى مجالات
إقرأ أيضاً:
الأنبا توما يترأس قداس عيد الشهيد العظيم مار جرجس وتطييب ذخائره بكنيسته بساحل طهطا
ترأس مساء أمس، نيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، قداس عيد الشهيد العظيم مار جرجس، وتطييب ذخائره، وذلك بكنيسته، بساحل طهطا.
شارك في الصلاة الأب بولس سنادة، راعي الكنيسة، والقمص أنطونيوس سبع الليل راعي كنيسة السيدة العذراء مريم، بالخزندارية.
وفي عظته، تأمل الأنبا توما في لقّب القديس مار جرجس بـ"أمير الشهداء"، لأنه قدّم شهادة إيمانية عظيمة في سبيل المسيح، وأظهر شجاعة وإصرار رغم التعذيب القاسي، الذي تعرّض له، من أجل الدفاع عن إيمانه.
وقال الأب المطران: لقد رفض مار جرجس التخلّي عن إيمانه وعبادة الأوثان، فواجه اضطهادًا شديدًا، وسلسلة من العذابات الرهيبة، لكنه استمر بإعلان إيمانه بكل شجاعة وصبر، فاستشهد أخيرًا بسبب هذا الإيمان الثابت، وأصبح رمزًا للمسيحيين في التضحية، والنصرة الروحية، مما أكسبه لقب "أمير الشهداء".
واستكمل صاحب النيافة: بالطبع لقب "أمير الشهداء"، الذي أُطلق على القديس مار جرجس، ينبع من عدة أسباب ترتبط بشخصيته، وحياته، واستشهاده البطولي، كما تعرّض مار جرجس لأبشع أنواع التعذيب، مثل: تمزيق جسده، وضعه على عجلة مسننة، وغمسه في الجير الحي، ومع ذلك، ظل ثابتًا على إيمانه، حيث كان الله يقويه بمعجزات شفائه أمام الجميع، مما جعل الكثيرين يؤمنون بالمسيحية، بسبب قوته الروحية.
وأكد راعي الإيبارشية أن اسم مار جرجس ارتبط بالعديد من المعجزات، التي حدثت خلال حياته، وبعد استشهاده، مما عزز مكانته كشفيع، وقائد روحي للمسيحيين. كذلك، قصته ألهمت المؤمنين على مر العصور، لتحمل الآلام بشجاعة في سبيل إيمانهم.
وفي الختام، شدد نيافة المطران لهذا كله، استحق مار جرجس لقب "أمير الشهداء"، باعتباره نموذجًا فريدًا في التضحية والثبات، وواحدًا من أبرز الشخصيات في تاريخ الكنيسة.