مصر الصخرة التى تحطمت عليها أطماع تل أبيب
يومًا بعد يومٍ يتكشف للعالم أجمع ما يحاك فى الغرف المغلقة، لتصفية القضية الفلسطينية من قبل خفافيش الظلام، حيث ظهر جليًا لنا على مدار الأيام الماضية الدعم منقطع النظير من قبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لـ «إسرائيل» وهو ما يتطلب من الأنظمة العربية والشعوب فى الفترة القادمة التصدى لتلك المخططات، لاسيما عقب وجود نية الولايات المتحدة لفرض سيطرتها على قطاع غزة.
وعلى مدار العقود الماضية، تصدت الدولة المصرية لتلك المخططات بشكل ملحوظٍ، والعمل على إجهاضها بغية الوصول لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الحق المشروع للشعب الفلسطينى، والذى واجه آلة القتل الهمجية الإسرائيلية، طوال السنوات الماضية، لتحرر أرضه وعدم التفريط.
وعبر الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ بدء العدوان الإسرائيلى على فلسطين، عن رؤية مصر الثابتة، ورفض التهجير سواء كان قسريًا أو طوعيًا، كما أوضح أن سيناء خط أحمر ولن تكون أبداً جزءا من أى مخططات لتصفية القضية الفلسطينية، خاصة أنه منذ صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لسدة الحكم، وهناك إصرار واضح لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وظهر ذلك جليًا فى الخروج علانية على مدار الأسابيع الماضية، والحديث عن مستقبل قطاع غزة، ومطالبة مصر والأردن باستقبال المواطنين، فى محاولة خبيثة لتصفية القضية الفلسطينية، بشكل يرمى إلى تمدد إسرائيل وسيطرتها فى الإقليم، وهو الأمر الذى قوبل برفضٍ قاطعٍ من قبل الدولة المصرية قيادةً وشعبًا.
الرئيس الأمريكى تحدث خلال لقائه الرسمى مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، عن التهجير لسكان غزة بشكل واضح، كما كشف النقاب عن المخططات الشيطانية، التى تضمر إزاء القضية الفلسطينية، وأن الولايات المتحدة ستكون لها ملكية طويلة الأمد فى غزة، وهو ما يرمى إلى السيطرة على القطاع وتسليمه لإسرائيل.
استطلعت «الوفد» آراء عدد من السياسيين والاستراتيجيين، حيث أكد اللواء عادل العمدة مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن غزة تعد صلفًا وغرورًا لعدة اعتبارات، منها محاولة الهروب من أزماته الداخلية فى اتجاهات أخرى لإشغال الرأى العام الدولى بعيدًا عن المشاكل الداخلية فى أمريكا، وذلك يأتى فى إطار تحقيق أهدافه ومصالحه، وما صدر من ترامب يوحى أن هناك توافقًا تامًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلى.
وأوضح العمدة أن تصريحات ترامب هدفها تمكين إسرائيل من السيطرة على المنطقة، ومعلوم أن ممارسات الرئيس الأمريكى ترامب تستهدف تفريغ قطاع غزة من السكان، والوصول إلى جزء من إسرائيل الكبرى متحقق وآخر للتحكم فى مصادر الطاقة التى يتم استخراجها من غزة، موضحًا أن ترامب كرر فكرة التهجير مرارًا، والدولة المصرية قادرة على إجهاض المخططات الأمريكية فى التوقيت المناسب.
وأفاد العمدة أن المطلوب من العرب إزاء تلك القضية هو إعلاء المصالح القومية على المصالح الذاتية، فضلًا عن التوحد، وأن ترامب فى بداية ولايته الأولى أصر على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والثانية تحدث عن صفقة القرن، وما يحدث حاليًا استكمالًا للمخطط.
وأشار العمدة إلى أن ترامب يريد رسم واقعًا بنقل الفلسطينيين إلى مكان آمن، بعيدًا عن العذاب، قائلًا: «على ترامب أن يضطلع بمسئولياته وتبنى مجموعة من الإسرائيليين للعيش فى أمريكا، حتى يتم رفع كفاءة قطاع غزة، مشيرًا أن الموقف المصرى مُشرف وصخرة تتحطم عليها العديد من المخططات الخبيثة بشأن القضية الفلسطينية.
ووجه اللواء نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا الاستراتيجية رسالة للأمة العربية والإسلامية قائلا: هذا يومكم إما أن نكون أو لا نكون، خاصة أن بعد ما يحدث فى غزة الدور على الجميع، ولا يمكن أن ترك الفسطينيين يستباحوا بهذا الشكل.
وتابع موجهًا رسالة إلى ترامب ونتنياهو قائلا: «شكرًا، سيبولنا غزة هنبنيها بأظافرنا، ولا نحتاج منكم أى شىء، رافضًا ما يتدوال عن تهجير الفلسطنيين من أرضهم».
وطالب «سالم» العرب والمسلمين بالتحرم فورًا لإجهاض تلك المخططات، واتخاذ موقف أمام أمريكا، ونبتعد تمامًا عن الشعارات، خاصة أن عدم التصدى لما يروج «ترامب» يتسبب فى ضياع القضية الفلسطينية، ويتم احتلال غزة وإلقاء الفلسطينيين فى البحر.
كما طالب بوجود موقف عربى موحد لعدم استفراد الرئيس الأمريكى ترامب بالفلسطينيين، وكل دولة، موضحًا أن ترامب يعمل بنظرية العالم يكون قطب واحد فقط، وتتوسع على الجيران، لاسيما أن عدم كسر شوكة أمريكا يدفعها للاستمرار فى مخططتها، ونقف لما يحاك للجميع، وعندها سيقف معنا العالم الحر.
وأضاف «سالم» أنه مطلوب الآن مؤتمر فى جامعة الدول العربية، بأقصى سرعة فى القاهرة أو السعودية، لاتخاذ الموقف الموحد وإعلانه للعالم أجمع، بغية أن تعلم أمريكا أنها ليست أمام «عشة فراخ» تمد يدها لتأخذ ما تريد من العالم لصالح أمريكا وإسرائيل، مضيفًا أن ترامب اليوم يتحدث عن التهجير القسرى للفلسطينيين، وغدًا يستكمل باقى خطة التمدد، وهذا يوم الأمة العربية للتصدى لما يحدث.
وقال اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، إن هدف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تقسيم الشرق الأوسط إلى إمارات صغيرة وتفتيت الدول العربية إقامة دولة إسرائيلية، مؤكدًا أن بداية التخطيط ما يحدث حاليًا فى غزة وسوريا واليمن وليبيا والسودان.
وأضاف أن أحاديث «ترامب» المتكررة بشأن تهجير الفلسطينيين لن تتحق رغم محاولاته الشديدة منذ تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا رفض مصر والأردن تهجير الشعب الفلسطينى جعل «ترامب» يتراجع عن تصريحاته ويطالب الفلسطينيين بالرحيل إلى أى دولة أخرى.
وأوضح أن تصريحات «ترامب» تعتبر آراء شخصية وليست دولية بسبب عدم وضعه خطة للتعاملات السياسية مع الدول داخل الكونجرس الأمريكى حتى الآن، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكى يرغب فى فرض سيطرته فى ظل ما يحدث من مفاوضات داخل المنطقة بشأن أحداث غزة.
وأكد الغبارى ضرورة تكاتف الدول العربية والإسلامية فى الفترة الحالية لمواجهة إسرائيل، مشيدًا باجتماع وزراء خارجية عدد من الدول العربية فى القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية، وإعلان بيان بشأن رفض تهجير الفلسطينيين وإرسال نسخة منه للأمم المتحددة.
وأشار إلى أن مصر تدرك أهمية موقعها الجغرافى ودورها الدولى، ما يجعلها هدفًا دائمًا لمحاولات الإضعاف، لكنها ستظل دولة قوية قادرة على حماية مواردها ومصالحها.
وأكد اللواء تامر الشهاوى الخبير العسكرى، أن التصريحات المتتالية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة، هى إجراء جديد من إجراءات البلطجة الأمريكية والقرارات أحادية الجانب التى لا تستند على أى سند دولى أو أخلاقى أو إنسانى.
وأضاف أن هناك فواتير انتخابية على «ترامب» أن يسددها بعد توليه السلطة، حيث أظهر بعد توليه الحكم رغبة جامحة ونوايا استعمارية فى مناطق متفرقه من العالم قوبلت بالرفض من كل دول العالم، مشيرًا إلى أنه علينا ألا ننسى أن «ترامب» فى فترة رئاسته الأولى أقدم على خطوات لم يجرؤ رئيس قبله أن يقدم عليها، قائلًا: «قام بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وهو ما يدمر القضية الفلسطينية من جذورها وأعترف بالجولان السورية أرضًا إسرائيلية فضلاً عن تبنيه مشروع ما أطلق عليه صفقه القرن».
وأوضح الشهاوى، أنه منذ اندلاع طوفان الأقصى فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ كان لمصر والأردن السبق فى معرفة النوايا الإسرائيلية والأمريكية بشأن تهجير سكان الضفة وقطاع غزة، بالاضافة إلى التصريحات المتتالية من إسرائيل وأمريكا والتى فضحت مخطط التهجير مبكرًا ولم يتغير موقف مصر أبدًا من رفضها لهذا المخطط الشيطانى.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى القضاء على القضية الفلسطينية وتستخدم كل الوسائل المتاحة سواء من تحييد دول بالتطبيع مع إسرائيل أو اللعب بورقة المساعدات أو حتى التلويح بالقوة العسكرية، بالاضافة بالطبع إلى مضاعفة المعونات والمساعدات إلى إسرائيل.
واختتم: «مصر لا تملك إلا الثبات على موقفها التاريخى بشأن القضية الفلسطينية وهو ما أعلنت عنه مصر عشرات المرات أنها لن تتخلى أبدًا عن الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية بانسحاب إسرائيل من كامل الأراضى التى أحتلتها بعد ٤ يونيو ١٩٦٧، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس والتشبث باتفاقية أوسلوا كمسار لحل الدولتين.
ويرى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب بشأن غزة وتهجير الفلسطينيين قسريًا بذريعة إحلال السلام، تعد محاولة لفرض أمر واقع على المؤسسات الأمريكية، والانفراد بالقرار، مشيرًا أن هناك اتجاهًا ثابتًا من أمريكا على مدار التاريخ فى فكرة دعم إسرائيل، وما يحدث يؤكد أن هناك مخططًا لتعديل الحدود بما يصب فى صالح إسرائيل، خاصة أن ترامب تحدث مرارًا أن مساحتها صغيرة.
وأضاف أن ترامب تربطه علاقات وثيقة برئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو، ورغم اختلاف الرؤساء الأمريكيين فكرة تهجير الفلسطينيين، يعد الأكثر فجاجة وهناك رغبة واضحة لإخلاء قطاع غزة والضفة بغية سيطرة إسرائيل عليها، تمهيدًا للضم الكامل وفقًا للمخطط، مضيفًا أن ترامب يسوق حججًا واهية غير مقبولة لتهجير الفلسطينيين، ويحاول تجميل صورة إسرائيل.
وأكد «بدر الدين» أن ترامب يريد أن تسيطر إسرائيل على كل مساحة فلسطين التاريخية، قائلًا: «هل تنتهى الأمور عند السيطرة على فلسطين كاملة أم هناك أطماع فى دول أخرى مثل أجزاء من سوريا ولبنان، مؤكدًا أن هناك لا مبالاة من العرب بالقضية الفلسطينية ويجب أن يكون هناك تأييد من العرب باتخاذ قرارات لها تأثير بعيدًا عن بيانات الشجب والإدانة، وأن يساند الجميع الموقف المصرى الأردنى.
واختتم بأن رسائل ترامب تنذر بحدوث قلاقل وكوارث فى العالم، لاسيما أن جميع التصريحات لا تذكر الإبادة الجماعية للفلسطينيين، بل الانحياز التام لصالح إسرائيل، وهو ما ينذر بانهيار النظام الدولى، ويسود قانون الغاب، ومهما حدث موقف مصر ثابت رسميًا وشعبيًا ضد تهجير الفلسطينيين قسريًا أو طوعيًا خارج أرضهم.
وكشف الدكتور جمال أسعد الخبير السياسى، أن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تؤكد ما لا يدع مجالا للشك أنها تصريحات استعمارية وفرض سيطرة على المنطقة بأكملها دون النظر إلى الدول الأخرى، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات أعلنت أنه لا فرق بين إسرائيل وأمريكا.
وأضاف أن إعلان أمريكا تهجير الفلسطينيين والاستلاء على أراضيهم، يعد فعلا استعماريا يضرب بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية، موضحًا أن الشعب الفلسطينى هو الوحيد القادر على تحديد مصيره.
وأكد «أسعد» أن الشعب الفلسطينى غير مجبر على ترك أراضيه ويجب عليه التمسك بعقيدته رغم كل محاولات ترامب لتهجيرهم، لافتًا إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكى تتعارض مع مصالح العديد من الدول، متوقعًا عدم تحقيقها فى الفترة الحالية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر الصخرة تل أبيب خفافيش الظلام الرئیس الأمریکى دونالد ترامب تهجیر الفلسطینیین القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى الدول العربیة أن تصریحات ا أن ترامب وأضاف أن على مدار قطاع غزة ا إلى أن خاصة أن أن هناک ما یحدث مشیر ا رئیس ا وهو ما
إقرأ أيضاً:
قرارات ترامب ومشروع تصفية القضية الفلسطينية
منذ دخول الرئيس الأمريكي ترامب البيت الأبيض وهو يوقّع على الأوامر التنفيذية التي تتعلق بشطب تاريخ إدارة بايدن والديمقراطيين خلال السنوات الأربع الماضية حيث اشتبك الرئيس الأمريكي ترامب مع الداخل والخارج على حد سواء من خلال المواجهة المباشرة مع الدولة العميقة وخلخلة رسوخها من خلال الإدارات والأجهزة العسكرية والأمنية وإنذار الآلاف من الطرد من الوظائف العامة خاصة من السلطتَين التنفيذية والقضاء، حيث إن ترامب واجه محاكمات مشهودة طوال السنوات الأخيرة. كما أن البيت الأبيض خلال فترة بايدن دعم تلك الحملة وتشويه سمعة الرجل في محاولة جادة لإغلاق الباب أمام ترشحه للبيت الأبيض.
النظام السياسي الأمريكي أتاح للرئيس ترامب فرصة تاريخية للترشح من خلال تأجيل عدد من القضايا، ومن هنا فإن الرئيس الأمريكي ترامب بعد فوزه الكاسح خلال الانتخابات الأمريكية ودخوله مجددا للبيت الأبيض كان من المفترض أن يستفيد من تجربته الأولى في البيت الأبيض، وأن يقيس الأمور بمنظور موضوعي بعيدا عن الشطحات والتهديد والوعيد لدول مستقلة، ولعل من أغرب التصريحات لهذا الرئيس الأمريكي الجدلي هو حديثه عن كندا وضرورة ضمها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح الولاية الحادية والخمسين، كما أراد ضم جرينلاند وهي جزيرة تابعة للدنمارك، كما تحدث عن ضرورة ضم قناة بنما، وغيرها من القرارات والتصريحات المتهورة التي تدل على أن الرجل يتصرف كرجل أعمال وليس شخصية سياسية تقود أقوى دول العالم.
ولم يكتف الرئيس الأمريكي ترامب بذلك بل أراد تكرار صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال مشروعه غير القانوني بتهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى عدد من الدول العربية كمصر والأردن واستخدم لغة غير دبلوماسية. كما أن شنه حربا تجارية ضد عدد من الدول اللاتينية وأيضا ضد كندا وأيضا حديثه عن حلفائه في أوروبا يعطي صورة واضحة على أن السنوات الأربع لدونالد ترامب ستكون سنوات مزعجة وكارثية على صعيد القضية الفلسطينية وعلى صعيد الأمن والاستقرار في العالم وعلى صعيد الاقتصاد العالمي.
على صعيد الداخل بدأت إدارة ترامب في طرد آلاف المهاجرين من المكسيك ودول لاتينية أخرى بحجة عدم قانونية الإقامة، كما أن عددا من القرارات التنفيذية سوف تطال قضايا الطاقة والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، والغريب أن الرئيس الأمريكي ترامب تحدث خلال حفل التنصيب بأنه يريد أن يترك أثرا تاريخيا بعد مغادرته البيت الأبيض ليكون أحد الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلال قراراته وتصريحاته فإنه يكرر المشهد نفسه عندما دخل البيت الأبيض عام ٢٠١٦.
إن ظاهرة ترامب أدخلت العالم شرقه وغربه في مأزق حقيقي وكانت ردات الفعل تتراوح بين الوقوف أمامه ورفض مخططاته التي تضر بمصالح تلك الدول وبين دول آثرت مسايرة ترامب لعل المشهد السياسي في الداخل يتغير ويكون هناك سجال داخل الكونجرس الأمريكي رغم سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ، وقد تحدث مقاومة جادة من مؤسسات الدولة العميقة خاصة المؤسسة العسكرية والأمنية وأيضا من قبل كبرى الشركات الأمريكية التي قد تتضرر مصالحها جراء الحرب التجارية التي أطلقها ترامب من خلال تهديده بفرض رسوم تجارية.
القضية الفلسطينية تعَد أمام مفترق طرق خاصة خلال اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وهو لقاء قد يحدد مسارات عديدة منها مسار الوضع في قطاع غزة وأيضا التحولات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسألة قطار التطبيع، والذي سوف يركز عليه ترامب مقابل إنهاء حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعلى ضوء ذلك فإن الرئيس الأمريكي ترامب يكرر نفس الأخطاء الاستراتيجية وفي تصوري فإن السنوات الأربع القادمة وإن كانت صعبة قد تشهد توترات ولكنه في مجمل التحليل السياسي لا يستطيع مواجهة العالم والشرعية الدولية وحتى الداخل الأمريكي.
وإذا كان ترامب قد يربح بعض الصفقات الوقتية ولكنه سوف يخسر الكثير خلال تلك المواجهات وخلق عداوات حتى مع أقرب الحلفاء في أوروبا والدول العربية.
ومن هنا فإن المشهد السياسي في العالم يتعرض لظاهرة ترامب مجددا ومن المهم أن تكون هناك مقاومة سياسية وشعبية للوقوف أمام المخطط الأساسي الذي يهمنا كعرب وهو دعم القضية الفلسطينية وإفشال مخطط التهجير الذي يذكرنا بالنكبة عام ١٩٤٨، كما أن الاقتصاد العالمي سوف يتأثر بشكل كبير إذا أصر ترامب على الحرب التجارية مع دول العالم خاصة الصين وأوروبا ودول أمريكا اللاتينية.