معرض الكتاب يناقش «كتب الحيل الهندسية والتقنيات»
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استضاف "جناح وزارة الثقافة "؛ ضمن آخر ايام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة ضمن محور "التراث الحضاري"؛ لمناقشة «كتب الحيل الهندسية والتقنيات» لابن الجزري- ابن موسى- ابن رضوان الساعاتي؛ الصادر عن "سلسلة التراث الحضاري"؛ بالهيئة المصرية العامة للكتاب، والذى ناقشه كل من: المهندس أحمد قشطة، والدكتور حافظ شمس الدين، والدكتور مصطفى الخراط، والدكتور وليد محمود.
أدار الندوة الكاتبة سلوى بكر، رئيسة تحرير "سلسلة التراث الحضاري"؛ وقالت :"إن التقدم العلمي الهائل الذي يعيشه عالمنا المعاصر، وُضعت لبناته منذ فجر الحضارات الأولي في وادي النيل؛ وسهول العراق؛ وبلاد اليونان؛ والصين؛ والهند، وأن كتاب "كتب الحيل الهندسية والتقنيات"؛ لأبي العز بن إسماعيل الجزري؛ يعد أحد الشواهد على إسهامات الحضارة العربية الإسلامية في مجال الهندسة والتكنولوجيا، فقد وُضع الكتاب لأغراض علمية بحتة، وقدم إنجازات هائلة تتناول آلات وأدوات تُستخدم في الحياة اليومية""
وأشارت الى أن «كتب الحيل الهندسية والتقنيات»، للجزري؛ يقدم دراسه مخطوطه في 16 يناير 1206م؛ موثّقًا بذلك أهم كتاب قدّمه المسلمون فى الهندسة الميكانيكية فى كل من المجالين "النظري والعملي" اتساقاً مع فلسفته التى صاغها فى جملته المهمة" كل علم صناعى لايتحقق بالعمل فهو متردد بين الصحة والخلل .
وأوضحت "بكر": أن تعدد العثور على مخطوط الجزري؛ يؤكد مدى أهمية الكتاب؛ والحرص على تداوله، حيث ظل متداولًا على مدى قرون؛ بسبب طابعة التطبيقي، وما به من رسوم توضيحية، وربما يكون قد وصل أوروبا خلال القرون الوسطى ضمن أعمال فكرية وعلمية عربية، فالعلاقة بين أوروبا والعالم الإسلامي لم تنقطع بسبب التجارة والمبادلات الاقتصادية.
من جانبه أكد الدكتور حافظ شمس الدين، أن «كتب الحيل الهندسية والتقنيات» مرجع مهم يوثق لمفهوم "التقنية" بوصفه لغة محدثة في اللغة العربية، جاءت بصيغة المصدر الصناعي لإفادة المعنى الذي يستفاد من المقابل الأجنبي تكنولوجيا"، وهما يلتقيان في الدلالة على "العلم التطبيقي"؛ ووسائله الفنية المستخدمة لتوفير كل ما هو ضروري لمعيشة الناس ورفاهيتهم وتطوير ظروف حياتهم؛ و أن البعض يعتقد خطأ أن "التقنية" هي المخترعات الحديثة الراقية التي غيرت معالم البشرية منذ العصر الحديث، لكن واقع الأمر يقضي بأن شيوع اللفظ ذاته هو الحديث، أما الظاهرة نفسها، ظاهرة استحداث المخترعات المناسبة وتطويرها، فهي قديمة منذ بدأ الإنسان يستعين بأدوات تساعده في عمله اليومي، وهي أدوات تستحق اسم "التقنية؛ وأوضح أن الكتاب يعمل من خلال ذلك على تهذيب قطعة من الحجر أو المعدن، وربطها بقطعة خشبية من جذع شجرة، واستخدامها فأسا لقطع الأشجار، أو لتقليب الأرض، هو نوع من التقنية واختراع العجلة لتيسير عملية نقل البضائع أو انتقال الأشخاص، كان في حينه ثورة تقنية لا تقل أهمية عن اختراع الطائرات في القرن العشرين، كل ما في الأمر هو أن التقنية ظهرت في حياة الإنسان ليستعين بها في تكملة ما ينقصه من القوى والقدرات، أو لتعزيز ما لديه من إمكانات.
وأكد الدكتور وليد محمود، أن الكتاب مهم ويناقش وثائق مهمة للباحثين؛ وخاصة إذا كانت أجيال التقنيات الحديثة والمعاصرة قد أحدثت أثرًا قويًا في بنية المجتمع البشري بأسره، فإن أجيال التقنيات القديمة قد أحدثت هي الأخرى في حينها ثورة هائلة وتغييرًا جوهريًا في مظاهر الحياة البشرية المختلفة.
وأوضح الدكتور مصطفى الخراط، انه إذا كانت الثقافة الغربية تروج لمقولة أن التقنية لا يمكن إلا أن تكون إبداعا غربيًا، فإن فقه مصطلح التقنية" يقتضي التأصيل لها بإظهار إسهامات علماء الحضارة الإسلامية في تطوير وإحداث تقنيات عديدة، شملت الآلات والتجهيزات الميكانيكية التي تعتمد على حركة الهواء، أو حركة السوائل واتزانها، والصمامات الآلية ذات التشغيل المتباطئ، والأنظمة التي تعمل عن بعد بطريقة التحكم الآلي، والأجهزة والأدوات العلمية، والجسور والقناطر المائية، والهندسات والزخارف المعمارية، وغيرها؛
وأشار إلى أنه الحق فيما نرى أن العلوم التقنية في العصر الزاهر للحضارة العربية الإسلامية لم تكن أقل تقدمًا من علوم الفلك والطب التي حظيت بالاهتمام الأكبر من جانب المؤرخين والمستشرقين، ولكنها تحتاج إلى من يتناولها بالتحليل الدقيق، والدراسة المتأنية للتعريف بها، وكشف أصولها في التراث الإسلامي على ضوء معطيات العلوم الحديثة والمعاصرة؛ وأوضح أن "الجزري"؛ استطاع أن يجمع بين العلم والعمل، وظهر هذا واضحًا في وصفه للآلات، حيث بدا مهندسًا مخترعًا عالمًا بالعلوم النظرية والعلمية.
من جانبه أكد المهندس أحمد قشطة، أهمية الكتاب تكمن فى تناوله تطورات هندسية مهمة؛ مثل: المضخة ذات الاسطوانتين المتقابلتين، وهي تقابل حاليًا المضخات الماصة والكابسة، نواعير المياه أو "دواليب المياه" التي تقوم برفع الماء عن طريق الاستفادة من الطاقة المتوفرة في التيار الجاري في الأنهار، وهناك مضخة "الزنجير والدلاء"، وهي نوع من آلات السقوط، وهذه الآلات تعطي مردودًا حركيًا بفضل سقوط الماء على المغارف، وهذه الفكرة تحتاج عادة لرفع منسوب الماء عن طريق سدود أو مصادر مائية أخرى، وصناعة آلات ذاتية الحركة عاملة بالماء وساعات مائية وآلات هيدروليكية ابتكرها علماء مسلمون؛ وطورها "الجزري".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب الهيئة العامة للكتاب
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تقدم تخفيضات على أعمال نجيب محفوظ
أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب عن تقديم تخفيضات خاصة على جميع إصداراتها من أعمال الكاتب الراحل نجيب محفوظ فى كل منافذها يوم 16 أبريل، وذلك احتفاءً بمساهماته الثقافية الجليلة في تعزيز الهُوِيَّة المصرية.
يأتى هذا الأمر فى إطار احتفالات وزارة الثقافة المصرية تحت شعار "محفوظ في القلب" التي تُنظمها بهدف تسليط الضوء على أحد رموز الأدب المصرى، وتذكير الأجيال الجديدة بالدور البارز الذى لعبه الأديب الراحل نجيب محفوظ فى تصوير المجتمع المصرى فى فترات مهمة من تاريخه.
وأشار الدكتور أحمد بهى رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب إلى أن التخفيضات تشمل كل مؤلفات نجيب محفوظ من الروايات والقصص القصيرة من إصدارات الهيئة، بالإضافة إلى الكتب النقدية التى تتناول أعماله، وذلك لتمكين الجمهور من الحصول على تلك الأعمال المميزة بأسعار مخفضة في هذا اليوم.
كما تنظم الهيئة المصرية العامة للكتاب معرض مصغر لهذه الأعمال في كل من المجلس الأعلى للثقافة والمركز الثقافي القومي "دار الأوبرا المصرية"، حيث سيتم عرض مجموعة متنوعة من المطبوعات التي تبرز أهم الأعمال الأدبية للروائي الكبير، بالإضافة إلى كتب نقدية ودراسات تناولت تأثيره في الأدب المصري والعالمي.
وأكد أن احتفال وزارة الثقافة المصرية وعدد كبير من مؤسسات الدولة بيوم "محفوظ في القلب" يعكس احتفاء الأمة المصرية بأديبها الكبير، ويسلط الضوء على أهمية تعزيز الوعي الثقافي لدى المواطنين، ويؤكد أن الأدب لا يزال قوة فاعلة في تشكيل الوعي والهوية الوطنية.
جدير بالذكر أن أعمال الكاتب الكبير نجيب محفوظ تعد من الدعائم الأساسية في فهم وتوثيق الهوية المصرية، حيث قام برصد وتحليل مختلف التغيرات الاجتماعية والسياسية في مصر على مدار عقود، لذلك لا تعد هذه المطبوعات مجرد أعمال أدبية، بل هي مرآة للواقع المصري، وتُعد إسهامات محفوظ الأدبية جزءًا لا يتجزأ من الأعمال الثقافية لمصر، التي تجسد مزيجًا فريدًا من التاريخ، والتراث، والتحولات الاجتماعية التي مرّت بها البلاد.
ومن المنتظر أن تحظى فعاليات وزارة الثقافة في كل المواقع بمشاركة عدد كبير من المثقفين والمهتمين بأدب نجيب محفوظ، حيث سيتيح لهم فرصة الاستمتاع بأعماله الأدبية ومتابعة تاريخه الثقافي، وسيتم أيضًا تسليط الضوء على التأثير العميق الذي تركه نجيب محفوظ في الثقافة المصرية والعالمية، وجعل من مصر مركزًا للثقافة والفكر على مستوى العالم.
وتعد فعالية "محفوظ في القلب" هي المحطة الثالثة بعد الاحتفاء بالفنان الكبير شادي عبد السلام من خلال فعالية "يوم شادي.. لتعزيز الهُوِيَّة المصرية"، تلاها تكريم الشاعر والفنان الكبير صلاح جاهين في إطار فعالية "عمنا.. صلاح جاهين"، لتُتوَّج الآن بتكريم أديب نوبل نجيب محفوظ، تقديرًا لإسهاماته الأدبية التي عكست روح مصر وتاريخها وتحولاتها المجتمعية.