من سايغون إلى بغداد.. تاريخ من الحروب والتدخلات الخارجية الفاشلة لأمريكا (شاهد)
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
تسلط تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن ما وصفه بـ"الاستيلاء" على قطاع غزة، وتهجير سكانه إلى مكان آخر، ضمن مشروعه لما يصفه بـ"السلام" في المنطقة، الضوء على مشاريع الولايات المتحدة الخارجية، والتي أرفقت بتدخل عسكرية، وفشلت بصورة ذريعة.
وخلافها للحرب العالمية الثانية، التي دخلت فيها الولايات المتحدة عسكريا، لم يحالف واشنطن النجاح في الساحات التي زجت نفسها بها، ابتداء من فيتنام وحتى وسوريا، والتي أعلن ترامب نفسه نيته سحب قواته من هناك، بعد خلق مليشيات عرقية تستعد سوريا الجديدة للتخلص منها.
ونستعرض في التقرير التالي، أبرز الساحات الخارجية التي تدخلت فيها الولايات المتحدة، وأسباب فشلها فيها، وكيف انتهت تلك التدخلات بنهايات مأساوية لها:
التدخل في فيتنام:
على وقع خسائر الاستعمار الفرنسي في فيتنام، دخلت الولايات المتحدة، في خمسينيات القرن الماضي، لدعم حكومة جنوب فيتنام، ضد القوات الشيوعية في الشمال المدعومة من الاتحاد السوفيتي والصين.
وبحلول عام 1956، بدأت الولايات المتحدة بنشر مئات الآلاف من جنودها في فيتنام، في تدخل مباشر، شمل ارتكاب مجازر بحق المدنيين والقرويين بعمليات قصف مكثف استخدمت فيه أسلحة محرمة دوليا.
ورغم القوة العسكرية الهائلة التي تدخلت فيها الولايات المتحدة في فيتنام، إلا أن الفيتناميين في الشمال، وبدعم شعبي واجهوا القوات الأمريكية عبر مقاتلي "الفيتكونغ" بحرب عصابات مرهقة، استخدمت فيها كمائن الغابات وشبكات الأنفاق، الأمر الذي كبدهم خسائر كبيرة، فضلا عن إشعال الوضع الداخلي في الولايات المتحدة، عبر تظاهرات وحراكات رافضة لاستمرار الحرب هناك.
وعلى وقع الضربات المتلاحقة من الفيتكونغ للقوات الأمريكية، ولحكومة الجنوب، وسقوط أكثر من 60 ألف جندي أمريكي قتلى، فضلا عن إصابة مئات الآلاف من الجنود، بجروح مختلفة وأمراض نفسية نتيجة الحرب، اضطرت إلى خوض مفاوضات مع الشماليين، والتي توجت باتفاقية للسلام عام 1937، تنسحب بموجبها أمريكا من فيتنام.
وفي عام 1975، تمكن الشماليون السيطرة على العاصمة سايغون، على وقع انسحاب عاجل وفوضوي للدبلوماسيين الأمريكيين، من سطح السفارة، في مشهد تاريخي، تركوا خلفهم عملاءهم الجنوبيين دون حماية أو توفير وسائل إجلاء لهم.
التدخل العسكري في الصومال:
عقب اندلاع صراعات داخلية في الصومال بين فصائل مسلحة، عام 1991 بدأت الولايات المتحدة، التدخل، بذرائع حماية المدنيين والإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية.
وفي كانون أول/ديسمبر 1992، أعلنت الولايات المتحدة، عن عملية حملت اسم "إعادة الأمل"، من أجل ما وصفته بمساعدة ضحايا المجاعة وإعادة السلام للصومال التي تشهد صراعا مزقها بين أمراء الحرب.
ودخلت واشنطن إلى الصومال، بنحو 28 ألف جندي، من ضمن عشرات آلاف الجنود، من عدة دول، وهو ما أثار غضب الصوماليين الذين اعتبروه احتلالا لأرضهم بحجج أممية، لتبدأ المواجهة مع القوات الأمريكية وغيرها، ومنيت العملية بالفشل الذريع وقتل 151 جنديا يتبقون قوات حفظ السلام.
ووجهت اتهامات للقوات الأمريكية بارتكاب انتهاكات وأعمال قتل واغتصاب بحق الصوماليين، ونفذت قوات الجنرال محمد فرح عيديد، هجوما على القوات الأمريكية جنوب مقديشو، تكبدت فيها خسائر كبيرة، لكن الفشل الأكثر، كان بإسقاط مروحيتين، من طراز بلاك هوك، وسجل مقتل 18 جنديا أمريكيا، سحلت جثث بعضهم في شوارع مقديشو.
وعلى وقع الضربة الكبيرة للولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، سحب قواته من الصومال، والنأي بنفسها عن الملف الصومالي.
الحرب على أفغانستان:
على وقع هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، واتهام الولايات المتحدة لتنظيم القاعدة، بالمسؤولية عنها، طلبت واشنطن من حركة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان، تسليم الزعيم الراحل للتنظيم أسامة بن لادن، ومع رفض طالبان، شنت أمريكا حربا وحشية على أفغانستان للإطاحة بطالبان.
وأرادت الولايات المتحدة بالقوة النارية، السيطرة السريعة على أفغانستان، فقامت بقصف المدن، بالقاذفات، وخلال أسابيع، تمكنت غزو البلاد، على وقع انسحابات سريعة من حركة طالبان من المدن الرئيسية باتجاه الجبال الوعرة والقرى.
وأقامت الولايات المتحدة، التي تعاونت معها ما تعرف بفصائل الشمال وهي مليشيات من عرقيات أفغانية معادية لطالبان، حكومة برئاسة حامد كرزاي، وقامت بإنشاء جيش محلي لمحاربة طالبان.
لكن الولايات المتحدة، دخلت في مستنقع مشابه لما جرى في فيتنام، والانسحابات التي نفذتها طالبان صاحبة الأرض، كانت بهدف خوض حرب استنزاف وعصابات انطلاقا من الجبال التي تعرفها بشكل جيد.
كما أن فساد الحكومة التي جلبتها الولايات المتحدة لأفغانستان، والتي أضاعت مقدرات البلاد، مقابل البقاء في مواقعها، أدى إلى انهيارها، فضلا عن الضربات التي تلقتها من قبل حركة طالبان وخسارتها المدن بشكل متتالي على مدى السنوات المتلاحقة.
وخاضت حركة طالبان، مفاوضات مع الولايات المتحدة، في نهاية ولاية ترامب الأولى، ووقعت اتفاقية سلام، للانسحاب الأمريكي، وفي عام 2021 بدأ الانسحاب الأمريكي بصورة فوضوية من أفغانستان، رافقه هجوم سريع سقطت فيها مدن كبيرة، وفرت القوات الأفغانية المتعاونة مع الولايات المتحدة من مواقعها والقواعد العسكرية الكبيرة.
وفي 15 آب/أغسطس، سقطت كابول بيد طالبان، وبدأت مروحيات أمريكية، عمليات إجلاء في وضع فوضوي، لكافة الدبلوماسيين الأمريكيين والأجانب من كابول، وفر الرئيس الأفغاني أشرف غني بصورة منفردة على متن مروحية تاركا نظامه في حالة انهيار.
غزو العراق:
في عام 2003، بدأت الولايات المتحدة بالترويج أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، ورغم فتح بغداد الباب للمراقبين الدوليين لتفتيش مواقعها العسكرية، لتأكيد عدم امتلاكها هذه الأسلحة، إلا أن الولايات المتحدة، كانت تحاول إقناع العالم، من أجل شرعنة غزوها للعراق.
وقدمت الولايات المتحدة، على يد وزير دفاعها في ذلك الوقت كولن باول، أدلة كاذبة على امتلاك بغداد أسلحة بيولوجية، للحصول على قرار من مجلس الأمن بالغزو، لكن العالم رفض تلك المزاعم، ورغم ذلك، غزت أمريكا العراق وأطاحت بنظام الرئيس الراحل صدام حسين.
وعقب الإطاحة بالنظام والسيطرة على البلاد، أقدم الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر، على حل الجيش العراقي، في واحد من أسوأ القرارات التي اتخذها، والتي أدت إلى فوضى عارمة، وقام بتشكيل جيش جديد على أسس طائفية، وعمقت الولايات المتحدة الخلافات الطائفية في البلاد، والتي أدت لاحقا، لتقسيم سياسي على أسس طائفية.
ونشأت خلال الاحتلال الأمريكي للعراق، العديد من الجماعات العراقية المقاومة، ودخول تنظيمات مثل القاعدة، ولاحقا تنظيم الدولة، إلى المشهد، ونفذت حرب عصابات ضد القوات الأمريكية، تكبدت فيها خسائر كبيرة.
وفي عام 2008، وبعد تشكيل حكومة برئاسة نوري المالكي، وقع الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، اتفاقية مع العراق لسحب القوات الأمريكية بحلول عام 2011.
وأكمل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، سحب أغلب القوات، وأبقى على قوة لحراسة السفارة الأمريكية، إضافة إلى تواجد أمريكي في قاعدة عين الأسد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة غزو الاحتلال امريكا غزة الاحتلال غزو المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الأمریکیة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی حرکة طالبان فی فیتنام على وقع فی عام
إقرأ أيضاً: