لجريدة عمان:
2025-04-11@07:16:54 GMT

غزة في مواجهة فكر إمبريالي جديد

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

غزة في مواجهة فكر إمبريالي جديد

فجر الرئيس الأمريكي ترامب الأربعاء مفاجأة من العيار الثقيل ضربت كل القيم والمبادئ السياسية الدولية حينما طرح فكرة «الاستيلاء» على قطاع غزة بعد تهجير وتشريد سكانها وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».. لكن الاستيلاء هذه المرة ليس من قبل أو لصالح إسرائيل وإنما من أمريكا ولصالحها إلى حد جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه يشعر بالغرابة وإن قال إن الأمر سيكون «حدثا تاريخيا».

وظهر ترامب الذي بدا منفصلا عن الواقع وكأنه مطور عقاري يحمل فكرا إمبرياليا يعود إلى القرن التاسع عشر!

وهذا الطرح الإمبريالي، الغريب، يعزز أطروحات سابقة قالها ترامب في الأسابيع الماضية عندما تحدث عن شراء جرينلاند وضم كندا واستعادة قناة بنما وإعادة تسمية خليج المكسيك إضافة إلى توجهاته الإمبريالية المنطلقة من الفكر الاقتصادي.

وخالف ترامب في طرحه الكثير من الأفكار التي تبناها سواء في فترته الرئاسية الأولى أو خلال حملته الانتخابية التي استبعد فيها أن تخوض بلاده أي حرب جديدة وقدم نفسه بوصفه رجل سلام وإنْ كان على الطريقة الأمريكية التي لا ترى السلام إلا من زاوية خدمة إسرائيل. والغريب أن ترامب كان يتحدث بكثير من الثقة، التي تؤكد انفصاله الحقيقي عن الواقع، حينما أصر أن كل من مصر والأردن ستوافقان على خطة تهجير الشعب الفلسطيني وهذا يؤكد أن الرجل ينظر من منظور المطور العقاري وليس من منظور رجل سياسة يرأس أقوى دولة في العالم، والراعية الأولى للنظام العالمي رغم أن الرجل لا يبدو أنه في وارد الحفاظ على هذا النظام الذي يعمل بالفعل على هدمه وإدارة العالم برؤية تقوم على معيار القوة الواحدة دون أي اعتبار للقوانين والتشريعات أو حتى فكرة الديمقراطية التي يمقتها الرجل بشكل كامل.

لكن ترامب الذي يحمل أمل استكمال مشروع الاتفاقيات الإبراهيمية التي بدأت في آخر فترته الرئاسية الأولى لا يبدو أنه يعي أن هذا الطرح يفسد مشروعه الفاسد من أساسه وأنه يعقد الأمر على بعض الدول التي بدأها أنها على وشك الموافقة على فكرة التطبيع بل إنه يعيد طرح مثل هذه المشاريع التطبيعية التي بدأت من كامب ديفيد على طاولة البحث الشعبي إن لم يكن بحث القيادات العربية التي لم ترفي التطبيع أي مكاسب لا سياسية ولا اقتصادية ولا أمنية كما كانت تريد إقناع نفسها في مرحلة من مراحل التاريخ العربي.

ولا يبدو ترامب أيضا معنيا بتبعات حديثة القانونية أو السياسية أو حتى اللوجستية.. فلا يمكن أن تحدث أي عملية تهجير للشعب الفلسطيني في قطاع غزة أو حتى في الضفة العربية بمعزل عن موافقة مصر والأردن بشكل أساسي. وبعيدا عن الرأي الشعبي في العالم العربي الرافض لهذا الطرح فإن حتى القيادات السياسية في كل من مصر والأردن لا يمكن لهما إقرارها هذا المشروع تحت أي ضغط أمريكي لأن لمثل هذه الموافقة تبعات قانونية وشعبية وربما يصل الأمر إلى وضع شرعية هذه القيادات على محك شعوبها.

وليس أمام الرئيس الأمريكي إلا العودة إلى المؤسسات الأمريكية وبشكل خاص مؤسسة الخارجية وكذلك المؤسسة الأمنية فهي الأقدر على فهم تبعات تصريحات ترامب وأثرها على علاقة أمريكا بأصدقائها في منطقة الشرق الأوسط.. وهي التي تملك أيضا سجلا تاريخيا للقضية الفلسطينية ومساراتها منذ أكثر من 75 عاما وما هو الممكن وغير الممكن في كل الأطروحات التي طرحت على مدى هذا الخط الزمني.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين تبلغ 145%

الاقتصاد نيوز - متابعة

أوضح البيت الأبيض أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على الصين بلغ مجموعها الآن 145%، وذلك بعد يوم من وقف تطبيق التعرفات الجديدة لمدة 90 يوماً على عدد من الدول.

وليل الأربعاء، صرح ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال" بأنه سيرفع الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية "فوراً" إلى 125% "بناءً على عدم احترام الصين للأسواق العالمية".

وأضاف ترامب في المنشور نفسه أنه أجاز "تعليقاً لمدة 90 يوماً لدول أخرى"، وأن أكثر من 75 دولة تواصلت معه للتفاوض.

وأضاف ترامب أن هذا التعليق، و"التعرفة الجمركية المتبادلة المخفضة بشكل كبير خلال هذه الفترة، بنسبة 10%"، يسريان "فوراً".

وشكّلت الصين الهدف الأكبر في هذه الحزمة، إذ بلغ إجمالي الرسوم المفروضة على صادراتها إلى الولايات المتحدة 104%، وذلك بعد إضافة رسم بنسبة 20% سابقاً، و34% لاحقاً، إلى جانب زيادة أخيرة بنسبة 50% وقّعها ترامب في اللحظة الأخيرة مساء الثلاثاء.

وقالت وزارة التجارة الصينية: "التهديد الأميركي بتصعيد الرسوم ضد الصين يُعدّ خطأً مضاعفاً... الصين لن تقبل بذلك إطلاقاً، وإذا أصرّت الولايات المتحدة على موقفها، فإنّ بكين ستقاتل حتى النهاية".

وكانت دخلت جولة جديدة من الرسوم الجمركية المشدّدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب حيّز التنفيذ صباح اليوم الأربعاء، وتشمل منتجات مستوردة من عشرات الدول حول العالم.

وتتجاوز هذه الجولة من الرسوم، المعروفة باسم "الرسوم المتبادلة"، المعدّل الأساسي البالغ 10% والذي تم تطبيقه على العديد من الدول خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين تبلغ 145%
  • ترامب يستبق المحادثات النووية مع إيران بالتلويح بعمل عسكري إذا لزم الأمر
  • شاهد .. القيادات التي يستهدفها ترامب في اليمن
  • ترامب يهدد مجددا باستخدام القوة العسكرية ضد إيران
  • لمدة 90 يوماً.. ترامب يوقف الرسوم الجمركية على الدول التي لم ترد عليها 
  • بكري: إشادة مبعوث ترامب بالمبادرة المصرية تمهد لإمكانية وقف إطلاق النار بغزة
  • أثنى على جهودهم في حفظ الأمن وحماية الممتلكات.. محافظ جدة يستقبل عددًا من القيادات الأمنية بالمحافظة
  • مُحافظ جدة يستقبل عددًا من القيادات الأمنية بالمحافظة
  • رجل في الخمسينات يبدو شابا في العشرينيات من عمره!
  • ترامب يصدر أمرا تنفيذيا لتعزيز إنتاج الفحم في الولايات المتحدة