لجريدة عمان:
2025-04-30@04:50:59 GMT

الكتابة الطِعمة

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

عندما وصلتُ لما ظننت أنه الخطأ الثالث في الصفحة الأولى وحدها، توقفت عن قراءة العمل المترجم ورحتُ أفتّش عن الأصل. وضعتهما جنبًا إلى جنب لتتكشف لي أخطاء متكررة على طول النص. فكرتُ بأن من واجبي ربما أن ألفت الانتباه لما بدا إهمالًا من المترجم والمحرر والناشر. أعني أنه من الطبيعي ألا يخلو عمل من الهفوات، التي يُمكن تجاوزها، بل وأحيانًا كثيرة لا ننتبه لها، لكن ليس بهذه الفداحة، لا من حيث الكم ولا النوع.

فكرت بعدها بأي خير قد يأتي فعل التشهير هذا. ثمة مترجمون كانت تجاربهم الأولى سيئة، ثم أصبحوا خير من يترجم عن اللغات التي يترجمون عنها. ثمة من -ورغم سوء الترجمة- قدموا للعربية أسماء ما كانت ستُعرف لولاهم.

ثمة سيرة تُفتح كل مرة عند الحديث عن الترجمة، دون التوصل لخلاصة. أعني المفاضلة بين نحت كلمات جديدة ذات جذر عربي، أو بالمثل استعادة كلمة مهجورة مقابل اقتراضها. عبدالله المعمري مثلًا أحد المترجمين العمانيين (وقد يكون من خير من يترجمون ويكتبون عن العلم) الذين ينتصرون للدقة مقابل السلاسة (السلاسة بمعنى أن تكون الكلمات مألوفة، بحيث لا تحدث تلك العثرة وأنت تقرأ)، والنحت مقابل القبس. يختار مثلًا «تنادد» من «ند» كترجمة لكلمة «homology» والتي تعني التجانس والتماثل، بالرغم من أن تنادد غير شائعة.

في المقابل أجدني ميالة للاقتراض وتحديدًا القبس (أتمنى أن يكون هذا هو الاسم الدقيق الذي يصف ما أعني) فأستخدم كلمة «تروما» بدل «صدمة» مثلًا لأنها تُحيل مباشرة للمعنى كما يُستخدم على نطاق واسع اليوم. مثل هذه الاختيارات قد تعطي الانطباع بفقر القاموس العربي، لكنها أيضًا تنتصر، ليس للمألوف فقط، بل لدقة الاصطلاح.

عندما وقعت على أعمال إبراهيم أصلان في بداية عشرينياتي، نفرت منها لأنها بدت قريبة من اللغة المحكية. ورغم أنني -كذوق شخصي- لم أستسغ -وما زلت لا أستسيغ- الحيل البلاغية، ويمكن أن أرمي عملًا من يدي لأنه يستخدم كلمة «مثل» أكثر من اللازم. كتابة «أصلان» التي نفرت منها في السابق، صارت نوع الكتابة الذي أفضّل. الكتابة «الطِعمة» طعامة لا تجدها إلا في الكتابة المصرية.

من يجعلون الكتابة تبدو عملًا سهلًا، وكأنهم يفعلونها «من طرف إيدهم» وكأنهم لم يقضوا لحظة في إعادة الكتابة، ولم يفتحوا قاموسًا في حياتهم، من يُفاجأون بالجمل تخرج منهم هؤلاء هم قبيلتي. أما أسلوب الكتابة الذي يبدو كولادة عسيرة يُثقل روحي، ولا أقدر على التعاطي معه حتى وإن بدرت عنه جوهرة أدبية لا يبزها نظير (يا إلهي من أي قاموس خرجت «يبزها نظير» هذه.. ما علينا).

أقول إن الكتابة المصرية تحاول طوال الوقت أن تتحدى التزمت اللغوي. البعض يحاول ردم الهوة بين الفصحى والمحكية. آخرون يشرعون بجرأة في الكتابة باللهجة المصرية. ليس في أي موضوع، في الفلسفة (أقصد كتاب شهاب الخشاب الجميل «الفهّامة»). هذا طبعًا يُحيلنا للجدل الذي لا ينتهي حول الويكيبيديا المصرية، والتي لا أملك إلا أن أرى فيها جهدا مشروعا لـدمقرطة (من ديمقراطية) المعرفة.

الخلاصة، أن هذا الجدل لن ينتهي، وعلينا ربما أن نُسلّم بأنه لن ينتهي. متى ما كان المترجم أو الكاتب قادرا على أن يُبرر اختياراته، بل ربما ليس علينا أن نطالب بالتبرير حتى، ونقبل بتعدد الأساليب. ونقبل بالتموضع حسب الذوق الشخصي للمترجم وأسلوب الكاتب في النص الذي يُترجم عنه. في النهاية ما بيدنا إلا أن نجرب. فمعيار أن تبقى كلمة ما أو أن تختفي في النهاية هو مدى تبنّيها، والبقاء للأكثر شيوعًا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

قريبًا.. صناع وأبطال مسلسل ظلم المصطبة ضيوف برنامج كلمة أخيرة

تستضيف الإعلامية لميس الحديدي خلال الحلقة المقبلة من برنامجها «كلمة أخيرة» صناع وأبطال مسلسل ظلم المصطبة، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه العمل خلال عرضه بموسم دراما رمضان 2025.

وتذاع حلقة صناع وأبطال مسلسل ظلم المصطبة، ببرنامج «كلمة أخيرة» يوم الثلاثاء المقبل عبر قناة «ON»، وذلك في تمام الساعة التاسعة مساءً، ومن المنتظر أن يتحدثوا خلال الحلقة عن كواليس تحضيرهم للعمل وأهم مشاهدهم في المسلسل وكيفية إجادته للهجة الريفية.

إياد نصار والإعلامية لميس الحديدي أبطال مسلسل ظلم المصطبة

مسلسل ظلم المصطبة بطولة الفنان إياد نصار إلى جانب عدد من نجوم الفن أبرزهم: ريهام عبد الغفور، نخبة من نجوم الفن أبرزهم: فتحي عبد الوهاب، بسمة، أحمد عزمي، محمد علي رزق، وأحمد عبد الحميد، والعمل من تأليف أحمد فوزي صالح، سيناريو وحوار محمد رجاء، إخراج هاني خليفة، وإنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

أحداث مسلسل ظلم المصطبة

دارت أحداث مسلسل ظلم المصطبة، العمل في مدينة «إيتاي البارود» بمحافظة البحيرة، حول قصص إنسانية ورومانسية مشوقة، تسلط الضوء على الصراعات التي يخوضها الأبطال وسط بيئة تحكمها العادات والتقاليد المتوارثة.

واستعرض العمل تأثير الأعراف والتقاليد العرفية التي تحكم المجتمع الريفي، وكيف يمكن لتلك القوانين غير المنصفة أن تؤدي إلى تعقيد مصائر الأفراد والتأثير على علاقاتهم.

آخر أعمال إياد نصار

ويذكر أن مسلسل مفترق طرق كان آخر أعمال الفنان إياد نصار وحقق المسلسل نجاح فني وجماهيري كبير، خلال فترة عرضه على منصة «شاهد» الإلكترونية.

وشارك في مسلسل مفترق طرق عدد كبير من الفنانين أبرزهم، هند صبري، وماجد المصري وجومانا مراد، علي الطيب، هدى المفتي، بالإضافة إلى عدد آخر من النجوم وإخراج أحمد خالد موسى.

والمسلسل مقتبس من قصة المسلسل الأمريكي The Good Wife، والذي يدور حول أليسيا فلوريك وهي زوجة المحامي العام بيتر فلوريك الذي يدخل السجن بعد تورطه في فضيحة فساد، بعدها تضطر أليسيا إلى العودة إلى عملها السابق كمحامية من أجل الإنفاق على طفليها في محاولة منها لاستعادة حياتها ونجاحها.

وسار المسلسل في نسخته المصرية على نفس النهج، حيث إن هند صبري متزوجة من ماجد المصري الذي كان محافظا، قبل أن يدخل السجن لتورطه في عدة تهم.

اقرأ أيضاًمهرجان أسوان لأفلام المرأة يعلن عن لجان تحكيم دورته التاسعة

إليسا تتصدر الترند بعد نجاح حفلها في ألمانيا

مقالات مشابهة

  • نص كلمة رئيس مجلس النواب بمناسبة التصويت النهائي على مشروع قانون الإجراءات الجنائية
  • نص كلمة رئيس مجلس النواب بعد الموافقة على قانون الإجراءات الجنائية الجديد
  • مرة تغلبني الكتابة
  • ورشة حول الكتابة الصحفية بالجامعة القاسمية
  • اليوم.. كلمة مُرتقبة لأمين عام حزب الله
  • لماذا لم تنقل أي قناة إسرائيلية كلمة نتنياهو؟.. تفاصيل
  • سلامة: وحدة الصحفيين كلمة السر في قوة النقابة لمواجهة التحديات
  • قريبًا.. صناع وأبطال مسلسل ظلم المصطبة ضيوف برنامج كلمة أخيرة
  • الأزهر يحذر من كلمة تفتح باب للشيطان
  • ماذا تعني كلمة الآن في موقف بري؟