تركيا.. الحكم بالسجن لـ45 ألفا و376 عاما على أشهر محتالي البلاد
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
أصدرت المحكمة الجنائية العليا السادسة في تركيا حكما غير مسبوق على مؤسس النظام المالي الاحتيالي المعروف باسم "بنك المزرعة" (Çiftlik Bank) محمد أيدين المعروف بـ"توسونجوك"، بالسجن لمدة 45 ألفا و376 عاما و6 أشهر، بعد إدانته بجرائم متعددة، شملت "الاحتيال عبر أنظمة المعلومات"، و"غسيل الأموال"، و"تشكيل وإدارة تنظيم إجرامي".
جلسة النطق بالحكم عُقدت اليوم الأربعاء، حيث تم إحضار 5 متهمين محتجزين، من بينهم محمد أيدين (33 عاما) وشقيقه فاتح أيدين، من السجن إلى المحكمة للمثول أمام القضاة في 5 قضايا منفصلة، تم النظر فيها جميعا في المحكمة الجنائية العليا السادسة في الأناضول.
كما حضر الجلسة عدد من المدّعين ومحامي الدفاع عن المتهمين، فيما شارك أحد المدعى عليهم عبر نظام لربط السجناء بالمحاكم عن بُعد.
وبعد جلسة استماع طويلة، شهدت انقطاعا استمر نحو ساعتين، أعلنت هيئة المحكمة قرارها الذي اعتُبر من بين أطول الأحكام الصادرة في تاريخ القضاء التركي.
احتال على الآلاف وفرّ حاملا معه 180 مليون دولار.. السجن 45 ألف عام لـ”أشهر محتال” في تاريخ #تركيا الحديث pic.twitter.com/rChQD83UCm
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 5, 2025
إعلانووفقا لقرار المحكمة، فقد تم الحكم بالسجن لمدة 45 ألفا و376 عاما و6 أشهر لكل من المتهم الرئيسي ومؤسس "بنك المزرعة" محمد أيدين، وشقيقه فاتح، وكوراي هاسغول المشارك في جريمة الاحتيال.
وإضافة إلى الأحكام بالسجن، فرضت المحكمة غرامة قضائية ضخمة بلغت 496 مليونا و64 ألف ليرة تركية على كلٍّ من محمد أيدين وشقيقه فاتح أيدين، على أن يتم تسديد هذه الغرامة على مدار 24 شهرا.
أما بالنسبة لبقية المتهمين البالغ عددهم 11 شخصا، فقد صدرت بحقهم أحكام بالسجن لمدد متفاوتة، وفقا للجرائم التي ثبت تورطهم فيها، والتي شملت "إدارة تنظيم إجرامي"، و"غسل الأموال"، و"الاحتيال عبر أنظمة المعلومات".
ردود فعل المتهمين في المحكمةوبحسب وكالة "ديمير أورين" المحلية للأنباء، قال أيدين، الذي سُئل عن كلماته الأخيرة في جلسة الحكم، "لم أدلِ بأي وعود كاذبة. أريد تبرئتي".
وأضاف: "لم أدخل في هذا العمل بنية الاحتيال. لم أحتل على أحد، والاستثمارات التي قمت بها كافية لتغطية خسائر الضحايا. لم يكن لدي أي نية للاحتيال، لكن الناس أصبحوا ضحايا لأن الدولة صادرت أصولي".
كما أشار إلى أنه يملك أموالا شخصية مودعة في الأمانة القضائية، مؤكدا أن هذه الأموال قادرة على تعويض المتضررين، لكنه لم يوضح كيف يمكن تحقيق ذلك عمليا".
كيف نفذ محمد أيدين أكبر عملية احتيال في تركيا؟يُعد محمد أيدين أحد أبرز المحتالين في تاريخ تركيا، حيث تمكن من كسب أكثر من 130 مليون دولار، بعد أن احتال على نحو 80 ألف شخص من خلال نظام مالي افتراضي مستوحى من لعبة "فارمفيل" (FarmVille) الشهيرة.
وفي أغسطس/آب 2016، قام أيدين بتطوير تطبيق باسم "بنك المزرعة" (Çiftlik Bank)، وهو تطبيق محاكٍ لمزرعة افتراضية يتيح للمستخدمين شراء وتربية الماشية والدواجن والنحل عبر الإنترنت، مقابل وعود بتحقيق أرباح مالية حقيقية على استثماراتهم.
إلا أن التطبيق تحوّل إلى مخطط احتيالي ضخم، حيث لم تكن الأرباح سوى وعود وهمية، وتم تحويل أموال المستثمرين إلى حسابات خاصة بأيدين وشركائه، قبل أن يختفي في 2018، تاركا وراءه آلاف الضحايا الذين فقدوا أموالهم.
إعلانورغم هرب أيدين من البلاد، إلا أن السلطات تمكنت من القبض عليه في يوليو/تموز 2021 بالتعاون مع البرازيل، بعد إدراجه على قوائم المطلوبين دوليا.
أطول الأحكام في تاريخ القضاء التركييُعد الحكم الصادر بحق أيدين من بين أطول الأحكام القضائية في تركيا، لكنه ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن أصدرت محكمة في إسطنبول حكما بالسجن لمدة 8 آلاف و658 عاما على عدنان أوكتار، المعروف أيضا باسم هارون يحيى، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بعد إدانته بتهم متعددة، شملت "تشكيل تنظيم إجرامي"، و"ارتكاب جرائم جنسية".
كما سبق لمحكمة تركية أن أصدرت في 2021 حكما على أوكتار بالسجن 1075 عاما، بسبب ثبوت تورطه في قضايا استغلال جنسي وغسيل أموال وابتزاز.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أحكام مشددة بحق رئيس النهضة وصحافيين تونسيين بتهمة "المساس بأمن الدولة"
تونس - صدرت الأربعاء 5فبراير2025، أحكام قضائية مشددة بحق شخصيات سياسية تونسية، بما في ذلك رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس وزراء سابق، وكذلك صحافيين بتهمة "المساس بأمن الدولة"، وفق ما أفاد محامون وكالة فرانس برس.
حُكم على الغنوشي الموقوف في قضايا أخرى، بالسجن 22 عاما وعلى رئيس الوزراء السابق هشام المشيشي 35 عاما، في حين حكم على الصحافية شذى الحاج مبارك بالسجن خمس سنوات، وفق المحامين.
كما حُكم على الصحافية شهرزاد عكاشة بالسجن لمدة 27 عاما.
والقضية، التي يطلق عليها اسم "إنستالينغو" نسبة إلى شركة إنتاج محتوى رقمي، يعتبرها المتهمون مُسيسة.
باشر القضاء التونسي التحقيق في هذه القضية منذ العام 2021 وحوكم في إطارها نحو خمسين شخصا، بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي والقيادي في حركة النهضة السيّد الفرجاني.
وحُكم على العروي بالسجن 16 عاما وعلى الفرجاني 13 عاما.
رفض راشد الغنوشي (83 عاما) المثول أمام القضاة خلال الجلسة التي انطلقت الثلاثاء في "غياب القضاء المستقل"، وفقا لمحاميه.
Your browser does not support the video tag.