هجرة الأطباء المصريين للخارج من أهم الملفات التى تحتاج إلى تدخل سريع من الدولة لاحتواء أبنائها والقضاء على العجز فى أعداد الأطباء وخاصة فى المستشفيات الحكومية.
فالعجز فى أعداد الأطباء فى تزايد بسبب الهجرة للخارج بحثا عن أجر عادل ومستقبل يتناسب مع علم وجهد وتفوق وسهر صفوة الشباب.
نقابة الأطباء حذرت أكثر من مرة ودقت ناقوس الخطر من المناخ الطارد للأطباء، والذى وصل خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى درجة مقلقة نتيجة تدنى الأجور التى تتراوح ما بين 3400 و 4000 جنيه وزيادة ساعات العمل نتيجة نقص الأعداد، وتأخر صدور قانون المسئولية الطبية، والتعدى على الأطباء فى المستشفيات.
أحدث الإحصائيات تشير إلى أن عدد خريجى كليات الطب سنويا تصل إلى 11 ألف طبيب، وهو عدد كافٍ لاستقرار المنظومة الصحية، لكن للأسف أكثر من 60% منهم يعملون خارج مصر، والغريب أن 80% منهم فوق سن الثلاثين، أى أنهم حصلوا على خبرات ومهارات تجعلهم ثروة ومكسبًا لأى دولة يتجهون إليها، ومنها بريطانيا التى تعد أكثر الدول الأوربية جذبا للأطباء المصريين، والذين بلغ عددهم حوالى 5 آلاف طبيب خلال السنوات الخمس الأخيرة.
الأغرب أن دراسة حكومية حذرت منذ عام 2018 من خطورة هجرة الأطباء ونقص أعداد الأطباء العاملين فى المستشفيات الحكومية، الدراسة نفسها أوضحت أن أعداد الأطباء البشريين المرخص لهم بمزاولة مهنة الطب حتى آخر عام 2018 يقترب من 213 ألف طبيب، بينما من يعمل فعليا فى مختلف الجهات، وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية والخاصة وغيرها، لا يزيد على 82 ألف طبيب، بنسبة 38% من القوة الأساسية المرخص لها بمزاولة مهنة الطب.
ومع ذلك لم تتخذ الحكومة حتى إجراءات حقيقية ملموسة للسيطرة على هجرة الأطباء طوال خمس سنوات، ما دفع نقابة الأطباء فى أبريل من العام الماضى إلى معاودة التحذير وأصدرت تقريرا بعنوان «نقابة الأطباء تدق ناقوس الخطر»، حذرت فيه من استمرار عزوف الأطباء عن العمل فى القطاع الحكومى، وتزايد سعيهم للهجرة خارج البلاد.
فى هذا التقرير كشفت النقابة عن استقالة أكثر من 11 ألف طبيب من العمل بالقطاع الحكومى منذ عام 2019، من بينهم نحو ألف طبيب خلال الثلاثة شهور الأولى من عام 2022.
وطالبت الحكومة بـالتدخل لتصحيح الأخطاء والقضاء على معوقات استقرار المنظومة الصحية، والعجز الشديد فى أعداد الأطباء الذى بلغ 8.6 طبيب لكل 10 آلاف مواطن، أى أقل من طبيب لكل 500 مواطن، فى حين يصل معدل الأطباء العالمى إلى نحو 23 طبيبا لكل 10 آلاف مواطن، ومن هنا أطالب بإنصاف الأطباء والحفاظ على هذه الثروة القومية، رحمة بالمرضى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المستشفيات الحكومية نقابة الاطباء ألف طبیب
إقرأ أيضاً:
دلالة رمز «Rx» في روشتة الأطباء.. وما سر علاقتها بالفراعنة؟
عند الذهاب للطبيب بخلاف تخصصه دائمًا ما يظهر في الروشتة الطبيبة رمز على شكل حرفي «Rx» باللغة الإنجليزية، وعادة ما يتسبب هذا الأمر في حيرة الأشخاص نظرًا لعدم معرفة الدلالة التي ترمز إليها هذه الحروف، وتظل ثابتة في جميع الروشتات العلاجية على مستوى العالم.
دلالة رمز «Rx»الرمز «Rx» علامة تمثل كلمة واحدة أو أكثر، حيث يتم تشكيل علامة بوضع خط عبر أسفل الحرف «R» في بعض الأحيان، وهي تعني اختصارًا لمصطلح «وصفة طبية» وبمرور الوقت أصبحت تشير إلى «تناول هذا الدواء» دلالة على أنه آمن.
وبخلاف الروشتات العلاجية، فنرى أيضًا ظهور هذا الرمز على العديد من زجاجات الأدوية والحبوب الدوائية.
أصل رمز «Rx»أحد التفسيرات الشائعة هو أن الرمز «Rx» له جذور لاتينية، إذ يقترح بعض مؤرخي الكلمات أنّه يستمد معناه من الكلمة اللاتينية «recipere»، والتي تعني «أخذ»، وفق موقع «learningenglish» العالمي.
ويضيف الخبراء أنّه بحلول أواخر القرن السادس عشر، تغير تهجئة الكلمة ومعناها، فأصبحت بمعنى وصفة طبية، وظل هذا المعنى قيد الاستخدام حتى منتصف القرن الثامن عشر، ومع ذلك، ظل الرمز «Rx» ومعنى تناول هذا الدواء دون تغيير.
علاقة الرمز بالمصريين القدماءهناك تفسير آخر يشير إليه الخبراء، وهو أن الاستعانة بهذا الرمز يعود للمصريين القدماء، مشيرين إلى أن وجود هذه العلامة في الوصفات الطبية بدأت منذ 5000 عام في مصر القديمة في ذلك الوقت، حيث كان الناس يصلون إلى حورس، إله الشمس، وتقول الأسطورة أنه عندما كان حورس طفلا، هاجمه سيث، شيطان الشر.
وعندما قام سيث بفقأ عين حورس الصغير، طلبت والدة حورس المساعدة، فاستجاب تحوت إله التعلم والسحر لصراخها، وبفضل حكمته وقواه الخاصة، شفى تحوت عين حورس وتمكن الطفل من الرؤية مرة أخرى، ومنذ ذلك الوقت استخدم المصريون القدماء صورة عين حورس كعلامة سحرية لحماية أنفسهم من المرض والمعاناة والشر، وهو ما أكده عماد مهدي، الخبير الأثري، خلال حديثه لـ«الوطن».
وقال مهدي، إن عين حورس كانت من أهم التمائم والرموز الدينية في مصر القديمة، إذ استخدمها المصري القديم في جميع طقوس الحياة اليومية، وحتى النقوش والكتابات الدينية على المعابد.
وبعد فترة طويلة من انتهاء حضارة مصر القديمة، استمر الأطباء والعلماء في أوروبا القديمة في استخدام هذه العلامة، ولكن بمرور السنين، تغيرت من عين حورس إلى علامة المشار إليها اليوم بالتدريج.
وكانت عين حورس هي عين حماية المصري القديم من الشرور والأمراض والإصابة بالأوبئة، كما كان هناك اعتقادًا بحمايتها له من شرور العالم الآخر.