جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-12@21:38:59 GMT

فوضى التعاقب

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

فوضى التعاقب

 

 

فاطمة الحارثية

يعتقد الكثير من النَّاس أنه من السهل الاستغناء، وحجة المُستغني أنَّ الموت والقدر، أقر بوجوب الاستغناء بالرغم من أنَّ المُستغني ذاته يرفض أن يتم الاستغناء عنه، وكأن الموت حق على سواه ومرفوع عنه، بل وقد يخال نفسه محور الكون، كأنه خالد ولن تكون الأمور على نصابها بدونه، ليرتطم جبينه على حين غرة بواقع التعاقب.

عندما كُنَّا صغارًا، اعتقدنا أننا لا نستطيع أن نستغني عن أصحابنا، ثم تعاقبت مراحل الحياة وأثناء ذلك تغيَّر البعض وغاب البعض الآخر ونسينا الكثير وتجاوزنا، ثم اعتقدنا أننا لا نستطيع العيش بدون إخوتنا، فتزوج وهاجر البعض ورحل عن الحياة البعض الآخر، وحتى عن أبوينا وأبنائنا وزملائنا وأحبائنا وأصدقائنا، لم ولن تقف الحياة لأحد، التعاقب أمر لا بد منه إلى أن يرث الله الأرض.

ومثلما لا تخلو حياتنا الخاصة عن التعاقب، نجد الأمر ذاته في بقية اهتماماتنا سواء الاجتماعية أو المادية أو المهنية أو حتى المهارات، رغم أننا نعتبرها جزءا من النمو والتطور والتغيير، لكنها في الأصل فوضى من التعاقب لا بد منها، حتى نصل إلى نهاية زمن الرحلة على الأرض التي قدرها الرحمن لنا، والانتقال إلى مرحلة الثبات أي الخلود.

نحن نفعل خلاف ما نقول رغم قناعاتنا الثابتة بأن الصواب والخطأ بيّن، وهذا يُظهر الفجوة الكبيرة بين الوعي والاعتقاد، على سبيل المثال، نعلم أن الرزق بيد الله وحده لا شريك له، وليس لمخلوق أي تدخل فيه، من ناحية المقدار أو المصدر، ومع ذلك ثمة من يُطيع كُبرياءه طمعًا برضاه وعطاياه، مع أنَّه فعليًا لا يحتاج أن يخنع بقدر ما يحتاج أن يُطبق حقيقة أن الحياة مُعاملة، وأن من يُعطيه أي المصدر هو ذاته مُستلم من المُعطي، والأكيد آلية الاستلام تتعاقب ولا تدوم على حال واحد، وأولئك الكُبراء مثلهم مثل بقية الخلق يعيشون التعاقب؛ سواء الاجتماعي أو الاقتصادي أو الصحي أو غيره بلا اختلاف، وفي اعتقادي أولئك الضعفاء الذين آثروا ذل أنفسهم للكبراء، هم من صنعوا لأنفسهم آلهة من المال، مثلهم مثل قوم موسى الذين حولوا الذهب إلى إلهٍ، والعياذ بالله.

عندما أخدم عُمان من خلال العلم والمهارات التي لدي، أو من خلال المؤسسة التي أعمل بها، فيجب عليَّ أن يكون لدي اضطلاع بما تحتاجه وتريده عُمان، حتى أتقن استثمار الفرص وسنن السلوك، مثالا وليس حصرا، قانون التعاقب، حفظ الأنظمة ليس بالأمر الهين، خاصة عندما لا نملك الكفاءات في الخيارات التي أمامنا، فيلجأ البعض إلى وضع الناس في غير محلهم، وتشكيل فرق لعمل لا يُناسبهم، قد يكون أساس الاختيار ليس الكفاءة ولا المهارة لكن مسائل أخرى، مثل الوقت أو الثقة أو العلاقات، طبعًا نعلم جميعًا نتائج مثل هذه المعايير، ونعلم أيضًا صعوبة بلورة المهارات المناسبة، وعقبات صنعها الجهل المزمن، والتقليد؛ لا حاجة لوطننا الغالي للمتقاعسين، الذين يعملون عند الحد الأدنى، أو أولئك الذين يطالبون بزيادة الأجور دون المطالبة بزيادة العمل سواء العمل النوعي أو الكمي، ثم يأتي سلوكهم دون ادراك أو وعي لسخرية التعاقب، يلوحون بالتهديد والوعيد والكذب والافتراء، في "دراما" يلبس فيها ثوب المظلوم، وهم في غفله عن قوة احتمال تبادل الأدوار، فيتحول الداعي إلى مدعو عليه، والحاكم إلى محكوم واللاعن إلى ملعون، ناهيك عن المدعين بما ليس لهم فيه جُهد ليُطالبوا بحقوق ليست لهم، عُمان لا تحتاج إلى الصوت العال، ولا التقليد؛ بل إلى كفاءات معطاءة حكيمة مُبدعة صادقة ومجتهدة، تعتز بأدائها وسلوكها في جميع الميادين.

سمو...

نعتاد على السقوط منذ أول محاولات الوقوف على أقدامنا ونحن صغارا، ولا بأس من السقوط، بيد أنَّ عدم القدرة على الوقوف مرة أخرى، هو الألم والخسارة الحقيقية، وهو الذي يحدد إن كان ما حصل سقوطًا أو خطوة إلى الأمام.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حسين عموتة يخرج من حسابات المنتخب العراقي بسبب “فوضى الاتحاد”

أبريل 10, 2025آخر تحديث: أبريل 10, 2025

المستقلة/- كشفت مصادر مطلعة للمستقلة، أن المدرب المغربي حسين عموتة قرر صرف النظر نهائياً عن فكرة تدريب المنتخب العراقي، رغم تداوله مؤخراً كأحد أبرز الأسماء المرشحة لخلافة المدرب الإسباني خيسوس كاساس.

وتعود أسباب انسحاب عموتة إلى ما وصفته المصادر بـ”الفوضى الإدارية” داخل أروقة الاتحاد العراقي لكرة القدم، حيث لم تُحسم حتى الآن مسألة إقالة كاساس، رغم الضغط الجماهيري الكبير بعد نتائج المنتخب الأخيرة، وأبرزها الخسارة أمام كوريا الجنوبية.

ويبدو أن التردد في اتخاذ القرار النهائي بخصوص الجهاز الفني الحالي، إضافة إلى التخبط الواضح في المفاوضات مع المدربين، قد شكّل عاملاً حاسماً في ابتعاد عموتة عن المشهد، خاصة وأنه لا يرغب في الدخول في مشروع يفتقد الوضوح والجدية، حسب ما نقله مقربون من المدرب.

ويرى مراقبون أن ملف التعاقد مع مدرب جديد للمنتخب الوطني بات أكثر تعقيداً، في ظل ضعف التخطيط وغياب الاستقرار داخل الاتحاد، مما يُنذر بصعوبة المرحلة المقبلة للكرة العراقية.

مقالات مشابهة

  • وسط فوضى عارمة.. اختطاف مستشار مدير تربية عدن من قبل مجهولين
  • برلمانية: حديث الغزالي حرب عن عودة الألقاب عفي عليه الزمن
  • اليوم العالمي لـ«الهيموفيليا».. «عبدالغفار»: ارتفاع نسبة الأطفال الذين يتلقون العلاج الوقائي لـ80%
  • "وقتنا ينفد".. كتائب القسام تنشر فيديو للأسير عيدان ألكساندر
  • نصائح الخبراء الألمان للتخلص من فوضى البريد الإلكتروني
  • أداة جديدة من مايكروسوفت لالتقاط الصور بالشاشة.. البعض يعتبرها كابوس خصوصية
  • سائحة تتصدر الترند بعد ضرب شاب لسبب غريب.. اعرف القصة الكاملة
  • محامي "أولاد الفشوش" الذين رشقوا سيارات بالبيض يطالب المحكمة بمترجم لموكليه "الذين لا يفهمون العربية"
  • فين المشكلة .. هند عاكف تكشف حقيقة إحراج أحمد السبكي لها
  • حسين عموتة يخرج من حسابات المنتخب العراقي بسبب “فوضى الاتحاد”