لجريدة عمان:
2025-02-05@20:14:34 GMT

المخرج الذي أبهر أجاثا كريستي

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

خلال حضور أجاثا كريستي، أواسط خمسينيات القرن الماضي، افتتاح المتحف العراقي فـي بغداد برفقة زوجها عالم الآثار مالوان، شاهدت فـيلمًا وثائقيًا للمخرج وليم نوفـيك عنوانه (التراث الحيّ) عن حضارة وادي الرافدين وكان مساعد مدير التصوير شابا عراقيّا عمره 17 عامًا، وبعد حديث معه، خصوصا أنه على معرفة بزوجها الآثاري مالوان، إذ صوّر له مشاهد عديدة، شعرتْ أن هذا الشاب يمتلك موهبة سينمائية، فأوصت به خيرًا، وقالت: «هذا الشاب يجب أن يأخذ فرصته»، ولم يكن ذلك الشاب سوى المخرج محمد شكري جميل الذي غادر عالمنا الأسبوع الماضي عن (88) عاما.

وليست شهادة أجاثا كريستي هي الوحيدة بحقّه، بل حصل على شهادة من الكاتب الروسي الكبير (أدماتوف) صاحب رواية (جميلة) عندما ترأس لجنة تحكيم مهرجان دمشق، فبعد عرض فـيلمه (الأسوار) 1980م، قال: «هذا الفـيلم يمثّل العرب وسيبقى فـي لوحة الشرف مدى الحياة، لذا فإني أمنحه الجائزة الأولى، وتقدّم منه وطلب منه أن يحمل السيف الذهبي للمصوّرين»، كما يروي فـي كتابه (مذكّرات وذكريات) الذي راجعه وقدّم له الإعلامي عبدالعليم البنّاء، وصدر عن دار الشؤون الثقافـية العامة ببغداد، وفـيه يروي مشواره مع السينما، وكما تنبّأت كريستي حصل على فرصته، فسافر إلى لندن، ليدرس فـيها المونتاج فـي أستوديو (أمغول) الذي كان ينتج أفلام روبن هود، قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليتتلمذ على يدي صلاح أبو سيف، ويعمل فـي شركة الإنتاج السينمائي العربي التي كان يديرها وكان سيستمر بعمله لولا أنه تم تكليفه بتصوير فـيلم عن زيارة الرئيس العراقي الأسبق عبدالسلام عارف للقاهرة وحين شاهده الرئيس عبدالناصر، سأله: من أي وكالة أنت؟ فأجابه: أنا مخرج عراقي، وهنا قال عبد السلام عارف لسكرتيره: «سجّل اسمه، يجب أن يعود للعراق، نحن نحتاج إليه» لتصدر الأوامر له ليعود للعراق مجبرا، وواصل عمله السينمائي، وفـي السبعينيات أخرج فـيلمه الروائي (الظامئون) الذي نال عنه جائزة اتحاد النقاد السينمائيين السوفـييت فـي مهرجان موسكو، ثم فـيلم (الأسوار) الذي حصد به الجائزة الذهبية لمهرجان دمشق الدولي سنة 1980، وبعده أخرج فـيلمه (المسألة الكبرى) وكان من بطولة العالمي أوليفر ريد، وبه عاد إلى لندن موشّحا بسجلّ سينمائي زاهر، فنال عنه جائزة مهرجان لندن، وشارك كمساعد مخرج لفـيلم (التعويذة) للمخرج وليم فريدكن الذي صورت مشاهده فـي منطقة الحضر وأسوار نينوى وجامع النبي يونس فـي الموصل، ثم أخرج (عرس عراقي) و(اللعبة) وفـيلم (الملك غازي)، وقد حضرت تصوير أكثر من مشهد، بالتنسيق مع مسؤول الإعلام فـي الفـيلم الصديق الإعلامي أحمد الصالح، كان أبرزها مشهد تشييع جنازة الملك غازي المهيب الذي جرى تصويره بثلاث كاميرات فـي منطقة الأعظمية، ويومها تمّ قطع الطريق المؤدّي للمقبرة الملكية، حيث ينتهي الفـيلم وقد حضر جميع المشاركين فـي الفـيلم، مع مئات الممثلين الكومبارس، الذين كان بعضهم يرتدي ملابس الحرس الملكي، مع عازفـي الموسيقى العسكرية الجنائزية، والنساء اللاتي يبكين على الملك الشاب الذي قضى نحبه فـي حادث خلال قيادته مركبته، قيل أنه مدبّر، وجموع الكشافة، وطلبة المدارس، كانت أوامر المخرج تنقل عبر مكبرات الصوت للعاملين، وحين أعطى إشارة بالانتهاء من المشهد نزل من أعلى السلّم حيث كان يجلس يراقب المشهد من الأعلى، وكنت بانتظاره، فقلت له: هل انتهى الفـيلم؟ قال نعم: فقط هناك مشهد فـي المقبرة يظهر به نوري السعيد (مثّله الراحل فـيصل الياسري) وهو ينظر فـي ساعته، إشارة إلى أن زمنه ابتدأ»، وقبل أن ينصرف، سألته: وهل هناك خطّة لفـيلم جديد؟ فالتفت إليّ ورمقني بنظرة حادّة، ثم أطرق وقال: نعم لديّ فكرة فـيلم آخر»، لكن هذه الفكرة لم يتمكن من تنفـيذها، بعد توقف الإنتاج السينمائي بالعراق بعد فرض الحصار عليه عام 1991، ومنع استيراد المواد الكيمياوية التي تدخل فـي تحميض الأفلام، بحجة أنها يمكن أن تستخدم فـي صناعة أسلحة الدمار الشامل، ومع ذلك لم يتوقّف، فاتّجه للدراما التلفزيونية، فأخرج عدّة مسلسلات من أبرزها: (حكاية المدن الثلاث)، و(السرداب)، واختتم مشواره بإخراج فـيلم (المسرّات والأوجاع) عام 2013م.

ولفت نظري فـي كتابه مشروع فـيلم حول معركة (اليرموك) فـي منتصف الثمانينيات، كتب السيناريو محفوظ عبدالرحمن وأسند الإخراج إلى صلاح أبو سيف، وبعد عدة جلسات واجتماعات تعرّض المخرج أبو سيف لوعكة صحية فاعتذر، وكلّف جميل بإخراجه، وبالفعل وضع الخطة واختار الشخصيات، ومن بينها: صوفـيا لورين وإدورد فوكس من الأجانب، ومن العراقيين خليل شوقي ويوسف العاني وسامي عبدالحميد وطعمة التميمي -رحمهم الله جميعا- لكن تخفـيض ميزانية الفـيلم جعله يعتذر عن تنفـيذ المشروع، لكي لا يظهر بجودة أقلّ مما خطط ورسم، وظلّ إلى آخر حياته صارمًا فـي عمله مؤمنًا بفن السينما مراهنًا عليه يقول فـي كتابه: «الصناعة السينمائية آجلا أم عاجلا لا بدّ من أن تنهض يوما؛ لأنها مرتبطة بقانون تطور الأشياء، إنها مجموعة معارف»، واليوم نودّع هذا المخرج الكبير بعد أن ترك علامات سينمائية بارزة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مستواها عالي .. الصحـاب ضيعوا بعض فى الكمين | قصة مثيرة

كان يستعد لحضور عيد ميلاد حبيبته واصطحب صديقه معه ليعرفه على صديقتها فيجمع بينهما.. أحضر أجمل الهدايا وأحضر سيارته ثم ذهبا معا للحفلة المنتظرة وارتديا أفخم الملابس.

صديقا الطفولة والعمر الطويل خرجا من منطقة شعبية معا وبدآ مسيرة التعب والشقا معا وكانت خطواتهما واحدة إلا أن أحدهما أخذ مسار البحث العلمي والتفوق والآخر سار فى طريق البيع والشطارة، فالأول عين فى هيئة داخل الدولة والثاني كان اليد القوية لدى رجل أعمال فى إدارة محلاته الشهيرة.

ظهرت تلك الفتاة فى حياة الشاب، فتعرف عليها وأخذ يوفر لها بعض الأموال فى أعمالها ويساعدها على إنهاءها بسرعة كبيرة ثم فكر قليلا فى التقدم لها ولكن الخوف كان يجعله يتراجع فتلك السيارة التى رآها فى يوم من اليوم تقودها كان ثمنها يعادل راتبه لمدة 40 عاما على الأقل.

أصاب الشاب الحزن، وذهب إلى صديقه التاجر والتقي به على سطح العقار الذى يقطن به حيث قعدة الأنس والفرفشه وسيجارة الحشيش ونفخ الدخان وبدأ يشكي أحزانه وهمومه. 

وبدأ الشاب التاجر يقول لصديقه إن هناك وظيفة بسيطة وسهلة وفلوسها كثير فلمعت عين الشاب ما هي الوظيفة التي ستحقق أحلامي وستنقلني لفوق وتخليني اتقدم لحبيبتي وأنا قلبي جامد .. فكانت الإجابة (الحشيش يا بيه). 

ضحك الشاب على كلمات صديقه ولكن الشاب أصر قائلا الحشيش .. شنطة حشيش واحدة تخليك تركب أحلي عربية وتجيب أحلي شقة ..شنطة حشيش واحدة تخليك تتقدم للي بتحبها ..  والفلوس هتكتر.

خرج الشاب من قعدة الفرفشة أخذ يفكر يوم تلو الأخر حتي شعر أن حبيبته ستذهب لغيره فقرر الموافقة وبدأت رحلت نقل الحشيش كل شهر مره حتي كان الحظ ينتظره والقدر ليغير الواقع استعدا الشابين للحفلة وما كان ينتظرهم فى الطريق لا يسرهم.

أصر الشاب البائع أن يدخن سيجارة حشيش فى الطريق فأوقفا السيارة وأخذ الاثنين نفسين حتي ظهرت سيارة الشرطة وما أن رأوها حتي تحركا مسرعين فشك رجال الأمن وبدأت مطاردة استمرت لـ ربع ساعة علي الطريق حتى استطاعوا ايقافهم فى أحد الأكمنة بالتنسيق مع سيارة الشرطة وتم ضبطهم 

كانت المفاجأة ليس فى نفسين الحشيش ولكن فى الشنطة سر الفلوس والسعادة ليهم ..شنطة السيارة الخلفية بها كمية مخدرات كيبرة جدا من سرعتهم للذهاب للحفلة نسيا إخفاءها فوقعا فى يد الشرطة وتم تحريز المخدرات وعرضوا على النيابة التى أمرت بإحالتهم لمحكمة الجنايات.

أحال المحامي العام الأول لنيابة القاهرة الجديدة موظفا بمحلات مملوكة لرجل أعمال شهير وباحث في إحدى الهيئات القضائية إلي محكمة الجنايات لاتهامهما بحيازة وإحراز مخدر الحشيش للاتجار فيه. 


وجاء بأمر الإحالة، أن المتهم أحرز وحاز جوهراً مخدراً (الحشيش) بقصد الاتجار وفي غير الأحوال المصرح بها قانونًا كما أحرز وحاز بغير ترخيص سلاحا أبيضا (كتراً).

وتنص الماده 34 من قانون الإجراء والمخدرات رقم 182 سنه 1960 من قانون مكافحة المخدرات وتعديلاته، أن عقوبة الاتجار بالمخدرات تصل إلى الإعدام أو المؤبد مع الغرامة التى تصل إلى 500,000 جنيه وهناك عقوبة على الحيازة المجردة من أي قصد وتناظر عقوبة التعاطي.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن وفاة جديدة تحت التعذيب في سجون المرتزقة بمأرب
  • تفاصيل استقرار الشاب خالد بمدينة طنجة
  • شاب يكشف حقيقة تحديات رنا مطر في الأكل.. فيديو
  • مسلسلات رمضان 2025.. شباب امرأة لـ غادة عبد الرازق يتصدر الترند |صور
  • مصر.. شاب يلفظ أنفاسه في جنازة والده
  • قوات الاحتلال تعتقل شابين في مخيم طولكرم
  • مستواها عالي .. الصحـاب ضيعوا بعض فى الكمين | قصة مثيرة
  • شاب يجبر فتاة على ركوب سيارته بالقوة .. فيديو
  • الشاب سفيان البحري ابن مدينة سلا في ذمة الله