لجريدة عمان:
2025-04-10@06:29:13 GMT

المخرج الذي أبهر أجاثا كريستي

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

خلال حضور أجاثا كريستي، أواسط خمسينيات القرن الماضي، افتتاح المتحف العراقي فـي بغداد برفقة زوجها عالم الآثار مالوان، شاهدت فـيلمًا وثائقيًا للمخرج وليم نوفـيك عنوانه (التراث الحيّ) عن حضارة وادي الرافدين وكان مساعد مدير التصوير شابا عراقيّا عمره 17 عامًا، وبعد حديث معه، خصوصا أنه على معرفة بزوجها الآثاري مالوان، إذ صوّر له مشاهد عديدة، شعرتْ أن هذا الشاب يمتلك موهبة سينمائية، فأوصت به خيرًا، وقالت: «هذا الشاب يجب أن يأخذ فرصته»، ولم يكن ذلك الشاب سوى المخرج محمد شكري جميل الذي غادر عالمنا الأسبوع الماضي عن (88) عاما.

وليست شهادة أجاثا كريستي هي الوحيدة بحقّه، بل حصل على شهادة من الكاتب الروسي الكبير (أدماتوف) صاحب رواية (جميلة) عندما ترأس لجنة تحكيم مهرجان دمشق، فبعد عرض فـيلمه (الأسوار) 1980م، قال: «هذا الفـيلم يمثّل العرب وسيبقى فـي لوحة الشرف مدى الحياة، لذا فإني أمنحه الجائزة الأولى، وتقدّم منه وطلب منه أن يحمل السيف الذهبي للمصوّرين»، كما يروي فـي كتابه (مذكّرات وذكريات) الذي راجعه وقدّم له الإعلامي عبدالعليم البنّاء، وصدر عن دار الشؤون الثقافـية العامة ببغداد، وفـيه يروي مشواره مع السينما، وكما تنبّأت كريستي حصل على فرصته، فسافر إلى لندن، ليدرس فـيها المونتاج فـي أستوديو (أمغول) الذي كان ينتج أفلام روبن هود، قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليتتلمذ على يدي صلاح أبو سيف، ويعمل فـي شركة الإنتاج السينمائي العربي التي كان يديرها وكان سيستمر بعمله لولا أنه تم تكليفه بتصوير فـيلم عن زيارة الرئيس العراقي الأسبق عبدالسلام عارف للقاهرة وحين شاهده الرئيس عبدالناصر، سأله: من أي وكالة أنت؟ فأجابه: أنا مخرج عراقي، وهنا قال عبد السلام عارف لسكرتيره: «سجّل اسمه، يجب أن يعود للعراق، نحن نحتاج إليه» لتصدر الأوامر له ليعود للعراق مجبرا، وواصل عمله السينمائي، وفـي السبعينيات أخرج فـيلمه الروائي (الظامئون) الذي نال عنه جائزة اتحاد النقاد السينمائيين السوفـييت فـي مهرجان موسكو، ثم فـيلم (الأسوار) الذي حصد به الجائزة الذهبية لمهرجان دمشق الدولي سنة 1980، وبعده أخرج فـيلمه (المسألة الكبرى) وكان من بطولة العالمي أوليفر ريد، وبه عاد إلى لندن موشّحا بسجلّ سينمائي زاهر، فنال عنه جائزة مهرجان لندن، وشارك كمساعد مخرج لفـيلم (التعويذة) للمخرج وليم فريدكن الذي صورت مشاهده فـي منطقة الحضر وأسوار نينوى وجامع النبي يونس فـي الموصل، ثم أخرج (عرس عراقي) و(اللعبة) وفـيلم (الملك غازي)، وقد حضرت تصوير أكثر من مشهد، بالتنسيق مع مسؤول الإعلام فـي الفـيلم الصديق الإعلامي أحمد الصالح، كان أبرزها مشهد تشييع جنازة الملك غازي المهيب الذي جرى تصويره بثلاث كاميرات فـي منطقة الأعظمية، ويومها تمّ قطع الطريق المؤدّي للمقبرة الملكية، حيث ينتهي الفـيلم وقد حضر جميع المشاركين فـي الفـيلم، مع مئات الممثلين الكومبارس، الذين كان بعضهم يرتدي ملابس الحرس الملكي، مع عازفـي الموسيقى العسكرية الجنائزية، والنساء اللاتي يبكين على الملك الشاب الذي قضى نحبه فـي حادث خلال قيادته مركبته، قيل أنه مدبّر، وجموع الكشافة، وطلبة المدارس، كانت أوامر المخرج تنقل عبر مكبرات الصوت للعاملين، وحين أعطى إشارة بالانتهاء من المشهد نزل من أعلى السلّم حيث كان يجلس يراقب المشهد من الأعلى، وكنت بانتظاره، فقلت له: هل انتهى الفـيلم؟ قال نعم: فقط هناك مشهد فـي المقبرة يظهر به نوري السعيد (مثّله الراحل فـيصل الياسري) وهو ينظر فـي ساعته، إشارة إلى أن زمنه ابتدأ»، وقبل أن ينصرف، سألته: وهل هناك خطّة لفـيلم جديد؟ فالتفت إليّ ورمقني بنظرة حادّة، ثم أطرق وقال: نعم لديّ فكرة فـيلم آخر»، لكن هذه الفكرة لم يتمكن من تنفـيذها، بعد توقف الإنتاج السينمائي بالعراق بعد فرض الحصار عليه عام 1991، ومنع استيراد المواد الكيمياوية التي تدخل فـي تحميض الأفلام، بحجة أنها يمكن أن تستخدم فـي صناعة أسلحة الدمار الشامل، ومع ذلك لم يتوقّف، فاتّجه للدراما التلفزيونية، فأخرج عدّة مسلسلات من أبرزها: (حكاية المدن الثلاث)، و(السرداب)، واختتم مشواره بإخراج فـيلم (المسرّات والأوجاع) عام 2013م.

ولفت نظري فـي كتابه مشروع فـيلم حول معركة (اليرموك) فـي منتصف الثمانينيات، كتب السيناريو محفوظ عبدالرحمن وأسند الإخراج إلى صلاح أبو سيف، وبعد عدة جلسات واجتماعات تعرّض المخرج أبو سيف لوعكة صحية فاعتذر، وكلّف جميل بإخراجه، وبالفعل وضع الخطة واختار الشخصيات، ومن بينها: صوفـيا لورين وإدورد فوكس من الأجانب، ومن العراقيين خليل شوقي ويوسف العاني وسامي عبدالحميد وطعمة التميمي -رحمهم الله جميعا- لكن تخفـيض ميزانية الفـيلم جعله يعتذر عن تنفـيذ المشروع، لكي لا يظهر بجودة أقلّ مما خطط ورسم، وظلّ إلى آخر حياته صارمًا فـي عمله مؤمنًا بفن السينما مراهنًا عليه يقول فـي كتابه: «الصناعة السينمائية آجلا أم عاجلا لا بدّ من أن تنهض يوما؛ لأنها مرتبطة بقانون تطور الأشياء، إنها مجموعة معارف»، واليوم نودّع هذا المخرج الكبير بعد أن ترك علامات سينمائية بارزة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بعد مشاركته في إش إش.. إدوارد يوجه رسالة مؤثرة لـ محمد سامي بعد اعتزاله الإخراج

وجه الفنان إدوارد رسالة للمخرج محمد سامي بعد إعلان اعتزاله الإخراج، معبرًا عن سعادته الكبيرة بتعاونه معه في مسلسل «إش إش» الذي عُرض في رمضان الماضي 2025.

ونشر إدوارد صورة تجمعه بـ محمد سامي وعلاء مرسي من كواليس مسلسل«إش إش»، وعلق قائلاَ:"شكرا المخرج المبدع محمد سامي الاخ والصديق على انك دايما بطلع مني قدرات انا نفسي مكنتش اعرف انها جوايا الشغل دايما معاك متعة أن شاء الله ترجع بالسلامة لمكانك انا عارف انها فترة استراحة وهترجع اقوي كمان من الاول بحبك يا صاحبي".


من جانبه، رد المخرج محمد سامي على تعليق إدوارد قائلًا: "أنت جامد يا صاحبي الغالي، جدع، طيب، وموهوب، وأنا بحبك جدًا".


المخرج محمد سامي يحتاج إلى راحة بعد رمضان

وفيما يخص المخرج محمد سامي، أكدت مي عمر أنه قرر أخذ راحة طويلة بعد فترة التصوير الشاقة قبل حلول شهر رمضان.

وأوضحت أن صناعة المسلسلات تعد مرهقة للغاية وتتطلب الكثير من الوقت والجهد، مما يستدعي أن يحصل المخرج على فترة راحة حقيقية قبل بدء عمل جديد.

مي عمر: دينا مش هي اللي علمتني الرقص في مسلسل إش إش.. وتدربت على يد راقصة تانيةمي عمر: مسلسل أش أش أكبر تحدٍ في مسيرتي الفنية .. وهذا سر النجاح|فيديومي عمر: لم أخف من تقديم دور الراقصة في مسلسل إش إشأخبار الفن| لوسي تكشف سر اعتذارها عن إش إش.. أسما شريف منير تحتفل بعيد ميلادها

مقالات مشابهة

  • "كارمن" يجذب نجوم المسرح في مصر والعالم العربي بالطليعة
  • إطلاق سراح نجل الفنان محسن منصور بعد اتهامه بدهس شاب
  • المؤبد لقاتل الشاب بلال بتطوان
  • يسرا اللوزي عن دورها بمسلسل لام شمسية: فرحت برسالة المخرج لي
  • شاب ينجو من الموت بعد خضوعه لجلسة تدليك
  • ياه على الزمن.. إدوار يعلق على صورة لـ أحمد مالك
  • بعد مشاركته في إش إش.. إدوارد يوجه رسالة مؤثرة لـ محمد سامي بعد اعتزاله الإخراج
  • مقتل مهندس داخل السجن يثير غضبًا واسعًا في العراق .. صور
  • "الثقافة" تفتح باب الاشتراك بـ مواسم نجوم المسرح الجامعي 7
  • مصرع شاب أسفل عجلات القطار أمام محطة بني سويف