شهدت مدينة يريم شمال محافظة إب مساء أمس ، اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجموعتين من المسلحين الحوثيين بسبب نزاع على قطعة أرض مما أدى إلى مقتل شاب وإصابة اثنين آخرين أحدهما طفل في حالة حرجة.  

 

وقالت مصادر خاصة لـ"مأرب برس" أن الحادثة وقعت في سوق أعماد للقات في شارع الدائري بمدينة يريم وأسفرت عن مقتل الشاب "عمار أكرم صالح العروي""19 عاما"، وإصابة "علي محمد علي الجلال" "22 عاما" والطفل "سعد محمد مسعد البحم" "8سنوات" حيث أن الطفل حالته حرجه.

 

وأضافت المصادر فإن الاشتباكات حدثت بين مسلحين حوثيين تابعين للمشرف في مليشيات الحوثيين المنصة ارهابيا "لطف ساري" ومسليحن حوثيين تابعين "لبني حمدي" وكلاهما مجموعات تابعة لمليشيات الحوثيين الإرهابية في صراع داخلي يعكس تفشي الفوضى والصراع على النفوذ بين القيادات الحوثية.  

 

وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات بين المسحلين الحوثيين حدثت في مساء أمس الثلاثاء الساعة العاشرة مساءا حيث أن الضحايا من المدنيين المارة وليسوا من أطراف النزاع.

 

والمثير للقلق أن الضحايا جميعهم مدنيون أبرياء كانوا يمرون في موقع الحادثة مما يعكس حجم الفوضى الأمنية والانفلات الذي تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين المصنفة إرهابيا حيث تحولت الشوارع والأسواق إلى ساحات حرب بسبب النزاعات المسلحة بين الفصائل الحوثية على المال والأراضي والنفوذ.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

استراتيجية الفوضى وتصفية دول الجوار

#استراتيجية_الفوضى وتصفية دول الجوار _ د. #منذر_الحوارات

لم تكن إسرائيل تحلم بأن تحقق هذا الكم من الأهداف خلال أيام معدودة، فهي الآن آمنة من وجود الجيش السوري القوي في جوارها، كما أمنت سابقًا من الجيش العراقي، وتمكنت من تدمير قدرات كبيرة لحزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى احتلال جزء من لبنان وكامل قطاع غزة تقريبًا. كما باتت تسيطر جيوسياسيًا على فضاء عربي واسع، بل إن الأخطر من ذلك أنها تخطط للسيطرة على الضفة الغربية، تمهيدًا لبدء عملية تهجير منظمة للفلسطينيين بمساعدة إدارة دونالد ترامب، لكن السؤال الجوهري: كيف استطاعت إسرائيل، خلال أيام، أن تحقق ما عجزت عنه في عقود؟ لا شك أن الإجابة قد تبدو معقدة للبعض، لكنها أبسط مما يتوقع الكثيرون: إنها الفوضى!

كانت القناعة راسخة لدى كثيرين بأن إسرائيل لا تريد زعزعة استقرار الدول المحيطة بها، مثل سوريا ولبنان والأردن ومصر، إذ كانت ترى أن بقاء هذه الأنظمة، رغم عدائها لها، يمنع خطرًا آخر أشد تهديدًا، وهو وصول جماعات متطرفة إلى السلطة قد تخلّ بالأمن على حدودها، لذلك حرصت على عدم دعم أي عملية تغيير في هذه الدول، بل إنها حاربت الربيع العربي استنادًا إلى هذه الحجة، لكن فجأة، تغيرت هذه السياسة، ووافقت إسرائيل على إسقاط الأسد، وفي خضم الفوضى الناتجة عن هذا التغيير المفاجئ، تمكنت من تدمير البنية الأساسية للقوة السورية، واحتلت بقية الجولان، لتصبح على بعد 25 كيلومترًا من العاصمة دمشق، وهنا يُطرح السؤال مجددًا: هل استبدلت إسرائيل نظرية الاستقرار التقليدية بنظرية الفوضى، بعدما ثبتت مكاسبها السريعة والمغرية؟

ربما نجد الإجابة في تصريحات ترامب الأخيرة، التي طلب فيها من الأردن ومصر استقبال اللاجئين الغزيين تحت التهديد، إذا دققنا في وضع هاتين الدولتين، نجد أنهما الوحيدتان المستقرتان في الإقليم المجاور لفلسطين، إذ تمتلكان نظامًا سياسيًا وبيروقراطيًا وعسكريًا متماسكًا، إلا أن مشكلتهما الرئيسية تكمن في الاقتصاد، وما يتبعه من بطالة وتراكم ديون، إلى جانب اعتمادهما على المساعدات الأمريكية وضمانات القروض من المؤسسات الدولية، وبناءً على ذلك، ربما ترى إسرائيل أن استمرار استقرار هاتين الدولتين ليس في مصلحتها، ووفقًا لاستراتيجيتها الجديدة القائمة على الفوضى، فقد تكونان هدفها المقبل.

مقالات ذات صلة  الأسرى الفلسطينيون المسيحيون.. الحجارة الحية 2025/02/04

بالتركيز على الأردن، نجد أن التاريخ يقدم إجابة واضحة، ففي عشرينيات القرن الماضي، نشب خلاف أيديولوجي عميق بين اليهود التصحيحيين، بقيادة زئيف جابوتنسكي، من جهة، وبين دافيد بن غوريون والحكومة البريطانية، من جهة أخرى، حول استثناء الأردن من مشروع الدولة اليهودية، فقد كان جابوتنسكي يرى، استنادًا إلى الوعد التوراتي، أن الدولة اليهودية تشمل ضفتي نهر الأردن، واعتبر فصل الأردن عن المشروع الصهيوني “سرقة للأرض اليهودية”، وعلى النقيض، كان بن غوريون أكثر براغماتية، فقبل بفصل شرق النهر، وركّز على إقامة الدولة في الأراضي المتبقية تحت الانتداب البريطاني، ومنذ ذلك الحين، ظل الأردن في نظر التيار الصهيوني المراجعي جزءاً “مسروقًا” من مشروعهم.

واليوم، ومع تحالف اليمين القومي الإسرائيلي، ممثلًا بنتنياهو، مع أنصار الصهيونية الدينية، التي ترى أن الضفة الغربية وقطاع غزة جزء من “أرض الميعاد” وأن استيطانها واجب مقدس، أصبحت هذه الأيديولوجيا أكثر تأثيرًا في صناعة القرار الإسرائيلي، وبعد أحداث “طوفان الأقصى”، تصاعد نفوذ هذا التيار، وأصبح يملك السلطة إلى جانب الأيديولوجيا، وهو ما يفسر الكثير مما يجري حاليًا.

يرى البعض أن إسرائيل تسعى لجعل الأردن وطنًا بديلًا للفلسطينيين، لكن هذا محض هراء، فهي لم تعد تركز على تهجير الفلسطينيين إلى دولة واحدة، بل على تشتيتهم في مختلف أنحاء العالم، ومع ذلك لا شك أن الأردن أصبح هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل، التي تسعى إلى استغلال إدارة ترامب المؤمن بأن النظام  العالمي الجديد  يجب أن يقوم على القوة لا القانون،  لكن نظراً لأن الأردن دولة متزنة، تحكمها أسرة مالكة لا ترتكب أخطاء داخلية أو خارجية تمنح إسرائيل ذريعة للتدخل العسكري، فإنها تلجأ إلى استراتيجيتها الجديدة: الفوضى.

من هنا، يمكن فهم دوافع إسرائيل وراء فكرة تهجير الغزيين إلى الأردن، وإقناع ترامب بالضغط على عمان لقبول ذلك، وهي تدرك تمامًا أن الملك عبد الله سيرفض هذا الطرح بشكل قاطع، مما سيدفع ترامب إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية ضد الأردن، على أمل أن يؤدي ذلك إلى انهيار الاقتصاد، ومن ثم نشوب فوضى اجتماعية تعصف بالدولة.

ما سبق ليس تحليلًا تآمرياً، بل واقع تؤكده الأدبيات الإسرائيلية، فقد تخلصت إسرائيل من مخاوفها بشأن الفوضى في دول الجوار، بعدما اكتشفت أنها أداة فعالة لاختراق هذه الدول والسيطرة عليها، والأردن، بلا شك، يمثل هدفًا كبيرًا للمشروع الصهيوني، إذ إن الفوضى داخله تخدم المصالح الإسرائيلية بشكل مباشر.

لهذا السبب، يتحرك الملك عبد الله بسرعة وبديناميكية على مختلف الأصعدة لمواجهة هذا المشروع الإسرائيلي– الأمريكي، وبحكم خلفيته العسكرية، فهو يسعى للتحالف مع الدول القادرة على التصدي لهذا المخطط، ويعمل على إقناع الجهات الأمريكية الصديقة بأن ما تطلبه إسرائيل لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى، التي لن تقتصر تداعياتها على المنطقة فحسب، بل ستمتد إلى مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في العالم.

مقالات مشابهة

  • إب.. مقتل وإصابة ثلاثة أشخاص احدهم طفل في تبادل لإطلاق النار بسوق إعمد في يريم
  • استراتيجية الفوضى وتصفية دول الجوار
  • عملية تدريب تنتهي بانفجار وإصابة العسكري بجروح خطيرة. فيديو
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين في عملية الأغوار وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة و6 بجروح طفيفة
  • أولوية تحميل الركاب تشعل مشاجرة دامية في سوهاج
  • برلماني يمني: المعركة مع الحوثيين صراع وجود وليس خلافًا سياسيًا
  • صراع النفوذ والمال.. دانييلا رحمة ومحمد الأحمد معاً مُجدداً في "فرانكلين"
  • مليشيا الحوثي تقتل شاباً من قبيلة بني نوف في الجوف
  • مطاردة دامية في الرمادي.. رصاصة برأس سائق واحتجاز عنصرين في الحشد العشائري