إنهم بشر.. غارديان: طالبو لجوء يتعرضون للقمع بين بولندا وبيلاروسيا
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
نشرت غارديان البريطانية تقريرا يصور المعاملة القاسية لطالبي اللجوء في بيلاروسيا وبولندا، واصفة السياج البولندي من الأسلاك الشائكة بأنها تعبر عن موقف الاتحاد الأوروبي الأكثر قسوة من الهجرة.
واستهلت الكاتبة جينيفر رانكين تقريرها من بولندا قائلة إن السياج البولندي على الحدود مع بيلاروسيا يبلغ ارتفاعه 5 أمتار ونصف مع لفات خشنة من الأسلاك الشائكة، وجنود مسلحين يقومون بمسح الغابة الثلجية، وكاميرات فوق السياج لمسح المنطقة، وإرسال لقطات إلى المقر الرئيس القريب، والذي يكون في حالة تأهب على مدار 24 ساعة في اليوم.
وأضافت أن هذا السياج لم يتم بناؤه لمنع جيش غازي، بل لمنع اليائسين من الوصول إلى أوروبا، وحدود بولندا مع بيلاروسيا، التي كانت في يوم من الأيام نقطة تفتيش للسيارات والشاحنات، وأصبحت الآن منطقة عسكرية ممتلئة بالحجارة الصلب والأسلاك الشائكة.
أولوية قصوىوأوردت أن حراسة الحدود الشرقية لبولندا مع بيلاروسيا يقوم عليها 6 آلاف جندي و2200 من حرس الحدود والشرطة، مع سياج يبلغ طوله 186 كيلومترا.
ونقلت عن ماسيج دوتشيك، وكيل وزارة الداخلية البولندية، قوله إن الأولوية القصوى لحكومته هي حماية الحدود والأمن.
وذكر التقرير أن بولندا تقول إنها تتعرض للهجوم وتواجه "حربا هجينة" من جارتها الشرقية. وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو رد على عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على بلاده بعد سحقها الاحتجاجات الجماهيرية ضد حكومته بإجبار المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون بلاده على التجمع في مجموعات والعبور إلى بولندا، وقبل ذلك إلقاء الحجارة على السياج البولندي، مع التهديد باغتصاب الزوجات ضد من يرفض الامتثال. وقالت: "من وجهة نظر اللاجئين، لا يوجد أي سبب على الإطلاق للعدوانية تجاه بولندا".
إعلان
رصاص مطاطي وكلاب
وقالت مراسلة غارديان إنه بالنسبة للصحفيين الزائرين، بدا كل شيء منظما، من اللُعب اللينة في أسرة الأطفال في مركز تسجيل الأجانب الفارغ، إلى شرائح باور بوينت التي تفصل طلبات اللجوء (2685 في عام 2024 في ذلك المركز، مقارنة بـ16 ألفا و900 في جميع أنحاء بولندا).
أما في أعماق الغابات خارج المركز، فيتحدث طالبو اللجوء عن تضاريس قاسية وواقع مختلف. ونقلت المراسلة عن ضاهر، وهو صبي يبلغ من العمر 17 عاما من الصومال قوله إنه أصيب برصاص مطاطي من قبل حرس الحدود البولنديين أثناء محاولته عبور الحدود في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتعرض هو ورفيقه الصومالي للضرب والركل، بينما تم وضع كلب على رجل سوري.
وقال ضاهر إن المجموعة تعرضت للتفتيش حتى في ملابسهم الداخلية، كما تعرض أفرادها لمصادرة الهواتف والأحذية وتدميرها، قبل إجبارهم على العودة إلى بيلاروسيا في منطقة مستنقعات. وقد تم رفض طلباتهم للجوء بوحشية: "كانوا يضربوننا أو يلكموننا أو يركلوننا وهذا دفعنا إلى عدم التحدث معهم أكثر. وقال إنه شخصيا تم إعادته 7 مرات من بولندا إلى بيلاروسيا ومرتين من لاتفيا.
رش الوجوه بالفلفلوتكرر ذكر رواية ضاهر في تقرير صادر أمس الثلاثاء عن المنظمة غير الحكومية المسماة "نحن نراقب" والتي تصف عمليات إعادة طالبي اللجوء بأنها "ممارسة يومية لحرس الحدود البولندي". وأشارت القصة القاتمة إلى إجبار أشخاص على الدخول في أرض قاسية بين الأسوار البولندية والبيلاروسية وقضاء أيام، بل أسابيع، محاصرين في آخر غابات أوروبا البدائية من دون طعام أو مأوى.
وفي مقابلاتها الـ13 وردت مزاعم في تقرير "نحن نراقب" بأن حرس الحدود البولندية تقيد اليدين، وتضرب الأجساد، وتحطم الهواتف، وتطارد الناس مع الكلاب، وترش الوجوه بالفلفل، وتصادر المعاطف والأحذية بعد تفتيش طالبي اللجوء وهم عرايا، ثم ترميهم في المستنقعات والأنهار البيلاروسية على الحدود.
إعلانوزعم وكيل وزارة الداخلية البولندية أن المهاجرين اختاروا العودة إلى بيلاروسيا لأنهم لا يريدون طلب اللجوء في بولندا، مفضلين تجربة دخول سري آخر. وبموجب قواعد الاتحاد الأوروبي، يجب على طالب اللجوء المطالبة بالحماية في أول بلد يصل إليه.
خائفون
ووصف أوريل مازولي، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في بولندا، ادعاء العودة الطوعية بأنه "غير دقيق للغاية"، مضيفا أن معظم مرضى منظمة أطباء بلا حدود "خائفون للغاية" من إعادتهم إلى بيلاروسيا. وقد عالجت المنظمة 442 شخصا في أكثر من عامين على الحدود.
وتواجه المجموعة 3 أنواع من الأمراض: الاعتداءات الجسدية المباشرة، مثل الإصابات الناجمة عن الرصاص المطاطي وعضات الكلاب؛ الإصابات الناجمة عن السياج، مثل السقوط أو الجروح من الأسلاك الشائكة؛ والأمراض التي تسببها البيئة القاسية، مثل انخفاض حرارة الجسم، وإصابات البرد، وأمراض الجهاز الهضمي والجفاف.
وتشعر جماعات اللاجئين بخيبة أمل مريرة من الحكومة البولندية التي وصف رئيس وزرائها دونالد توسك الهجرة بأنها "مسألة بقاء حضارتنا الغربية".
تشديد السياساتوشددت حكومة توسك سياساتها أكثر وأقرت قانونا يسمح لقوات الأمن باستخدام الأسلحة الفتاكة مع الإفلات من العقاب عندما تواجه تهديدا واقترحت تعليقا مؤقتا لحق اللجوء.
ووفقا للحكومة البولندية، جاء الأشخاص الذين حاولوا عبور الحدود عام 2024 من 51 دولة مختلفة، مع أكبر أعداد من إثيوبيا وإريتريا والصومال وسوريا.
وقال مازولي إن هناك "تلاعبا بالمعلومات الواردة في السرد حول الحرب الهجينة لتبرير تعليق حقوق الإنسان الأساسية، إن تصوير الحكومة البولندية للوضع يعني أن الأشخاص الفارين من الحرب يعتبرون تهديدا، لكنهم ليسوا جنودا، وليسوا أسلحة، إنهم بشر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات إلى بیلاروسیا
إقرأ أيضاً:
غرائب الحياة من حفاة الى طغاة ومن عباد لله الى عبيد اللات
بقلم : هادي جلو مرعي ..
يقال.. الأموال والمناصب لاتغير الناس، بل تكشفهم على حقيقتهم. ربما هذا إسلوب إقتصادي إعتمدته السماء، وجعل من غالب الناس فقراء، أو على قد الحال وليس أكثر من ذلك، وعدد الأغنياء قليل، ويقول الله تعالى: إن الإنسان ليطغى إن رآه إستغنى.. فالإنسان الفقير عاجز عن الوصول، ويلجأ الى الغيب ليتقوى به، وحكمتي تقول: الشريف هو الضعيف، وحين يكون قويا لايحتاج الى الشرف، حين يكون غنيا، ويملك السلطة والمال يتحول تفكيره من العاقل الهاديء، الى العنيف المتيقن من السطوة، ويعتقد إنه فوق القانون، بل ربما رأى في نفسه إنه القانون ذاته، فيفرض شروطه على الجميع، وينتهز الفرصة، وربما الصدفة والتحولات الكبرى في الحكم والسياسة ليغادر حياة البؤس والجوع والسكن في المناطق الفقيرة، الى الثراء والرفاهية والسكن في المناطق الأكثر رفاهية وفخامة، ويتحول من ساكن في بيت، الى سيد في قصر، ومن سائق في سيارة، الى مالك أسطول من السيارات، ومن باحث عن لقمة الى مالك لمطعم ومطاعم وفنادق، ومن ضعيف يبحث عن قوة، الى قوي متسلط على الضعفاء من أبناء جلدته. ويالها من تحولات قذرة تدفع الناس من مؤخرة الصفوف الى مقدمتها، فتضرب لهم الدفوف، ولايعودون يقنعون بالغنى، ويريدون أكثر، وينسون تماما إنهم كانوا فقراء، وربما حقراء ليعيشوا في القناعة، فتتحول الملايين الى مليارات، ويبحثون عن المزيد منها رغم إنهم لايحتاجونها، لكنه الجوع القديم المتجذر في النفوس، وليس في الجيوب.
الجائع حين يشبع قد لاينسى الجوع القديم، فتجده شحيحا لايقوى على بسط يديه بعطية لفقير، ويتملكه وحش الحاجة الى المزيد، ويغامر ليحصل على المكاسب، ويتجاهل النهايات، وكم من نهايات كانت صادمة تنتهي بالسجن والذل والمهانة والهزيمة، وكم من فقير كان يتقوى بالتقوى، وحين أعانته الفوضى على كسب المال والمنصب صار شيطانا رجيما يسابق ويلاحق من أجل سلب الناس لحقوقهم، ويصر على رغبته في نيل الرغائب التي تستهويه كما الشيطان، فينسحب الى دائرته، ولايعود يشبع من شيء، بل ويتجمع في ذاته الشعور بأنه بحاجة الى السلطة والمنصب، وينسى إن الحياة رحلة قصيرة، فإذا كسب مالا صارت لديه رغبة جامحة في جمع كل الأموال بالرغم من كفاية ذلك ليعيش بترف، وربما أغراه الشيطان، وأصابه وهم الضلال فينسى الموت، ولايخشى القانون، ويتحالف مع أمثاله ليكسبوا ماليس لهم من ممتلكات العام والخاص من الناس ويتهاونون في إحترام القانون، وينسحب الى دائرتهم كثر ولايعنيهم فكرة أنهم سيحاسبون ويعاقبون ويسجنون ويهانون، ولعل كثر في الحالة العراقية دخلوا السجون بعد أن أضلهم وهم الشيطان إنهم فوق القانون، وإنهم منزهون عن المساءلة والعقاب.
نعم هي غرائب الحياة حين يتحول الحفاة الى طغاة ، ومن عباد لله، الى عباد اللات..