رفض سكان قطاع غزة والضفة الغربية خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسيطرة على القطاع ونقلهم خارجه، وتعهدوا بعدم مغادرة أنقاض منازلهم في القطاع الساحلي الذي يريد قطب العقارات تحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

وقال سمير أبو باسل من مدينة غزة عبر أحد تطبيقات التراسل "خلي ترامب يروح ع جهنم هو وأفكاره وأمواله وكل اللي بيفكر وبيعتقد فيه.

إحنا مش راح نروح أي مكان. إحنا مش جزء من أملاكه وعقاراته".

وأضاف أبو باسل، وهو أب لـ5 أبناء ونزح من منزله قرب جباليا في شمال قطاع غزة، "الشيء الأسهل ليحل الصراع إنه ياخد الإسرائيليين ويحطهم عنده، يسكنهم عنده في إحدى الولايات. هم الأغراب مش الفلسطينيين. إحنا أصحاب الدار".

وقال ترامب إنه يتصور بناء منتجع يمكن للجنسيات المختلفة العيش فيه بعد القصف الإسرائيلي الذي استمر أكثر من 15 شهرا ودمر القطاع الصغير. وتشير الإحصاءات الفلسطينية إلى أن القصف الإسرائيلي أودى بحياة أكثر من 47 ألف شخص.

وأكد سكان غزة أن ترامب لن ينجح في إخراجهم من القطاع بعدما فشلت الحرب والقنابل في ذلك.

وقال أبو باسل "كان بيحكي بعجرفة… عليه يجربنا وراح يشوف أنه كل هالخيالات اللي في راسه ما راح تنجح معنا".

إعلان

ومع تصاعد القتال في حرب غزة، خشي الفلسطينيون من حدوث "نكبة" أخرى، لكنهم الآن يخشون من موجة أخرى من التهجير.

وقالت أم تامر جمال (65 عاما) الأم لـ6 أبناء لوكالة رويترز عبر أحد تطبيقات التراسل "ما راح نترك أرضنا، وما راح نسمح بنكبة تانية، إحنا ربينا أولادنا وعلمتهم أنه ما يسمحوا بحدوث نكبة تانية".

وقالت من مدينة غزة "هاد (ترامب) واحد مجنون، ما تركنا غزة تحت القصف والتجويع، كيف بيفكر أنه يطلعنا يعني؟ ما راح نروح أي مكان".

موقف موحد

سرعان ما شجبت قوى دولية وقادة فلسطينيون التصريحات الصادمة لترامب، وهو مطور عقاري سابق في نيويورك.

وتوحدت مواقف السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في رفض ما وصفته بخطة للسيطرة على القطاع الساحلي المطل على البحر المتوسط وطرد الفلسطينيين من وطنهم.

وقال عباس إن "الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وإن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة منذ عام 1967".

وقال سامي أبو زهري، القيادي في حركة حماس، التي حكمت قطاع غزة قبل الحرب، إن تصريحات ترامب بشأن الاستيلاء على القطاع "سخيفة وعبثية".

وأضاف لرويترز "أي أفكار من هذا النوع كفيلة بإشعال المنطقة"، موضحا أن حماس لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل والتفاوض على مرحلته المقبلة.

وما زالت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ومدتها 6 أسابيع، والذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية مصرية وبدعم من الولايات المتحدة، متماسكة إلى حد كبير، لكن احتمالات التوصل إلى تسوية دائمة غير واضحة.

وفي خان يونس بجنوب قطاع غزة، قالت عائلات تجلس بالقرب من أنقاض مبنى مدمر إنها تنتظر إعادة بناء منازلها وليس طردها منها.

وقال أحمد شاهين، مخاطبا الرئيس ترامب، "أنت بالأساس أنت اللي ساعدت إسرائيل على الدمار اللي إحنا شايفينه هاد، عشان هيك بدك تعمر (تبني) لنا وإحنا موجودين على هادي الأرض. ما فيش فيها أنه لازم نطلع عشان تعمر لنا مقابل أن إحنا ما نطلع".

إعلان الضفة ترفض التهجير

وفي الضفة الغربية، قال فادي القيسي، أحد سكان مدينة طولكرم شمال الضفة، التي تشهد عملية عسكرية إسرائيلية منذ 27 يناير/كانون الثاني، "ترامب يعتبر نفسه إلها للشرق الأوسط، يريد ترحيل الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، ويعتقد أنه يتحكم بكل شيء".

وأضاف "أين يمكن له أن يرحلنا؟ هل نحن حجارة شطرنج، معنا رب العالمين إذا كان هو مع إسرائيل".

وقال صلاح طبنجة "هذه أرضنا ثابتين فيها، الصراع هنا إلى يوم الدين ولن نرحل، بل على الاحتلال أن يرحل".

وأضاف "الشعب الفلسطيني يعاني الاحتلال منذ عام 1948، ومع ذلك ثابت وباق، ولا يمكن لأي مخطط أن يطردنا من أرضنا سواء في الضفة أو غزة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الضفة الغربیة قطاع غزة ما راح

إقرأ أيضاً:

تفجيرات اسرائيل لمخيم جنين تحوله الى مدينة أشباح

جنين (الضفة الغربية)"رويترز": حوَلت العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين بالضفة الغربية مخيم اللاجئين بالمدينة إلى ما وصفه سكان وبعض المسؤولين بأنه مدينة أشباح، إذ لحق به دمار على نطاق لم تشهده المنطقة منذ ما يزيد على 20 عاما.

فبعد أسبوعين من بدء العملية العسكرية، صارت جنين شبه مهجورة بعد أن غادر آلاف الفلسطينيين منازلهم، وليس معهم سوى ما تيسر حمله، تنفيذا لأمر جبري إسرائيلي بالمغادرة عبر طائرات مسيرة مزودة بمكبرات صوت.

وبعد تدمير الطرق ومرافق البنية التحتية الأخرى، هدمت القوات الإسرائيلية العديد من المباني مطلع هذا الأسبوع فيما أحدث انفجارات مدوية.

وقال خليل حويل (39 عاما)، وهو أب لأربعة أطفال يسكن في مخيم جنين هو ووالده وإخوته في بيت من خمس شقق، "ظلينا في البيت إلى حين ما إجت الدرون (الطائرة المسيرة) علينا وصارت تنادي أخلوا البيت وأخلوا الحي لأنه بدنا نفجر".

وأضاف "طلعنا في ملابسنا الشخصية ما قدرنا نحمل شي. ممنوع تحمل شي. ولا حد ظل في المخيم.. المخيم خالي من السكان بتاتا".

وقال إنه بعد نشر الجرافات والمركبات المدرعة بالقرب من منزله، سار السكان بصعوبة على طرق يلمؤها الركام إلى نقطة تجمع كانت تنتظرهم فيها سيارات تابعة للهلال الأحمر.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه دمر 23 مبنى وإنه "سيواصل عدوانه حيثما كان ذلك ضروريا".

ومن أعلى تل يطل على المخيم، لم يكن بالإمكان رؤية شيء سوى سحب الدخان والجنود وهم يتحركون بين جدران المنازل المحترقة.

وبدأت العملية، وهي المرحلة الأحدث من هجوم بدأ الشهر الماضي، في أعقاب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) حيز التنفيذ.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن عمليات الهدم في جنين "تقوض وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل له في غزة، وتهدد بتصعيد جديد".وذكرت أن جنين "أصبحت مدينة أشباح".

وتعرض مخيم جنين لللاجئين، الذي كان لفترة طويلة معقلا للجماعات المسلحة بما في ذلك حركتي المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والجهاد الإسلامي، لمداهمات متكررة على مر السنين، ليس فقط من الجيش الإسرائيلي، وإنما من السلطة الفلسطينية.

وفي أثناء الانتفاضة الثانية عام 2002، هدمت القوات الإسرائيلية مئات المنازل، مما أدى إلى تهجير نحو ربع سكان المخيم.

وقال محافظ جنين كمال أبو الرب إن العملية الأحدث لم تترك في المخيم سوى نحو 100 شخص من أصل 3490 أُسرة كانت موجودة فيه قبل العملية.وقال "الوضع أسوأ مما جرى في عام 2002 لأنه عدد النازحين كان أقل".

* مقارنات مع دمار غزة

تواصل إسرائيل أيضا اجتياح مناطق أخرى من الضفة الغربية، بما في ذلك مدينتي طوباس وطولكرم.

وفي بداية عملية جنين، قال يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي إن الجيش سوف يطبق الدروس المستفادة من الحرب في قطاع غزة الذي يبعد أكثر من 100 كيلومتر إلى الجنوب.

وقال أبو الرب عن الدمار في جنين "لو أنه ما كتبنا أن هذا مخيم جنين على الصور.. هذا المشهد بنفكره في قطاع غزة. نفس الصورة ولكن المكان يختلف".

وأبرز هجوم على موقع عسكري إسرائيلي بالقرب من طوباس اليوم حالة التوتر في الضفة الغربية حيث استشهد مئات الفلسطينيين، منهم مسلحون ومدنيون، وعشرات الإسرائيليين منذ بدء الحرب في غزة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 70 فلسطينيا استشهدوا في الضفة الغربية هذا العام، بما في ذلك 38 شهيدا في جنين.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن الضفة الغربية جزء من حملة متعددة الجبهات تنفذها إيران على إسرائيل عن طريق حلفائها مثل حماس في غزة وجماعة حزب الله في جنوب لبنان. ودأب المسؤولون الإسرائيليون على القول إن جنين تواجه خطر التحول إلى "غزة مصغرة".

ويرى الفلسطينيون أن العملية الإسرائيلية، والتي بدأت بعد أن حظرت إسرائيل عمل الأونروا في مقرها في القدس الشرقية، هي محاولة لتهجير الفلسطينيين من الأراضي التي يرون أنها أساس الدولة المستقبلية في تكرار لأحداث "نكبة" عام 1948.

وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، إن العملية جزء من جهود أوسع تهدف إلى "تهجير المواطنين والتطهير العرقي" اكتسبت زخما جديدا منذ أن اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تستقبل مصر والأردن الفلسطينيين. ومن المقرر أن يلتقي ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم.وما زال سكان جنين الذين أُجبروا على مغادرة المخيم صامدين.

وقال خليل حويل "رح نرجع على بيتونا لن ترجع النكبة لن نتهجر إلى منطقة ثانية، (سواء) هدوا البيت (أو) قصفوا إحنا رح نرجع على بيوتنا".

مقالات مشابهة

  • مش راح نروح أي مكان..سكان غزة يرفضون خطة ترامب لتهجيرهم
  • عمرو أديب عن تصريحات ترامب بشأن غزة: إحنا أولى بلحمنا
  • حفلات عيد الحب 2025| أمسية رومانسية لـ مدحت صالح في القاهرة
  • ألمانيا: غزة مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية ملك للفلسطينيين
  • ترامب يكشف عن دور جديد لأمريكا في غزة: سنتولى السيطرة على القطاع
  • ترامب: ما حدث في غزة سيحدث مرارا وتكرارا.. الحل يكمن في خروج الفلسطينيين من القطاع
  • ترامب: الفلسطينيون لا يمتلكون خيارا بديلا عن مغادة قطاع غزة
  • رغم تدمير القطاع..سكان غزة يرفضون خطة ترامب لتهجيرهم
  • تفجيرات اسرائيل لمخيم جنين تحوله الى مدينة أشباح