رفض سكان قطاع غزة والضفة الغربية خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسيطرة على القطاع ونقلهم خارجه، وتعهدوا بعدم مغادرة أنقاض منازلهم في القطاع الساحلي الذي يريد قطب العقارات تحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

وقال سمير أبو باسل من مدينة غزة عبر أحد تطبيقات التراسل "خلي ترامب يروح ع جهنم هو وأفكاره وأمواله وكل اللي بيفكر وبيعتقد فيه.

إحنا مش راح نروح أي مكان. إحنا مش جزء من أملاكه وعقاراته".

وأضاف أبو باسل، وهو أب لـ5 أبناء ونزح من منزله قرب جباليا في شمال قطاع غزة، "الشيء الأسهل ليحل الصراع إنه ياخد الإسرائيليين ويحطهم عنده، يسكنهم عنده في إحدى الولايات. هم الأغراب مش الفلسطينيين. إحنا أصحاب الدار".

وقال ترامب إنه يتصور بناء منتجع يمكن للجنسيات المختلفة العيش فيه بعد القصف الإسرائيلي الذي استمر أكثر من 15 شهرا ودمر القطاع الصغير. وتشير الإحصاءات الفلسطينية إلى أن القصف الإسرائيلي أودى بحياة أكثر من 47 ألف شخص.

وأكد سكان غزة أن ترامب لن ينجح في إخراجهم من القطاع بعدما فشلت الحرب والقنابل في ذلك.

وقال أبو باسل "كان بيحكي بعجرفة… عليه يجربنا وراح يشوف أنه كل هالخيالات اللي في راسه ما راح تنجح معنا".

إعلان

ومع تصاعد القتال في حرب غزة، خشي الفلسطينيون من حدوث "نكبة" أخرى، لكنهم الآن يخشون من موجة أخرى من التهجير.

وقالت أم تامر جمال (65 عاما) الأم لـ6 أبناء لوكالة رويترز عبر أحد تطبيقات التراسل "ما راح نترك أرضنا، وما راح نسمح بنكبة تانية، إحنا ربينا أولادنا وعلمتهم أنه ما يسمحوا بحدوث نكبة تانية".

وقالت من مدينة غزة "هاد (ترامب) واحد مجنون، ما تركنا غزة تحت القصف والتجويع، كيف بيفكر أنه يطلعنا يعني؟ ما راح نروح أي مكان".

موقف موحد

سرعان ما شجبت قوى دولية وقادة فلسطينيون التصريحات الصادمة لترامب، وهو مطور عقاري سابق في نيويورك.

وتوحدت مواقف السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في رفض ما وصفته بخطة للسيطرة على القطاع الساحلي المطل على البحر المتوسط وطرد الفلسطينيين من وطنهم.

وقال عباس إن "الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وإن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة منذ عام 1967".

وقال سامي أبو زهري، القيادي في حركة حماس، التي حكمت قطاع غزة قبل الحرب، إن تصريحات ترامب بشأن الاستيلاء على القطاع "سخيفة وعبثية".

وأضاف لرويترز "أي أفكار من هذا النوع كفيلة بإشعال المنطقة"، موضحا أن حماس لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل والتفاوض على مرحلته المقبلة.

وما زالت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ومدتها 6 أسابيع، والذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية مصرية وبدعم من الولايات المتحدة، متماسكة إلى حد كبير، لكن احتمالات التوصل إلى تسوية دائمة غير واضحة.

وفي خان يونس بجنوب قطاع غزة، قالت عائلات تجلس بالقرب من أنقاض مبنى مدمر إنها تنتظر إعادة بناء منازلها وليس طردها منها.

وقال أحمد شاهين، مخاطبا الرئيس ترامب، "أنت بالأساس أنت اللي ساعدت إسرائيل على الدمار اللي إحنا شايفينه هاد، عشان هيك بدك تعمر (تبني) لنا وإحنا موجودين على هادي الأرض. ما فيش فيها أنه لازم نطلع عشان تعمر لنا مقابل أن إحنا ما نطلع".

إعلان الضفة ترفض التهجير

وفي الضفة الغربية، قال فادي القيسي، أحد سكان مدينة طولكرم شمال الضفة، التي تشهد عملية عسكرية إسرائيلية منذ 27 يناير/كانون الثاني، "ترامب يعتبر نفسه إلها للشرق الأوسط، يريد ترحيل الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، ويعتقد أنه يتحكم بكل شيء".

وأضاف "أين يمكن له أن يرحلنا؟ هل نحن حجارة شطرنج، معنا رب العالمين إذا كان هو مع إسرائيل".

وقال صلاح طبنجة "هذه أرضنا ثابتين فيها، الصراع هنا إلى يوم الدين ولن نرحل، بل على الاحتلال أن يرحل".

وأضاف "الشعب الفلسطيني يعاني الاحتلال منذ عام 1948، ومع ذلك ثابت وباق، ولا يمكن لأي مخطط أن يطردنا من أرضنا سواء في الضفة أو غزة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الضفة الغربیة قطاع غزة ما راح

إقرأ أيضاً:

لا يخفون نواياهم الخبيثة.. المستوطنون الإسرائيليون فى الضفة الغربية يستقوون بقرارات ترامب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أنصار الاستعمار يكثفون البناء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في انتظار ضوء أخضر محتمل من البيت الأبيض لضمها من قبل الدولة اليهودية.. إيزابيل ماندرو موفدة "لوموند" إلى الضفة الغربية كتبت تقريراً شاملاً تستعرض فيه توغل المستوطنين وإستيلائهم على أرضى الضفة تحت سمع وبصر وبمباركة قوات الاحتلال الإسرائيلى.. من هؤلاء المستوطن أفيخاف ميلات الذى يدعو الإسرائيليين للانضمام إليه في مكانه الذى استولى عليه بين رام الله ونابلس، وقد بنى بيته الخشبي سريعاً، بدون ماء أو كهرباء، ويقيم به مع زوجته وسبعة أطفال تتراوح أعمارهم بين أسبوعين إلى ١٠ سنوات. ويعتبر البيت جزءًا من مستوطنة "جيولات صهيون"، وهي واحدة من سلسلة من البؤر الاستيطانية غير القانونية، حتى بموجب القانون الإسرائيلي، والتي تنتشر على طول تلال الضفة الغربية المحتلة، فيما يعتبر القانون الدولي أن جميع المستعمرات غير قانونية.
يقول أفيخاف: "جاء جدي وجدتي من ليتوانيا وأسسوا المستعمرات. لقد أسس والدي مستوطنة شفوت راحيل [وهي مستوطنة قريبة] وأنا أواصل العمل فيها".. ويزعم "نحن في وطننا"!.. وتصطف المنازل الصغيرة على طول الكروم. تقوم جرافة بجرف الأرض على مسافة أبعد قليلاً لتوفير مساكن للقادمين الجدد.. هذه هى بوضوح قصة الاستيطان الإسرائيلى، وهذا ما بدأ العالم يستوعبه للتو.
توسع المستوطنات
وفي هذه المنطقة التي يحتلها الجيش الإسرائيلي منذ عام ١٩٦٧، تستمر المستوطنات اليهودية في التوسع. في كل مكان، تنتشر الطرق الترابية الجديدة، مثل تلك التي تؤدي إلى مستوطنة أفيحاف، على التلال، في حين يغطي الأسفلت الجديد مسارات الطرق القديمة. آلات البناء موجودة في كل مكان، وتعمل على قدم وساق. وتحيط الأسلاك الشائكة بالمنازل، وحتى بالحقول في بعض الأحيان، وهي ليست بعيدة عن القرى الفلسطينية المعروفة بمآذنها. إن لقاء المستوطنين الإسرائيليين يتطلب أيضًا مراجعة مفرداتك بأكملها. إنهم يقولون: نحن لا نقول "الضفة الغربية"، بل "يهودا والسامرة"، وليس "مستعمرات" بل "مستوطنات". نحن لا نتحدث عن أرض "محتلة" أو "ضم"، بل عن "سيادة"!.
من هؤلاء أيضاً إليانا باسينتيم (٥١ عاماً)، "ثمانية أبناء وثلاثة أحفاد"، تعمل في مطعم بالمنطقة الصناعية في شاعر بنيامين، والتي يفصلها عن قرية مخماس الفلسطينية واد عميق. وهى مديرة القسم الدولي في المجلس الإقليمي بنيامين، الذي يدير ٤٢ "مستوطنة" إسرائيلية في الضفة الغربية، وعضو في مجلس يشع (اختصار ليهودا وشومرون وعزة أو "غزة")، الهيئة التمثيلية للمستوطنين، وتعيش على مسافة أبعد قليلاً، في مستوطنة بلدة إيلي الصغيرة، المعروفة بأنها يمينية للغاية، والتي أقيمت على طول الطريق ٦٠ الذي يعبر الأراضي الفلسطينية من الجنوب إلى الشمال. هذه المرأة النشيطة، المولودة في الولايات المتحدة، لا تخفي شعورها، مدعومة بالتفاؤل المتزايد منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
دعم أمريكى
في يوم تنصيبه، ٢٠ يناير، ألغى الرئيس الأمريكي  السابع والأربعون دونالد ترامب بضربة قلم الأمر التنفيذي الذي أصدرته إدارة بايدن والذي يفرض عقوبات على المستوطنين "الذين يقوضون السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية" (الأمر التنفيذي رقم ١٤١١٥ بتاريخ ١ فبراير ٢٠٢٤). ومن بين الجهات التي استعادت القدرة على الوصول إلى أصولها شركة "أمانا"، أكبر شركة إنشاءات في الحركة الاستيطانية. ثم في الخامس من فبراير، عندما سئل عن كيفية رد فعله على ضم محتمل لهذه الأراضي من قبل إسرائيل، أعطى الرئيس الأمريكي نفسه أربعة أسابيع للتفكير في الأمر. ثم أعلن في الرابع من فبراير عن خطته الطموحة لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وترى إليانا باسينتيم، أن "هذه فرصة فريدة لدولة إسرائيل للتحرك". حيث كانت ضمن وفد من المستوطنين من الضفة الغربية توجهوا إلى واشنطن في يناير "للترحيب" بفوز دونالد ترامب، كجزء من حملة ضغط مكثفة بدأت قبل أشهر من ذلك. وتقول، مثل الآخرين، إنها استضافت العديد من "أعضاء مجلس الشيوخ والكونجرس" في منزلها إن السفر إلى الضفة الغربية من قبل الأمريكيين، وخاصة الإنجيليين، ليس أمراً جديداً، لكن عددهم يتزايد. ويجري تنظيم جولات ممولة بالكامل في المنطقة لإقناع الحزب الجمهوري بالتخلي عن دعمه لإنشاء دولة فلسطينية، وهو الموقف الذي تم إضفاء الطابع الرسمي عليه في عهد الرئيس جورج دبليو بوش في عام ٢٠٠٢.
نموذج ثالث من المستوطنين.. إنه موشيه ليفي (٥٥ عاما) و"عشرة أبناء" عند مدخل مستوطنة شفوت راحيل، عندما سئل عن الفصل المطبق في الضفة الغربية، احتج بشدة: "الفصل العنصري؟ نحن بعيدون عن ذلك، لو كان الأمر كذلك فلن أطلب من الفلسطينيين الذين يريدون العيش هنا بسلام أن يبقوا. ولكن إذا أرادوا ذلك، فعليهم أولاً أن يفهموا أن هذه أرض يهودية"!. ويضيف قائلاً: "ترامب رجل أعمال جيد، وواقعي للغاية".
استنتاج خطير
الخلاصة التى توصلت إليها موفدة "لوموند" أنه إذا قمت ببناء ٢٠٠ منزل هنا، سيتم الاستيلاء عليها من قبل العائلات اليهودية في يومين. وبحسب الأمم المتحدة، فإن عدد الإسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية ارتفع بمقدار الثلث خلال العقد الماضي، ليصل إلى ما يقرب من ٧٠٠ ألف شخص بما في ذلك القدس الشرقية، وذلك فى ظل الهدف الذي وضعته جمعيات المستوطنين، وهو الوصول إلى المليون.
مركز تسوق جديد 
متجهين نحو مستعمرة أورانيت، القريبة جدًا من "الخط الأخضر"، "الحدود" مع إسرائيل، ولكن إلى الغرب من الجدار الفاصل الذي أقامته الدولة العبرية ردًا على هجمات الانتفاضة الثانية. تأسست المستعمرة عام ١٩٨٥ من قبل عائلتين، وهي الآن موطن لـ١٢ ألف نسمة. وتترأس المجلس امرأة، هي أور بيرون زومر، ٣٧ عاماً، وهي عضو في مجلس يشع وكانت ضمن الوفد الذى توجه إلى واشنطن. وتؤكد أن "الولايات المتحدة في عهد ترامب تحب إسرائيل كثيراً وتدرك تمام الإدراك القضايا الأمنية". وتضيف "الآن إذا لم تكن لدينا السيطرة على كامل الأراضي، فإن ما حدث في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ سيحدث مرة أخرى".
وأعربت رئيسة البلدية عن سعادتها بمشاريع التنمية في مستعمرتها، "في إطار الاستعداد الكامل" لافتتاح مركز تسوق جديد. وأضافت "نتوقع وصول ٥ آلاف مقيم جديد من كافة أنحاء البلاد [إسرائيل]". وتواصل: "هنا لدينا منظر جميل، وأجواء جيدة، ونوعية حياة جيدة". ومن الشرفة المحاذية لمدخل المجلس البلدي، بالكاد تصل نظراتها إلى القرية الفلسطينية المقابلة، أبو سلمان. فنسألها عن مستقبل الفلسطينيين؟، وكان الرد: "لا أعلم، هذا سؤال للحكومة"، قبل أن تدعو الموجود من المستوطنين إلى زراعة جماعية للأشجار عند مخرج مستعمرة أورانيت، حيث تتجمع العائلات، وهي طريقة لتوسيع مساحة البلدية. وهنا أيضا، تلقى تصريحات دونالد ترامب بشأن الضم المحتمل للضفة الغربية استحسان شريحة سكانية غالبيتها من العلمانيين. "إنها فكرة كانت تراودنا جميعاً، ولكننا لم نجرؤ على التعبير عنها" حسبما تقول شالي، وهي أم شابة تفضل عدم الكشف عن هويتها، والتي شارك زوجها، وهو جندي احتياطي، في العمليات العسكرية في غزة. وتزعم: "التعايش لم يعد ممكناً مع العرب"، متجاهلةً أنها تعيش على أرضهم!.. يراقب إيلان، ٥٤ عاماً، والذي لا يرغب أيضاً في ذكر اسمه، ابنته وهي تزرع جذور أشجار الخروب والبلوط. هذا الرجل المتقاعد من الجيش، الذي يرتدي زيه العسكري ويحمل بندقية M-١٦ قصيرة في يده، يصف نفسه بأنه "علماني تقليدي" يقول "يستمر البعض في دعم التعايش، والبعض الآخر، مثلي، لم يعد لديهم أي أمل. منذ ٧ أكتوبر، لم أعد أصدق ذلك".. أصبحت الاختلافات بين المتدينين والعلمانيين غير واضحة.
تطرف متزايد
أما الهدف الآخر للمستوطنين الأكثر تطرفاً فهو السلطة الفلسطينية، وعلى هذا الجانب أيضاً فإن القرار الذي اتخذته إدارة ترامب في ١٩ فبراير بتجميد المساعدات الأمريكية لقوات الأمن الفلسطينية أمر مثير للقلق.. نعومي ليندر كاهن، المسؤولة عن العلاقات الدولية في ريجافيم، وهي جمعية شارك في تأسيسها في عام ٢٠٠٦ بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية اليميني المتطرف الحالي في حكومة نتنياهو، تنشر الخرائط والوثائق أمامها. وتحمل إحداها عنوان "ضباط في النهار، إرهابيون في الليل"، في إشارة مزعومة إلى قوات الأمن الفلسطينية التى يمارس أفرادها سيطرة محدودة في الضفة الغربية، وتقول "نحن لا نحتاج إليها". ففي الشمال، أفرغت إسرائيل ثلاثة مخيمات للاجئين من سكانها، أو ٤٠ ألف نازح، ونشرت، للمرة الأولى منذ عام ٢٠٠٢، دباباتها حول جنين. وفي ظل حليفهم القوي ترامب، لم يعد المستوطنون الإسرائيليون يخشون العقوبات أو العزلة. ولم يعودوا حتى إخفاء نواياهم بشكل واضح للسيطرة على الضفة الغربية، وليس عسكرياً فقط. وبينما تتزايد المواجهات العنيفة بين المستوطنين الإسرائيليين والقرى الفلسطينية في مختلف أنحاء المنطقة، تدعو الملصقات باللغة العبرية على طول الطريق رقم ٦٠ إلى التظاهر ضد "العدو الفلسطينى"، والقتال لإعادة السيطرة على غزة"!. السبب الأخير لرضا المستوطنين: في يوم الثلاثاء ٢٥ فبراير، كتب بريان ماست، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، إلى موظفي اللجنة مطالباً بالإشارة إلى الضفة الغربية باسم "يهودا والسامرة" في جميع المراسلات والاتصالات والوثائق الرسمية. إنه تعبير عن إظهار لدعم ضم إسرائيل المحتمل للضفة الغربية.
 

شهادات حية

 فلسطينى سبعينى: ضربونى على وجهى وركلونى بأقدامهم وهددونى إذا عدت إلى أرضى

في الضفة الغربية المحتلة، يواصل الجيش الإسرائيلي العملية التي أطلقها بعد يومين من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي أدت إلى تدمير ثلاثة مخيمات للاجئين وإجبار ٤٠ ألف شخص على مغادرة منازلهم. ويتزامن ذلك أيضًا مع تزايد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الأراضي الفلسطينية.
يعيش جواد غزال في سبسطية، وهي بلدة قديمة تقع على تلة تحت أشجار الزيتون. أراد راديو فرنسا الدولى الذهاب إلى هذه الحقول، لكن مراسله الخاص جوليان بوالو اضطر إلى الاكتفاء بالنظر إليها من بعيد. واستطاع أن يتواصل مع الفلسطينى المكلوم جواد غزال الذى يقول: "قبل بضعة أسابيع، اقتربت سيارة مليئة بالمستوطنين. كنت وحدي، رجلاً عجوزًا في حقلي. لقد أهانوني. قالوا لي أن هذه الأراضي هي أراضي إسرائيل، ثم ضربوني على وجهي. سقطت على الأرض وركلوني بأقدامهم. وكانوا مسلحين. قالوا لي إنهم سيقتلونني إذا عدت، وأنهم كانوا يراقبونني من المستعمرة هناك.. الآن أذهب إلى أرضي متخفياً بهدوء، مثل اللص".
هذا العنف ليس جديدًا. والد جواد قُتل على يد المستوطنين أمام عينيه قبل ٢٠ عامًا. لكن بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وهجوم حماس، تغير كل شيء، كما يعتقد جواد. الجيش والمستوطنون يتقدمون بشكل علني معًا، يقول رئيس بلدية سبسطية محمد عظيم: "كما ترون، هذا أمر من قائد الجيش الإسرائيلي في المنطقة. ويقول لنا إنه سيقوم بمصادرة أراضي تابعة للقرية لإنشاء طريق بين المستوطنات المحيطة، والذي سيسمح فقط للمستوطنين الإسرائيليين باستخدامه". ويضيف: "قبل السابع من أكتوبر، كنا نحاول التظاهر.. اليوم أصبحنا خائفين جدًا من القتل".. تواصل راديو فرنسا الدولية مع المستوطنين لكنهم رفضوا الإجابة عن أسئلة المراسل.
 

 مواطن من طولكرم: إنهم يدمرون منازلنا.. يريدون محو كل أثر لحقنا فى العودة

من جانبه، كتب أوريان فيردييه مبعوث راديو فرنسا الدولى إلى طولكرم: "يشعر فلسطينى مقيم باليأس وهو يقف على قمة تلة، محاطًا بالرجال والأطفال، ويراقب عمل الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس في الأراضي الفلسطينية. على مدى أكثر من عام، من غارة إلى أخرى، تحول المكان إلى حقل من الأنقاض.
قال الفلسطينى الذى طلب عدم الكشف عن هويته: انظر.. إنهم يدمرون منزلي. هل ترى الجرافة هناك؟.. يأتي الكثير منا إلى هنا لرؤية منازلهم. ويقوم الجيش الإسرائيلي بتدميرها أو حرقها. ليس هناك شيء يمكننا فعله. هذه أقرب نقطة يمكننا الوصول إليها مع الحفاظ على سلامتنا، رغم أنها ليست آمنة.. أمس (٢ مارس الجارى) جاءوا وأطلقوا النار علينا مباشرة".

 وأضاف آخر "إنهم لا يريدون أن يرى الناس والصحفيون جرائمهم".
وتضم هذه المخيمات عائلات تم طردها أو الفرار من أرضها قبل ٧٧ عامًا، عندما أنشئت دولة إسرائيل. وتحت إشراف الأمم المتحدة، أصبحت هذه القرى الآن عبارة عن بلدات صغيرة ذات منازل متشابكة. ويقول المواطن المقيم إن "جيش الاحتلال يريد إنشاء شرايين كبيرة للسيطرة بشكل أفضل على ما يعتبره بؤرة يمكن أن تشتعل في أي لحظة، لأننا نشأنا ونحن ننتظر يوما ما العودة إلى أراضينا المحتلة". وأضاف: "هذه هي المرة الثانية التي يطردوننا فيها. يريدون محو كل أثر لحقنا في العودة".
وينفذ الجيش الإسرائيلي منذ العام الماضي عمليات داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.. في إبريل ٢٠٢٤، أدت عملية عسكرية في مخيم نور شمس للاجئين في  الضفة الغربية المحتلة ، إلى مقتل ١٤ فلسطينياً.. وحالياً تتواصل العمليات الإسرائيلية فى المنطقة نفسها تحت سمع وبصر العالم كله.
 

 مدير مستشفى جنين: كلنا ينتظر دوره ولا يمكننا أن ندير ظهورنا لشعبنا كما فعل العالم

في حين تستمر عملية "الجدار الحديدي" التي تشنها إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة، يقف العاملون في المجال الطبي على الخطوط الأمامية. الأطباء والممرضات وسائقو سيارات الإسعاف.. تقول أميرة سويلم مراسلة راديو فرنسا الدولى: حياة يومية صعبة، خاصة وأن مهنتهم تعرضهم للخطر، بحسب تقرير لمنظمة "أطباء بلا حدود"، يتهم الجيش الإسرائيلي بمنع العاملين في مجال الرعاية الصحية من إنقاذ الأرواح.. بينما كانت هناك عملية إسرائيلية جارية في المدينة، كان هذا اللقاء مع مدير المستشفى الحكومي في جنين ليتحدث عن حياته اليومية المليئة بالقلق والشعور بضرورة إنقاذ الأرواح على الرغم من المخاطرة بحياته هو نفسه.  د. وسام بكر مدير المستشفى الحكومي الملاصق لمخيم جنين للاجئين، وقد تعرض لأضرار نتيجة الاقتحامات الإسرائيلية، يتساءل: كيف يمكننا الاستمرار في تقديم الرعاية في ظل هذه الظروف؟.. ويضيف: "كما ترون، هناك، على الجانب الآخر من الشارع، يوجد مخيم للاجئين.. هذه بعض النوافذ التي تعرضت للتدمير خلال العملية الإسرائيلية الأخيرة. كان السبب في ذلك إما رصاصاً أو دوي انفجارات"، ويواصل "المنطقة التي نراها أمامنا ممنوع الدخول إليها. أي شخص يدخل هناك يمكن أن يتعرض لإطلاق النار. يمكننا رؤية المركبات المدرعة والجرافات أمامنا". ويقول مدير المستشفى، إن خمسة من العاملين في المستشفى أصيبوا وقُتِلَ طبيب في غضون بضعة أسابيع. ويضيف أنه يعلم أنه في يوم من الأيام، ربما سيأتي دوره. ويتابع  "وصلت إلى العمل هذا الصباح بالسيارة في ظل التوتر الذي تشهده مدينة جنين. كنت أعلم أنني قد أتعرض لإطلاق النار في أي لحظة. الجميع خائفون. في الواقع، في كل مرة نأتي إلى المستشفى أو نخرج منها، نقول ذلك لأنفسنا. ولكننا لا نستطيع أن ندير ظهورنا لشعبنا كما فعل العالم". في عام واحد، سجلت منظمة الصحة العالمية ما يقرب من ٧٠٠ اعتداء على المرافق الطبية أو سيارات الإسعاف في الضفة الغربية المحتلة، أي ما يقرب من اعتداءين يومياً.

مقالات مشابهة

  • أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني يرفضون الحكومة ” الموازية”
  • صحف عالمية: الرعب يخيم على غزة وضغوط على ترامب بشأن الضفة الغربية
  • أحمد الفيشاوي: محمود حميدة هو اللي اخترع الهلس وبيجمعنا حب الشغل
  • لا يخفون نواياهم الخبيثة.. المستوطنون الإسرائيليون فى الضفة الغربية يستقوون بقرارات ترامب
  • قف إحنا بوليس.. القبض على متهمين بسرقة صاحب كافتيريا في الهرم
  • الإنجيليون يضغطون على ترامب لرد الجميل والسماح بضم الضفة
  • جيش الاحتلال يواصل انتهاكاته في القطاع وجرائمه بحق المدنيين في الضفة
  • الرئيس السيسي: مصر خيارها السلام.. والأموال التي تنفق في الحروب يجب أن تنفق فى التعمير والتنمية
  • إحنا لما بنسلم في الصلاة بيكون لمين وليه؟.. علي جمعة يجيب عن سؤال شاب
  • 700 دبلوماسي أمريكي يرفضون تفكيك وكالة التنمية الدولية.. يعرضنا للخطر