أكدت دولة الإمارات أن الأوضاع المتدهورة التي تشهدُها الأرض الفلسطينية المحتلة، ومنها أحداث الأيام الأخيرة، ما هي إلا نتيجةٌ حتمية لغياب أفُق الحل السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واستمرار المواجهات والاقتحامات وأعمال العنف التي أصبحت واقعاً مريراً يعيشه الفلسطينيون يومياً، وتزداد الشواغِل إزاء التداعيات التي قد تصاحب حالة التصعيد الراهنة ليس فقط على أمن واستقرار الشعبين، وإنما المنطقة بمُجمَلِها.

وقالت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة والقائمة بالأعمال بالإنابة، في بيان وفد دولة الإمارات في مجلس الأمن: «ولهذا، ترى دولة الإمارات أنه قد آن الأوان ليضع المجتمع الدولي ثِقله في التعامُل مع المسألة الفلسطينية كملفٍ ذي أولوية، إذ يجب تكثيف الجهود لإعادة بناء الثقة بين الأطراف واستئناف مفاوضات جادة وفعالة، تَستنِد إلى المرجعيات الدولية المُتفق عليها، وفي مقدمتها حل الدولتين».

وأضافت: «ونُؤكد على أن السلام العادل والشامل والدائم لا يمكن تحقيقُه في ظل استمرار التحريض على العُنف وخطاب الكراهية، بل يتطلب إرساء قيم التسامح والتعايش السلمي التي دعونا إليها مراراً في هذه القاعة على وجه الخصوص، بهدف تغيير سرديات العداوة، وخلق مستقبلٍ آمنٍ ومستقرٍ، يَستجيب لآمال الأجيال الحالية والقادمة».

ودعت كذلك إلى وقِف كافة الممارسات غير الشرعية والقمعية تجاه الفلسطينيين وبلداتهِم وقُراهِم، خاصة الاعتداءات المتصاعِدة في الضفة الغربية المحتلة، والتي تشمل الاقتحامات وعمليات التهجير القسري وهدم المنشآت السكنية، حيث تزيد هذه الأعمال من حالة الاحتقان وتقوض جهود السلام.

ووتابعت: «مع عودة الطلاب إلى المدارس، نؤكد على حق الأطفال الفلسطينيين في الحصول على التعليم وبشكلٍ آمن، ويعني هذا وقف الترهيب والعنف الذي يتعرضون له من قبل السلطات الإسرائيلية والمستوطنين أثناء ذهابهم إلى المدراس وتواجدهم فيها وعودتهم إلى منازلهم».

وشددت أيضاً خلال البيان، على ضرورة وقف عمليات هدم المدارس المُجحِفَة، مثلما حدث الأسبوع الماضي في منطقة عين سامية بالضفة الغربية قبل أيامٍ قليلة من بدء العام الدراسي، وكذلك إلغاء اخطارات الهدم الموجهة للعشرات منها، قائلة: «فكما نُؤمن جميعاً، إن للتعليم دورٌ جوهري في بناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة، لاسيما تلك المتضررة من النزاعات».

وذكرت: «أما فيما يتعلق بعنف المستوطنين، فلا يخفى عليكم إذكاء نار هجماتهِم إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، واتخاذها أنماطاً خطيرة كما شهدنا هذا العام في رام الله ونابلس والقرى المحيطة بهما والتي أسفرت عن مقتل فلسطينيين ووقوع إصابات وإلحاق أضرار بالممتلكات، في الوقت الذي يتمتع فيه المستوطنون بالحصانة التي تُشجعهُم على مواصلة ارتكاب هذه الجرائم المدانة وغير المقبولة. كما أن استمرار هذه الهجمات يُهدد بحدوث اشتباكات أكثر خطورة وحالة عارمة من الفوضى لن يكون من السهل السيطرة عليها. ولهذا، من الضروري أن تتخِذ إسرائيل خطواتٍ حقيقية لوقف عنف المستوطنين وردع اعتداءاتهم».

وأكدت مجدداً على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها وإنهاء الاقتحامات المُتكررة للمسجد الأقصى وتوفير الحماية الكاملة له، مع احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف في المدينة.

وأوضحت: «نعرِب في هذا السياق، عن قلقِنا إزاء المحاولات المستمرة لإحداث تغيير ديمغرافي في مدينة القدس، حيث تواصل إسرائيل بناء مستوطنات غير شرعية في القدس الشرقية دون توقف، بينما يتعرض الفلسطينيون فيها لمحاولات تهجير مستمرة، وتُفرض عليهم قوانين يجب وقفها».

وختمت قائلة: «تُؤكد دولة الإمارات على أنها ستواصل مسانَدَة الشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك عبر تلبية احتياجاته الإنسانية والتخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للاجئين، كما نُواصل التضامن مع حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو ألف وتسعمائة وسبعة وستين وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلام وأمن واعترافٍ متبادل».

 

 

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.

 

وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.

 

وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.

 

وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.

 

وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".

 

وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.

 

وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.

 

دولة، وليس قطاعاً غير حكومي

 

وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.

 

وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.

 

"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.

 

وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".

 

ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.

 

وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.

 

إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور

 

أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.

 

وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.

 

وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.

 

بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.

 

وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.

 

يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".

 

ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.

 

وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.

 

وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.

 


مقالات مشابهة

  • "الصحفيين الفلسطينيين": الجرائم الإسرائيلية في غزة تستدعي اتخاذ إجراءات لوقف هذه المذبحة
  • الإمارات : اقتحام الأقصي أمر استفزازي وتحريض تجاه المسلمين
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • رئيس الإمارات ووزير خارجية تركيا يؤكد موقفهما الثابت تجاه استقرار سوريا
  • الإمارات تدعو مواطنيها في سلطنة عمان إلى توخي الحذر بسبب أخاديد جوية
  • “الإمارات الصحية” تنظّم المؤتمر الإقليمي العاشر لأفضل الممارسات في تطبيق المعايير الدولية للجودة وسلامة المرضى
  • الإمارات.. «الموارد البشرية» تدعو «الخاص» إلى تحقيق مستهدفات التوطين قبل 31 ديسمبر
  • مطران القدس: جهود مصر لوقف الحرب لم تتوقف.. ورسالة «الميلاد» هذا العام «انتصار المحبة»
  • فتح: الظروف مهيأة لنتنياهو لممارسة عدوانه تجاه الشعب الفلسطيني
  • واتساب يحدد 2025 موعدا لوقف دعم الأجهزة التي تعمل بـ«Android KitKat»