واشنطن بوست: هل سيتم إلغاء فلسطين من النهر إلى البحر؟
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا، تناولت فيه تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بخصوص فلسطين وغزة؛ مستعرضة دعوة ترامب لـ"طرد الفلسطينيين من غزة بشكل دائم، مع إعلان نيته الاستيلاء على المنطقة وجعلها تحت سيطرة الولايات المتحدة"، وذلك على الرغم من استنكار البعض لهذه التصريحات.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن "جو الإبادة الجماعية لم يكن يبدو بهذا الوضوح من قبل، مستشهدة بتصريحات ترامب، الذي استضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، الثلاثاء"، مردفة: "أدلى خلالها بإعلان مفاجئ مفاده أنه يريد إبعاد جميع الفلسطينيين عن غزة بشكل دائم".
ووفق الصحيفة، قال ترامب: "جميعهم.. أعني، نحن نتحدث عن ربما مليون وسبعمئة ألف شخص، ربما مليون وثمانمئة ألف. ولكن أعتقد جميعهم. أعتقد أنهم سيُعاد توطينهم في مناطق يمكنهم فيها أن يعيشوا حياة جميلة دون أن يقلقوا من الموت كل يوم".
وأفادت الصحيفة أنّ: "مصير غزة بعد إجلاء جميع الفلسطينيين أصبح أكثر وضوحًا بعد إعلان ترامب عن مقترح، في مؤتمر صحفي رسمي مع نتنياهو، بالقاعة الشرقية، عقب بضع ساعات من تصريحاته السابقة. حيث قال: ستتولى الولايات المتحدة قطاع غزة... سنمتلكه".
ووفق التقرير نفسه، سألت كيلي أودونيل من شبكة "إن بي سي نيوز" بدهشة: "أنتم تتحدثون الليلة عن قيام الولايات المتحدة بالاستيلاء على أراضٍ ذات سيادة. ما هو المبرّر الذي يسمح لك القيام بذلك؟ هل تتحدثون عن احتلال دائم؟".
أجاب ترامب بالقول: "أرى أن هناك موقفًا طويل الأجل للملكية"، مضيفا: "الجميع الذين تحدثت معهم يحبون فكرة أن تمتلك الولايات المتحدة تلك القطعة من الأرض، وتطويرها وخلق آلاف الوظائف، وهو ما سيكون أمرًا رائعًا".
وأبرز التقرير: "غرينلاند، بنما، كندا، والآن غزة: الشمس لن تغرب أبدًا عن إمبراطورية ترامب الاستعمارية"، مردفا: "بعد لحظات، قال الرئيس إنه كان يفكر أيضًا في طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية ومنح تلك الأراضي لإسرائيل".
وعند سؤاله عن منح دولة الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على "يهودا والسامرة" التي تشمل الضفة الغربية المحتلة، قال ترامب: "نحن نناقش ذلك. والناس يحبون الفكرة" فيما وعد بإعلان "حول هذا الموضوع المحدد للغاية خلال الأسابيع الأربعة المقبلة".
وأوضحت الصحيفة: "من النهر إلى البحر، ستتوقف فلسطين عن الوجود. فقد ذهب إلغاء ترامب لجميع الأراضي الفلسطينية إلى أبعد من مخططات نتنياهو التوسعية؛ لكن رئيس الوزراء أعجب بما سمعه".
وقال في المؤتمر الصحفي، الثلاثاء: "ترامب يأخذ الأمر إلى مستوى أعلى بكثير. أعتقد أنه شيء يمكن أن يغير التاريخ ويستحق منا حقًا السعي وراءه". اغتنم نتنياهو فرصًا متعددة لانتقاد بايدن والإشادة بترامب لإرساله أسلحة حجبها بايدن، ورفع عقوبات بايدن ضد المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بالعنف في الضفة الغربية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب كان يقترح فعلاً قاسيًا للغاية. ولكن حتى الآن لم يجد العالم حلاً للاجئين الفلسطينيين الحاليين، والذين يعيش 1.5 مليون منهم في مخيمات اللاجئين في المنطقة. والآن، يخطط ترامب لتحويل حوالي 2 مليون فلسطيني إضافيين إلى لاجئين. أو ربما 5 ملايين آخرين، إذا كان يخطط أيضًا لطردهم من الضفة الغربية.
وأفادت الصحيفة أنّ: "ترامب قدم خطته لطرد الفلسطينيين من وطنهم على أنها خطوة إنسانية. وقال أثناء جلسة له في المكتب البيضاوي: "غزة ليست مكانًا مناسبًا للعيش فيه". وعلى الرغم من أنه لم يزر المكان فعلاً، أضاف: "لقد شاهدت كل صورة من كل زاوية، أفضل مما لو كنت هناك. ولا يمكن لأحد أن يعيش هناك".
واستمر ترامب في حديثه، قائلاً إنه "سيتم توفير مبالغ ضخمة من المال من قبل آخرين"، موضّحا أنها: ليس من الولايات المتحدة، لإعادة توطين هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين في دول أخرى، خصوصًا في مصر والأردن.
كما أوضح لاحقًا، بالقول: "سيتم توزيع اللاجئين الفلسطينيين الجدد على واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، سبعة، ثمانية، اثني عشر موقعًا".
وذكرت الصحيفة أن: "كلًّا من الأردن ومصر رفضتا بشكل قاطع أي خطة من هذا القبيل، لأنها ستؤدي إلى زعزعة استقرار حكوماتهما أو حتى الإطاحة بها. لكن ترامب لا يقبل هذا الرفض". قائلاً: "يقولون إنهم لن يقبلوا. وأنا أقول إنهم سيفعلون".
وبينما كان يعرض خططًا لزعزعة استقرار الحلفاء وتشريد الملايين، ذكر ترامب أيضًا أنه يعتقد أنه يجب أن يُكافأ بميدالية - من النرويج. وقال في الجلسة مع نتنياهو في المكتب البيضاوي، ردًا على سؤال من صحفي: "لن يعطوني جائزة نوبل للسلام، وهذا مؤسف، فأنا أستحقها".
وشددت الصحيفة على أن: "الفلسطينيين لن يكونوا محظوظين، لكن الولايات المتحدة ستملك عقارات فاخرة مطلة على البحر الأبيض المتوسط:. وقال ترامب: "لا أريد أن أكون لطيفًا، ولا أريد أن أكون رجلًا حكيمًا"، مضيفًا، "لكن الريفييرا في الشرق الأوسط، قد تكون... رائعة جدًا".
ومن سيعيش في الأراضي الفلسطينية السابقة؟ أجاب ترامب: "شعوب العالم. أعتقد أن الإمكانات في قطاع غزة لا تصدق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب فلسطين غزة مصر مصر الاردن فلسطين غزة ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
الحوثيون وضعوا واشنطن في مأزق استراتيجي
#سواليف
قد لا تكون الحملة الأمريكية البحرية والجوية على #الحوثيين كافية لإسكاتهم. وأمام #واشنطن إما التصعيد البري وهو مشكلة، أو #الانسحاب وهو مشكلة أكبر. رامون ماركس – ناشيونال إنترست
يرفض الحوثيون اليمنيون الرحيل. ورغم جهود البحرية الأمريكية وحلفائها، نجحت جماعة متمردة متناحرة في إغلاق أحد أكثر الممرات المائية استراتيجية في العالم – #البحر_الأحمر – لما يقرب من عامين. واضطرت غالبية حركة الملاحة البحرية إلى سلوك طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأكثر التفافًا وتكلفةً حول طرف أفريقيا. وفشلت #واشنطن في الحفاظ على #حرية_الملاحة في أحد أهم نقاط الاختناق البحرية في العالم.
لقد منحت الثورة التكنولوجية في الحرب البحرية، التي أحدثتها أنظمة الصواريخ المضادة للسفن والطائرات المسيرة، جماعة متمردة صغيرة القدرة على إغلاق مضيق باب المندب الاستراتيجي في البحر الأحمر. ويحمل هذا الوضع المتوتر المستمر تداعيات خطيرة على الولايات المتحدة كقوة بحرية عالمية.
مقالات ذات صلة المهندسة المغربية ابتهال أبو سعد توجه أول رسالة بعد فصلها من مايكروسوفت / فيديو 2025/04/09الدرس الأول، بلا شك، هو التكنولوجيا. فالطائرات المسيّرة وأنظمة الصواريخ الأرضية قادرة الآن على تدمير السفن الحربية السطحية على بُعد مئات أو حتى آلاف الأميال من السواحل الساحلية. وتُبرز هجمات الحوثيين في البحر الأحمر الوضع الصعب الذي تواجهه البحرية الأمريكية. فبعد أن فقدت مكانتها كأكبر قوة بحرية في العالم – بعد أن تخلت عن هذه المكانة للصين – تبحث البحرية عن أساليب جديدة للتعامل مع الطائرات المسيّرة والصواريخ المضادة للسفن.
وقد أثبتت حاملات الطائرات والسفن الحربية القديمة، المجهزة بطائرات مأهولة باهظة الثمن ومتطورة وأنظمة صواريخ، أنها غير ملائمة تمامًا لهذا العصر الجديد من الحروب. كما أن تطوير قدراتها لمواجهة هذه الأسلحة عملية قد تستغرق سنوات من البحرية والكونغرس لتطويرها وتحسينها.
والدرس الثاني هو أن البحرية مرهقة. فقد اضطرت إلى إبقاء ما يصل إلى مجموعتين من حاملات الطائرات مرابطتين في منطقة البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين على السفن الحربية والتجارية. ورغم هذه القوى الجبارة، لا يزال البحر الأحمر مغلقاً فعليًا. وفي هذه الأثناء، لا تزال التحديات المتنافسة في أجزاء أخرى من العالم تستدعي اهتمام البحرية الأمريكية، ولا سيما الصين. وهناك يواجه أسطول المحيط الهادئ الأمريكي، الذي يتألف من حوالي 200 سفينة، أكثر من 400 سفينة حربية تابعة لجيش التحرير الشعبي مباشرة.
من المشكوك فيه للغاية أن تتمكن البحرية الأمريكية من بلوغ حجم البحرية الصينية. فأحواض بناء السفن الأمريكية المتقادمة لا تملك القدرة الإنتاجية اللازمة. ومع ذلك، فإن المهمة الأساسية لأسطول المحيط الهادئ هي الدفاع عن حلفاء الولايات المتحدة في المعاهدات، الفلبين واليابان وكوريا الجنوبية، في أي صراع مع الصين. كما يجب أن يكون مستعداً للدفاع عن تايوان حتى بدون التزام بمعاهدة دفاعية.
وإلى جانب الصين والحوثيين، يجب أن تكون البحرية مستعدة أيضًا لمواجهة إيران. ففي وقت سابق من هذا العام، طُلب منها المساعدة في الدفاع عن إسرائيل من موجات من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية، بينما كانت تصد في الوقت نفسه هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وقد يكون هجوم كبير من البحرية على البرنامج النووي الإيراني وشيكاً.
في مواجهة كل هذه التحديات المتنوعة، تصبح ضرورة حصر مجموعة أو أكثر من حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر لمواجهة هجمات الحوثيين الصاروخية والطائرات المسيرة خياراً مكلفاً وخطيراً، وفي نهاية المطاف، غير قابل للاستمرار على المدى الطويل.
وعلى الأرجح، أدركت إدارة ترامب هذا الأمر، فصعّدت حملة الحوثيين، مخصصة موارد أكبر من القوة الجوية (بما في ذلك طائرات B2 التابعة لسلاح الجو) لجهود أكثر توجهاً نحو الهجوم لهزيمة الحوثيين نهائياً. ويبقى أن نرى ما إذا كانت القوة الجوية وحدها كافية لتحقيق نصر حاسم. وتشير النتائج الأولية إلى أن القوة الجوية المُسرّعة قد لا تكون كافية. فعلى الرغم من إنفاق أكثر من مليار دولار على الذخائر الجوية في ثلاثة أسابيع فقط، استمرت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بلا هوادة. وإذا لم تتمكن القوة الجوية من إسكات الحوثيين بشكل دائم، فسيكون على واشنطن اتخاذ قرار صعب.
إن أحد الخيارات هو ببساطة الانسحاب من البحر الأحمر وترك الحلفاء الأوروبيين يواصلون التعامل عسكرياً مع الحوثيين. فأوروبا الغربية، في نهاية المطاف، تعتمد اقتصادياً على الوصول إلى طريق النقل عبر البحر الأحمر أكثر من الولايات المتحدة. إضافةً إلى ذلك، يمتلك حلفاء واشنطن الأوروبيون مجتمعين أكثر من 1000 سفينة حربية تحت تصرفهم. وخلافاً للوضع العسكري على البر في أوروبا، حيث يمتلك حلفاء الناتو قدرات عسكرية أقل للتعامل مع روسيا وأوكرانيا، ينبغي أن تكون قواتهم البحرية على قدر المسؤولية في البحر الأحمر، حتى لو انسحبت البحرية الأمريكية. ولا شك أن هذا ربما كان ما يدور في ذهن نائب الرئيس جيه دي فانس عندما انتقد مؤخراً الأوروبيين ووصفهم بـ”المستغلين” في حملة البحر الأحمر.
مع ذلك، وخاصةً في أعقاب الانسحاب الأمريكي المتسرع من أفغانستان، فإن انسحاب الولايات المتحدة من القتال سيكون رسالة خاطئة لإيران. فسيُفسر على أنه علامة أخرى على التراجع الاستراتيجي الأمريكي. بل إن قرار إدارة ترامب بالتصعيد يشير إلى أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بحماية حرية الملاحة في المناطق النائية، حتى في الحالات التي تكون فيها المصالح الاقتصادية الأمريكية أقل تأثراً من مصالح الدول الحليفة.
بينما لم يُصب الحوثيون سفينة حربية أمريكية أو طائرة مأهولة بعد، فإنهم يواصلون محاولاتهم. وإذا لم يفلح السلاح الجوي وحده في القضاء على التهديد، فقد تضطر الولايات المتحدة إلى دراسة المزيد من التصعيد، بما في ذلك احتمال فرض حجر بحري وغارات برية.
لقد وضع الحوثيون الولايات المتحدة في مأزق استراتيجي، ولم يتركوا لها خيارات جيدة. لا يمكن لمصداقية واشنطن أن تستمر في تحمل تعادل طويل الأمد ومجمد. وهذا صراع يجب على الولايات المتحدة حلّه، وإلا ستدفع ثمنه الاستراتيجي. وقد يأتي الوقت الذي لن يكون فيه أمام واشنطن خيار آخر سوى التصعيد أكثر، أو مواجهة نكسة أخرى شبيهة بانتكاسة أفغانستان، هذه المرة على يد الحوثيين.