شقيق مؤسس كتيبة طوباس.. من منفذ عملية حاجز تياسير؟
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
بعد أكثر من 24 ساعة على تنفيذ عملية حاجز تياسير، شرق مدينة طوباس، عجزت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن اكتشاف هوية المقاوم الفلسطيني الذي نجح في الوصول إلى معسكر لجيش الاحتلال واشتبك مع قوة عسكرية وقتل عددا منهم.
وكشفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن هوية المنفذ، وقالت في بيان لها " نزف إلى جماهير شعبنا الشهيد المجاهد محمد دراغمة منفذ عملية تياسير النوعية التي وقعت صباح أمس الثلاثاء وأدت إلى مقتل جنديين اثنين وإصابة 8 آخرين".
بيان النعي جاء بعد تأكيدات من عائلة المنفذ بأنه هو نجلها محمد (24 عاما) شقيق الشهيد أحمد دراغمة (25 عاما) مؤسس كتيبة طوباس، الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال اقتحام المدينة قبل نحو عام.
أشقاء شهداءوأكدت الأسرة الخبر، صباح اليوم الأربعاء، بعد نشر صورة لوجه الشهيد وتظهر فيها علامات إصابات شديدة تكاد تخفي ملامحه، فيما كتب شقيقه كمال على حسابه الشخصي على فيسبوك "يا أحمد استقبل محمدا".
وقال كمال للجزيرة نت إنه فور رؤيته الصورة تعرف على أخيه، "لكن لم يرد حتى الآن تأكيد من الارتباط الفلسطيني ووزارة الصحة حول استشهاد محمد".
وعلى الرغم من عدم وجود أي تبليغ من الارتباط الفلسطيني ولا إعلان رسمي من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن عائلة دراغمة أعلنت فتح بيت عزاء للشهيد في ديوانها في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية.
وتأثر محمد باستشهاد شقيقه أحمد الذي عُرف في طوباس بضراوة الاشتباكات التي كان يخوضها مع جيش الاحتلال، حيث لُقب بالشجاع قبل أن يقضي في اشتباك بعد إصابته بـ3 رصاصات في الصدر.
إعلانيوضح كمال "لما استشهد أحمد تأثر محمد كثيرا، كان فقده كبيرا على العائلة كلها وتحديدا على محمد، لكنه لم يتمكن من إظهار حزنه بشكل كامل فقد اعتقلته أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بعد استشهاد أحمد بشهرين، وهناك تعرض لتعذيب شديد لمدة طويلة".
ويضيف أنه لم يمض وقت طويل على خروج محمد من سجن السلطة، لكنه لم يظهر لهم خلال وجوده معهم خلال الفترة الماضية أنه سيقدم على تنفيذ عملية حاجز تياسير.
وصباح اليوم الأربعاء، أصدرت لجنة المعتقلين السياسيين في الضفة بيانا مقتضبا قالت فيه إن "الشهيد محمد دراغمة منفذ عملية اقتحام حاجز تياسير، كان معتقلا سياسيا سابقا لدى أجهزة السلطة، حيث قضى أكثر من 154 يوما في سجن أريحا المركزي، وتعرض خلالها للتعذيب قبل أن يتم الإفراج عنه في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2024".
رصانة وهدوءوُلد دراغمة عام 2001 وتربى في طوباس في عائلة بسيطة وكان يعمل في البناء، وحين برز نجم شقيقة أحمد كقائد لكتيبة طوباس، ظل محمد محافظا على رصانته وهدوئه.
ويقول عنه شقيقه كمال إن "شكله يوحي بأنه شخص هادئ جدا، كان يحظى باحترام الكل، شابا كشباب جيله". وفاجأ هدوء محمد الشارع الإسرائيلي وجيش الاحتلال الذي اعترف -عبر إذاعته الرسمية- بأن هذه العملية تشكل صدمة في صفوف الجيش.
كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، نقلا عن تحقيقات أولية أجراها جيش الاحتلال، أن الهجوم الذي استهدف حاجز تياسير كان منظما ومدروسا، وتم تنفيذه على مرحلتين، شملت الأولى إطلاق النار عند الحاجز، بينما امتدت الثانية إلى داخل التحصينات العسكرية.
ورغم التقييدات على حركة المواطنين الفلسطينيين على الحاجز الذي يربط بين مدينة طوباس والأغوار الشمالية ويقع شرق المدينة، فإن الشهيد دراغمة استطاع الوصول إليه وتمكن من السيطرة على برج المراقبة، والاشتباك مع جنود الاحتلال لعدة دقائق، وإصابة فرقة كاملة تتكون من 11 جنديا وقتل اثنين منهم وجرح البقية.
وطوال ساعات أعقبت تنفيذ العملية، توالت الأخبار والتفاصيل حول الطريقة التي نُفذت بها وكيف نجح مقاوم فلسطيني واحد يحمل رشاشا من نوع "إم 16″، ويرتدي سترة مضادة للرصاص، من التسلل إلى موقع عسكري إسرائيلي محاط بمعسكرات تدريب، واعتلاء البرج العسكري والاشتباك من مسافة لا تبعد أكثر من مترين اثنين.
ورغم مرور أكثر من 24 ساعة عليها، لم يتم نشر صورة الشهيد في وسائل إعلام إسرائيلية، سوى واحدة نشرها جيش الاحتلال تظهر جثمانه من الخلف.
إعلان ترحيب واسعولاقت العملية ترحيبا واسعا في الشارع الفلسطيني الذي يتعرض منذ قرابة أسبوعين لعدوان إسرائيلي واسع بدأه الاحتلال باقتحام مدينة جنين ومخيمها منذ 16 يوما ضمن عملية "السور الحديدي"، والتي توسعت لتشمل مدينة طولكرم ومخيمها، وصولا إلى بلدة طمون ومخيم الفارعة جنوب مدينة طوباس.
وعبّر المواطنون عن شعورهم بالفخر بمنفذ العملية الذي "حيّر" جيش الاحتلال كل هذه الساعات في التعرف عليه وفي كيفية قيامه بالعملية، في حين توالت التوقعات في احتمالية أن يكون الشهيد من أفراد أجهزة الأمن الفلسطينية الذين خضعوا لتدريبات عسكرية تمكنهم من تنفيذ عملية مشابهة لعملية تياسير.
وتداول المواطنون مقاطع الفيديو المصورة لحظة اشتباك دراغمة مع جيش الاحتلال، وغرد عدد كبير منهم بعبارات مباركة للعملية التي وُصفت بالبطولية.
ونشرت صفحات محلية صورة البرج العسكري الذي تظهر عليه علامات الرصاص وعنونتها بـ"قام بطوفان وحده". في حين كتب آخرون "أبطال المقاومة في كل مكان.. لا مستحيل".
وفور إعلان عائلة دراغمة عن هوية نجلهم الشهيد محمد وتأكديهم أنه المنفذ، كتب مغردون فلسطينيون "اليوم يلتقي الأشقاء الشهداء".
ويرى المواطنون الفلسطينيون أن محاولات إسرائيل التضييق على حياة الناس في الطرقات وتعطيل حركتهم، وإقامة الحواجز التي وصلت قرابة 900 حاجز على طول الضفة الغربية، واجتياح مدن جنين وطولكرم وبلدة طمون والذي أدى حتى الآن إلى استشهاد 29 مواطنا، سيصعّد كل ذلك من عمليات المقاومة ضد الاحتلال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال حاجز تیاسیر مدینة طوباس أکثر من
إقرأ أيضاً:
من هم قيادات الحوثيين الذي شملهم قرار العقوبات الأمريكية؟
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء فرض عقوبات جديدة مرتبطة بحركة الحوثي اليمنية، شملت قادة كبار في المجموعة المتحالفة مع إيران.
وقالت الوزارة على موقعها الرسمي إن العقوبات طالت سبعة قادة متهمين باستيراد أسلحة بشكل غير قانوني، إضافة إلى عضو آخر متهم بإرسال مدنيين يمنيين للقتال في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية.
والقادة المشمولون بالعقوبات هم كل من:
محمد عبد السلام
هو المتحدث باسم جماعة الحوثي ويقيم في سلطنة عمان.
وفقا لوزارة الخزانة فقد لعب عبد السلام دورا رئيسيا في إدارة شبكة التمويل الداخلية والخارجية للحوثيين، كما سهل جهود الجماعة للحصول على الأسلحة والدعم من روسيا.
وكجزء من هذه الجهود، سافر عبد السلام إلى موسكو للقاء موظفين من وزارة الخارجية الروسية، ونسق مع العسكريين الروس لتنظيم زيارات وفود حوثية إلى روسيا.
إسحاق عبد الملك عبد الله المرواني
عضو رفيع المستوى في جماعة لحوثي ومساعد لعبد السلام.
شارك المرواني في لقاءات أجرتها وفود حوثية رفيعة المستوى لإجراء مناقشات في وزارة الخارجية الروسية في موسكو وكذلك نسق مع أعضاء آخرين لتعزيز مصالح الحوثيين على الصعيد الدولي.
مهدي محمد حسين المشاط
رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، حيث عمل على زيادة التعاون بين الحوثيين والحكومة الروسية، بما في ذلك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
محمد علي الحوثي
هو عضو في المجلس السياسي الأعلى في جماعة الحوثيين ورئيس سابق للجنة الثورية العليا في المجموعة.
بحسب وزارة الخزانة فقد تواصل الرجل مع مسؤولين من روسيا والصين لضمان عدم استهداف الحوثيين للسفن الروسية أو الصينية المارة عبر البحر الأحمر وتوفير المرور لها.
كما خطط مع أعضاء آخرين في الجماعة للسفر لموسكو لمناقشة الدعم الروسي للحوثيين.
علي محمد محسن صالح الهادي
رئيس غرفة تجارة صنعاء التابعة للحوثيين منذ مايو 2023.
بعد تعيينه في هذا المنصب، أصبح الهادي ممولا رئيسيا لشراء الأسلحة للحوثيين، حيث استخدم موقعه في الغرفة والشركة الوهمية لتمويل وإخفاء عمليات شراء المعدات العسكرية نيابة عن الحوثيين.
وكجزء من هذه الجهود، سافر إلى روسيا لتأمين معدات دفاعية للحوثيين واستثمارات في الصناعات التي يسيطر عليها الحوثيون.
عبد الملك عبدالله محمد العجري
شارك في عضوية وفود حوثية سياسية وعسكرية بارزة زارت وسكو، حيث مثل مصالح الحوثيين في اجتماعات مع كبار المسؤولين الروس، وكذلك مع الصين.
أصدر العجري بيانات رسمية نيابة عن الحوثيين تصف جهود الجماعة لمكافحة الضغط الاقتصادي الدولي ضد المؤسسات المصرفية المتحالفة مع الحوثيين في اليمن.
خالد حسين صالح جابر
سافر مع وفود حوثية إلى روسيا، حيث شارك في اجتماعات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية.
لدى جابر علاقة وثيقة مع المسؤول المالي للحوثيين سعيد الجمل من خلال تنسيق أنشطة غير مشروعة وعمليات تمويل للحوثيين تقوم بها شبكة تابعة للجمل.
عبد الولي عبده حسن الجابري
ساهم في تجنيد يمنيين للقتال لصالح روسيا في أوكرانيا حيث سهلت شركته المعروفة باسم "الجابري" في نقل مدنيين يمنيين إلى وحدات عسكرية روسية تقاتل في أوكرانيا مقابل المال.
وتأتي هذه العقوبات غداة إعلان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة صنفت رسميا المتمردين الحوثيين في اليمن "منظمة إرهابية أجنبية"، وذلك بعد أسابيع من توقيع الرئيس دونالد ترامب أمرا تنفيذيا بهذا الشأن.
ومنذ نوفمبر 2023، يشن الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات واسعة من الأراضي اليمنية، بما فيها العاصمة صنعاء، هجمات قبالة سواحل اليمن ضد سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، ولكن أيضا بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وتسببت الهجمات في تعطيل حركة الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهي منطقة بحرية حيوية للتجارة العالمية، ما دفع الولايات المتحدة إلى نشر تحالف بحري متعدد الجنسيات وضرب أهداف للمتمردين في اليمن، أحيانا بمساعدة المملكة المتحدة.