شدد تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، على تحول غرفة الاجتماعات الشرقية في البيت الأبيض في ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية إلى مركز طموحات ترامب التوسعية والخطيرة، بعد تصريحات الأخير بشأن الاستيلاء على قطاع غزة.

وأشار التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده ترامب مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه ملاحقات قضائية وتهم فساد ورشوة تعود إلى عام 2019.



أما ترامب فقد أدين في 34  تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلاته المالية. ويواجه نتنياهو مذكرة اعتقال دولية أصدرتها محكمة الجنايات الدولية ضده ووزير حربه السابق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة. وعلى ما يظهر يريد ترامب أن ينافسه ويتفوق عليه في هذا السجل.

وبحسب التقرير، فقد بدأ الرئيس الأمريكي بالتفاخر حول بنائه سفارة "جميلة" في القدس مهاجما سلفه وسط إطلاقه الأوامر إلى فريقه، حيث بدا غريبا وبشكل لا يصدق.

وقالت الصحيفة إن غزة  مكان "غير محظوظ" ولوقت طويل، وبدا وكأنه يتحدث عن بيت مسكون بالأشباح وأن "تكون فيه ليس جيدا فقط ويجب أن لا يمر بعملية بناء واحتلال من نفس الأشخاص  الذين كانوا هناك في الحقيقة وقاتلوا من أجله وعاشوا وماتوا هناك وعاشوا وجودا بائسا هناك".


وبدا نتنياهو الذي كان يجلس بجانبه وكأنه يتماسك ويغالب الضحك، وتحدث ترامب عن بناء "هيمنة مختلفة" في عدد من الدول و"بقلوب إنسانية" حيث يمكن أن يعيش هناك 1.8 مليون فلسطيني  وتدفع ثمن إقامتهم "دول الجوار عظيمة الثراء".

وتساءل التقرير هل كانت هذه خطة أم مفهوم خطة؟ فالرجل  الذي عمل امتحان الذكاء من خلال ترديد كلمات مثل "شخص، امرأة، رجل، كاميرا"، قال "ربما كان هناك موقع واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، خمسة، سبعة، ثمانية، 12 وربما كانت مواقع أو موقعا كبيرا" و "سيكون باهرا"، وهو يصف عملية التطهير العرقي.

ثم جاءت المفاجأة "ستستولي الولايات المتحدة على قطاع غزة" و "سنقوم بالمهمة أيضا وسنتملكه". ماذا؟ هل قال سنتملكه؟ الانعزالي وداعية "أمريكا أولا" لم يستبعد سيطرة أمريكا على القطاع، وفقا للتقرير.

وكانت آخر الإشارات من ترامب التي تظهر أنه دخل في مرحلة توسعية خطيرة. وعند هذه المرحلة، وقبل 8 أعوام، كان ترامب في ولايته الأولى موحلا في أمور تافهة، مثل حجم الذين حضروا حفل تنصيبه أو محاولة السيطرة على النظام الصحي الأمريكي، لكن ترامب رقم 2 يبدو منشغلا بمشروع أكبر.

فقد قال إن الجارة كندا، يجب أن تكون الولاية رقم 51، ما أثار ضحكات متوترة من الكنديين، ليكتشفوا أنه لم يكن يمزح.

وهز الدنمارك عندما طلب منها بيع جزيرة غرينلاند. وأعاد تسمية خليج المكسيك باسم خليج أمريكا. وفي خطابه الذي ألقاه في حفل تنصيبه تحدث عن قدر أمريكا ومصيرها لزرع علم أمريكا على المريخ. فهو يوليوس قيصر الذي قال: "جئت، رأيت، فتحت"، وليس بحاجة للخوف لان مجلس الشيوخ الروماني تم تحييده، وفقا للتقرير.

ولكن عندما تحول المؤتمر إلى سؤال وجواب كشف ترامب عن دافعه الحقيقي، حيث قال "سنستولي على المكان ونطوره ونخلق آلالاف وآلالاف الوظائف وسيكون أمر يفاخر فيه كل الشرق الأوسط".

وبالطبع، ففي النهاية فانتهاز فرصة تطوير عقاري في مانهاتن، كانت وراء صعوده في السبعينات من القرن الماضي، حيث قام بإعادة تطوير فندق كومودور. ومرة أخرى ينظر إلى الدولار وسط الأنقاض واليأس.

وعندما سألته مراسلة "سي إن إن"، كاتلين كولينز، من سيعيش في عالم ترامب اليوتوبي، رد "أتصور عالما من الناس يعيشون هناك، عالم من الناس الذي سيخلق مكانا لا يصدق وأعتقد أن إمكانيات غزة  لا تصدق وأعتقد أن كل ممثلي العالم ومن كل أنحاء العالم سيكونون هناك".


وأضاف ترامب: "لا أريد أن أكون ذكيا ولا أريد أن أكون رجلا حكيما ولكن ريفيريا الشرق الأوسط". وكرجل مبدع في صناعة العلامات، فمن سيخبر الفلسطينيين بأن ممتلكات ترامب والكازينوهات التي أنشأها أعلنت عن إفلاسها عدة مرات، وتواجه جامعته عددا من الدعاوى القضائية وتهم الغش، وتشوهت مؤسسته بفضيحة وطلب من شركته دفع 350 مليون دولار في قضية تزوير بنيويورك.

وكان هناك رجل واحد لم يبد أنه مهتم بأحلام ترامب في غزة، وهو نتنياهو الذي مدح الرئيس بأنه "أعظم صديق حصلت عليه إسرائيل أبدا في البيت الأبيض". وقال إن خطة ترامب لغزة "يجب أن تحظى بالإهتمام" و "يمكن أن تغير التاريخ"، رغم معارضة الدول الجارة لها. والتطبيع مستمر، كما قدم نتنياهو هذه التحية لترامب والتي سوف تجد صدى لدى معجبيه المتحمسين: "أنت تضرب صلب الموضوع. ترى أشياء يرفض الآخرون رؤيتها وتقول أشياء يرفض الآخرون قولها. وبعد أن تذهلهم، يحك الناس رؤوسهم ويقولون: تعرف كان على حق".

وهذه المجموعة لا تشمل كريس ميرفي، السيناتور الديمقراطي الذي رد على اقتراح ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: "لقد فقد عقله تماما".

مر أسبوعان فقط، ويبدو أن ترامب عازم على جعل هذا الفيلم "الإمبراطورية تضرب من جديد " أو "العراب الجزء الثاني" أو "المدمر 2" و "يوم القيامة فترات الرئاسة: تكملة" والذي سيتفوق على الفيلم الأول. اليوم غزة، وغدا العالم، وفقا للتقرير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب غزة نتنياهو غزة نتنياهو ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب: هناك اهتمام كبير بتطبيق تيك توك

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن هناك اهتماما كبيرا بتطبيق تيك توك، فيما تسعى إدارته إلى التوسط في بيع التطبيق الشهير.
وكتب ترامب في منشور على موقع تروث سوشيال للتواصل الاجتماعي "اهتمام كبير بتطبيق تيك توك! سيكون رائعا للصين وكل الأطراف المعنية".
ويكتنف الغموض مصير التطبيق منذ أن دخل قانون يلزم الشركة الصينية المالكة له، بايت دانس، إما ببيعه لأسباب تتعلق بالأمن القومي أو مواجهة الحظر حيز التنفيذ في 19 يناير.
ووقع ترامب، بعد توليه منصبه في 20 يناير، أمرا تنفيذيا يسعى إلى تأخير إنفاذ القانون لمدة 75 يوما. 

أخبار ذات صلة واشنطن: المحادثات مع أوكرانيا وروسيا تسير على نحو جيد أوروبا تدعو ترامب لتفادي حرب تجارية «لا رابح» فيها المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • الغارديان: "مرحبًا بكم في عالم ترامب، حيث يرى رجل العقارات دولاراتٍ بين ركام غزة"
  • رسوم ترامب الجمركية.. الذهب يرتفع عالميا بفعل التوترات التجارية بين أمريكا والصين
  • ما وراء زيارة نتنياهو إلى أمريكا؟.. خبراء يجيبون
  • عاجل | ترامب خلال لقائه نتنياهو: هناك بلدان أخرى غير الأردن ومصر ستقبل إيواء سكان من غزة
  • أستاذ عبري: أسرة نتنياهو في أمريكا منذ عام وقد يبحث عن هبوط آمن
  • ترامب: هناك اهتمام كبير بتطبيق تيك توك
  • على أنقاض الهيبة الأمريكية.. ترامب يعود مشحونا بالفكر العدواني
  • عضو بالحزب الجمهوري: استقبال ترامب لـ نتنياهو عار على أمريكا وإهانة لنا
  • بن جفير: على نتنياهو العودة من أمريكا مع التزام باستئناف إسرائيل للحرب