بوابة الوفد:
2025-03-04@18:26:27 GMT

منى وأحلام مؤجلة

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

يظل الإنسان يحلم حتى تتوقف نبضات القلب وتخمد الروح الوثابة داخل الجسد الفانى، الحلم دليل على الحياة، ومؤشر ينبئ بالبقاء، ومادمنا نحلم فلن نموت أحياء. لكن الأحلام أصبحت مؤجلة، فقد سادت كوابيس نهارية تسيطر علينا بعد أن تحولت الأحلام إلى سراب وانقلبت على رؤوسنا وكدرت عيشتنا وأيامنا ونحن نرى المستقبل فى أبنائنا يتلوث بالعديد من فيروسات العصر التكنولوجى الفضائى، مصاحبًا إياه غياب شبه تام لدور مؤسسات وهيئات ثقافية وتعليمية كان عليها مواجهة الداء والوباء من المنبع والبداية، وليس محاولات بائسة متفرقة غير مترابطة بعضها البعض لإنقاذ أحلام المستقبل متمثلة فى النشء والشباب والجيل القادم.

فمثلا، مهرجان العلمين ومحاولة إعادة التراث الفنى والثقافى المصرى وتقديمه بصورة مبهرة متجددة للشباب والجمهور جهد مشكور، ولكن يظل فى إطار الثقافة السياحية الفنية التى تستهدف فئة معينة، وحتى ما قامت به الإعلامية المتميزة المبدعة منى الشاذلى فى تجربة هى الأولى من نوعها فى الإعلام وفى مصر، تجربة مشاركة الجمهور حفلا غنائيا مع فرقة موسيقية مغربية مطعمة ببعض العازفين المصريين، وبقيادة الفنان المغربى أمين بودشار، هى محاولة متفردة لإحياء فن الغناء الأصيل الجميل فى وجود شباب من الجامعات المصرية والذين كونوا فرقًا للكورال قد تم الاحتفاء بها واستضافتها فى برنامجها المتميز، لتبعث للشباب برسائل تطمين وتشجيع وتأييد لما يقومون به فى ظل حالة العشوائية الفنية والموسيقية التى تجتاحنا بأغانٍ تسمى شعبية أو مهرجانات تخدش الآذان وتصيب الوجدان فى مقتل وتضرب كل معانى الكلمة واللحن والأداء بقنابل عنقودية مدمرة شوهت الأجنة فى الأرحام.

كما غيرت فكر وسلوك الصغار والكبار، وأفسدت الذوق العام بكل جدارة.. ومن هنا فإن محاولات منى الشاذلى للنهوض بالفن الراقى وعودة الذوق والمتعة والجمال من خلال إصرارها على متابعة كل ما يقدمه الشباب الواعى المبدع المختلف، لهى محاولات تندرج تحت عنوان «الأحلام المؤجلة»؛ لأنها أحلام كان من الأجدر بالمؤسسات الثقافية القيام بها، فهذا هو دورها الذى أنشئت من أجله، فالثقافة الجماهيرية وقصور الثقافة هى المنفذ الإبداعى للشباب فى ربوع المحروسة شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا.

قصور الثقافة دورها تنمية المواهب ورعايتها ومتابعة ما يجرى على الساحة الثقافية والفنية وعقد الندوات والاحتفالات والمسابقات وعلى الإعلام تغطية الفعاليات والتواجد فى الأحداث وتقديم كل ما تقوم به تلك القصور الثقافية التى ما هى إلا ثقافة للجمهور العادى فى أنحاء مصر.. دور المؤسسة الثقافية سواء المسرح أو الكتاب هو دور محورى يجب أن يعود بالتعاون والتكاتف مع الإعلام بشكل عام وليس بصور فردية ومحاولات من بعض الإعلاميين الذين يؤمنون بالدور الإيجابى الفعال الحيوى للإعلام والثقافة والفن فى تنمية الوعى وبناء الإنسان.

الأحلام المؤجلة هى أن نصحو ونهب لإعادة الفن الأصيل إلى سجل تاريخنا المعاصر، فليس من المعقول أن نعيش على ماضٍ ولى، الغريب أنه فى الحفل الذى غنى به الجمهور وقام بدور المطرب كانت المفاجأة أن الشباب العادى لا يعرف ولا يتذكر كلمات الأغنيات الشهيرة، خاصة الكلمات الشعرية، وإنما يتمايل مع الإيقاع والموسيقى، فذائقة الكلمة قد اندثرت وتلاشت فى جيل لا يسمع إلا الغث والردئ، ولا يطرب إلا على دقات الرق والطبلة وليس مضمون ومعنى الكلمة.. كيف لنا أن نبعث الحياة فى الأحلام والآمال لهذا الجيل القادم؟ ما هى الخطط الثقافية الفعّالة على مستوى الجمهورية؟ أسئلة كثيرة، ولكن علينا أن نقدم التحية لكل من يحاول إضاءة شمعة فى درب الأمل.. معكم منى الشاذلى، برنامج فنى اجتماعى تنويرى.. بعيدا عن إشكاليات ماضية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الثقافي المصري الجامعات المصرية

إقرأ أيضاً:

فبراير الشارقة.. فصول من الإبداع ترسخ هُوية الإمارة الثقافية

الشارقة: «الخليج»

شهدت الشارقة خلال فبراير الماضي، إطلاق مشاريع إبداعية تضاف إلى حزمة المبادرات والبرامج التي تجسد رؤية الإمارة وأنها باتت الثقافة والفنون هُويتها، حيث سردت الفعاليات بالضوء والإبداع حكايا العالم واستقطبت الأنظار، وتحولت الإمارة إلى مسرح للأضواء تصدح فيه أصوات الفنانين وتتراقص على عمارتها وساحاتها ألوان الإضاءة، ويتردد صدى الشعر النبطي في أروقة التراث، بينما تروي عدسات أشهر المصورين في العالم حكايات المدن والأزمنة.
أعلن «حي الشارقة للإبداع»، ليكون مدينة مصغرة للمبدعين، يجد فيها الفنانون والمصممون والمبتكرون فضاء يجمعهم، لتتلاقى أفكارهم وتتحول مشاريع مؤثرة في المشهد الثقافي والفني العالمي.
وفي السياق نفسه، جاء إعلان «مختبر الشارقة لتطوير الأزياء»، ليمنح المصممين المحليين منصة للتعبير عن إبداعاتهم، وليجعل من الشارقة محطة رئيسية في صناعة الأزياء المستدامة والمبتكرة ومنحه حياة جديدة في مشهد الإمارة الثقافي.
وفي قلب الشارقة النابض بالتراث تضيف الإمارة إلى بيوتها العتيقة «بيت اللوال» لاستعادة أصالة المنزل الإماراتي التقليدي، ويأخذ البيت ضيوف المكان إلى رحلة عبر التاريخ وتراث الطهي، مع قائمة مستوحاة من طريق الحرير القديم، والحرف التقليدية من جميع أنحاء العالم.
وحسب اللهجة التقليدية الإماراتية، يشير «اللّوال» إلى المسافر الذي عاد إلى وطنه بعد سفر طويل محمّلاً بكثير من القصص المشوقة، والهدايا التذكارية، والنكهات المتنوّعة من الثقافات الأخرى.
شهر الإبداع
في شهر الإبداع بذرت الشارقة الثقافة في كل الزوايا، لتمتزج الفنون بالبصيرة وتصبح وجهة الأدباء والفنانين والمصورين والمبدعين من مختلف بقاع الأرض.
يتفق زوار الفعاليات وسياح شتاء الشارقة الدافئ على أن روزنامة فبراير المزدحمة جعلته شهراً لا يُشبه غيره ليجسد رحلة استثنائية، تتقاطع فيها الفنون والتراث، ويزدهر فيها الإبداع ليلتقي الضوء بالشعر، والصورة بالتراث، والإبداع بالمستقبل، في مدينة لا تكتفي بأن تكون مجرد عاصمة للثقافة، بل تصنع ثقافة خاصة بها، تشع بريقاً يمتد إلى العالم بأسره.
عمارة الشارقة
يعكس «مهرجان أضواء الشارقة» روح المدينة الممتزجة بين الماضي والمستقبل في تناغم نادر للاحتفاء بجماليات هندسة العمارة الفريدة، وتقول السائحة الأجنبية ميليا جورج: أبهرتني عمارة الشارقة عندما تلمست جمال إبداعاتها بالأضواء، ليبقى بريقها عالقاً في ذاكرتي، كأثر ضوء عابر يترك بصمته في القلب قبل العين.
«إكسبوجر» يحكي العالم
وما إن تنطفئ إشعاعات «مهرجان أضواء الشارقة» حتى تضيء الشارقة سردياتها بلغة الصورة التي تغني عن ألف كلمة، لتفتح أبوابها لاستقبال محترفي ورواد التصوير من أنحاء العالم في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ليستكمل به توجهات الشارقة بدعم الإبداع وتأكيد مكانة الصورة وأهميتها لتوثيق الأحداث ونشر الحكايا.
وفي دورة فبراير الماضي استضاف المهرجان 300 مصور عالمي ومشاركات ب2500 صورة توزعت على 100 معرض، وتضمن برنامج النسخة التاسعة عرض أفلام سينمائية تتنوع بين وثائقيات قصيرة وطويلة، ورسوم متحركة، موفراً لعشاق السينما وهواة الفنون البصرية فرصة الاستمتاع بمجموعة متنوعة من السرديات الإبداعية.
وللبيئة نصيبها الوافر في «إكسبوجر» بتنظيمه القمة البيئية تحت شعار«الهجرة وتأثيرها في النظام البيئي» بمشاركة نخبة من الخبراء البيئيين والمصورين المتخصصين.
يقول الزائر إبراهيم الحاج: أحرص سنوياً على زيارة هذا الحدث المهم الذي يحول الكاميرا الى أداة سردية تكشف أسرار الحياة والإنسان والطبيعة. فيما تصف المعمارية الهندية زينيا كومار، تجربتها في المهرجان، بأنها تفوق الوصف وقالت «شعرت بأنني في عالم آخر وسط هذا المكان الساحر الذي يحكي العالم بصور وفعاليات متنوعة».
حوار عالمي
كان «بينالي الشارقة» بدورته (16) واحداً من أبرز الأحداث التي جسّدت رؤية الإمارة جسراً بين الثقافات، ومنصة للحوار البصري بين فنانين من مختلف أنحاء العالم.
وبين جمال الكون وتقلباته إلى القضايا الإنسانية والثقافية تلتقي اللوحة في البينالي مع الصورة الصامتة والمتحركة في «إكسبوجر» لنشر رسائل مشتركة متوافقة مع نهج الشارقة ورؤيتها، ما يعكس التزامها المستمر بتقديم الفنون قوةً محركةً للتغيير والابتكار.
شارك بالبينالي 200 فنان من أنحاء العالم حضروا ب 650 عملاً فنياً، إلى جانب برنامجٍ شاملٍ من العروض الأدائية والموسيقية والسينمائية.
تجد الخبيرة الفنية ناتاشا جينوالا، التي حضرت من جنوب آسيا، أن «بينالي الشارقة» بيئة مثالية لدعم الفنانين الشباب وحفظ الذاكرة الشفوية بالأغاني، والقصص، والطقوس التي تعزز الروابط الإنسانية وتساعد على التعافي والشفاء، خاصة في ظل التحولات التي يشهدها العالم اليوم.
عودة إلى الجذور
تتواصل أيام الشارقة التراثية بدورتها 22 تحت شعار «جذور» لتعيد الحكاية إلى أصولها، إلى الأسواق العتيقة والبيوت التي تحمل بصمة الأجداد.
ففي هذه الأيام، لا يعود التراث مجرد ماضٍ محفوظ في الكتب، بل يتحول تجربة حية، حيث تنبعث أصوات الحرفيين وهم يصنعون الأواني الفخارية، وتعلو أهازيج الفرق الشعبية التي تحكي قصص البحر والصحراء، وكأن الزمن يتوقف ليفسح المجال لذاكرة المكان كي تروي نفسها بنفسها.
الحياة والفنلا يقتصر فبراير الشارقة على المعارض والفعاليات الفنية والبصرية فقط، بل يمتد ليشمل عالم المسرح والموسيقى، لتتحول ليالي الإمارة إلى مهرجان من العروض الأدائية والموسيقية التي تجذب الجماهير من مختلف الخلفيات.
ففي إطار أيام الشارقة المسرحية، شهدت الإمارة عروضاً مسرحية مبهرة جمعت بين النصوص التقليدية والأعمال المعاصرة، مقدمة للجمهور تجربة درامية غنية تجسد التنوع الثقافي والفني الذي تتميز به الشارقة. وشكل المهرجان منصة للفنانين والمخرجين المسرحيين العرب.
عشاق الشعر
اجتمع عشاق الشعر في مهرجان الشارقة للشعر النبطي، بدورته 18 ومشاركة 40 شاعراً وشاعرة، وإعلاميين يمثلون الدول العربية، إذ تتجسد لغة البادية في أبيات تنبض بالحكمة والوجد، وكأنها ترسم معالم الروح الإماراتية الأصيلة.
في الشارقة لا تكون القصيدة مجرد كلمات، بل صدى لمشاعر أمة ووجدانها، تحتفي بلغتها وتروي حكاياها بإيقاع لا يخفت.
يودع فبراير الشارقة على إرث جديد، ليترك بصمته في ذاكرة الزوار والحضور، ويثبت أن الشارقة ليست وجهة ثقافية فقط، بل عاصمة للإبداع المتواصل الذي ينبض بالحياة كل يوم.

مقالات مشابهة

  • وزارة الثقافة تفتح باب طلبات عروض مشاريع دعم الجمعيات والهيئات الثقافية والنقابات الفنية والمهرجانات
  • انطلاق فعاليات الدورة القمة الثقافية أبوظبي 27 أبريل المقبل
  • 638 منحة دراسية من المجلس الهندي للعلاقات الثقافية
  • "لولو" يُعلن عن أول الفائزين في حملة "قيادة الأحلام 2025"
  • مسابقة ” المهارات الثقافية ” بوابة الإبداع في صنع الثقافة والفنون
  • الهوية الثقافية في ظل المتغيرات
  • عدد جديد من «الشارقة الثقافية»
  • فبراير الشارقة.. فصول من الإبداع ترسخ هُوية الإمارة الثقافية
  • محمد رمضان يطلق سيارة الأحلام لتحقيق أمنيات المصريين في مدفع رمضان
  • محمد رمضان: فائز محظوظ سيحصل على مليون جنيه في ليلة العيد