بوابة الوفد:
2024-09-19@03:23:00 GMT

منى وأحلام مؤجلة

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

يظل الإنسان يحلم حتى تتوقف نبضات القلب وتخمد الروح الوثابة داخل الجسد الفانى، الحلم دليل على الحياة، ومؤشر ينبئ بالبقاء، ومادمنا نحلم فلن نموت أحياء. لكن الأحلام أصبحت مؤجلة، فقد سادت كوابيس نهارية تسيطر علينا بعد أن تحولت الأحلام إلى سراب وانقلبت على رؤوسنا وكدرت عيشتنا وأيامنا ونحن نرى المستقبل فى أبنائنا يتلوث بالعديد من فيروسات العصر التكنولوجى الفضائى، مصاحبًا إياه غياب شبه تام لدور مؤسسات وهيئات ثقافية وتعليمية كان عليها مواجهة الداء والوباء من المنبع والبداية، وليس محاولات بائسة متفرقة غير مترابطة بعضها البعض لإنقاذ أحلام المستقبل متمثلة فى النشء والشباب والجيل القادم.

فمثلا، مهرجان العلمين ومحاولة إعادة التراث الفنى والثقافى المصرى وتقديمه بصورة مبهرة متجددة للشباب والجمهور جهد مشكور، ولكن يظل فى إطار الثقافة السياحية الفنية التى تستهدف فئة معينة، وحتى ما قامت به الإعلامية المتميزة المبدعة منى الشاذلى فى تجربة هى الأولى من نوعها فى الإعلام وفى مصر، تجربة مشاركة الجمهور حفلا غنائيا مع فرقة موسيقية مغربية مطعمة ببعض العازفين المصريين، وبقيادة الفنان المغربى أمين بودشار، هى محاولة متفردة لإحياء فن الغناء الأصيل الجميل فى وجود شباب من الجامعات المصرية والذين كونوا فرقًا للكورال قد تم الاحتفاء بها واستضافتها فى برنامجها المتميز، لتبعث للشباب برسائل تطمين وتشجيع وتأييد لما يقومون به فى ظل حالة العشوائية الفنية والموسيقية التى تجتاحنا بأغانٍ تسمى شعبية أو مهرجانات تخدش الآذان وتصيب الوجدان فى مقتل وتضرب كل معانى الكلمة واللحن والأداء بقنابل عنقودية مدمرة شوهت الأجنة فى الأرحام.

كما غيرت فكر وسلوك الصغار والكبار، وأفسدت الذوق العام بكل جدارة.. ومن هنا فإن محاولات منى الشاذلى للنهوض بالفن الراقى وعودة الذوق والمتعة والجمال من خلال إصرارها على متابعة كل ما يقدمه الشباب الواعى المبدع المختلف، لهى محاولات تندرج تحت عنوان «الأحلام المؤجلة»؛ لأنها أحلام كان من الأجدر بالمؤسسات الثقافية القيام بها، فهذا هو دورها الذى أنشئت من أجله، فالثقافة الجماهيرية وقصور الثقافة هى المنفذ الإبداعى للشباب فى ربوع المحروسة شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا.

قصور الثقافة دورها تنمية المواهب ورعايتها ومتابعة ما يجرى على الساحة الثقافية والفنية وعقد الندوات والاحتفالات والمسابقات وعلى الإعلام تغطية الفعاليات والتواجد فى الأحداث وتقديم كل ما تقوم به تلك القصور الثقافية التى ما هى إلا ثقافة للجمهور العادى فى أنحاء مصر.. دور المؤسسة الثقافية سواء المسرح أو الكتاب هو دور محورى يجب أن يعود بالتعاون والتكاتف مع الإعلام بشكل عام وليس بصور فردية ومحاولات من بعض الإعلاميين الذين يؤمنون بالدور الإيجابى الفعال الحيوى للإعلام والثقافة والفن فى تنمية الوعى وبناء الإنسان.

الأحلام المؤجلة هى أن نصحو ونهب لإعادة الفن الأصيل إلى سجل تاريخنا المعاصر، فليس من المعقول أن نعيش على ماضٍ ولى، الغريب أنه فى الحفل الذى غنى به الجمهور وقام بدور المطرب كانت المفاجأة أن الشباب العادى لا يعرف ولا يتذكر كلمات الأغنيات الشهيرة، خاصة الكلمات الشعرية، وإنما يتمايل مع الإيقاع والموسيقى، فذائقة الكلمة قد اندثرت وتلاشت فى جيل لا يسمع إلا الغث والردئ، ولا يطرب إلا على دقات الرق والطبلة وليس مضمون ومعنى الكلمة.. كيف لنا أن نبعث الحياة فى الأحلام والآمال لهذا الجيل القادم؟ ما هى الخطط الثقافية الفعّالة على مستوى الجمهورية؟ أسئلة كثيرة، ولكن علينا أن نقدم التحية لكل من يحاول إضاءة شمعة فى درب الأمل.. معكم منى الشاذلى، برنامج فنى اجتماعى تنويرى.. بعيدا عن إشكاليات ماضية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الثقافي المصري الجامعات المصرية

إقرأ أيضاً:

ورشة تدريبية عن "مكتبة الأحلام" لتعزيز القراءة والإبداع بين الشباب بمحافظة أسوان

في إطار دعم الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة القراءة والإبداع لدى الشباب، وضمن فاعليات الرحلة التثقيفية لسفراء المعرفة الفائزين بالمشروع الوطني للقراءة ، نظمت وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع مؤسسة البحث العلمي ورشة تدريبية بعنوان "مكتبة الأحلام".

تهدف هذه الورشة إلى تشجيع الشباب على القراءة وتنمية مهاراتهم الفكرية والإبداعية، وخلال الفعاليات تم تنظيم ورشة تدريبية على متن الباخرة العائمة في مدينة السحر والجمال أسوان ، ركزت على تعريف المشاركين بأهمية القراءة في توسيع آفاقهم المعرفية وزيادة وعيهم بالقضايا المعاصرة. كما شملت الورشة جلسات عملية حول كيفية اختيار الكتب وطرق جذب الشباب للمشاركة في التردد على المكتبات العلمية  وتنظيم الوقت للقراءة، إلى جانب نشاطات إبداعية مثل الكتابة والرسم والنقاشات الجماعية حول الكتب المفضلة والركن المفضل لدى كل منهم.


يذكر أن الهدف الأساسي من الورشة هو غرس حب القراءة بين الشباب وربطهم بالكتب كوسيلة للتعلم والتطوير الذاتي. كما أن التعاون مع مؤسسة البحث العلمي جاء انطلاقًا من الرغبة المشتركة في دعم المؤسسة لتطوير مكتبات الأندية الثقافية بمراكز الشباب وكذلك توفير بيئة داعمة للتفكير النقدي و الإبداعي لدى الشباب .


وقد أشار الدكتور عبده ابراهيم - مدير المشروعات التربوية والجوده بالمؤسسة أن الورشة أدت دورا كبيرا في التعرف على رؤية المشاركين في مجال تطوير الكتب من خلال ارائهم وأفكارهم في ما قدم لهم من اسئلة حول مكتبة الاحلام ، وقد أبدى المشاركون في الورشة تفاعلاً كبيرًا، مشيرين إلى أن " المشروع الوطني للقراءة هو مكتبة الأحلام" والذي وفر لهم فرصة لاكتشاف عوالم جديدة من خلال الكتب وتبادل الأفكار مع زملائهم ،و في ختام الورشة تم استعراض دور الأندية الثقافية بوزارة الشباب والرياضة ولما لها من دور في تنظيم مسابقة للإبداعات الأدبية والفنية.

مقالات مشابهة

  • وزير الإعلام ومحافظ لحج يرأسان اجتماعاً لمناقشة الأنشطة الثقافية والإعلامية
  • إدريس إلبا: في الإمارات المستحيل يصبح واقعاً وتتحقق الأحلام
  • البطل الاولمبي مشروع وليس بقصة
  • الشاعر إبراهيم رضوان لـ «البوابة نيوز»: الكلمة واللحن أصبحا «في خبر كان»
  • بين بريق المولدات وأحلام المصانع: أزمة الكهرباء تعرقل الطموحات الصناعية
  • الجديد: الزوايا الصوفية تفرخ حفظة القرآن وليس الدواعش
  • وزير الثقافة: الاهتمام بالفنون يعكس مدى تقدم المجتمعات ويُعزز هويتها الثقافية
  • “اصنع مستحيلك في الإمارات”
  • حسن الجزولي: حينما ادعيت كاذبا أنني صاحب العربة وليس جمال محمد احمد
  • ورشة تدريبية عن "مكتبة الأحلام" لتعزيز القراءة والإبداع بين الشباب بمحافظة أسوان